[center][b][color=red]محمد بن صالح المنصور... الشيخ المشتاق إلى لقاء ربه[/color][/b] [/center]
[b][color=green] 11- الشيخ محمد بن صالح المنصور[/color][/b]
ثم ذكر الدكتور العودة الشيخ محمد بن صالح المنصور، قائلًا: "من الرجال الذين عايشتهم وعاشرتهم واستفدت منهم، الشيخ محمد بن صالح المنصور، وبين قوسين( المنسلح)، فهذا هو الاسم الذي كان يعرف به، وقد درست عنده الفقه الحنبلي، وقرأت حاشية ابن قاسم، ووجدت للشيخ اختياراتٍ وآراء جميلة، أذكر منها على سبيل المثال :
أنه لما تكلم عن التسمية عند الوضوء: هل يُسَمِّي الإنسان إذا كان في دورة المياه؟ قال : إن دورات المياه الآن لا ينطبق عليها الكلام الفقهي الذي ينطبق على أماكن الخلاء عند السابقين؛ لأن دورة المياه الآن نظيفة، ولا يوجد فيها شيء. فهو يرى أنْ يُسَمِّيَ الإنسان إذا توضأ داخل دورة المياه، فيما يُسَمَّى بالمغاسل. وله آراءُ فقهيةٌ جميلةٌ وكثيرةٌ، رحمه الله.
وأضاف الدكتور العودة: لقد صحبت الشيخ، حتى آخر عمره، وهو من الناس القلائل الذين وجدتهم يقولون، كما كان يقول لبيد :
ولقد سَئِمْتُ من الحياة وطُولِهَا وسُؤَالِ هذا الناس: كيف لَبِيدُ!
فقد كان الشيخ في آخر عمره يَشْعُرُ بالملل من الحياة، ويشتاق للقاء الله عز وجل، وحتى بعدما مرض، لم تكن تسمعه يدعو بالشفاء أو العافية، وإنما يسأل الله تعالى الخيرَ والفرَجَ والمغفرة والرحمة..وبعدما تُوُفِّيَ رحمه الله، تبين أنّ هناك الكثير من الناس كان الشيخ يكفلهم، وظهرت الجهود والبرامج التي كان يقوم بها. [center][b][color=red]العَلَّامة[/color][/b][b] [color=red]ابن جبرين.... شَيْخٌ لا يعرف الغَضَب[/color][/b] [/center]
[b][color=green]12- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين[/color][/b]
ثم تحدث الشيخ سلمان عن الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، قائلًا: "رجل تجاوز الثمانين من عمره، يتماثل الآن للشفاء من مرضٍ بعد عمليةٍ في القلب، وهو أعجوبةٌ بحق، فأنت ترى دروسه تفترس وقته كُلَّه! فكل وقته دروس وبرامج..فدورة في لينا، بعدها تجده في المنطقة الشرقية، ثم تجده في أملج، ثم تسمع أن الشيخ ذهب إلى خميس مشيط..وهكذا يتنَقَّلُ بين البلاد والمدن في دورات، وبرامج، ولا يكاد يعتذر الشيخ من أحد يدعوه، حتى لو دعاه إلى هجرةٍ قليلةٍ أو قرية، أو حفنةٍ قليلة من الطلاب!
وأضاف فضيلته: والشيء الغريب في هذا الشيخ الجليل، أنه مع كثرة أسفاره، وواسع معرفته، لم يكن مقصورًا على الفقه، بل تجد عنده إذا ذاكرته في الأنساب معرفةً غريبةً وبصرًا نافذًا، وإذا ذاكرته في الأدب والشعر تجده كذلك، حتى إنه يحفظ الكثير من مقامات الحريري وغيرها، ويستشهد بالشعر.
[color=red] هدوء وسماحة [/color]
كما أن الشيخ يتسم بنبل الأخلاق، والتواضع الجم، ولا يرى لنفسه قَدْرًا.. وأظن أن الشيخ لو لم يكن قرأ عن الغضب، لم يكن يعرف ما هو الغضب، إلا أن تُنْتَهَكَ حرمات الله سبحانه وتعالى، فيغضب لله لا لنفسه.
وطوال صحبتي للشيخ لم أرهُ مُغْضَبًا قط، بل كان سمته الهدوءَ والسماحةَ والصبر، حتى لو ظلمه أحدٌ أو آذاه أو اعتدى عليه- وطالَمَا يحدث شيء من ذلك- أو إذا جَهِلَهُ شَخْصٌ لا يعرفه، فأساء إليه، أو تعامَلَ معه معاملةً بغير الأدب- وقد حصل ذلك في مكة وفي أماكن عديد- فلا يصدر من الشيخ غَضَبٌ قط، ولا ينتصر لنفسه أبدًا، ولا يقول: أنا فلان..بل هو نموذجٌ حيٌّ للعلم والتعليم، وبَذْلِ النفس في ذلك، مع ما له من الشمائل والأخلاق الفاضلة، حفظه الله تعالى.[center][b][color=red]الشيخ سليمان العلوان...مكتبة متنقلة[/color][/b] [/center]
[b][color=green]13- الشيخ سليمان بن ناصر العلوان:[/color][/b]
وأردف الشيخ سلمان: من الرجال الذين عايشتهم أيضا، صديقي وزميلي الشيخ سليمان بن ناصر العلوان، فَكَّ الله أسْرَهُ.. وقد تعرفت إلى الشيخ بزيارة قام بها إلي، وأكْبَرْتُ هذه الروح، ثم توطدت العلاقة والصداقة والحب بيني وبينه، فكنت آتيه في بيته ضحى أو لَيْلًا، ونتسامر إلى نصف الليل، أو بعد ذلك، أو يأتيني هو كذلك.. ومهما طال الحديث نشعر بالمتعة والأنس؛ فالشيخ مَكْتَبَةٌ مُتَنَقِّلَة.. وكنت كلما جئته وجدته يتمَثَّلُ بقول القائل :
وجدتُ الحبيب لا يُمَلُّ حديثه ولا ينفع المشنوء أن يترددا!
وأوضح فضيلته: أكاد أقول: إن الشيخ العلوان ليس عنده كتاب في مكتبته، إلا وقد قرأه..فهو يقرأ سريعًا، ويحفظ سريعًا؛ الأسانيد، والمتون، مع معرفة للرجال، وللحديث صحيحه من ضعيفه، وعنده مَعْرِفَةٌ بالأقوال الفقهية، وأقوال العلماء، وله اختياراتٌ، فهو شجاعٌ جدا وجريء في الاختيار الفقهي، وعدم التعصب للمذهب، وعدم الوقوف عند المألوف.
وكذلك لديه تقديرٌ لأحوال الناس، وظروفهم، وقد كان الناس يتصلون به من كل مكان، ويلقي الدروس عبر التليفون، لأكثر من بلد، وأكثر من مَصْرٍ، يشرح لهؤلاء في الحديث، وهؤلاء في المصطلح، ولهؤلاء في الفقه، وهؤلاء في العقيدة!
فالشيخ حفظه الله، نموذجٌ في سعة العلم، ومدرسةٌ في الصبر والمواصلةِ والتحصيل والقراءة، وسَعَةِ الاطلاع.
[b][color=green] 11- الشيخ محمد بن صالح المنصور[/color][/b]
ثم ذكر الدكتور العودة الشيخ محمد بن صالح المنصور، قائلًا: "من الرجال الذين عايشتهم وعاشرتهم واستفدت منهم، الشيخ محمد بن صالح المنصور، وبين قوسين( المنسلح)، فهذا هو الاسم الذي كان يعرف به، وقد درست عنده الفقه الحنبلي، وقرأت حاشية ابن قاسم، ووجدت للشيخ اختياراتٍ وآراء جميلة، أذكر منها على سبيل المثال :
أنه لما تكلم عن التسمية عند الوضوء: هل يُسَمِّي الإنسان إذا كان في دورة المياه؟ قال : إن دورات المياه الآن لا ينطبق عليها الكلام الفقهي الذي ينطبق على أماكن الخلاء عند السابقين؛ لأن دورة المياه الآن نظيفة، ولا يوجد فيها شيء. فهو يرى أنْ يُسَمِّيَ الإنسان إذا توضأ داخل دورة المياه، فيما يُسَمَّى بالمغاسل. وله آراءُ فقهيةٌ جميلةٌ وكثيرةٌ، رحمه الله.
وأضاف الدكتور العودة: لقد صحبت الشيخ، حتى آخر عمره، وهو من الناس القلائل الذين وجدتهم يقولون، كما كان يقول لبيد :
ولقد سَئِمْتُ من الحياة وطُولِهَا وسُؤَالِ هذا الناس: كيف لَبِيدُ!
فقد كان الشيخ في آخر عمره يَشْعُرُ بالملل من الحياة، ويشتاق للقاء الله عز وجل، وحتى بعدما مرض، لم تكن تسمعه يدعو بالشفاء أو العافية، وإنما يسأل الله تعالى الخيرَ والفرَجَ والمغفرة والرحمة..وبعدما تُوُفِّيَ رحمه الله، تبين أنّ هناك الكثير من الناس كان الشيخ يكفلهم، وظهرت الجهود والبرامج التي كان يقوم بها. [center][b][color=red]العَلَّامة[/color][/b][b] [color=red]ابن جبرين.... شَيْخٌ لا يعرف الغَضَب[/color][/b] [/center]
[b][color=green]12- الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين[/color][/b]
ثم تحدث الشيخ سلمان عن الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، قائلًا: "رجل تجاوز الثمانين من عمره، يتماثل الآن للشفاء من مرضٍ بعد عمليةٍ في القلب، وهو أعجوبةٌ بحق، فأنت ترى دروسه تفترس وقته كُلَّه! فكل وقته دروس وبرامج..فدورة في لينا، بعدها تجده في المنطقة الشرقية، ثم تجده في أملج، ثم تسمع أن الشيخ ذهب إلى خميس مشيط..وهكذا يتنَقَّلُ بين البلاد والمدن في دورات، وبرامج، ولا يكاد يعتذر الشيخ من أحد يدعوه، حتى لو دعاه إلى هجرةٍ قليلةٍ أو قرية، أو حفنةٍ قليلة من الطلاب!
وأضاف فضيلته: والشيء الغريب في هذا الشيخ الجليل، أنه مع كثرة أسفاره، وواسع معرفته، لم يكن مقصورًا على الفقه، بل تجد عنده إذا ذاكرته في الأنساب معرفةً غريبةً وبصرًا نافذًا، وإذا ذاكرته في الأدب والشعر تجده كذلك، حتى إنه يحفظ الكثير من مقامات الحريري وغيرها، ويستشهد بالشعر.
[color=red] هدوء وسماحة [/color]
كما أن الشيخ يتسم بنبل الأخلاق، والتواضع الجم، ولا يرى لنفسه قَدْرًا.. وأظن أن الشيخ لو لم يكن قرأ عن الغضب، لم يكن يعرف ما هو الغضب، إلا أن تُنْتَهَكَ حرمات الله سبحانه وتعالى، فيغضب لله لا لنفسه.
وطوال صحبتي للشيخ لم أرهُ مُغْضَبًا قط، بل كان سمته الهدوءَ والسماحةَ والصبر، حتى لو ظلمه أحدٌ أو آذاه أو اعتدى عليه- وطالَمَا يحدث شيء من ذلك- أو إذا جَهِلَهُ شَخْصٌ لا يعرفه، فأساء إليه، أو تعامَلَ معه معاملةً بغير الأدب- وقد حصل ذلك في مكة وفي أماكن عديد- فلا يصدر من الشيخ غَضَبٌ قط، ولا ينتصر لنفسه أبدًا، ولا يقول: أنا فلان..بل هو نموذجٌ حيٌّ للعلم والتعليم، وبَذْلِ النفس في ذلك، مع ما له من الشمائل والأخلاق الفاضلة، حفظه الله تعالى.[center][b][color=red]الشيخ سليمان العلوان...مكتبة متنقلة[/color][/b] [/center]
[b][color=green]13- الشيخ سليمان بن ناصر العلوان:[/color][/b]
وأردف الشيخ سلمان: من الرجال الذين عايشتهم أيضا، صديقي وزميلي الشيخ سليمان بن ناصر العلوان، فَكَّ الله أسْرَهُ.. وقد تعرفت إلى الشيخ بزيارة قام بها إلي، وأكْبَرْتُ هذه الروح، ثم توطدت العلاقة والصداقة والحب بيني وبينه، فكنت آتيه في بيته ضحى أو لَيْلًا، ونتسامر إلى نصف الليل، أو بعد ذلك، أو يأتيني هو كذلك.. ومهما طال الحديث نشعر بالمتعة والأنس؛ فالشيخ مَكْتَبَةٌ مُتَنَقِّلَة.. وكنت كلما جئته وجدته يتمَثَّلُ بقول القائل :
وجدتُ الحبيب لا يُمَلُّ حديثه ولا ينفع المشنوء أن يترددا!
وأوضح فضيلته: أكاد أقول: إن الشيخ العلوان ليس عنده كتاب في مكتبته، إلا وقد قرأه..فهو يقرأ سريعًا، ويحفظ سريعًا؛ الأسانيد، والمتون، مع معرفة للرجال، وللحديث صحيحه من ضعيفه، وعنده مَعْرِفَةٌ بالأقوال الفقهية، وأقوال العلماء، وله اختياراتٌ، فهو شجاعٌ جدا وجريء في الاختيار الفقهي، وعدم التعصب للمذهب، وعدم الوقوف عند المألوف.
وكذلك لديه تقديرٌ لأحوال الناس، وظروفهم، وقد كان الناس يتصلون به من كل مكان، ويلقي الدروس عبر التليفون، لأكثر من بلد، وأكثر من مَصْرٍ، يشرح لهؤلاء في الحديث، وهؤلاء في المصطلح، ولهؤلاء في الفقه، وهؤلاء في العقيدة!
فالشيخ حفظه الله، نموذجٌ في سعة العلم، ومدرسةٌ في الصبر والمواصلةِ والتحصيل والقراءة، وسَعَةِ الاطلاع.