[center][b][color=red]الشيخ صالح المنصور... الورع التقي[/color][/b] [/center]
[b][color=green]8- الشيخ صالح المنصور :[/color][/b]
كان الشيخ صالح المنصور عميدَ الكلية، رحمه الله، عندما كان الشيخ صالح الخزيم وكيلَها، وعندهم تخرجنا ودرسنا..وكانوا رحمهم الله ينهضوننا، ويَحُضُّونَنَا بأخلاقهم، وعِلْمِهم، وصبرهم، وبالقدوة الحسنة التي يقدمونها.
وأضاف فضيلته: لا زلتُ أذكر مواقف كثيرةً عن هذا الأيام، أكتفي منها بموقف واحد: حينما مَرِضَ الشيخ صالح المنصور، وزُرْتُه رحمه الله في مستشفى بريدة، وكان من كتبه التي درسناها في الكلية: كتابٌ في أصول الفقه، أشبهُ بما يكون بتلخيص، أو منتقى، من روضة الناظر لابن قدامة، فجلستُ إلى الشيخ، فقال لي: يُوجَدُ في كتابي هامشٌ، أو حاشية، أخاف منها، وأخشى أنْ يؤاخذني الله عليها، ولا بُدَّ من حذفها في الطبعات القادمة.
فقلت له: ما هذه الحاشية؟ قال : إنني تكلمت عن أحد الفقهاء، الحنابلة- وذكر "نجم الدين الطوفي"، وهو حنبليٌّ أصوليٌّ مشهور-، ونقلتُ مُقَلِّدًا كلامَ بعض العلماء وبعض المترجمين الذي قد يكون فيه تجاوزٌ أو ظُلْمٌ - وأردف الدكتور العودة، قائلًا: انظر إلى هذا الورع، وهذه التقوى!- فقال : لا بد من حذف هذا الكلام، ولا ينبغي أن أُثْبِتَ عن الشيخ إلا ما يليق به ويليق بي.[center][b][color=red]العلامة ابن باز....وحيد دهره وفريد عصره[/color][/b] [/center]
[b][color=green]9- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز [/color][/b]
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، من الرموز الكبيرة التي لا بد من الإشارة إليها، رحمه الله تعالى..
عَرَفْتُه صغيرا، عندما زار بريدة، وجاءنا في المركز الصيفي، واجتمع به الناس، ثم امتدت صلتي به بعد ذلك في الرياض، وكان عندنا لقاءٌ شهريٌّ مع مجموعة من الدعاة، وكثيرًا ما نتناول طعام الغداء عنده يوم الجمعة، وفي المناسبات.
وقال الشيخ سلمان: رأيت الشيخ عبد العزيز رحمه الله، ويَصِحُّ أن يقال عنه: إنه نسيج وحده، أو وحيد دهره، وفريد عصره، فهو وعاءٌ مُلِئَ عِلْمًا..حفظ القرآن وفَهِمَ معانيه، وحفظ السنة النبوية، لاسيما الصحيحين، فقد كان يحفظهما ويستدل بهما كأنهما بين عينيه..وتجد لديه معرفةً بالعلوم كُلِّهَا، مع انحيازه للنص والدليل، ولو خالف أقوال الفقهاء.
كما كان الشيخ مستوعبًا للناس كُلِّهِم، مهما كانت ألوانهم، وجنسياتهم، ومذاهبهم، واتجاهاتهم، كما امتاز الشيخ بالصَّبْرِ والحلم، وطُول النَّفَسِ، وسَعَةِ البال، وكريمِ الخُلُق، مع الرؤساء، والأمراء، والعلماء، والتجار، والأطفال الصغار.
[color=red]مدرسة أخلاقية[/color]
وأضاف فضيلته أنّ مجلس الشيخ كان مجلسا نموذجيًّا، من المجالس التي يتساوى الناس فيها جميعًا، ولا فَضْلَ لأحدٍ على أحدٍ فيها قط.
والشيخ يستوعب الناسَ بِقَلْبِهِ، قبل أن يستوعبهم بمجلسه رحمة الله تعالى عليه..فإذا أتيته إلى الغداء مثلا تجد عنده الرئيس، وإلى جواره شابٌّ صغير قَدِمَ لتوه من الكويت، وإلى جواره رجلٌ من أفريقيا، وحولهم رجلٌ من البادية، ورابع وخامس....
وكما كان الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله، مدرسةً فريدةً في عِلْمِهِ وفي خُلُقِهِ، كان مدرسةً فريدةً أيضا في نَفْسِيَّتِهِ، فهو من القلائل الذين يمتلكون نفسيةً سليمةً، فلا يوجد عنده أيُّ تعقيد، أو حساسية، أو مشكلة أو اكتئاب، حتى في الحالات الصعبة، والمواقف المحرجة!
فيأتيه الخبر، مثلًا، بمقتل الملك فيصل رحمه الله، أو بنازلةٍ نزلتْ بالمسلمين، فيتوجع ويتأسى: إنا لله وإنا إليه راجعون! ثم تجده بعد ذلك يتناول شرابه وطعامه، ويُقْبِلُ على جلسائه، بسكينةِ المؤمن ورضاه.. فكان مدرسًة أخلاقيةً، ومَدْرَسَةً عِلْمِيَّةً، قَلَّ نظيرها، رحمة الله عليه. [center][b][color=red]ابن عثيمين..العلامة المتواضع الصابر[/color][/b] [/center]
[b][color=green]10- الشيخ محمد بن صالح العثيمين[/color][/b]
ثم تحدث الشيخ سلمان عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمة الله تبارك وتعالى عليه، قائلًا: " زُرْنَاه أيضًا ونحن طُلَّابٌ في المعهد العلمي، وأكلنا عنده الفاكهةَ بعد صلاة العصر، مع وفدٍ من معهد الطائف، وكنت أذكر كلامه وتعليقه في ذلك المجلس، وكان ذكر أن بعض السلف نقل عن بعضهم أن الواحد منهم كان إذا أكل لقمةً ليستْ من حلالٍ، أو فيها شبهة، يقع في قلبه منها شيء، فيلفظها ولا يبتلعها.. فَعَلَّق الشيخ العثيمين على هذا المعنى، وبَيَّن أنّ له وجهًا من الإمكان، ووجهًا من الجواز".
[color=red] تواضع وصبر[/color]
وأشار الدكتور العودة إلى أنه تتلمذ على يد الشيخ في المرحلة الجامعية، قائلًا: "ثم دَرَّس لنا الشيخ في الكلية في ذلك الوقت، ولم يكن أيمها بشهرته التي وصل إليها، ومع ذلك كان يعطي كُلَّ ما عنده.
وكان الشيخ يقول : إنه دَرَّس يوما من الأيام درسًا لم يكن فيه إلا طالِبٌ واحد، ومع ذلك واصَلَ الدَّرس.
وكان الشيخ رحمه الله يشرح كتاب الكافي، وعنده مجموعة قليلة، يُعَدُّون على أصابع اليد الواحدة، أو أصابع اليدين، والشيخ يَبْذُلُ كل جهده بعد وفاة شيخه الشيخ عبد الرحمن السعدي.. رحمه الله؛ حيث تصدّى للتدريس.
وأردف فضيلته: ثم كثر الطلاب حول الشيخ، وأصبح يلقي الدروس والمحاضرات في كل مكان، وعبر الهاتف يُحَدِّثُ الطلبة في أمريكا، أو في باكستان، أو في هولندا، أو في ألمانيا، ويستمع إليه عشرات الآلاف من الطلاب، وهو في تواضعه وفي صبره، وفي عِلْمِهِ، ودَأَبِهِ، وفي تحصيله، رحمة الله تبارك وتعالى عليه.
[b][color=green]8- الشيخ صالح المنصور :[/color][/b]
كان الشيخ صالح المنصور عميدَ الكلية، رحمه الله، عندما كان الشيخ صالح الخزيم وكيلَها، وعندهم تخرجنا ودرسنا..وكانوا رحمهم الله ينهضوننا، ويَحُضُّونَنَا بأخلاقهم، وعِلْمِهم، وصبرهم، وبالقدوة الحسنة التي يقدمونها.
وأضاف فضيلته: لا زلتُ أذكر مواقف كثيرةً عن هذا الأيام، أكتفي منها بموقف واحد: حينما مَرِضَ الشيخ صالح المنصور، وزُرْتُه رحمه الله في مستشفى بريدة، وكان من كتبه التي درسناها في الكلية: كتابٌ في أصول الفقه، أشبهُ بما يكون بتلخيص، أو منتقى، من روضة الناظر لابن قدامة، فجلستُ إلى الشيخ، فقال لي: يُوجَدُ في كتابي هامشٌ، أو حاشية، أخاف منها، وأخشى أنْ يؤاخذني الله عليها، ولا بُدَّ من حذفها في الطبعات القادمة.
فقلت له: ما هذه الحاشية؟ قال : إنني تكلمت عن أحد الفقهاء، الحنابلة- وذكر "نجم الدين الطوفي"، وهو حنبليٌّ أصوليٌّ مشهور-، ونقلتُ مُقَلِّدًا كلامَ بعض العلماء وبعض المترجمين الذي قد يكون فيه تجاوزٌ أو ظُلْمٌ - وأردف الدكتور العودة، قائلًا: انظر إلى هذا الورع، وهذه التقوى!- فقال : لا بد من حذف هذا الكلام، ولا ينبغي أن أُثْبِتَ عن الشيخ إلا ما يليق به ويليق بي.[center][b][color=red]العلامة ابن باز....وحيد دهره وفريد عصره[/color][/b] [/center]
[b][color=green]9- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز [/color][/b]
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، من الرموز الكبيرة التي لا بد من الإشارة إليها، رحمه الله تعالى..
عَرَفْتُه صغيرا، عندما زار بريدة، وجاءنا في المركز الصيفي، واجتمع به الناس، ثم امتدت صلتي به بعد ذلك في الرياض، وكان عندنا لقاءٌ شهريٌّ مع مجموعة من الدعاة، وكثيرًا ما نتناول طعام الغداء عنده يوم الجمعة، وفي المناسبات.
وقال الشيخ سلمان: رأيت الشيخ عبد العزيز رحمه الله، ويَصِحُّ أن يقال عنه: إنه نسيج وحده، أو وحيد دهره، وفريد عصره، فهو وعاءٌ مُلِئَ عِلْمًا..حفظ القرآن وفَهِمَ معانيه، وحفظ السنة النبوية، لاسيما الصحيحين، فقد كان يحفظهما ويستدل بهما كأنهما بين عينيه..وتجد لديه معرفةً بالعلوم كُلِّهَا، مع انحيازه للنص والدليل، ولو خالف أقوال الفقهاء.
كما كان الشيخ مستوعبًا للناس كُلِّهِم، مهما كانت ألوانهم، وجنسياتهم، ومذاهبهم، واتجاهاتهم، كما امتاز الشيخ بالصَّبْرِ والحلم، وطُول النَّفَسِ، وسَعَةِ البال، وكريمِ الخُلُق، مع الرؤساء، والأمراء، والعلماء، والتجار، والأطفال الصغار.
[color=red]مدرسة أخلاقية[/color]
وأضاف فضيلته أنّ مجلس الشيخ كان مجلسا نموذجيًّا، من المجالس التي يتساوى الناس فيها جميعًا، ولا فَضْلَ لأحدٍ على أحدٍ فيها قط.
والشيخ يستوعب الناسَ بِقَلْبِهِ، قبل أن يستوعبهم بمجلسه رحمة الله تعالى عليه..فإذا أتيته إلى الغداء مثلا تجد عنده الرئيس، وإلى جواره شابٌّ صغير قَدِمَ لتوه من الكويت، وإلى جواره رجلٌ من أفريقيا، وحولهم رجلٌ من البادية، ورابع وخامس....
وكما كان الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله، مدرسةً فريدةً في عِلْمِهِ وفي خُلُقِهِ، كان مدرسةً فريدةً أيضا في نَفْسِيَّتِهِ، فهو من القلائل الذين يمتلكون نفسيةً سليمةً، فلا يوجد عنده أيُّ تعقيد، أو حساسية، أو مشكلة أو اكتئاب، حتى في الحالات الصعبة، والمواقف المحرجة!
فيأتيه الخبر، مثلًا، بمقتل الملك فيصل رحمه الله، أو بنازلةٍ نزلتْ بالمسلمين، فيتوجع ويتأسى: إنا لله وإنا إليه راجعون! ثم تجده بعد ذلك يتناول شرابه وطعامه، ويُقْبِلُ على جلسائه، بسكينةِ المؤمن ورضاه.. فكان مدرسًة أخلاقيةً، ومَدْرَسَةً عِلْمِيَّةً، قَلَّ نظيرها، رحمة الله عليه. [center][b][color=red]ابن عثيمين..العلامة المتواضع الصابر[/color][/b] [/center]
[b][color=green]10- الشيخ محمد بن صالح العثيمين[/color][/b]
ثم تحدث الشيخ سلمان عن الشيخ محمد بن صالح العثيمين، رحمة الله تبارك وتعالى عليه، قائلًا: " زُرْنَاه أيضًا ونحن طُلَّابٌ في المعهد العلمي، وأكلنا عنده الفاكهةَ بعد صلاة العصر، مع وفدٍ من معهد الطائف، وكنت أذكر كلامه وتعليقه في ذلك المجلس، وكان ذكر أن بعض السلف نقل عن بعضهم أن الواحد منهم كان إذا أكل لقمةً ليستْ من حلالٍ، أو فيها شبهة، يقع في قلبه منها شيء، فيلفظها ولا يبتلعها.. فَعَلَّق الشيخ العثيمين على هذا المعنى، وبَيَّن أنّ له وجهًا من الإمكان، ووجهًا من الجواز".
[color=red] تواضع وصبر[/color]
وأشار الدكتور العودة إلى أنه تتلمذ على يد الشيخ في المرحلة الجامعية، قائلًا: "ثم دَرَّس لنا الشيخ في الكلية في ذلك الوقت، ولم يكن أيمها بشهرته التي وصل إليها، ومع ذلك كان يعطي كُلَّ ما عنده.
وكان الشيخ يقول : إنه دَرَّس يوما من الأيام درسًا لم يكن فيه إلا طالِبٌ واحد، ومع ذلك واصَلَ الدَّرس.
وكان الشيخ رحمه الله يشرح كتاب الكافي، وعنده مجموعة قليلة، يُعَدُّون على أصابع اليد الواحدة، أو أصابع اليدين، والشيخ يَبْذُلُ كل جهده بعد وفاة شيخه الشيخ عبد الرحمن السعدي.. رحمه الله؛ حيث تصدّى للتدريس.
وأردف فضيلته: ثم كثر الطلاب حول الشيخ، وأصبح يلقي الدروس والمحاضرات في كل مكان، وعبر الهاتف يُحَدِّثُ الطلبة في أمريكا، أو في باكستان، أو في هولندا، أو في ألمانيا، ويستمع إليه عشرات الآلاف من الطلاب، وهو في تواضعه وفي صبره، وفي عِلْمِهِ، ودَأَبِهِ، وفي تحصيله، رحمة الله تبارك وتعالى عليه.