[center][b][color=red]العطّار... رمزٌ من رموز الدعوة في بلاد الشام[/color][/b] [/center]
[b][color=green]14- الأستاذ عصام العطار[/color][/b]
ثم أشار فضيلته إلى الأستاذ عصام العطار، وهو أحد رموز الدعوة في بلاد الشام، ويقيم الآن في ألمانيا، قائلًا: "في طفولتي، وأثناء صحبتني لأولئك النفر، الذين أشرتُ إلى بعضهم، وجدتُ قصائد جميلة، حفظتها عن ظهر قلب، حِفْظَ الطفولة الذي لا يَنْسَى، خاصةً وأنها قصائد ممتلئة بالمشاعر والأحاسيس" :
طال اغترابي وما بيني بمقتضبِ والدَّهْرُ قد جدّ في حربي وفي طلبي
والشوق في أضلعي نارٌ تذوبني ما أفتك الشوق في أضلاع مغتربِ!
كم ذا أَحِنُّ إلى أهلي إلى بلدي إلى صِحَابِي وعهد الجد واللعبِ
إلى المناهل من دينٍ ومن خُلُقٍ إلى المناهل من علمٍ ومن أدبِ
إلى المساجد قد هام الفؤاد بها إلى الأذان كلحنِ الخلدِ في صَبَبِ
الله أكبر، هل أحيا لأسمعها إن كان ذلك يا فَوْزِي ويا طربي!
إني غريبٌ غريبُ الروح منفردٌ إني غريبٌ غريبُ الدَّهْرِ والنَّسَبِ
ألقى الشدائد، ليلي كله سَهَرٌ وما نهاري سوى ليلٍ بلا شُهُبِ!
أكابد السُّقْمَ في جسمي وفي ولدي وفي رفيقة دربٍ هدها خَبَبِي
قال الطبيب وقد أعيته حالتنا ولم يغادر لما يرجوه من سببِ
كيف الشفاء بعيش جِدّ مضطربٍ والفِكْرُ في شُغُلٍ، والقلب في تعبِ
ما دمت في بؤرة الأيام منتصبًا للطعن والضرب لا رجوى لمرتقبِ!
أو أسمع قصيدةً أخرى، فأبادر إلى حفظها، وهي أيضًا من قصائد الاغتراب :
تطاوَلَ ليلي والسُّهَادُ مرافقي وما أطول الليل البهيمَ لآرقِ
غريبٌ يُقَلِّبُه الحنين على الغضا ويُرْمِضُه شوقًا إلى كل شائقِ
فناءت به دارٌ وأوحش منزلٌ وظلَّلَهُ هَمٌّ مديدُ السُّرَادقِ
وألقته أحداثٌ على غارب النو ى فيا ليت شِعْري؛ هل مَعَادٌ لِتَائِقِ
تَمُرُّ به الأيام جَرْحًا وأَسْهُمًا وصَبْرًا تحدى كِبْرُهُ كُلَّ راشقِ
وشعلة إيمان يزيد اتقادها على عَصَفَاتِ الدَّهْرِ عند المآزِقِ
أحبائي، مَهْوَى الفؤاد تحيةً تجوز إليكم كُلَّ سد وعائقِ
لقد هدني شوق إليكaم مُبَرِّحٌ وقَرَّحَ جفني دافِقٌ بَعْدَ دِافِقِ
وأَرَّقَنِي في المظلمات عليكمُ تكالُبُ أعداءٍ سَعَوْا بالبَوَائِقِ
فمنهم عدُوٌّ كاشِرٌ عن عَدَائِه ومنهم عَدُوٌّ في ثياب الأصادِقِ
ومنهم قريبٌ، أعظم الخطب قُرْبُهُ! له فيكمُ فِعْلُ العدوِّ الْمُفَارِقِ!
فكنت أجد هذه الأبيات، وأنا طفل في المرحلة المتوسطة، ممهورةً باسم عصام العطار، فأتعرف عليه، فأجد صورته، وأجد كتابًا قد كتبه بعنوان : "أزمة روحية"، عبارة عن رسالة صغيرة، لم يكن في بالي قط أن ألقاه، لأنني كنت أتخيَّلُ، كما كان يقول أبو عبيد: " ما نحن فيمن مضى، إلا كَبَقْلٍ، في أصول نَخْلٍ طِوَالٍ".
[color=red]مجاهد في سبيل الله[/color]
وأضاف فضيلته : "قبل سنتين كنت في تركيا في مؤتمر، وإذا بي أُفَاجَأُ أن الرجل الذي يسكن الغرفة التي تجاورني في الفندق، اسمه عصام العطار.. ياللعجب!!
وقد يَجْمَعُ الله الشتيتَيْنِ بعدما يَظُنَّانِ كُلَّ الظن: أنْ لا تَلَاقِيَا!
ونهجم عليه هجمة المحب، نسامره، ونُسَاهِرُه، فنجد النفس الطيبة..والرجل صار الآن يتحرك..ونتعجب : يا أستاذ، لم تكن تذهب يمينًا ولا شِمَالًا! فقد كانت معظم إقامته في ألمانيا، في وسط جَوٍّ غير آمن..و أما اليوم، فهو يقول: أصبحتُ أسافر حيثُ أُدْعَى، إلى أي برنامج أو مؤتمر إسلامي..
فنسأله: لماذا؟ فيقول: أُحِسُّ دُنُوَّ أجلي، فلا أريد أن أموت وأنا قاعد، أريد أن أموت واقفًا، فالأشجار لا تموت إلا واقفةً!
فهو رجل يريد أنْ تُقْبَضَ روحه وهو مجاهِدٌ في سبيل الله؛ في كلمةٍ يقولها، أو علمٍ يَبُثُّه، أو تجربةٍ، أو خبرةٍ، أو دعوةٍ، أو مشورةٍ.
وتابع الدكتور العودة: وعندما استمعت إليه في تلك الليلة، وجدتُ قارئًا، بل حافظًا لديوان المتنبي، يستطرف من جميل شعره، ويقرأُه علينا، نستذكر معه أشعاره القديمة، ما نعرف، وما لا نعرف، بل أَجِدُ رجلًا أصبح يتكلم اللغة الألمانية، ويقرأ الثقافة الألمانية، ويحيط بذلك الفكر، ويستفيد منه بعقل مفتوحٍ.[center][b][color=red]على الطنطاوي... الشيخ المناضل[/color][/b] [/center]
[b][color=green]15- الشيخ علي الطنطاوي[/color][/b]
ثم ذكر الشيخ سلمان الشيخ علي الطنطاوي، قائلًا: "إنه من الأسماء التي لا بُدَّ من الوقوف عندها أيضا، ففي مرحلة المتوسطة والثانوية، كُتِبَ لي أن أقرأ كُلَّ ما كتب الشيخ علي الطنطاوي؛ حيث اشتريت كُتُبَهُ كلها، وكنت أذهب بها إلى الدكان مع والدي، فأقرأها واحدًا بعد الآخر، ومن أجمل ما قرأتُ، وأُوصِي به: كتاب :"رجال من التاريخ". وكتاب : "قصص من التاريخ"، الذي حاولتُ أن أحفظه، أو أحفظَ كلماتِه آنذاك؛ لأنه كان دُرَرًا في جاذبيته وعُمْقِهِ وإثارته، ومعرفته؛ فالشيخ أستاذٌ تَلَقَّيْنَا عنه الكثير.
وأضاف فضيلته: ربما لا يعرف الكثيرون أن الشيخ علي الطنطاوي كان شاعرًا، وهو لم يكن شاعرًا بذلك المعنى ، لكني جمعت كُلَّ ما كتب، فوجدته ألقى قصيدةً على الملك سعود، رحمه الله، حينما زار باكستان، ويقول فيها :
أسعودُ! باكستانُ أكبر دولة ولَأَنْتَ أكبرُ سيدٍ وعميدِ!
ويتكَلَّمُ عن القدس وفلسطين وغيرها من القضايا.
[color=red]هجوم مرفوض[/color]
وأردف الدكتور العودة: كم شعرتُ بالحزن والحرقة، حينما مرت بي فترةٌ من الفترات، فوجدتُ هجومًا شديدًا على الشيخ، وكُتُبًا تُؤَلَّفُ ضده، وتُهَمًا تُحَاك، مُشِيرًا إلى أن الشيخ لم يكن كذلك، بل كان رجلًا مناضلًا في سبيل الله، وفي سبيل العلم والدين والأخلاق، في بلده، في الشام، في مصر.
فخاله محب الدين الخطيب، وشيوخه الذين تتلمذ عليهم في الأدب والشعر، وكتاباته منذ القديم في الصحف المصرية، وتاريخه الطويل، وبرامجه التليفزيونية التي أصبح يلقيها بعد في السعودية، ثم المذكرات التي كتبها.. كلها رسمت قامةً لهذا الرجل الكبير العبقري العظيم.
وأشار فضيلته إلى أنه قام بزيارة إلى بيته بمكة، "فوجدته يستقبلنا ويعاملنا، كما لو كنا نحن الكبار، وهو الصغير، فيعاملنا باحترام وتقدير وتوقير، وكان يقول لنا: مضى وقتنا وجاء وقتكم! والرجل كان بروحه الاجتماعية يحب من الناس أن يزوروه، ويتحدثَ إليهم ويُبَاسِطَهم، ويستعيدَ معهم الذكريات".
[b][color=green]14- الأستاذ عصام العطار[/color][/b]
ثم أشار فضيلته إلى الأستاذ عصام العطار، وهو أحد رموز الدعوة في بلاد الشام، ويقيم الآن في ألمانيا، قائلًا: "في طفولتي، وأثناء صحبتني لأولئك النفر، الذين أشرتُ إلى بعضهم، وجدتُ قصائد جميلة، حفظتها عن ظهر قلب، حِفْظَ الطفولة الذي لا يَنْسَى، خاصةً وأنها قصائد ممتلئة بالمشاعر والأحاسيس" :
طال اغترابي وما بيني بمقتضبِ والدَّهْرُ قد جدّ في حربي وفي طلبي
والشوق في أضلعي نارٌ تذوبني ما أفتك الشوق في أضلاع مغتربِ!
كم ذا أَحِنُّ إلى أهلي إلى بلدي إلى صِحَابِي وعهد الجد واللعبِ
إلى المناهل من دينٍ ومن خُلُقٍ إلى المناهل من علمٍ ومن أدبِ
إلى المساجد قد هام الفؤاد بها إلى الأذان كلحنِ الخلدِ في صَبَبِ
الله أكبر، هل أحيا لأسمعها إن كان ذلك يا فَوْزِي ويا طربي!
إني غريبٌ غريبُ الروح منفردٌ إني غريبٌ غريبُ الدَّهْرِ والنَّسَبِ
ألقى الشدائد، ليلي كله سَهَرٌ وما نهاري سوى ليلٍ بلا شُهُبِ!
أكابد السُّقْمَ في جسمي وفي ولدي وفي رفيقة دربٍ هدها خَبَبِي
قال الطبيب وقد أعيته حالتنا ولم يغادر لما يرجوه من سببِ
كيف الشفاء بعيش جِدّ مضطربٍ والفِكْرُ في شُغُلٍ، والقلب في تعبِ
ما دمت في بؤرة الأيام منتصبًا للطعن والضرب لا رجوى لمرتقبِ!
أو أسمع قصيدةً أخرى، فأبادر إلى حفظها، وهي أيضًا من قصائد الاغتراب :
تطاوَلَ ليلي والسُّهَادُ مرافقي وما أطول الليل البهيمَ لآرقِ
غريبٌ يُقَلِّبُه الحنين على الغضا ويُرْمِضُه شوقًا إلى كل شائقِ
فناءت به دارٌ وأوحش منزلٌ وظلَّلَهُ هَمٌّ مديدُ السُّرَادقِ
وألقته أحداثٌ على غارب النو ى فيا ليت شِعْري؛ هل مَعَادٌ لِتَائِقِ
تَمُرُّ به الأيام جَرْحًا وأَسْهُمًا وصَبْرًا تحدى كِبْرُهُ كُلَّ راشقِ
وشعلة إيمان يزيد اتقادها على عَصَفَاتِ الدَّهْرِ عند المآزِقِ
أحبائي، مَهْوَى الفؤاد تحيةً تجوز إليكم كُلَّ سد وعائقِ
لقد هدني شوق إليكaم مُبَرِّحٌ وقَرَّحَ جفني دافِقٌ بَعْدَ دِافِقِ
وأَرَّقَنِي في المظلمات عليكمُ تكالُبُ أعداءٍ سَعَوْا بالبَوَائِقِ
فمنهم عدُوٌّ كاشِرٌ عن عَدَائِه ومنهم عَدُوٌّ في ثياب الأصادِقِ
ومنهم قريبٌ، أعظم الخطب قُرْبُهُ! له فيكمُ فِعْلُ العدوِّ الْمُفَارِقِ!
فكنت أجد هذه الأبيات، وأنا طفل في المرحلة المتوسطة، ممهورةً باسم عصام العطار، فأتعرف عليه، فأجد صورته، وأجد كتابًا قد كتبه بعنوان : "أزمة روحية"، عبارة عن رسالة صغيرة، لم يكن في بالي قط أن ألقاه، لأنني كنت أتخيَّلُ، كما كان يقول أبو عبيد: " ما نحن فيمن مضى، إلا كَبَقْلٍ، في أصول نَخْلٍ طِوَالٍ".
[color=red]مجاهد في سبيل الله[/color]
وأضاف فضيلته : "قبل سنتين كنت في تركيا في مؤتمر، وإذا بي أُفَاجَأُ أن الرجل الذي يسكن الغرفة التي تجاورني في الفندق، اسمه عصام العطار.. ياللعجب!!
وقد يَجْمَعُ الله الشتيتَيْنِ بعدما يَظُنَّانِ كُلَّ الظن: أنْ لا تَلَاقِيَا!
ونهجم عليه هجمة المحب، نسامره، ونُسَاهِرُه، فنجد النفس الطيبة..والرجل صار الآن يتحرك..ونتعجب : يا أستاذ، لم تكن تذهب يمينًا ولا شِمَالًا! فقد كانت معظم إقامته في ألمانيا، في وسط جَوٍّ غير آمن..و أما اليوم، فهو يقول: أصبحتُ أسافر حيثُ أُدْعَى، إلى أي برنامج أو مؤتمر إسلامي..
فنسأله: لماذا؟ فيقول: أُحِسُّ دُنُوَّ أجلي، فلا أريد أن أموت وأنا قاعد، أريد أن أموت واقفًا، فالأشجار لا تموت إلا واقفةً!
فهو رجل يريد أنْ تُقْبَضَ روحه وهو مجاهِدٌ في سبيل الله؛ في كلمةٍ يقولها، أو علمٍ يَبُثُّه، أو تجربةٍ، أو خبرةٍ، أو دعوةٍ، أو مشورةٍ.
وتابع الدكتور العودة: وعندما استمعت إليه في تلك الليلة، وجدتُ قارئًا، بل حافظًا لديوان المتنبي، يستطرف من جميل شعره، ويقرأُه علينا، نستذكر معه أشعاره القديمة، ما نعرف، وما لا نعرف، بل أَجِدُ رجلًا أصبح يتكلم اللغة الألمانية، ويقرأ الثقافة الألمانية، ويحيط بذلك الفكر، ويستفيد منه بعقل مفتوحٍ.[center][b][color=red]على الطنطاوي... الشيخ المناضل[/color][/b] [/center]
[b][color=green]15- الشيخ علي الطنطاوي[/color][/b]
ثم ذكر الشيخ سلمان الشيخ علي الطنطاوي، قائلًا: "إنه من الأسماء التي لا بُدَّ من الوقوف عندها أيضا، ففي مرحلة المتوسطة والثانوية، كُتِبَ لي أن أقرأ كُلَّ ما كتب الشيخ علي الطنطاوي؛ حيث اشتريت كُتُبَهُ كلها، وكنت أذهب بها إلى الدكان مع والدي، فأقرأها واحدًا بعد الآخر، ومن أجمل ما قرأتُ، وأُوصِي به: كتاب :"رجال من التاريخ". وكتاب : "قصص من التاريخ"، الذي حاولتُ أن أحفظه، أو أحفظَ كلماتِه آنذاك؛ لأنه كان دُرَرًا في جاذبيته وعُمْقِهِ وإثارته، ومعرفته؛ فالشيخ أستاذٌ تَلَقَّيْنَا عنه الكثير.
وأضاف فضيلته: ربما لا يعرف الكثيرون أن الشيخ علي الطنطاوي كان شاعرًا، وهو لم يكن شاعرًا بذلك المعنى ، لكني جمعت كُلَّ ما كتب، فوجدته ألقى قصيدةً على الملك سعود، رحمه الله، حينما زار باكستان، ويقول فيها :
أسعودُ! باكستانُ أكبر دولة ولَأَنْتَ أكبرُ سيدٍ وعميدِ!
ويتكَلَّمُ عن القدس وفلسطين وغيرها من القضايا.
[color=red]هجوم مرفوض[/color]
وأردف الدكتور العودة: كم شعرتُ بالحزن والحرقة، حينما مرت بي فترةٌ من الفترات، فوجدتُ هجومًا شديدًا على الشيخ، وكُتُبًا تُؤَلَّفُ ضده، وتُهَمًا تُحَاك، مُشِيرًا إلى أن الشيخ لم يكن كذلك، بل كان رجلًا مناضلًا في سبيل الله، وفي سبيل العلم والدين والأخلاق، في بلده، في الشام، في مصر.
فخاله محب الدين الخطيب، وشيوخه الذين تتلمذ عليهم في الأدب والشعر، وكتاباته منذ القديم في الصحف المصرية، وتاريخه الطويل، وبرامجه التليفزيونية التي أصبح يلقيها بعد في السعودية، ثم المذكرات التي كتبها.. كلها رسمت قامةً لهذا الرجل الكبير العبقري العظيم.
وأشار فضيلته إلى أنه قام بزيارة إلى بيته بمكة، "فوجدته يستقبلنا ويعاملنا، كما لو كنا نحن الكبار، وهو الصغير، فيعاملنا باحترام وتقدير وتوقير، وكان يقول لنا: مضى وقتنا وجاء وقتكم! والرجل كان بروحه الاجتماعية يحب من الناس أن يزوروه، ويتحدثَ إليهم ويُبَاسِطَهم، ويستعيدَ معهم الذكريات".