منتديات نور حياتك



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور حياتك

منتديات نور حياتك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إن الناظر في هذه المنتدى سيجد أن الشموع التي أشعلناها موزعة على مجالات عديدة, لكن يجمع بينها استهداف الارتقاء بشخصيات إخواني وأخواتي في العالم العربي, وتقديم العون لهم على سلوك مسالك الرشاد, والتفوق في كل مجلات الحياة .


    رسـالة العصر ( 1 / 4 )

    Your life
    Your life
    المدير العام على منتديات نور حياتك


    عدد الرسائل : 981
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 101
    تاريخ التسجيل : 15/01/2009

    رسـالة العصر ( 1 / 4 ) Empty رسـالة العصر ( 1 / 4 )

    مُساهمة من طرف Your life الإثنين فبراير 23, 2009 8:11 pm

    إن الحب في الله هو الإكسير الذي يحطّم العوائق، ويربط القلوب والنفوس مهما تباعدت في مواقعها ومواقفها ومداراتها واتجاهاتها وانشغالاتها؛ فلنرفع راية المحبة في وجه كل أعاصير الكراهية والبغضاء !
    إن العصر الذي نعيشه يضجُّ بالمظالم والعدوان والقتل والعنف ؛ مرة باسم الحرية ، ومرة باسم الديمقراطية ، ومرة باسم السلام ، ومرة باسم الإسلام ؛ فلنعالج ذلك كلّه برفع راية المحبة والوئام ، ومحبة الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، و المحبة في الله وفي رسوله -صلى الله عليه وسلم- من خصائص المؤمنين ، يقول الله –عز وجل- : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[المائدة:54] .
    ولندرك أن العسر كلمة صغيرة محفوفة باليسر قبلها واليسر بعدها ولن يغلب عسر يسرين .. (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)[الشرح:5-6] . [center]
    [table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']إِذَا ضَاقَتْ بِكَ الدُّنْيَا[/font] [/td][font='Times New Roman']
    [td width="10%"][/td][/font]
    [td width="45%"][font='Times New Roman']
    فَفَكِّرْ فِي أَلَمْ نَشْرَحْ[/font] [/td][/tr]
    [tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
    فَعُسْرٌ بَيْنَ يُسْـرَيْنِ[/font] [/td][font='Times New Roman']
    [td width="10%"][/td][/font]
    [td width="45%"][font='Times New Roman']
    تَأَمَّلْ فِيهِمَا تَفْرَحْ[/font] [/td][/tr][/table][/center]


    والحياة أيضاً كما هي مليئة بالعوائق، والعقبات، والنكبات؛ مليئة بالفرص. فإذا نظرت إلى الجانب المظلم؛ فاختلس نظرة أخرى إلى الجانب المشرق، ولتكن رسالةُ العصرِ تبشيراً بالمحبة والفرج والتيسير من الحكيم الخبير.
    هذه خواطر أخوية هدفها المناصحة والمصافحة والمصالحة ، وقد كان أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- إذا تلاقوا لم يفترقوا حتى يقرأ أحدهم على الآخر سورة العصر ثم يسلم أحدهما على الآخر، كما رواه الطبراني في الأوسط [ 5124] والبيهقي في شعب الإيمان[8639] وسنده جيد.
    إن من الفقه القرآني العناية بالمسائل الكبيرة والمهمة وإعطاءها حقها، بينما نغرق كثيراً .. كثيراً في مسائل من الدرجة الثالثة أو العاشرة .. وتستغرق الكثير من جهدنا وطاقتنا ، وطاقة الإنسان محدودة فإذا استغرقها في التفاصيل والجزئيات انقطع عن التأصيل والكليات ، وانشغل بالمسائل الصغار عن الكبار ، والصحابة-رضي الله عنهم- كانوا يتذاكرون هذه السورة لما فيها من أصول المسائل التي يجدر بالمسلم العناية بها ، ولأنها تربية على الأصول الكبرى ، وقد ينشغل المرء بالمفضول عن الفاضل ، وهذا من مداخل الشيطان كما ذكره أهل العلم، أو يتحرج المرء من صغيرة ويقدم على كبيرة ، وكان ابن عمر يقول لأهل العراق: ما أسْأًلَكم عن الصغيرة وأجرأكم على الكبيرة ، تقتلون الحسين ابن بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتسألون عن دم البعوضة.
    والذين يجلدون الإمام أحمد بن حنبل كانوا يسألونه عن الدم الذي ينضح على ثيابهم ، وكانوا ينتقدونه على أن يصلي وهو جالس والقيد في يديه وفي رجليه؛ ولذا فإننا نقف هنا مع ثلاث مسائل مهمة:
    [color=blue]أولها : [/color]الزمان.
    [color=blue]الثانية : [/color]الإنسان.
    [color=blue]الثالثة : [/color]العمل.
    هذه المسائل الثلاث هي سر النجاح والفلاح في الدنيا ، وهي سر الفوز والنجاة في الدار الآخرة ؛ ولنقف عند كل واحدة منها.

    [color=red]أولاً : الزمان.[/color]وهو العصر .. وهو البريء المتهم المظلوم، فالناس كثيراً ما يلقون مشاكلهم وإخفاقاتهم على الزمان ، وهو مجرد وعاء ليس له ولا عليه ، هو طرف محايد، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن سب الدهر ، وقال عن ربه تبارك وتعالى : "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلّب الليل والنهار" أخرجه البخاري [4826]، ومسلم [2246] من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
    ومعنى (أنا الدهر) أي أن ما ينسبه الناس إلى الدهر إنما هو بمشيئة الله تعالى وقدره، فهو خالقه سبحانه، ولا شيء في هذه الدنيا يتم عبثاً ولا اعتباطاً، وإنما هو بتقدير الحكيم الخبير. [center]
    [table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']نعــيب زماننا والعيب فينا[/font] [/td][font='Times New Roman']
    [td width="10%"][/td][/font]
    [td width="45%"][font='Times New Roman']
    وما لزمـــاننا عيب سوانا[/font] [/td][/tr]
    [tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
    وقد نهجوا الزمان بغير جرم[/font] [/td][font='Times New Roman']
    [td width="10%"][/td][/font]
    [td width="45%"][font='Times New Roman']
    ولو نطق الزمان بنا هجانا[/font] [/td][/tr]
    [tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
    وليس الذئب يأكل لحم ذئب[/font] [/td][font='Times New Roman']
    [td width="10%"][/td][/font]
    [td width="45%"][font='Times New Roman']
    ويأكل بعضنا بعضاً عيانا[/font] [/td][/tr][/table][/center]


    وقد أقسم الله تعالى بالعصر لعظمته وأهميته وضخامة أثره، فهو ظرف العمل ووعاؤه ، وهو سبب الربح في الدنيا والآخرة أو الخسارة فيهما، ولهذا قيل : الوقت هو الحياة ، قال الله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا"[الفرقان:62] قال ابن عباس من فاته عمل الليل قضاه بالنهار ، ومن فاته عمل النهار قضاه بالليل.
    وقال جل وعلا : "وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ*وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ"[فاطر:36-37] .
    قال ابن عباس : عمرناكم ستين سنة.
    وفي صحيح البخاري [6419] عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة".
    قال أحد البطالين لعامر بن عبد قيس : تعال أكلمك ، قال له: أمسك الشمس.
    أي ليس لدي وقت لهذا الكلام إلا أن تمسك الشمس ويتوقف الزمن ويتوقف دوران الأيام وصرير الأقلام ، فحينئذ أتوقف لمحادثتك ، ولهذا عني السلف بحفظ الأوقات وضبطها.
    وقد كتب الشيخ عبد الفتاح أبو غدة -رحمه الله- كتابه المعروف "قيمة الزمن عند العلماء".
    وأقسم الله تعالى بـ"العصر"؛ لأنه يتحول ويتبدل ويتغير، ليل ونهار ، وصيف وشتاء ، وحر وبرد ، وعزة وذلة ، ونصر وهزيمة ، وفقر وغنى ، وشدة ورخاء ، وقوة وضعف ، ومرض وعافية ، وعسر ويسر ، وغيبة وحضور ، وهذا هو التاريخ كله مبسوط أمامك : [center]
    [table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']تروح لنا الدنيا بغير الذي غدت[/font] [/td][font='Times New Roman']
    [td width="10%"][/td][/font]
    [td width="45%"][font='Times New Roman']
    وتحدث من بعد الأمور أمورُ[/font] [/td][/tr]
    [tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
    وتجري الليالي باجتماع وفرقة[/font] [/td][font='Times New Roman']
    [td width="10%"][/td][/font]
    [td width="45%"][font='Times New Roman']
    وتطلع فيها أنجم وتغورُ[/font] [/td][/tr]
    [tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
    وتطمع أن يبقى السرور لأهله[/font] [/td][font='Times New Roman']
    [td width="10%"][/td][/font]
    [td width="45%"][font='Times New Roman']
    وهذا محال أن يدوم سرورُ[/font] [/td][/tr]
    [tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
    عفا الله عمن صير الهم واحداً[/font] [/td][font='Times New Roman']
    [td width="10%"][/td][/font]
    [td width="45%"][font='Times New Roman']
    وأيقن أن الدائرات تدورُ[/font] [/td][/tr][/table][/center]


    إن في الحاضر اليوم من ضعف المسلمين وتفرقهم وسطحية تفكير هم وتسلط عدوهم أمراً يبعث على الكآبة والحزن، وهذا يمكن مداواته بنوع من الامتداد إلى المستقبل ، وانتظار الفرج والسعي في التغيير ، وألا نظن أن الواقع سرمدٌ لا يزول.
    كنت أقرأ قول الله تعالى: "أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ"[إبراهيم:44] وأتعجب وأتساءل من هؤلاء الذين اقسموا ما لهم من زوال؟
    أليس كل الناس يدري، بل حتى الحيوان يدري أن لـه أجلاً ينتهي إليه، وأن الموت في انتظاره طال الزمن أو قصر ؟
    من هؤلاء الذين اقسموا ما لهم من زوال ؟
    حتى قرأت كتاب نهاية التاريخ للمفكر الأمريكي فوكوياما ، والذي كان احتفالاً بسقوط الشيوعية، يقول: إن الغرب قد انتصر ، إن الديمقراطية الغربية قد انتصرت وحدث الأمر المنتظر فلا جديد بالتاريخ بعد ذلك إنها نهاية التاريخ .. " أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ*وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ"[إبراهيم:44-45] حل اليمين المتطرف محل الطغيان اليساري في العراق وفي غير العراق" فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ"[إبراهيم:47]. ، والحرية هي الخلاص من ذلك كله.
    [/justify]

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 9:13 am