وردني سؤال من الأخ أبي عبد الله من العراق يسأل فيه عن بعض الإخوة في العراق الذين يستهدفون إخوانهم العراقيين قتلاً وتصفية بحجة أنهم خونة, فهُم -على حد قولهم - يقدمون مساعدات واضحة للأمريكان؛ مما كان له الأثر الواضح على المقاومة, وقد استفاد منهم المحتل في ضرب فلول المقاومة, والتغلغل داخل العراق؛ فأقول: بخصوص ما ذكره الأخ من أمر المتعاونين؛ فهذا باب إذا فتح وصار الاجتهاد فيه لكل أحد؛ فإنه لا يغلق أبداً!!
ويمكن استهداف كل أحد بهذه الحجة.
وبعض الناس قد يظن الشيء, ثم يتأكد منه بقوة العاطفة, وضعف التجربة, حتى إنه يجزم به ويحلف ويقطع, وتكون الحقيقة بخلاف ذلك!
وهذا معروف في حياة الناس كلهم؛ ولذا فإن الصواب أنه لا يجوز للمقاتلين في العراق أن يستهدفوا إخوانهم العراقيين, سواء كانوا من المدنيين, أو من العسكريين, أو غيرهم.
ولا يسوغ لهم هذا تحت أي حجة من الحجج, كما لا يجوز إذكاء نار القتال بين الطوائف المختلفة من العراقيين.
ويجب أن يكون الهدف واضحاً, وهو: طرد المحتل من البلد, وإخراج الغازي.
فكل عسكري طارئ على البلد من قوات التحالف الغربية كالأمريكان والبريطانيين ومن حالفهم, ودخل في سلكهم وطاعتهم؛ فهو هدف مشروع يجوز قتاله وقتله, حتى يخرجوا من العراق أذلةً وهم صاغرون.
أما توسيع دائرة القتل والاستهداف والحرق والتفجير كما يقع هذه الأيام؛ فهو تدمير للبلد وأهله, وتوسيع لدائرة الصراع بما لا طائل تحته.
ويجب أن يتحرك العقلاء, ويتكلموا, و يجهروا بالقول في تحريم مثل هذه الأعمال, والنهي عنها, والتحذير منها بغاية ما يمكن من القوة والإقناع؛ فالشعب العراقي شأنه شأن شعوب الإسلام الأخرى, من حقه أن يعيش بهدوء وأمن, واطمئنان, وسلام، وأن يحافظ على بنية البلد من: طرق، وكهرباء, وهاتف, وتعليم, ومصالح, وعمران، وهذا مما جاءت الشرائع لتحصيله وإقامته.
ومن حقه أن يحظى بالدعوة الرشيدة إلى الله, وإلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة, والمجادلة بالتي هي أحسن, وأن يتفهم ما يجب عليه من طاعة الله والتزام أوامره, بهدوء واتزان, بعيداً عن روح الإحراق, والتدمير التي لا يتفهمها الكثيرون.
ولا يجوز لأحد مجاملة طرف ما, والغمغمة في بيان ما هو الحق والواجب رعايةً لخاطر هذا أو ذاك, أو لاعتقاد حسن قصده ونيته؛ فنحن لا نتهم المقاصد, ولا نشير إلى أحد, ولكننا نعلنها -بكل وضوح-: إن أعمال التفجير والتدمير والقتل العمياء لا تقدم للإسلام وأهله خيراً قط؛ بل هي سبب لمزيد من العداوات, والتفرق والاختلاف والفتن داخل مجتمعات الإسلام.
الشيء الوحيد الذي نقره ونراه مشروعاً هو: قتل وقتال المحتلين العسكريين، ومن في حكمهم من أجهزة الاستخبارات الغربية التي تمهّد للمعتدي عدوانه.
أما الاندفاع بالتدمير, وتوسيع دائرة الاستهداف بظن أن هذا يصنع مستقبلاً للإسلام؛ فإنني أقول: هذا وَهْمٌ كبير لا حقيقة له, والله لا يصلح عمل المفسدين.
وأنا أعلم أن المقاومة في العراق تنتظم أطيافاً شتى من الإسلاميين, ومن غيرهم من أهل العراق, ومن بلاد الإسلام الأخرى, ويصعب التعرف على مسؤولية هذه الأعمال أو إسنادها لطرف ما..., ولا نريد أن ننجرّ وراء الظنون والتنبؤات الإعلامية, لكن يكفي بيان حكم هذه الأعمال وسوء عواقبها في الدنيا والآخرة, وما تجرّه من الثارات والإحن والعداوات, وأنها ليست نصرة للدين وأهله, ولا تقدماً للدعوة؛ إلا إذا كانت تبعاً لما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- من حفظ المصالح وضبطها, ودفع المفاسد ودرئها, والحرص على حياة الناس, وعلاقاتهم, وأمنهم, وعلى المقاصد العظمى التي عليها مدار الدين والدنيا, وعدم الاسترسال وراء الدوافع الشخصية والذاتية, والظنون الساذجة التي لم تسندها التجارب, ولم تعززها الخبرات، ولم تسترشد بقراءة التاريخ, ومعرفة الواقع.
فإن المرء يندفع أحياناً وينسى أن الأطراف الأخرى تعمل كما يعمل, وتخطط وتستعد, وقد تكون لديها من القدرات ما ليس لديه.
وهكذا تقع الحروب الطاحنة, والفتن العظيمة, ويراها الإنسان بعد سنين, وقد أحالت العامر خراباً, والأخضر يباباً, وأزهقت الأرواح, وأتلفت الأموال، وأحرقت ما أتت عليه, ثم يبحث عن نتائجها وخيراتها وعواقبها فلا يجد إلا الظنون والتوهمات, وخداع النفس, والله المستعان!!
وأكرر هنا ما قلته كثيراً (نصيحة لله ورسوله وللمؤمنين): إن ذهاب الشباب للعراق خطةٌ غير رشيدة، وطريق غير سالك, ويكفي أهل العراق في تحمل مسؤولياتهم, وأهل مكة أدرى بشعابها.
والمجاهَدات كثيرة، باللسان وباليد وبالعقل وبالقلب, وبكل ممكن, (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
كما أشير ضرورة إلى أن من الخطأ الكبير ذهاب قوات عربية أو إسلامية إلى هناك, تحت قيادة قوات التحالف الغازية؛ لأنها ستغمس المسلمين في أتون حرب عمياء، لا مسوغ لها, وستكون إنقاذاً لأرواح المعتدين الذين شنوا الحرب بلا هوادة, ولم يعبؤوا باعتراض المعترضين, وتحذير المحذرين.
يجب أن يكتوي الأمريكان وحلفاؤهم فقط بنار الحرب التي أوقدوها, وأن يتحملوا مغبة الفعلة التي تجرّؤوا عليها, وأن تظل الجيوش الإسلامية بمعزل ومنأى عن ذلك كله.
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه.
ويمكن استهداف كل أحد بهذه الحجة.
وبعض الناس قد يظن الشيء, ثم يتأكد منه بقوة العاطفة, وضعف التجربة, حتى إنه يجزم به ويحلف ويقطع, وتكون الحقيقة بخلاف ذلك!
وهذا معروف في حياة الناس كلهم؛ ولذا فإن الصواب أنه لا يجوز للمقاتلين في العراق أن يستهدفوا إخوانهم العراقيين, سواء كانوا من المدنيين, أو من العسكريين, أو غيرهم.
ولا يسوغ لهم هذا تحت أي حجة من الحجج, كما لا يجوز إذكاء نار القتال بين الطوائف المختلفة من العراقيين.
ويجب أن يكون الهدف واضحاً, وهو: طرد المحتل من البلد, وإخراج الغازي.
فكل عسكري طارئ على البلد من قوات التحالف الغربية كالأمريكان والبريطانيين ومن حالفهم, ودخل في سلكهم وطاعتهم؛ فهو هدف مشروع يجوز قتاله وقتله, حتى يخرجوا من العراق أذلةً وهم صاغرون.
أما توسيع دائرة القتل والاستهداف والحرق والتفجير كما يقع هذه الأيام؛ فهو تدمير للبلد وأهله, وتوسيع لدائرة الصراع بما لا طائل تحته.
ويجب أن يتحرك العقلاء, ويتكلموا, و يجهروا بالقول في تحريم مثل هذه الأعمال, والنهي عنها, والتحذير منها بغاية ما يمكن من القوة والإقناع؛ فالشعب العراقي شأنه شأن شعوب الإسلام الأخرى, من حقه أن يعيش بهدوء وأمن, واطمئنان, وسلام، وأن يحافظ على بنية البلد من: طرق، وكهرباء, وهاتف, وتعليم, ومصالح, وعمران، وهذا مما جاءت الشرائع لتحصيله وإقامته.
ومن حقه أن يحظى بالدعوة الرشيدة إلى الله, وإلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة, والمجادلة بالتي هي أحسن, وأن يتفهم ما يجب عليه من طاعة الله والتزام أوامره, بهدوء واتزان, بعيداً عن روح الإحراق, والتدمير التي لا يتفهمها الكثيرون.
ولا يجوز لأحد مجاملة طرف ما, والغمغمة في بيان ما هو الحق والواجب رعايةً لخاطر هذا أو ذاك, أو لاعتقاد حسن قصده ونيته؛ فنحن لا نتهم المقاصد, ولا نشير إلى أحد, ولكننا نعلنها -بكل وضوح-: إن أعمال التفجير والتدمير والقتل العمياء لا تقدم للإسلام وأهله خيراً قط؛ بل هي سبب لمزيد من العداوات, والتفرق والاختلاف والفتن داخل مجتمعات الإسلام.
الشيء الوحيد الذي نقره ونراه مشروعاً هو: قتل وقتال المحتلين العسكريين، ومن في حكمهم من أجهزة الاستخبارات الغربية التي تمهّد للمعتدي عدوانه.
أما الاندفاع بالتدمير, وتوسيع دائرة الاستهداف بظن أن هذا يصنع مستقبلاً للإسلام؛ فإنني أقول: هذا وَهْمٌ كبير لا حقيقة له, والله لا يصلح عمل المفسدين.
وأنا أعلم أن المقاومة في العراق تنتظم أطيافاً شتى من الإسلاميين, ومن غيرهم من أهل العراق, ومن بلاد الإسلام الأخرى, ويصعب التعرف على مسؤولية هذه الأعمال أو إسنادها لطرف ما..., ولا نريد أن ننجرّ وراء الظنون والتنبؤات الإعلامية, لكن يكفي بيان حكم هذه الأعمال وسوء عواقبها في الدنيا والآخرة, وما تجرّه من الثارات والإحن والعداوات, وأنها ليست نصرة للدين وأهله, ولا تقدماً للدعوة؛ إلا إذا كانت تبعاً لما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم- من حفظ المصالح وضبطها, ودفع المفاسد ودرئها, والحرص على حياة الناس, وعلاقاتهم, وأمنهم, وعلى المقاصد العظمى التي عليها مدار الدين والدنيا, وعدم الاسترسال وراء الدوافع الشخصية والذاتية, والظنون الساذجة التي لم تسندها التجارب, ولم تعززها الخبرات، ولم تسترشد بقراءة التاريخ, ومعرفة الواقع.
فإن المرء يندفع أحياناً وينسى أن الأطراف الأخرى تعمل كما يعمل, وتخطط وتستعد, وقد تكون لديها من القدرات ما ليس لديه.
وهكذا تقع الحروب الطاحنة, والفتن العظيمة, ويراها الإنسان بعد سنين, وقد أحالت العامر خراباً, والأخضر يباباً, وأزهقت الأرواح, وأتلفت الأموال، وأحرقت ما أتت عليه, ثم يبحث عن نتائجها وخيراتها وعواقبها فلا يجد إلا الظنون والتوهمات, وخداع النفس, والله المستعان!!
وأكرر هنا ما قلته كثيراً (نصيحة لله ورسوله وللمؤمنين): إن ذهاب الشباب للعراق خطةٌ غير رشيدة، وطريق غير سالك, ويكفي أهل العراق في تحمل مسؤولياتهم, وأهل مكة أدرى بشعابها.
والمجاهَدات كثيرة، باللسان وباليد وبالعقل وبالقلب, وبكل ممكن, (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
كما أشير ضرورة إلى أن من الخطأ الكبير ذهاب قوات عربية أو إسلامية إلى هناك, تحت قيادة قوات التحالف الغازية؛ لأنها ستغمس المسلمين في أتون حرب عمياء، لا مسوغ لها, وستكون إنقاذاً لأرواح المعتدين الذين شنوا الحرب بلا هوادة, ولم يعبؤوا باعتراض المعترضين, وتحذير المحذرين.
يجب أن يكتوي الأمريكان وحلفاؤهم فقط بنار الحرب التي أوقدوها, وأن يتحملوا مغبة الفعلة التي تجرّؤوا عليها, وأن تظل الجيوش الإسلامية بمعزل ومنأى عن ذلك كله.
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه.