قوات غازية تجتاح عدة ولايات أمريكية -بما فيها واشنطن- وتقتحم البيت الأبيض، واختفاء الرئيس الأمريكي ونوابه ومساعديه وسط حالة من الفزع والذهول !.
الثوار الغاضبون المحتجون على السياسة الأمريكية يحتلون الشوارع، ويهتفون ضد الإدارة، ويتهمونها بممارسة جرائم حرب وإبادة، وبتضليل الشعب، وبانتهاك وخرق القوانين ومصادرة الحقوق.
مجموعة من السجناء تقتحم السجن، وتنضم إلى الثوار .
مدمنو مخدرات يرفعون لافتات تقول:"كفى ترويعاً للشعب كفى ترويعاً للآمنين" .
محتجون يدمرون تمثال الحرية، ويضعون عليه خرقة مكتوب عليها : انتهى وقت الخداع، اكشفوا الأقنعة عن وجهوكم البشعة يا تجار النفط، الشعب يرفضكم ولن يختاركم بعد اليوم .
أيدٍ خفية تحرص على الفوضى والدمار؛ نكاية بالإدارة وإظهاراً للشماتة بها .
خمسون ألفاً من اللصوص في سان فرانسيسكو يتجولون في الشوارع .
هل أنت في حلم لذيذ ؟!
هذا الحلم اللذيذ المنبعث من عمق الخيال هو انعكاس لما يجري في عاصمة الرشيد اليوم، ولعله صورة من صور المستقبل.
لقد هجم عليّ البارحة موجة عارمة من الحزن والكآبة، لا أظن أحداً من المسلمين بقي بمعزل عنها وهو يرى ويسمع سقوط مدينة الخلافة بأيدي علوج الروم. [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']يا دجلة الخير ما يُغليك من حنق[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
يغلي فؤادي وما يشجيك يشجيني[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
ما إن تناهت سياط البغي ناصعة[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
في مائك الطهر بين الحين والحين[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
ووالغات خيول البغي مصبحة[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
على القرى آمنات و الدهـاقين[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
أدري بأنك في حزن وفي لغب[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
والناس حولك عـدوا بالمـلايين[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
يرون سود الرزايا في حقيقتها[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
ويفزعون إلى حـدس وتخـمين ![/font] [/td][/tr][/table][/center]
[justify]الوداع يا بغداد، يا بلد المنصور والرشيد والنعمان وأحمد والكرخي والجنيد وإسحاق ومطيع وحماد، يا منزل القادة والخلفاء والمحدثين والفقهاء والزهاد والأتقياء والشعراء والظرفاء، يا مثابة العلم والتقى، وموئل المجد والغنى، يا دنيا فيها من كل شيء شيء .
الوداع يا دار السلام، ويا موئل العربية، ويا قبة الإسلام، ويا منارة التاريخ، ويا منبر الحضارة.
منذ أوائل الألف الخامس (قبل الميلاد) تاريخ موغل في القِدم، شهد سهل الرافدين قفزة مهمة في التاريخ، بالانتقال من القرى الزراعية إلى حياة المدن، ومر على هذا السهل زمن كانت فيه شبكات القنوات معجزة من معجزات الري في العالم .
مرت عليه قرون وأجيال وأمم لا يحصيها إلا الله تبارك وتعالى، السامريون وهم من أقدم بناة الحضارة في التاريخ كله، ومن العراق انطلقت أكبر إمبراطورية معروفة في التاريخ، ثم جاء البابليون والآشوريون والكلدانيون، وكان الفتح الإسلامي درة العقد في هذا البلد الطيب، فحفظ للإسلام وده ووفاءه وبقاءه، وظلت العراق عاصمة للخلافة مئات السنين.
بنيت بغداد في عصر أبي جعفر المنصور؛ لتكون عاصمة الخلافة، وبلغت أوجها في عهد الرشيد، ولذلك كانت تسمى (عاصمة الرشيد)، كما تسمى دار السلام والمدورة والزوراء وبغداد.
التاريخ يعيد نفسه، ففي عام 656هـ انطفأت تلك الشعلة الوهاجة، وذلك عندما أقبل التتار -بقيادة هولاكو حفيد جنكيز خان- واستباحوا بغداد، واصطبغت دجلة بلون الدم؛ لكثرة ما ألقي فيها من الجثث، كما اصطبغت بلون الحبر؛ لكثرة ما ألقي فيها من الكتب، فكانت نهاية لمجد وحضارة، واشتعلت الحرائق حتى اعتكر دخانها غيماً أسود عظيماً في سماء بغداد، واغتيلت حضارة من أغنى الحضارات الإنسانية، إنها حضارة الإسلام.
[color=red]توجيهات قرآنية [/color]
أولاً : يقول الله عز وجل: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ"[الأعراف:34] قد يكون هذا الأجل الذي ضربه الله للأمم -كما يضرب للأفراد آجالاً- انقراضاً وزوالا بالكلية، وقد يكون انتكاساً وضعفاً وتراجعاً يحيط بأمة من الأمم أو شعب من الشعوب، والله تعالى- كما يقول نبيه عليه الصلاة والسلام-: ( وكل شيء عنده بأجل مسمى ) رواه مسلم، فللأمم آجال كما للأفراد، ولها نهوض وهبوط، ولها شباب وهرم، ولكن هذه الأمة المحمدية تتميز عن الأمم الأخرى بأن أجلها لا ينتهي إلا بقيام الساعة، فإنها أمة تمرض، ولكنها لا تموت.
ثانياً: "إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ "[آل عمران:140-141] أيام الدنيا دول لا يدوم فيها حزن ولا سرور، ولا ذل ولا عز، ولا غنى ولا فقر، وإنما الدهر بالإنسان دوار، كما يقول بعض الشعراء من أبناء الخلفاء:[/justify]
الثوار الغاضبون المحتجون على السياسة الأمريكية يحتلون الشوارع، ويهتفون ضد الإدارة، ويتهمونها بممارسة جرائم حرب وإبادة، وبتضليل الشعب، وبانتهاك وخرق القوانين ومصادرة الحقوق.
مجموعة من السجناء تقتحم السجن، وتنضم إلى الثوار .
مدمنو مخدرات يرفعون لافتات تقول:"كفى ترويعاً للشعب كفى ترويعاً للآمنين" .
محتجون يدمرون تمثال الحرية، ويضعون عليه خرقة مكتوب عليها : انتهى وقت الخداع، اكشفوا الأقنعة عن وجهوكم البشعة يا تجار النفط، الشعب يرفضكم ولن يختاركم بعد اليوم .
أيدٍ خفية تحرص على الفوضى والدمار؛ نكاية بالإدارة وإظهاراً للشماتة بها .
خمسون ألفاً من اللصوص في سان فرانسيسكو يتجولون في الشوارع .
هل أنت في حلم لذيذ ؟!
هذا الحلم اللذيذ المنبعث من عمق الخيال هو انعكاس لما يجري في عاصمة الرشيد اليوم، ولعله صورة من صور المستقبل.
لقد هجم عليّ البارحة موجة عارمة من الحزن والكآبة، لا أظن أحداً من المسلمين بقي بمعزل عنها وهو يرى ويسمع سقوط مدينة الخلافة بأيدي علوج الروم. [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']يا دجلة الخير ما يُغليك من حنق[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
يغلي فؤادي وما يشجيك يشجيني[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
ما إن تناهت سياط البغي ناصعة[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
في مائك الطهر بين الحين والحين[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
ووالغات خيول البغي مصبحة[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
على القرى آمنات و الدهـاقين[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
أدري بأنك في حزن وفي لغب[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
والناس حولك عـدوا بالمـلايين[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
يرون سود الرزايا في حقيقتها[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
ويفزعون إلى حـدس وتخـمين ![/font] [/td][/tr][/table][/center]
[justify]الوداع يا بغداد، يا بلد المنصور والرشيد والنعمان وأحمد والكرخي والجنيد وإسحاق ومطيع وحماد، يا منزل القادة والخلفاء والمحدثين والفقهاء والزهاد والأتقياء والشعراء والظرفاء، يا مثابة العلم والتقى، وموئل المجد والغنى، يا دنيا فيها من كل شيء شيء .
الوداع يا دار السلام، ويا موئل العربية، ويا قبة الإسلام، ويا منارة التاريخ، ويا منبر الحضارة.
منذ أوائل الألف الخامس (قبل الميلاد) تاريخ موغل في القِدم، شهد سهل الرافدين قفزة مهمة في التاريخ، بالانتقال من القرى الزراعية إلى حياة المدن، ومر على هذا السهل زمن كانت فيه شبكات القنوات معجزة من معجزات الري في العالم .
مرت عليه قرون وأجيال وأمم لا يحصيها إلا الله تبارك وتعالى، السامريون وهم من أقدم بناة الحضارة في التاريخ كله، ومن العراق انطلقت أكبر إمبراطورية معروفة في التاريخ، ثم جاء البابليون والآشوريون والكلدانيون، وكان الفتح الإسلامي درة العقد في هذا البلد الطيب، فحفظ للإسلام وده ووفاءه وبقاءه، وظلت العراق عاصمة للخلافة مئات السنين.
بنيت بغداد في عصر أبي جعفر المنصور؛ لتكون عاصمة الخلافة، وبلغت أوجها في عهد الرشيد، ولذلك كانت تسمى (عاصمة الرشيد)، كما تسمى دار السلام والمدورة والزوراء وبغداد.
التاريخ يعيد نفسه، ففي عام 656هـ انطفأت تلك الشعلة الوهاجة، وذلك عندما أقبل التتار -بقيادة هولاكو حفيد جنكيز خان- واستباحوا بغداد، واصطبغت دجلة بلون الدم؛ لكثرة ما ألقي فيها من الجثث، كما اصطبغت بلون الحبر؛ لكثرة ما ألقي فيها من الكتب، فكانت نهاية لمجد وحضارة، واشتعلت الحرائق حتى اعتكر دخانها غيماً أسود عظيماً في سماء بغداد، واغتيلت حضارة من أغنى الحضارات الإنسانية، إنها حضارة الإسلام.
[color=red]توجيهات قرآنية [/color]
أولاً : يقول الله عز وجل: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ"[الأعراف:34] قد يكون هذا الأجل الذي ضربه الله للأمم -كما يضرب للأفراد آجالاً- انقراضاً وزوالا بالكلية، وقد يكون انتكاساً وضعفاً وتراجعاً يحيط بأمة من الأمم أو شعب من الشعوب، والله تعالى- كما يقول نبيه عليه الصلاة والسلام-: ( وكل شيء عنده بأجل مسمى ) رواه مسلم، فللأمم آجال كما للأفراد، ولها نهوض وهبوط، ولها شباب وهرم، ولكن هذه الأمة المحمدية تتميز عن الأمم الأخرى بأن أجلها لا ينتهي إلا بقيام الساعة، فإنها أمة تمرض، ولكنها لا تموت.
ثانياً: "إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ "[آل عمران:140-141] أيام الدنيا دول لا يدوم فيها حزن ولا سرور، ولا ذل ولا عز، ولا غنى ولا فقر، وإنما الدهر بالإنسان دوار، كما يقول بعض الشعراء من أبناء الخلفاء:[/justify]