<LI>(قسمة ثلاثية)
هناك قسمة ثلاثية دارجة في كثير من الأشياء : أعلى وأدنى ووسط .
يقع هذا في المال، هذا غني وذاك فقير وهذا وسط، وغالب الناس يقعون في منطقة الوسط، ويقع هذا في الجمال؛ فهناك من هو مفرط الجمال، وهناك من هو دميم وهناك الوسط وهم غالبية الناس، ويقع هذا في القوة فهناك الأيّدُ الشديد، وهناك الضعيف، وهناك الوسط بينهم، ويقع ذلك في العلم؛ فهناك العالم المتبحر، وهناك الجاهل المركب، وهناك الوسط وهم غالب الناس، ويقع هذا في الدين وفي الصدق وفي الأخلاق وفي البر ...
ففي كل الأشياء أوجلّها هناك قسمة ثلاثية تقريبية يمكن أن يقسم الناس أو يصنفوا إليها، فمن الناس من يستولي على الذروة العليا، ويكون في أسنى المقامات، ومنهم من يكون في أحط المنازل وأقلها، ومنهم الوسط وهم الغالب الكثير السواد الأعظم وقد يكون من ذلك الاعتدال، فهناك من يكون في غاية الاعتدال وهناك من هو ضعيف الاعتدال، وهناك من هو متوسط في ذلك .
فلم لا نقبل بأن يتكامل الصف الإسلامي ويتشكل في ثلاث دوائر عريضة ؟
الدائرة الأولى : دائرة الوسط، وهي الكثرة الكاثرة من العلماء والمصلحين والدعاة والعامة، التي لديها قدر من الاعتدال وقدر من التوسط وإن كانت تتفاوت فيما بينها، فهي ليست على قلب رجل واحد، لكن يحكمها هذا الإطار العام .
الدائرة الثانية : الدائرة التي تأخذ بالقوة والشدة وهي دائرة تنبري للمواقف الصعبة وتتصدى لها يتناسب هذا مع تكوينها الشخصي وبنائها النفسي ويحقق في الوقت ذاته القيام بجوانب من الشريعة قد يفوت غيرهم القيام بها لكن شريطة ألاّ تشتمل هذه القوة والشدة على خروج عن الحد الشرعي عن المحكمات التي ذكرناها إلى نوع من الغلو في الدين.
ونجد أن الحاجة إلى هذه الدائرة ضرورية؛ لأن هناك قطاعاً من الناس لا يصلح لهم ولا يتجاوب مع تكوينهم وعقولهم إلا هذا، ولأنك تجد أيضاً في عدوك وخصمك من المتطرفين والغلاة والمبالغين في الشدة والقسوة من لا بد أن يواجهوا بمثلهم، وكما يقال : [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']الشرُّ إن تلْقَه بالــــــــخير ضِقتَ به[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
ذرعاً وإن تلْقَه بالــــــــــشرِ ينحسمِ[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
والناسُ إن تركوا البرهان واعتسفوا[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
فالحرب أجدى على الدنيا من السَلَمِ[/font] [/td][/tr][/table][/center]
الدائرة الثالثة : هي التي يغلب عليها اللين والتسامح , وربما شيئاً من التساهل، لكن شريطة ألاّ يتحول هذا إلى تشكيك في الثوابت , ولا زلزلة للقناعات الضرورية والمحكمات المتفق عليها , وهذا لا بد من القبول به ضمن الإطار العام الذي قررناه وأصّلناه .
ويشترط لهذه الدوائر الثلاث - لكي تؤدي دورها بصدق - شروط أهمها:
أولاًَ : عدم نسيان ما عند الآخرين، بحيث لا تفرض دائرة من هذه الدوائر نظامها وبرنامجها على الآخرين, فترى أن ما تقوم به أو ما تتجمع عليه هو المنهج والحق الذي يجب على الآخرين اتباعه والانسياق معها عليه , بل تكتفي باعتقاد أن هذا هو المناسب لها ولتكوينها ومواهبها وطاقاتها , وغيرها على خير أيضاً, بحيث نقول: هذا هو الدور الذي ننتدب أنفسنا للقيام به, وهذا هو المتوافق مع تكويننا العقلي والنفسي, وهذا جزء من الحكمة الإلهية في التنوع البشري في الأعمال والمهمات, والآخرون أيضاً لهم أدوار مماثلة , وقد تكون فاضلة أيضاً, فيكون الشعار أن كلاً منا على ثغر من ثغور الإسلام, فاللهَ اللهَ أن يؤتى الإسلام من قِبله، ولا يكون الشعار أن هؤلاء ليسوا على شيء , وأولئك يقولون : هؤلاء ليسوا على شيء , كما قال أهل الكتاب من قبلنا .
ما أنا عليه أو ما أنت عليه هو صورة من صور الحق، ولكن الحق ليس منحصراً فيما عندك أو فيما عندي، بل الحق أوسع من ذلك .
ثانياً: ويشترط التزام كل طائفة بضوابط شرعية لابد منها , وأقل ما يقال في هذه الضوابط أن تكون التزاماً بمحكمات الشريعة التي ذكرناها , فلا يتحول الأمر إلى فوضى أو تسيب أو غلو مذموم أو تضييع وتمييع للدين وأصوله ومحكماته , أو حتى ادعاء الإنسان للوسطية في غير مصداقية , وفي البخاري (39) ومسلم (2816) من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال : ( إن الدَّين يسر ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسدِّدوا وقارِبوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدُّلْجة، والقصدَ القصدَ تبلغوا) فهذا يشهد لما ذكرنا .
وينبغي أن تكون الردود ـ وإن شئت قل التراشق ـ فيما بينهم على أضيق نطاق ممكن , وحبذا ألاّ يكون تراشق , وأن يكون التحاور بالحسنى , وتقديم حسن الظن , وحفظ الحقوق ومعرفة الثغرة التي هم عليها , والجهد والجهاد الذي يقومون به , وعدم تشاغلهم ببعض , ويمكن لمن يعتقد حقاً أن يبينه ولا يلزم أن يكون هذا البيان من خلال التقاطع مع الآخرين , أو الرد على زيد أو نقض ما جاء به عبيد, وإن كنت أرى -من وجه آخر - ضرورة تطبيع شباب الصحوة وطلبة العلم وعموم الناس على تقبل الخلاف في الرأي , وأن الخلاف لا يفسد للود قضية , وأن تنوع آراء العلماء لا يعني الوقوع في الخلاف المذموم بالضرورة, ولا يعني انشطار الصف, وإنما المشكلة هي فيما زاد على الخلاف من تحول الخلاف إلى بغي وعدوان وفجور في الخصومة. [justify]والمشكلة الأعظم هي في الأتباع الذين يتعصب بعضهم لهذا، وبعضهم لهذا ويضخمون الأمور ويبالغون في النقل ويكذبون؛ ولذلك يقول الإمام ابن تيمية : " ومن نصب شخصاً كائناً من كان، فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً , وإذا تفقه الرجل وتأدب بطريقة قومٍ من المؤمنين مثل أتباع الأئمة والمشايخ؛ فليس له أن يجعل قدوته وأصحابه هم المعيار فيوالي من وافقهم، ويعادي من خالفهم، فينبغي للإنسان أن يعود نفسه التفقه الباطن في قلبه والعمل به فهذا زاجر , وكمائن القلوب تظهر عند المحن ... وليس لأحدٍ أن يدعو إلى مقالة أو يعتقدها؛ لكونها قول أصحابه, ولا يناجز عليها بل لأجل أنها مما أمر الله به ورسوله , أو مما أخبر به الرسول –صلى الله عليه وسلم-، ولا ينبغي للداعي أن يقدم فيما استدلوا به إلا القرآن الكريم أولاً؛ فإنه نور وهدى، ثم يجعل كلام إمام الأئمة محمد –صلى الله عليه وسلم- ثم كلام الأئمة , ولا يخلو الداعية من أمرين :
الأول: أن يكون مجتهداً؛ فالمجتهد ينظر في تصانيف المتقدمين من القرون الثلاثة , ثم يرجِّح ما ينبغي ترجيحه .
الثاني: المقلِّد يقلد السلف أيضاً؛ إذ القرون المتقدمة أفضل مما بعدها، إذا تبين هذا؛ فنقول كما أمرنا ربنا (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:136)، ونأمر بما أمرنا به, وننهى عما نهانا عنه في نص كتابه, أو على لسان نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوه) (الحشر: من الآية7)؛ فمبنى أحكام هذا الدين على ثلاثة أقسام : الكتاب، والسنة، والإجماع . انتهى كلامه .[/justify]
(محاذير وتنبيهات)
هناك قسمة ثلاثية دارجة في كثير من الأشياء : أعلى وأدنى ووسط .
يقع هذا في المال، هذا غني وذاك فقير وهذا وسط، وغالب الناس يقعون في منطقة الوسط، ويقع هذا في الجمال؛ فهناك من هو مفرط الجمال، وهناك من هو دميم وهناك الوسط وهم غالبية الناس، ويقع هذا في القوة فهناك الأيّدُ الشديد، وهناك الضعيف، وهناك الوسط بينهم، ويقع ذلك في العلم؛ فهناك العالم المتبحر، وهناك الجاهل المركب، وهناك الوسط وهم غالب الناس، ويقع هذا في الدين وفي الصدق وفي الأخلاق وفي البر ...
ففي كل الأشياء أوجلّها هناك قسمة ثلاثية تقريبية يمكن أن يقسم الناس أو يصنفوا إليها، فمن الناس من يستولي على الذروة العليا، ويكون في أسنى المقامات، ومنهم من يكون في أحط المنازل وأقلها، ومنهم الوسط وهم الغالب الكثير السواد الأعظم وقد يكون من ذلك الاعتدال، فهناك من يكون في غاية الاعتدال وهناك من هو ضعيف الاعتدال، وهناك من هو متوسط في ذلك .
فلم لا نقبل بأن يتكامل الصف الإسلامي ويتشكل في ثلاث دوائر عريضة ؟
الدائرة الأولى : دائرة الوسط، وهي الكثرة الكاثرة من العلماء والمصلحين والدعاة والعامة، التي لديها قدر من الاعتدال وقدر من التوسط وإن كانت تتفاوت فيما بينها، فهي ليست على قلب رجل واحد، لكن يحكمها هذا الإطار العام .
الدائرة الثانية : الدائرة التي تأخذ بالقوة والشدة وهي دائرة تنبري للمواقف الصعبة وتتصدى لها يتناسب هذا مع تكوينها الشخصي وبنائها النفسي ويحقق في الوقت ذاته القيام بجوانب من الشريعة قد يفوت غيرهم القيام بها لكن شريطة ألاّ تشتمل هذه القوة والشدة على خروج عن الحد الشرعي عن المحكمات التي ذكرناها إلى نوع من الغلو في الدين.
ونجد أن الحاجة إلى هذه الدائرة ضرورية؛ لأن هناك قطاعاً من الناس لا يصلح لهم ولا يتجاوب مع تكوينهم وعقولهم إلا هذا، ولأنك تجد أيضاً في عدوك وخصمك من المتطرفين والغلاة والمبالغين في الشدة والقسوة من لا بد أن يواجهوا بمثلهم، وكما يقال : [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']الشرُّ إن تلْقَه بالــــــــخير ضِقتَ به[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
ذرعاً وإن تلْقَه بالــــــــــشرِ ينحسمِ[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
والناسُ إن تركوا البرهان واعتسفوا[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
فالحرب أجدى على الدنيا من السَلَمِ[/font] [/td][/tr][/table][/center]
الدائرة الثالثة : هي التي يغلب عليها اللين والتسامح , وربما شيئاً من التساهل، لكن شريطة ألاّ يتحول هذا إلى تشكيك في الثوابت , ولا زلزلة للقناعات الضرورية والمحكمات المتفق عليها , وهذا لا بد من القبول به ضمن الإطار العام الذي قررناه وأصّلناه .
ويشترط لهذه الدوائر الثلاث - لكي تؤدي دورها بصدق - شروط أهمها:
أولاًَ : عدم نسيان ما عند الآخرين، بحيث لا تفرض دائرة من هذه الدوائر نظامها وبرنامجها على الآخرين, فترى أن ما تقوم به أو ما تتجمع عليه هو المنهج والحق الذي يجب على الآخرين اتباعه والانسياق معها عليه , بل تكتفي باعتقاد أن هذا هو المناسب لها ولتكوينها ومواهبها وطاقاتها , وغيرها على خير أيضاً, بحيث نقول: هذا هو الدور الذي ننتدب أنفسنا للقيام به, وهذا هو المتوافق مع تكويننا العقلي والنفسي, وهذا جزء من الحكمة الإلهية في التنوع البشري في الأعمال والمهمات, والآخرون أيضاً لهم أدوار مماثلة , وقد تكون فاضلة أيضاً, فيكون الشعار أن كلاً منا على ثغر من ثغور الإسلام, فاللهَ اللهَ أن يؤتى الإسلام من قِبله، ولا يكون الشعار أن هؤلاء ليسوا على شيء , وأولئك يقولون : هؤلاء ليسوا على شيء , كما قال أهل الكتاب من قبلنا .
ما أنا عليه أو ما أنت عليه هو صورة من صور الحق، ولكن الحق ليس منحصراً فيما عندك أو فيما عندي، بل الحق أوسع من ذلك .
ثانياً: ويشترط التزام كل طائفة بضوابط شرعية لابد منها , وأقل ما يقال في هذه الضوابط أن تكون التزاماً بمحكمات الشريعة التي ذكرناها , فلا يتحول الأمر إلى فوضى أو تسيب أو غلو مذموم أو تضييع وتمييع للدين وأصوله ومحكماته , أو حتى ادعاء الإنسان للوسطية في غير مصداقية , وفي البخاري (39) ومسلم (2816) من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال : ( إن الدَّين يسر ولن يشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسدِّدوا وقارِبوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدُّلْجة، والقصدَ القصدَ تبلغوا) فهذا يشهد لما ذكرنا .
وينبغي أن تكون الردود ـ وإن شئت قل التراشق ـ فيما بينهم على أضيق نطاق ممكن , وحبذا ألاّ يكون تراشق , وأن يكون التحاور بالحسنى , وتقديم حسن الظن , وحفظ الحقوق ومعرفة الثغرة التي هم عليها , والجهد والجهاد الذي يقومون به , وعدم تشاغلهم ببعض , ويمكن لمن يعتقد حقاً أن يبينه ولا يلزم أن يكون هذا البيان من خلال التقاطع مع الآخرين , أو الرد على زيد أو نقض ما جاء به عبيد, وإن كنت أرى -من وجه آخر - ضرورة تطبيع شباب الصحوة وطلبة العلم وعموم الناس على تقبل الخلاف في الرأي , وأن الخلاف لا يفسد للود قضية , وأن تنوع آراء العلماء لا يعني الوقوع في الخلاف المذموم بالضرورة, ولا يعني انشطار الصف, وإنما المشكلة هي فيما زاد على الخلاف من تحول الخلاف إلى بغي وعدوان وفجور في الخصومة. [justify]والمشكلة الأعظم هي في الأتباع الذين يتعصب بعضهم لهذا، وبعضهم لهذا ويضخمون الأمور ويبالغون في النقل ويكذبون؛ ولذلك يقول الإمام ابن تيمية : " ومن نصب شخصاً كائناً من كان، فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً , وإذا تفقه الرجل وتأدب بطريقة قومٍ من المؤمنين مثل أتباع الأئمة والمشايخ؛ فليس له أن يجعل قدوته وأصحابه هم المعيار فيوالي من وافقهم، ويعادي من خالفهم، فينبغي للإنسان أن يعود نفسه التفقه الباطن في قلبه والعمل به فهذا زاجر , وكمائن القلوب تظهر عند المحن ... وليس لأحدٍ أن يدعو إلى مقالة أو يعتقدها؛ لكونها قول أصحابه, ولا يناجز عليها بل لأجل أنها مما أمر الله به ورسوله , أو مما أخبر به الرسول –صلى الله عليه وسلم-، ولا ينبغي للداعي أن يقدم فيما استدلوا به إلا القرآن الكريم أولاً؛ فإنه نور وهدى، ثم يجعل كلام إمام الأئمة محمد –صلى الله عليه وسلم- ثم كلام الأئمة , ولا يخلو الداعية من أمرين :
الأول: أن يكون مجتهداً؛ فالمجتهد ينظر في تصانيف المتقدمين من القرون الثلاثة , ثم يرجِّح ما ينبغي ترجيحه .
الثاني: المقلِّد يقلد السلف أيضاً؛ إذ القرون المتقدمة أفضل مما بعدها، إذا تبين هذا؛ فنقول كما أمرنا ربنا (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:136)، ونأمر بما أمرنا به, وننهى عما نهانا عنه في نص كتابه, أو على لسان نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوه) (الحشر: من الآية7)؛ فمبنى أحكام هذا الدين على ثلاثة أقسام : الكتاب، والسنة، والإجماع . انتهى كلامه .[/justify]
(محاذير وتنبيهات)