منتديات نور حياتك



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور حياتك

منتديات نور حياتك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إن الناظر في هذه المنتدى سيجد أن الشموع التي أشعلناها موزعة على مجالات عديدة, لكن يجمع بينها استهداف الارتقاء بشخصيات إخواني وأخواتي في العالم العربي, وتقديم العون لهم على سلوك مسالك الرشاد, والتفوق في كل مجلات الحياة .


    غزة.. المحرقة والبطولات وداء النسيان الجزء الأول

    Your life
    Your life
    المدير العام على منتديات نور حياتك


    عدد الرسائل : 981
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 101
    تاريخ التسجيل : 15/01/2009

    غزة.. المحرقة والبطولات وداء النسيان الجزء الأول Empty غزة.. المحرقة والبطولات وداء النسيان الجزء الأول

    مُساهمة من طرف Your life الجمعة يناير 16, 2009 8:17 am

    وحيد محمد مفضل

    - المحرقة.. حقائق وأرقام
    - تلاحم شعبي وبطولات
    - كي لا تُنسى المحرقة
    - النصرة الواجبة

    بربك بماذا يمكن تسمية ما يجري في غزة حالياً؟ شعب أعزل، محصور بين جدران فصل وقيود إذعان، مجوع بلا ماء ولا غذاء، ومحاط بعروبة خائبة، لا أمل فيها أو منها سوى مزيد من التبعية والانصياع، يتعرض لكل ألوان السحق والقهر، ومن كل النواصي والجهات.

    مساجد، ومشافي، ومدارس، وجامعات، وبيوت آمنة، ومسعفون، وسيارات إسعاف، وأطفال رضع وصبية، وشيوخ ونسوة، حتى مقابر الأموات لم تسلم، الكل تهدم، وأصبح هدفاً لآلة حرب عنصرية لا ترحم، ولجيش "دفاع" بل دمار، منزوع الضمير الإنساني ومنزوع الأخلاق.


    قنص، وسحل، وهدم، وحرق، وتفجير وتهجير، ومعاني وكلمات أصبحت مفردات أساسية في حديث أهل غزة اليومي، وما أكثر ما تم إبادته منهم أو دفنه حياً وعمداً تحت الأنقاض. أما قوت من بقى، فقد بقي في الحجارة والدموع ونداءات الاستغاثة لعالم أبكم وأصم، أصبح لا يقوى على شيء سوى الانفصام والازدواجية.


    الحصيلة حتى لحظة كتابة هذه السطور، قرابة ألف شهيد وأكثر من أربعة آلاف جريح، لكن ماذا عن كم الأنفس المحطمة؟ ماذا عن كلفة الدمار وخيبة الأمل في عدالة القضية؟ وماذا عن بؤس الرجاء من عربان المنطقة ومن الأخوة الأشقاء؟


    "
    امتهان آلة الحرب الإسرائيلية لحقوق وحدود الأمة العربية، ليس بجديد على الإطلاق, فكم من مذبحة ومجزرة ومحرقة ارتكبتها تلك الآلة الغاشمة بحقنا من قبل؟، وكم من مرة أعيانا الضعف على دحر القائمين عليها أو حتى على استجلاء العبر منها؟
    "
    لا يمكن تسمية هذا بأنه مجرد "هجوم" أو "قتال" كما يحلو لبعض فضائياتنا وكتابنا، بل الأحرى أنه حملة تطهير عرقي منظمة، أو حرب إبادة جماعية، أو محرقة نازية جديدة، أو قل ما تشاء. وليس الهدف حماس، كما يشاع، بل هو شعب غزة وأرضها وقضيتها الأزلية، وإلا كيف نفسر، كون نصف الضحايا ونيف من الأطفال والنساء؟ وكيف نفسر استهداف المدارس والمشافي وبقية عناصر البنية الأساسية ومعالم المدنية على تلك الأرض الأبية؟


    امتهان آلة الحرب الإسرائيلية لحقوق وحدود الأمة العربية، ليس بجديد على الإطلاق. فكم من مذبحة ومجزرة ومحرقة ارتكبتها تلك الآلة الغاشمة بحقنا من قبل؟ وكم من مرة أعيانا الضعف وقلة الحيلة والروح الانهزامية على دحر القائمين عليها أو حتى على استجلاء العبر منها؟


    نرجو ألا يكون لمحرقة غزة نفس المآل، ونرجو أن تتوقف ذاكرتنا ولو قليلاً عند تفاصيلها وأحداثها، فهناك ثمة حقائق وذكريات، وإن كانت مريرة، يجب أن تؤرخ وتوثق، كي لا يطويها داء النسيان، ويتكرر بالتبعية نفس الحدث.


    المحرقة.. حقائق وأرقام
    أمامنا مجموعة من الحقائق المدعمة بالأرقام والإحصائيات تشير بما لا يدع مجالاً للجدل بأن ما جرى في غزة هو حرب إبادة حقيقية أو هولوكوست جديد، بل أقسى وأسوأ من هذا بكثير.


    أولى هذه الحقائق استخدام آلة الحرب الإسرائيلية في عدوانها البري والجوي والبحري ضد المدنيين العزل لأسلحة وقذائف محرمة دولياً، واستخدامها كذلك مادة الفوسفور الأبيض وهي مادة حارقة كاوية، محظور استخدامها دوليا في المواقع المدنية بنص اتفاقية جنيف لعام 1980.

    توحش جيش الاحتلال لم يقف عند هذا الحد، إذ تحول الأمر إلى نهج متعمد ومنظم بداية من اليوم الرابع عشر للمحرقة وربما قبل ذلك، يجرى فيه استخدام كل المحرمات الدولية، ومن ضمن ذلك غاز خانق جديد لم يسبق استخدامه من قبل، وهذا بشهادة مراقبي منظمة "هيومن رايتس ووتش" وعدد آخر من المنظمات الأخرى المعنية بحقوق الإنسان.


    وثانيها تعمد مخالفة وانتهاك قوات الاحتلال وقادتهم لكافة الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية، من خلال استهدافها للمدنيين الأبرياء والمنازل الآمنة والمشافي والمساجد ومدارس "أونروا" والجامعات، وأيضاً من خلال منع الطواقم الطبية والمسعفين من أداء عملهم، فضلاً عن تعمد قنصهم وتصفيتهم.

    التقديرات حتى الآن تشير إلى استهداف 17 مسجداً، وقنص وجرح 51 من الطواقم الطبية، فضلاً عن قصف 11 عربة إسعاف، وكل هذا تحت مسمى حركي هو القضاء على المقار العسكرية والبنية التحتية لحماس.

    الإدانة الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان العالمي للانتهاكات الإسرائيلية "السافرة" (بنص القرار)، وموافقة أعضائه على تشكيل لجنة دولية لتقصي ما جرى وما يجري بقطاع غزة، لها دلالة واضحة وتعتبر إقراراً واضحاً ببشاعة الجرم الإسرائيلي.


    وثالثها تعمد قوات الاحتلال الصهيوني منع وصول الإمدادات الغذائية والطبية اللازمة لسكان غزة المحاصرين، من خلال إقدامه على فصل شمال القطاع عن جنوبه، ومن خلال ممارسة ضغوط سياسية مباشرة وغير مباشرة على الموقف الرسمي لمصر، وبشكل دفع الأخيرة لتشديد الخناق على معبر رفح، حتى أمام المساعدات الغذائية والمؤن الطبية.

    وقد كان من نتيجة ذلك، توحش الأزمة الغذائية في غزة بشكل كبير، واقتراب شبح المجاعة من عدد كبير من أهلها، وبدرجة دفعت عائلات كثيرة فيها للاقتيات على أوراق الشجر. يا إلهي هل هناك أقسى من ذلك؟ وهل بقي هناك بعد هذه المحرقة خضرة أو شجر؟


    "
    لا يوجد حالياً إحصاء دقيق بعدد المنازل المهدمة، ولا بإجمالي مساحة الأراضي أو المزارع التي تم قصفها وتبويرها، لكن قسوة القصف وتواصله، ينبئان على أية حال بأن الخراب قد استشرى في كل أجزاء القطاع
    "
    بيد أن كل ذلك لا يساوي قسوة وبشاعة المذابح والمجازر الوحشية التي أقدم على تنفيذها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتعمده هدم وسحق المنازل الآمنة على رؤوس من فيها، ليتم بذلك إبادة عائلات بالكامل من خريطة الوجود، ومنها عائلة الشهيد نزار ريان وعوائل بعلوشة في جباليا، وبكر في شرق غزة، وأبو عيشة في مخيم الشاطئ، والسموني في حي الزيتون، وغيرهم.


    لا يوجد بين أيدينا حالياً إحصاء دقيق بعدد المنازل المهدمة، ولا بإجمالي مساحة الأراضي أو المزارع التي تم قصفها وتبويرها، لكن قسوة القصف وتواصله، ينبئان على أية حال بأن الخراب قد استشرى في كل أجزاء القطاع.


    أما الخسائر المادية الناتجة عن القصف والتدمير المتواصل، فتقدرها اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في غزة بعد نهاية الأسبوع الثاني من بدء المحرقة، بنحو ملياري دولار أميركي، يضاف إليها مليار دولار آخر كلفة الحصار المفروض، فضلاً عن خسائر أخرى شهرية نتيجة توقف حركة الصناعة والتجارة وبقية القطاعات الأخرى في القطاع. يتابع

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 3:42 pm