كما خلد التاريخ حذاء خروشوف التي وضعها على الطاولة في الامم المتحدة، وحذاء الفنان الهولندي "فان كوخ" الذي رسمه في لوحته ذائعة الصيت؛ فإن "فردتي حذاء" الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي رشق بهما الرئيس الأمريكي جورج بوش كتعبير عن معارضته الشديدة لاحتلال بلاده على غرار الملايين من العراقيين ستدخل ايضاً التاريخ ومن اوسع ابوابه.
هذا الصحافي الذي يبلغ من العمر 28 سنة وبمغامرته الجريئة والوطنية هذه -التي يختلف البعض معها في الاسلوب- والتي كادت ايضاً ان تودي بحياته على الفور في قاعة تعج بحراس الرئيس الامريكي ومضيفه نوري المالكي؛ لهي تعبير عما يجول في نفس الأغلبية العراقية الصامتة المسحوقة التي اكتوت، وتكتوي من جراء تدهور أوضاع بلادها الأمنية والمعيشية، ففردنا حذاء شفتا غليل ملايين الناس في شتى انحاء المعمورة واقتصا من مجرم حرب سلب للعراقيين كرامتهم وداس عليها بجنازير الدبابات.
لكأنها بمثابة قبلة الوداع التي طبعت على جبين الرئيس الامريكي، منظر ابهج واثلج صدرو مئات الملايين من المقهورين في هذا العالم وسيتغنى بها كل المحبطين والمعذبين والذين نالهم ما نالهم من ظلم ادارة بوش ومحافظيه الجدد، هؤلاء الذين تورطوا في مجازر العراق، وتلطخت ايديهم في دماء ابنائه.
الرئيس الامريكي لم ولن ينس هذا الموقف، وكما يقال "الاعمال بالخواتيم" وختامها أحذية وليس مسك! الامريكيون والغرب عموماً وجهوا احذيتهم بكل المقاسات و "بيضهم وطماطمهم" إلى مسؤوليهم –توني لبير نموذجاً- وفي مناسبات ومظاهرات كانت منددة في غزو العراق وبالتالي ولو اعطي العراقيون البسطاء الفرصة للتعبير عما يجول بمشاعرهم تجاه الرئيس بوش، مثل بقية الشعوب الغربية الاخرى، لكانت النتيحة هي كما فعل منتظر الزيدي!
أنا شخصياً لا اشارك ولن اشارك بعض الصحافيين العراقيين في اعتذارهم للرئيس الامريكي عما فعله زميلهم، بل اقول أن هذا الصحافي يمثل وجه العراق الحقيقي وجه كل عراقي شريف اراد ان يقول للعالم: بالاحذية يكون وداع القتلة والمجرمين الذين سلبوا اطفال العراق فرحتهم وقتلوهم بالقنابل العنقودية واليورانيوم المستنفد والاسلحة المحرمة دوليا في الفلوجة والبصرة والقائم.
كل الشعب العراقي سيتحدث بعد اليوم عن حذاء الزيدي، وسيقولون هاهو بوش قد نال جزاءه قبل أن يغادر البيت الابيض وهو يلوذ بغبار الهزيمة، وهاهي امريكا لم تستطع ان تحمي وجه رئيسها من الاهانة، وعلى مرأى من العالم كله... فردتا حذاءك يا منتظر ستدخل التاريخ من اوسع ابوابه بعد أن انهيت بهما كرامة بوش، ورسمت آخر صورة له امام العالم وهو يتلقى احذية العراقيين!
* خاص بموقع "العربية.نت"
هذا الصحافي الذي يبلغ من العمر 28 سنة وبمغامرته الجريئة والوطنية هذه -التي يختلف البعض معها في الاسلوب- والتي كادت ايضاً ان تودي بحياته على الفور في قاعة تعج بحراس الرئيس الامريكي ومضيفه نوري المالكي؛ لهي تعبير عما يجول في نفس الأغلبية العراقية الصامتة المسحوقة التي اكتوت، وتكتوي من جراء تدهور أوضاع بلادها الأمنية والمعيشية، ففردنا حذاء شفتا غليل ملايين الناس في شتى انحاء المعمورة واقتصا من مجرم حرب سلب للعراقيين كرامتهم وداس عليها بجنازير الدبابات.
لكأنها بمثابة قبلة الوداع التي طبعت على جبين الرئيس الامريكي، منظر ابهج واثلج صدرو مئات الملايين من المقهورين في هذا العالم وسيتغنى بها كل المحبطين والمعذبين والذين نالهم ما نالهم من ظلم ادارة بوش ومحافظيه الجدد، هؤلاء الذين تورطوا في مجازر العراق، وتلطخت ايديهم في دماء ابنائه.
الرئيس الامريكي لم ولن ينس هذا الموقف، وكما يقال "الاعمال بالخواتيم" وختامها أحذية وليس مسك! الامريكيون والغرب عموماً وجهوا احذيتهم بكل المقاسات و "بيضهم وطماطمهم" إلى مسؤوليهم –توني لبير نموذجاً- وفي مناسبات ومظاهرات كانت منددة في غزو العراق وبالتالي ولو اعطي العراقيون البسطاء الفرصة للتعبير عما يجول بمشاعرهم تجاه الرئيس بوش، مثل بقية الشعوب الغربية الاخرى، لكانت النتيحة هي كما فعل منتظر الزيدي!
أنا شخصياً لا اشارك ولن اشارك بعض الصحافيين العراقيين في اعتذارهم للرئيس الامريكي عما فعله زميلهم، بل اقول أن هذا الصحافي يمثل وجه العراق الحقيقي وجه كل عراقي شريف اراد ان يقول للعالم: بالاحذية يكون وداع القتلة والمجرمين الذين سلبوا اطفال العراق فرحتهم وقتلوهم بالقنابل العنقودية واليورانيوم المستنفد والاسلحة المحرمة دوليا في الفلوجة والبصرة والقائم.
كل الشعب العراقي سيتحدث بعد اليوم عن حذاء الزيدي، وسيقولون هاهو بوش قد نال جزاءه قبل أن يغادر البيت الابيض وهو يلوذ بغبار الهزيمة، وهاهي امريكا لم تستطع ان تحمي وجه رئيسها من الاهانة، وعلى مرأى من العالم كله... فردتا حذاءك يا منتظر ستدخل التاريخ من اوسع ابوابه بعد أن انهيت بهما كرامة بوش، ورسمت آخر صورة له امام العالم وهو يتلقى احذية العراقيين!
* خاص بموقع "العربية.نت"