[color=#ff0000]ومن معاني حكمة الله تبارك وتعالى:[/color] الشرع الذي أنزله في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ولهذا وصف الله تعالى القرآن بأنه حكيم، كما في قوله: [color=#008000]((ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ))[/color] [آل عمران:58]. وقوله: [color=#008000]((وَالقُرْآَنِ الحَكِيمِ))[/color] [يس:2]، فتشريعاته حكمة في مقاصدها وأسرارها ومآلاتها، تشريعته حكمة، وخلقه وقدره حكمة، حتى وإن عجزت بعض العقول عن فهم أبعادها، فإن من الحوادث والشرائع ما لا يتبين مداه إلا بعد أجيال وعصور، ولا زال العلم البشري يكتشف الشيء بعد الشيء، وليس يصح أن يكون الجهل أو عدم الإدراك في وقت أو مكان أو بالنسبة لفرد أو جماعة سببًا في عدم القناعة بما جاء عن الله، لأنه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين، وخير الرازقين، وأحسن الخالقين.
فالحكيم الذي لا يدخل تدبيره ولا شرعه خلل ولا زلل، وأفعاله وأقواله تقع في مواضعها بحكمة وعدل وسداد، فلا يفعل إلا الصواب، ولا يقول إلا الحق.
والقرآن الحكيم فيه الحلول الصادقة والمناسبة الملائمة، والأحكام الصحيحة التي بها قوام حياة الناس، وحل مشكلاتهم التي يواجهونها اليوم، سواء على صعيد الفكر، أو الاقتصاد، أو السياسة، أو المجتمع، وقد وضع الأطر العامة التي تهدي الناس إليها، ولكن من المعلوم أن استنباط هذه الحِكَم والسنن ليس في متنازل الناس كلهم، إنما يستنبطه العلماء والفقهاء العالمون بأسرار التنـزيل ومعاني التأويل، بيد أن المسلمين اليوم قعدت بهم هممهم عن فهم هذا الكتاب، وتنزيل هدايته على واقع الناس، مع أن فهم القرآن واحد من الواجبات الكفائية التي يجب على أولي العلم والفهم أن يقبلوا عليها ويجتهدوا فيها، فيستخرجوا من القرآن الكريم الأدوية المناسبة لأدواء العصر وأمراضه على صعيد الفرد والجماعة، ولاشك أن أصول الهداية الكلية موجودة في القرآن الكريم، فإنه تضمن الأصول العامة التي تصلح بها حياة الناس، ولهذا قال الله عز وجل: [color=#008000]((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ))[/color][الجمعة:2].
وهذا دليل على أن الحكمة تعني: السنة، فمن حكمته عز وجل أن يرسل الرسل الذين يختارهم من البشر، كما قال الله عز وجل [color=#008000]((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ))[/color][التوبة:128].
فيختار سبحانه من الرسل أفضل البشر ممن لهم الكمال البشري في علومهم وعقولهم وأفهامهم ومداركهم وقدراتهم؛ ليتم بذلك البلاغ، وتقوم الحجة على الناس، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بالمنزلة العظيمة التي يعرفها كل من قرأ سيرته، وقد امتن الله سبحانه على الناس ببعثته لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: [color=#008000]((لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ))[/color][آل عمران:164].
فمن حكمة الله عز وجل أن بعث الرسل، وأنزل الكتب هداية للناس، وإقامة للحجة.
ومن معاني حكمة الله عز وجل: أن يلهم بعض العباد الحكمة، كما قال عز وجل: [color=#008000]((يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ))[/color] [البقرة:269].
فالله تعالى يؤتي الحكمة بعض عباده، فيعرفون كيف يحلون المشكلات، وكيف يخرجون من الملمات والأزمات، وكيف يتعاملون مع المواقف الصعبة، وكيف يضعون الأمور في مواضعها، وهؤلاء يحتاج الناس إليهم لاستشارتهم في أمورهم، وأحوالهم الخاصة والعامة، وهناك حكماء في كثير من أمور الحياة كالأمور الاجتماعية، وعلاقة الناس بعضهم ببعض، والمشكلات الاقتصادية، وباب الاستشارات اليوم أصبح واسعًا، وكثير من الذين يعملون فيه ألهمهم الله تعالى شيئًا من الحكمة والمعرفة والبصيرة، وهي تصقل بالخبرة والتجربة والمران والمراس. ويجدر بنا أن نذكر أن الحكمة قد تتجزأ وتنفصل، فقد يوجد عند الإنسان لون من الحكمة في جانب، وإن لم يكن مؤمنًا صادق الإيمان، ولا عالمًا ولا خبيرًا، ولا بصيرًا حكيمًا في أمور أخرى.
وأما «الحكم» فهو من له الحكم والسلطان والقدر، فلا يقع شيء إلا بإذنه، وهو المدبر المتصرف [color=#008000]((كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ))[/color] [الرحمن:29].
و«الحكم» أيضًا من له التشريع والتحليل والتحريم، فالحكم ما شرع، والدين ما أمر ونهى، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه.
فاجتمع في الاسم (القدر) و(الشرع) [color=#008000]((أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ))[/color] [الأعراف:54].
وحين يقول: «أحكم الحاكمين» و «خير الحاكمين» فإن ذلك تأكيد على عدله ورحمته ووضعه الأشياء في موضعها، فليس في قدره ظلم ولا تعسف، وليس في شرعه محاباة ولا تحيز، بل هو حفظ للحقوق، حقوق الحاكم والمحكوم، والرجل والمرأة، والبر والفاجر، والمسلم والكافر، والقوي والضعيف، وفي كل الأحوال حربًا وسلمًا، وعلى كل أحد دون استثناء.
ولذا وجب على كل مسلم تحكيم كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في دقيق أموره وجلها، على الصعيد الفردي والجماعي، والأسري والخاص والعام، والسياسة والاقتصاد والاجتماع والإعلام، وكل شيء.
ومن حكمه وحكمته: أنه عدل لا يَظْلِمُ أحدًا، ولا يُحمِّلُ هذا وِزْرَ ذاك، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه، ولا يدع محسنًا إلا أثابه على إحسانه [color=#008000]((إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا))[/color] [الكهف:30].
فالحكيم الذي لا يدخل تدبيره ولا شرعه خلل ولا زلل، وأفعاله وأقواله تقع في مواضعها بحكمة وعدل وسداد، فلا يفعل إلا الصواب، ولا يقول إلا الحق.
والقرآن الحكيم فيه الحلول الصادقة والمناسبة الملائمة، والأحكام الصحيحة التي بها قوام حياة الناس، وحل مشكلاتهم التي يواجهونها اليوم، سواء على صعيد الفكر، أو الاقتصاد، أو السياسة، أو المجتمع، وقد وضع الأطر العامة التي تهدي الناس إليها، ولكن من المعلوم أن استنباط هذه الحِكَم والسنن ليس في متنازل الناس كلهم، إنما يستنبطه العلماء والفقهاء العالمون بأسرار التنـزيل ومعاني التأويل، بيد أن المسلمين اليوم قعدت بهم هممهم عن فهم هذا الكتاب، وتنزيل هدايته على واقع الناس، مع أن فهم القرآن واحد من الواجبات الكفائية التي يجب على أولي العلم والفهم أن يقبلوا عليها ويجتهدوا فيها، فيستخرجوا من القرآن الكريم الأدوية المناسبة لأدواء العصر وأمراضه على صعيد الفرد والجماعة، ولاشك أن أصول الهداية الكلية موجودة في القرآن الكريم، فإنه تضمن الأصول العامة التي تصلح بها حياة الناس، ولهذا قال الله عز وجل: [color=#008000]((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ))[/color][الجمعة:2].
وهذا دليل على أن الحكمة تعني: السنة، فمن حكمته عز وجل أن يرسل الرسل الذين يختارهم من البشر، كما قال الله عز وجل [color=#008000]((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ))[/color][التوبة:128].
فيختار سبحانه من الرسل أفضل البشر ممن لهم الكمال البشري في علومهم وعقولهم وأفهامهم ومداركهم وقدراتهم؛ ليتم بذلك البلاغ، وتقوم الحجة على الناس، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم بالمنزلة العظيمة التي يعرفها كل من قرأ سيرته، وقد امتن الله سبحانه على الناس ببعثته لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: [color=#008000]((لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ))[/color][آل عمران:164].
فمن حكمة الله عز وجل أن بعث الرسل، وأنزل الكتب هداية للناس، وإقامة للحجة.
ومن معاني حكمة الله عز وجل: أن يلهم بعض العباد الحكمة، كما قال عز وجل: [color=#008000]((يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ))[/color] [البقرة:269].
فالله تعالى يؤتي الحكمة بعض عباده، فيعرفون كيف يحلون المشكلات، وكيف يخرجون من الملمات والأزمات، وكيف يتعاملون مع المواقف الصعبة، وكيف يضعون الأمور في مواضعها، وهؤلاء يحتاج الناس إليهم لاستشارتهم في أمورهم، وأحوالهم الخاصة والعامة، وهناك حكماء في كثير من أمور الحياة كالأمور الاجتماعية، وعلاقة الناس بعضهم ببعض، والمشكلات الاقتصادية، وباب الاستشارات اليوم أصبح واسعًا، وكثير من الذين يعملون فيه ألهمهم الله تعالى شيئًا من الحكمة والمعرفة والبصيرة، وهي تصقل بالخبرة والتجربة والمران والمراس. ويجدر بنا أن نذكر أن الحكمة قد تتجزأ وتنفصل، فقد يوجد عند الإنسان لون من الحكمة في جانب، وإن لم يكن مؤمنًا صادق الإيمان، ولا عالمًا ولا خبيرًا، ولا بصيرًا حكيمًا في أمور أخرى.
وأما «الحكم» فهو من له الحكم والسلطان والقدر، فلا يقع شيء إلا بإذنه، وهو المدبر المتصرف [color=#008000]((كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ))[/color] [الرحمن:29].
و«الحكم» أيضًا من له التشريع والتحليل والتحريم، فالحكم ما شرع، والدين ما أمر ونهى، لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه.
فاجتمع في الاسم (القدر) و(الشرع) [color=#008000]((أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ))[/color] [الأعراف:54].
وحين يقول: «أحكم الحاكمين» و «خير الحاكمين» فإن ذلك تأكيد على عدله ورحمته ووضعه الأشياء في موضعها، فليس في قدره ظلم ولا تعسف، وليس في شرعه محاباة ولا تحيز، بل هو حفظ للحقوق، حقوق الحاكم والمحكوم، والرجل والمرأة، والبر والفاجر، والمسلم والكافر، والقوي والضعيف، وفي كل الأحوال حربًا وسلمًا، وعلى كل أحد دون استثناء.
ولذا وجب على كل مسلم تحكيم كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في دقيق أموره وجلها، على الصعيد الفردي والجماعي، والأسري والخاص والعام، والسياسة والاقتصاد والاجتماع والإعلام، وكل شيء.
ومن حكمه وحكمته: أنه عدل لا يَظْلِمُ أحدًا، ولا يُحمِّلُ هذا وِزْرَ ذاك، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه، ولا يدع محسنًا إلا أثابه على إحسانه [color=#008000]((إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا))[/color] [الكهف:30].