1- ما بين 22-23 صفر من هذا العام 1427هـ انعقد بمدينة المنامة بالبحرين المؤتمر العالمي الأول لنصرة النبي - صلى الله عليه وسلم - والذي دعت إليه خمس منظمات ومؤسسات إسلامية من المملكة ودولة البحرين.
2- كان التحضير للمؤتمر متأخراً؛ ولذا وجهت الدعوة لنحو ثلاثمائة شخصية إسلامية رجاء أن يحضر منهم الثلث أو نحوه، وكانت المفاجأة أن الحضور زادوا على الثلاثمائة وخمسين.
3- الحضور شكلوا تنوعاً جغرافياً وفقهياً وفكرياً واسعاً من أنحاء العالم الإسلامي وأوربا وأمريكا، حيث حضر الكثير من الشخصيات المؤثرة والمعتبرة من العلماء والدعاة ورؤساء المراكز والهيئات الإسلامية، وربما لأول مرة يجتمع هذا الحشد وهذا التنوع تحت سقف واحد ولغاية واحدة.
4- كانت مطارحة الموضوعات راقية تمتاز بالتنوع والاختلاف، مع السكينة في المعالجة، وبدأ المؤتمر وانقضى دون كلمة حادة، أو لفظة خارجة عن نظام الأدب، الانسيابية والتداول الهادئ هي السمة المسيطرة، لقد كان نبل الهدف، وحسن نيات المشاركين - نحسبهم والله حسيبهم - كافياً لنجاح المداولات ومرورها بسلام مع ضيق الوقت، ورغبة الجميع في أن يتحدثوا، ومن حقهم وقد قطعوا آلاف الأميال وضحوا بوقتهم ومواعيدهم أن يظفروا بفرصة للحديث، ولو وجيزة، وقد تحقق من ذلك الكثير.
5- الإحساس بوجوب التشاور في معالجة الأزمة كان معنى مشتركًا، فليس مقبولاً أن تترك مثل هذه الحالات الطارئة دون ضبط؛ لأن ذلك يفضي إلى تلاشيها مع الزمن دون مكاسب للأمة، أو إلى تفاقمها حتى لا يمكن السيطرة عليها. والأزمات تتكرر، وما حدث مرة يمكن أن يحدث مرات، ولذا اتفق المشاركون على أن يكون لقاء سنوياً وليس مؤتمراً عابراً.
6- ولم يكن الانهماك برد الفعل كافياً، فالأمة الصاعدة تتجه إلى الفعل والمبادرة والبناء، وتأسيساً على هذا كان الاتجاه الأعظم للمؤتمر لإعداد خطة عمل رشيدة وشاملة لخطاب دعوي ناضج لهدف إيصال الصورة الصحيحة للإسلام وبني الإسلام إلى شعوب العالم كلها، وليستفيد من التقنيات المعاصرة وثورة الاتصالات لشرح قيم الإسلام ومبادئه العظيمة التي جاءت كما قال الله تعالى: (رحمة للعالمين).
فهي ليست سوى (رحمة).
و(للعالمين) وليست للعرب أو المسلمين فحسب.
وما بناء المواقع الإلكترونية وإعداد البرامج، وإطلاق القنوات الفضائية، وعقد الندوات والحوارات إلا جزء من هذا العمل الشاق والضروري في هذه المرحلة الحرجة من حياة الأمة بل البشرية.
ومن هذا المنطلق جاء الإعلان عن إقامة (المنظمة العالمية للنصرة) التي تحمل على عاتقها هذه المهمة الجسيمة، والتي لن تنجح بغير دعم وإسناد كبير من القادة والمؤثرين، سواء كانوا في سدة الحكم، أو في مجال المال، أوفي نطاق الرأي.
7- عزز المؤتمر موقف العالم الإسلامي الذي هب كله ضد الإساءة الفاجرة التي استهدفت تشويه صورة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ووصمه بالعنف والإرهاب والتخلف تحت مسمى حرية التعبير، وكان مؤثراً أن تجتاح العالم كله موجة من السخط والاستنكار والاستهجان للإساءة والسب الصادر من الصحيفة الدنماركية، ومن ساندها ووقف إلى جانبها من الرسميين وغيرهم، والذين ينطلقون من مبادئ عنصرية تحث على الكراهية والتحقير والازدراء باسم الحرية. وفي الوقت ذاته أدان أي ردة فعل غير منضبطة كالحرق أو التدمير أو العدوان بغير حق مما حدث في فترة من الفترات بسبب شدة الغضب وغياب الموجه.
8- دعا المؤتمر المسلمين في أوربا وأمريكا والعالم إلى المشاركة الإيجابية في بناء مجتمعاتهم وتدعيم مؤسساتها، والمحافظة على الأنظمة السارية، ومحاربة العنف والعدوان بكل أشكاله انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه)، وأكد على أن صدام الحضارات ليس حتماً لازماً، وأنه ينبغي أن تكون العلاقة بين الشعوب قائمة على الحوار والاحترام والتعاون على البر والتقوى، وليس على الإثم والعدوان كما أمر ربنا سبحانه في كتابه.
9- قرر المؤتمر أن المقاطعة حق مشروع للشعوب التي اعتدي عليها في أعز مقدساتها، نعم. لا تستطيع الحكومات المحكومة بأنظمة التجارة الدولية أن تقاطع، لكن لا أحد يفرض على المستهلك أو التاجر أن يشتري سلعة بعينها، والبدائل موجودة خصوصاً وأن غالب المنتجات الدنماركية زراعية كالألبان والأجبان وفي المنتج العربي أو البدائل الأخرى من نيوزيلندا أو غيرها ما تقوم مقامها.
وفي هذا السياق دعا المؤتمر إلى تفعيل التجارة البينية بين البلدان الإسلامية وتوسيع نطاقها، والعمل الجاد على إنتاج السلع الغذائية محلياً، كجزء من تنمية الذات وتحرير القرار وتحقيق الأمن الغذائي للدول الإسلامية.
10- وثمَّن المؤتمر موقف (شركة آرلا للأغذية) التي خاطبت المؤتمر إعلامياً، عبر أكثر من خمسين مطبوعة عربية ودنماركية مستنكرة شاجبة للرسوم متبرئة من فاعلي تلك الجريمة النكراء، مشيدة بموقف المسلمين وأخلاقياتهم، وقد تعرضت لحملة انتقادات واسعة من جراء موقفها هذا، فكان لزاماً أن يكافئها المؤتمرون على هذا الموقف، وأن يكون ثمة تحفيز وتشجيع للشركات الأخرى أن تحذو حذوها ومن هنا صدر تأكيد من أمانة المؤتمر على التوصية برفع المقاطعة عن منتجاتها في الأسواق الإسلامية.
ومسوغات هذا الموقف كثيرة
1- مجازاة الحسنة بالحسنة، وهو مبدأ شرعي.
2- اختراق المواقف السلبية في الدنمارك المعارضة لأي اعتذار، فضلاً عن الشجب والاستنكار.
3- المقاطعة موقف إيجابي، لكنه قد يتلاشى من ذاته كما حدث في حالات عديدة سابقة، فأن يتم ترتيبه بطريقة مدروسة، فهذا يعني أنه يمكن أن يؤدي في المستقبل دوراً أكبر، وأن يظل سلاحاً فعّالاً في يد المسلمين.
4- مكافأة ذوي السبق مطلب؛ لئلا تساوى مع غيرهم.
5- وقد تتسع دائرة المتفاعلين مع هذا الموقف أوربياً ودنماركياً، وبهذا يكون المسلمون حققوا هدفاً رئيساً سعوا إليه.
6- يجب ألا يكون المسلمون في الدنمارك ضحية هذا الحدث بعد هدوء العاصفة باعتبارهم سبباً لما حدث - في نظر الحكومة - وكان دورهم في المؤتمر إيجابياً جداً، وكذلك في رفع المقاطعة، وهذا يرجى أن يكون سبباً في تدعيم مكانتهم اجتماعياً وقطع الطريق على المتربصين بهم، وهم كثير.
7- التصعيد إلى ما لا نهاية يبدو حلاً عند بعض الناس، ولكنه في النهاية يضر أصحابه قبل غيرهم، وإدارة مثل هذه الأزمات تتطلب اتزاناً وقراءةً للصورة في مجملها، ومن جوانبها المختلفة وليس من زاوية خاصة.
11- وقد خلص المؤتمرون إلى أن هذا الحدث وإن كان مؤلماً في بدايته إلا أن عواقبه ستكون خيراً بإذن الله، وقد قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}، وقال: {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}.
12- المؤتمر يتحدث باسم ثلاثمائة وخمسين شخصية إسلامية من أنحاء العالم، ومن يمثلون لا يتحدث باسم المسلمين، ولا باسم العلماء، وليس من هدفه مصادرة الجهود الضخمة التي سبقته أو جاءت بعده، ولا يرى أن ما ينتهي إليه من نتائج له صفة الإلزامية لأحد، إلا أولئك الذين يقتنعون بالنتائج ذاتها، والتنوع والتعددية في الوسائل والآليات والاجتهادات حق فطري وشرعي لا يحق لأحد أن يصادره، أو أن يثرب عليه.
وليس مطلوباً أن تتحول الأعمال والرؤى المختلفة إلى تقاطعات يدمر بعضها بعضاً، ويتشاغل أهلها فيما بينهم بحروب جانبية، بل الحكمة أن تسير في خطوط متوازية متكاملة، مبناها على احترام اجتهادات الآخرين ونظراتهم وجهودهم، وحسن الظن بهم، والهدف واحد، والغاية واحدة، فلتكن الجهود مصروفة إليها بعيداً عن التقاطعات والتجاذبات السلبية داخل الصفوف. وقد حرص المؤتمر على استيعاب العديد من التوجهات واحتوائها، والمأمول أن تكون هذه صفته الدائمة عبر دوراته القادمة بإذن الله.
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
2- كان التحضير للمؤتمر متأخراً؛ ولذا وجهت الدعوة لنحو ثلاثمائة شخصية إسلامية رجاء أن يحضر منهم الثلث أو نحوه، وكانت المفاجأة أن الحضور زادوا على الثلاثمائة وخمسين.
3- الحضور شكلوا تنوعاً جغرافياً وفقهياً وفكرياً واسعاً من أنحاء العالم الإسلامي وأوربا وأمريكا، حيث حضر الكثير من الشخصيات المؤثرة والمعتبرة من العلماء والدعاة ورؤساء المراكز والهيئات الإسلامية، وربما لأول مرة يجتمع هذا الحشد وهذا التنوع تحت سقف واحد ولغاية واحدة.
4- كانت مطارحة الموضوعات راقية تمتاز بالتنوع والاختلاف، مع السكينة في المعالجة، وبدأ المؤتمر وانقضى دون كلمة حادة، أو لفظة خارجة عن نظام الأدب، الانسيابية والتداول الهادئ هي السمة المسيطرة، لقد كان نبل الهدف، وحسن نيات المشاركين - نحسبهم والله حسيبهم - كافياً لنجاح المداولات ومرورها بسلام مع ضيق الوقت، ورغبة الجميع في أن يتحدثوا، ومن حقهم وقد قطعوا آلاف الأميال وضحوا بوقتهم ومواعيدهم أن يظفروا بفرصة للحديث، ولو وجيزة، وقد تحقق من ذلك الكثير.
5- الإحساس بوجوب التشاور في معالجة الأزمة كان معنى مشتركًا، فليس مقبولاً أن تترك مثل هذه الحالات الطارئة دون ضبط؛ لأن ذلك يفضي إلى تلاشيها مع الزمن دون مكاسب للأمة، أو إلى تفاقمها حتى لا يمكن السيطرة عليها. والأزمات تتكرر، وما حدث مرة يمكن أن يحدث مرات، ولذا اتفق المشاركون على أن يكون لقاء سنوياً وليس مؤتمراً عابراً.
6- ولم يكن الانهماك برد الفعل كافياً، فالأمة الصاعدة تتجه إلى الفعل والمبادرة والبناء، وتأسيساً على هذا كان الاتجاه الأعظم للمؤتمر لإعداد خطة عمل رشيدة وشاملة لخطاب دعوي ناضج لهدف إيصال الصورة الصحيحة للإسلام وبني الإسلام إلى شعوب العالم كلها، وليستفيد من التقنيات المعاصرة وثورة الاتصالات لشرح قيم الإسلام ومبادئه العظيمة التي جاءت كما قال الله تعالى: (رحمة للعالمين).
فهي ليست سوى (رحمة).
و(للعالمين) وليست للعرب أو المسلمين فحسب.
وما بناء المواقع الإلكترونية وإعداد البرامج، وإطلاق القنوات الفضائية، وعقد الندوات والحوارات إلا جزء من هذا العمل الشاق والضروري في هذه المرحلة الحرجة من حياة الأمة بل البشرية.
ومن هذا المنطلق جاء الإعلان عن إقامة (المنظمة العالمية للنصرة) التي تحمل على عاتقها هذه المهمة الجسيمة، والتي لن تنجح بغير دعم وإسناد كبير من القادة والمؤثرين، سواء كانوا في سدة الحكم، أو في مجال المال، أوفي نطاق الرأي.
7- عزز المؤتمر موقف العالم الإسلامي الذي هب كله ضد الإساءة الفاجرة التي استهدفت تشويه صورة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ووصمه بالعنف والإرهاب والتخلف تحت مسمى حرية التعبير، وكان مؤثراً أن تجتاح العالم كله موجة من السخط والاستنكار والاستهجان للإساءة والسب الصادر من الصحيفة الدنماركية، ومن ساندها ووقف إلى جانبها من الرسميين وغيرهم، والذين ينطلقون من مبادئ عنصرية تحث على الكراهية والتحقير والازدراء باسم الحرية. وفي الوقت ذاته أدان أي ردة فعل غير منضبطة كالحرق أو التدمير أو العدوان بغير حق مما حدث في فترة من الفترات بسبب شدة الغضب وغياب الموجه.
8- دعا المؤتمر المسلمين في أوربا وأمريكا والعالم إلى المشاركة الإيجابية في بناء مجتمعاتهم وتدعيم مؤسساتها، والمحافظة على الأنظمة السارية، ومحاربة العنف والعدوان بكل أشكاله انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه)، وأكد على أن صدام الحضارات ليس حتماً لازماً، وأنه ينبغي أن تكون العلاقة بين الشعوب قائمة على الحوار والاحترام والتعاون على البر والتقوى، وليس على الإثم والعدوان كما أمر ربنا سبحانه في كتابه.
9- قرر المؤتمر أن المقاطعة حق مشروع للشعوب التي اعتدي عليها في أعز مقدساتها، نعم. لا تستطيع الحكومات المحكومة بأنظمة التجارة الدولية أن تقاطع، لكن لا أحد يفرض على المستهلك أو التاجر أن يشتري سلعة بعينها، والبدائل موجودة خصوصاً وأن غالب المنتجات الدنماركية زراعية كالألبان والأجبان وفي المنتج العربي أو البدائل الأخرى من نيوزيلندا أو غيرها ما تقوم مقامها.
وفي هذا السياق دعا المؤتمر إلى تفعيل التجارة البينية بين البلدان الإسلامية وتوسيع نطاقها، والعمل الجاد على إنتاج السلع الغذائية محلياً، كجزء من تنمية الذات وتحرير القرار وتحقيق الأمن الغذائي للدول الإسلامية.
10- وثمَّن المؤتمر موقف (شركة آرلا للأغذية) التي خاطبت المؤتمر إعلامياً، عبر أكثر من خمسين مطبوعة عربية ودنماركية مستنكرة شاجبة للرسوم متبرئة من فاعلي تلك الجريمة النكراء، مشيدة بموقف المسلمين وأخلاقياتهم، وقد تعرضت لحملة انتقادات واسعة من جراء موقفها هذا، فكان لزاماً أن يكافئها المؤتمرون على هذا الموقف، وأن يكون ثمة تحفيز وتشجيع للشركات الأخرى أن تحذو حذوها ومن هنا صدر تأكيد من أمانة المؤتمر على التوصية برفع المقاطعة عن منتجاتها في الأسواق الإسلامية.
ومسوغات هذا الموقف كثيرة
1- مجازاة الحسنة بالحسنة، وهو مبدأ شرعي.
2- اختراق المواقف السلبية في الدنمارك المعارضة لأي اعتذار، فضلاً عن الشجب والاستنكار.
3- المقاطعة موقف إيجابي، لكنه قد يتلاشى من ذاته كما حدث في حالات عديدة سابقة، فأن يتم ترتيبه بطريقة مدروسة، فهذا يعني أنه يمكن أن يؤدي في المستقبل دوراً أكبر، وأن يظل سلاحاً فعّالاً في يد المسلمين.
4- مكافأة ذوي السبق مطلب؛ لئلا تساوى مع غيرهم.
5- وقد تتسع دائرة المتفاعلين مع هذا الموقف أوربياً ودنماركياً، وبهذا يكون المسلمون حققوا هدفاً رئيساً سعوا إليه.
6- يجب ألا يكون المسلمون في الدنمارك ضحية هذا الحدث بعد هدوء العاصفة باعتبارهم سبباً لما حدث - في نظر الحكومة - وكان دورهم في المؤتمر إيجابياً جداً، وكذلك في رفع المقاطعة، وهذا يرجى أن يكون سبباً في تدعيم مكانتهم اجتماعياً وقطع الطريق على المتربصين بهم، وهم كثير.
7- التصعيد إلى ما لا نهاية يبدو حلاً عند بعض الناس، ولكنه في النهاية يضر أصحابه قبل غيرهم، وإدارة مثل هذه الأزمات تتطلب اتزاناً وقراءةً للصورة في مجملها، ومن جوانبها المختلفة وليس من زاوية خاصة.
11- وقد خلص المؤتمرون إلى أن هذا الحدث وإن كان مؤلماً في بدايته إلا أن عواقبه ستكون خيراً بإذن الله، وقد قال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}، وقال: {فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}.
12- المؤتمر يتحدث باسم ثلاثمائة وخمسين شخصية إسلامية من أنحاء العالم، ومن يمثلون لا يتحدث باسم المسلمين، ولا باسم العلماء، وليس من هدفه مصادرة الجهود الضخمة التي سبقته أو جاءت بعده، ولا يرى أن ما ينتهي إليه من نتائج له صفة الإلزامية لأحد، إلا أولئك الذين يقتنعون بالنتائج ذاتها، والتنوع والتعددية في الوسائل والآليات والاجتهادات حق فطري وشرعي لا يحق لأحد أن يصادره، أو أن يثرب عليه.
وليس مطلوباً أن تتحول الأعمال والرؤى المختلفة إلى تقاطعات يدمر بعضها بعضاً، ويتشاغل أهلها فيما بينهم بحروب جانبية، بل الحكمة أن تسير في خطوط متوازية متكاملة، مبناها على احترام اجتهادات الآخرين ونظراتهم وجهودهم، وحسن الظن بهم، والهدف واحد، والغاية واحدة، فلتكن الجهود مصروفة إليها بعيداً عن التقاطعات والتجاذبات السلبية داخل الصفوف. وقد حرص المؤتمر على استيعاب العديد من التوجهات واحتوائها، والمأمول أن تكون هذه صفته الدائمة عبر دوراته القادمة بإذن الله.
والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.