[color=#ff0000]بين المساواة والعدالة:
[/color]الحرية والمساواة وجهان لعملة واحدة ، والإسلام سوى بين الناس في أصل خلقتهم وتكوينهم ( إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ) (الحجرات: من الآية13) ، ( اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) (النساء: من الآية1) وكذلك في الحساب ( أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض) (آل عمران: من الآية195) . وبعض الناس يفضل تعبير العدالة على تعبير المساواة ؛ لأن ثمت فروقاً بين الناس لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها ، ومن ذلك الفروق بين الذكر والأنثى ؛ فهناك فروق عضوية بيولوجية، وهناك فروق نفسية سيكولوجية ، فجسم المرأة غير جسم الرجل ، ونفسية المرأة غير نفسية الرجل ، وقد قرأت اليوم -ربما بالصدفة- خبرين صدرا منذ مدة :
[color=blue]الخبر الأول : [/color]يتحدث عن أن الفرق بين الرجل والمرأة أعمق مما كان يعتقد ، والمصدر وكالة إسيوشيتبرس، أن علماء أمريكيين قالوا: إن الاختلافات البيولوجية بين الرجل والمرأة أعمق مما كان يعتقد في السابق ، و أضافوا أن دراستهم أثبتت ضرورة أخذ الجنس باعتباره متغيراً أساسياً عند إجراء البحوث الطبية ، وجاء في تقرير أعده الباحثون في المعهد الطبي الأمريكي ؛ أن الاختلافات بين الذكور والإناث تصل لمستوى الخلية البشرية ؛ وقال العلماء الأمريكيون في المعهد الطبي : إن الجنس يعد من المتغيرات البشرية الأساسية المهمة ، التي يتوجّب أخذها بعين الاعتبار عند تصميم و تحليل الدراسات في جميع المناطق ، وعلى جميع المستويات الطبية والصحية المتعلقة بالبحوث ، وكان الباحثون الطبيّون في الماضي يفترضون أن الاختلافات بين الرجل والنساء تقتصر على أجهزتهم التناسلية فحسب ، وفيما عدا ذلك لا يوجد أي تباينات في استجابتهم للعقاقير الطبية المختلفة ، وقال هؤلاء في تقرير أعدوه تحت اسم استكشاف الإسهامات البيولوجية في الصحة البشرية : هل للجنس أي تأثير ؟
إن هيئة العلماء ترى أن الاختلافات بين الجنسين تصل لمستوى الخلية البشرية ، إذ يختلف الرجال عن النساء في أنماط مرضهم ، وفي دورات حياتهم ، ويرى التقرير أن هناك اختلافاً في تعرض كلا الجنسين للأمراض؛ كما أن أفراد الجنسين يعتمدون على أساليب مختلفة لحفظ الطاقة ، وتمتد الاختلافات إلى عمليات الأيض ، أو ما يسمى بالتمثيل الغذائي المتصل ببناء البروتوبلازما ، ويعتقد العلماء أن هذه الاختلافات من شأنها أن تحدث فرقاً في استجابة الذكور والإناث للعقاقير المختلفة ؛ بل يدعوا الباحثون إلى إجراء مزيد من البحوث ؛ لمعرفة كيفية استجابة الجنسين للأمراض والعقاقير ، و إلى تصميم برامج بحثية ، تأخذ هذه الفروق بعين الاعتبار ، وقالت الهيئة: يجب أن تصمم الدراسات بحيث يمكن تحليل نتائجها وفقاً للجنس ، ويجب ذكر جنس الأشخاص الذين تجرى عليهم التجارب والبحوث والدراسات ، هذا بالإضافة إلى وجوب احتواء البحوث والدراسات العلمية على معلومات تتعلق بحالة الدورة الشهرية للنساء اللواتي تشملهن البحوث والدراسات .
[color=blue]الخبر الثاني : [/color]عن دراسة عسكرية بريطانية أثبتت أن عدد المصابات من المجندات البريطانيات في الجيش أثناء التدريب زادت أكثر من الضعف بعد تطبيق سياسة المساواة بين الجنسين في التدريب ، وتوصلوا إلى أن المجندات يتعرضن لمخاطر كبيرة بعد تطبيق السياسة الأخيرة ، وذلك بعد أن عقدوا مقارنة بين الأسلوب المتبع قبل تطبيق النظام بالمساواة وبعده ، وذكرت الدراسة التي نشرتها مجلة الجمعية الطبية الملكية في بريطانيا ؛ أنه بعد تطبيق النظام بقيت نسبة التسريح الطبي ـ بسبب إصابات مثل: الكسور ، وآلام الظهر، والتهابات الأوتار ـ بين الرجال أقل من 1.5% ، بينما ارتفعت عند النساء إلى نسبة 11% وزيادة ، بعد أن كانت 4.5% فقط ، وقال المقدم طبيب ( بيمين) الذي أشرف على الدراسة: إن الفروق في حجم عظم النساء وكتلة العضل ؛ يجعل الضغط أكبر على الهيكل العظمي للمرأة بنسبة تتراوح بين ( 33 - 39% ) عما هو عند الرجال أثناء التدريب ، ودرس الباحثون حالات إنهاء الخدمة لأسباب طبية بين 5690 رجل ، وبين 790 امرأة تم تجنيدهم ، وبناء عليه خرجوا بهذه النتيجة .
فلا يمكن تصور مساواة مطلقة بين الرجل والمرأة ، لكن لا يعني هذا أن الإسلام يقوم بالتمييز لصالح الرجل ضد المرأة ، إن ثمت أشياء يميز الإسلام فيها لصالح الرجل ، وثمت أشياء أخرى يميز الإسلام فيها لصالح المرأة ، وقسم ثالث أبرم الإسلام فيه عقد المساواة التامة بين الجنسين ، وعلى سبيل المثال فيما يتعلق بالحقوق حقوق الأبوين ؛ فالإسلام أوصى بالأم ثلاثاً ، بينما أوصى بالأب مرة واحدة ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك) ؛ فهذا تمييز لصالح المرأة ، وقدم الله الإناث في غير موضع (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ)(الشورى: من الآية49) وقال : (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)(البقرة: من الآية187) ، و هناك مساواة في حالات كثيرة ، مثل ما نجد في الميراث ؛ أن ثمت حالات ترث المرأة فيها مثل الرجل، فالأخوة لأم، ذكرهم وأنثاهم سواء ، وهناك حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل باعتبار نوع القرابة مع المتوفى ، وهكذا قال سبحانه : (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)(البقرة: من الآية228) ، وفي الحديث ( النساء شقائق الرجال ) .
والإسلام وضع هذا ضمن إطارٍ عام وتنظيم عام ، لا يمكن أخذ هذه الجزئية إلا بالنظر إلى جوانب أخرى في النظام الإسلامي فيما يتعلق بـ :
- من الذي يدفع المهر؟
- من هو الذي يتولى الأنفاق ؟
- ما هي مسئوليات الرجل ؟
- ما هي مسئوليات المرأة ؟
ويبقى أن الإسلام جعل للرجال على النساء درجة ، وأعطى القوامة للرجل زوجاً كان أو أباً ، وفضل جنس الرجال على جنس النساء ، وهذه شريعة واضحة لا لبس فيها ، ولا يمنعنا من تقريرها سوء استخدام بعض الرجال لها.
حينما نتكلم عن جانب النقص في المرأة ( ناقصات عقل ودين ) نذكر أن هذا ليس سباباً أو سخرية أو تنقصاً أو استهزاء بالمرأة كما يفعله بعض الرجال اليوم حينما يستدلون بهذا الحديث في مجال المغالبة والتحقير ، بل كان في مقام الثناء والإطراء ؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول للنساء : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ؛ أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) فالمقام مقام تقرير قدرة المرأة على التأثير على الرجل ، وسلب عقله ، وشدة الجاذبية له ، وهذا جزء من الاختلاف العضوي والنفسي الذي يميز المرأة بحسب المهمات المنوطة بها.
ومع أنه قال : ( ناقصات عقل ودين ) فقد حدد النقص ـ لئلا تذهب فيه أهواء الرجل ـ بأن المرأة إذا حاضت لم تُصل ولم تصم ، وهذا أمر مُسلّم ، وكذلك هي لا تأثم على هذا ولا تؤاخذ به ، بل لو احتسبت ذلك لأجرت عليه ، وأيضاً أن شهادتها بشهادة رجلين في القضايا ، التي لا تدري فيها كما يدري الرجل ؛ بينما القضايا التي تخصها كالشهادة - مثلاً- على الرضاع ، أو الشهادة على البكارة تقبل فيه شهادة المرأة بما لا تقبل فيها شهادة الرجل ، وتقبل فيه شهادة امرأة واحدة ، زد على ذلك ؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم نص على كمال بعض النساء ( كمل من النساء أربع ، وذكر مريم ، و آسية امرأة فرعون ، وفاطمة ، وخديجة ) ؛ فأشار إلى كمالهن ، ومن المعلوم أن كمالهن لا يعني أن الواحدة منهن لم تكن تحيض ـ مثلاً ـ لكن لها كمال ووفور في عقلها وفي شخصيتها وفي نظرها وفي سداد رأيها ، وفي غير ذلك ، فالنقص المثبت ليس نقصاً من كل وجه ، بل نقص بمعيار خاص .
وكما أن المساواة أو العدالة ؛ نظام شرعي ، فهي نظام قدري ؛ فإننا نجد في أصل الحياة والوجود أن العمر الذي يعيشه الإنسان ، مرتبط بالكثرة العددية للبشر ؛ فيومَ كان الناس قليلاً عديدهم ،كانوا يعيشون سنين طويلة ألف سنة وأكثر من ذلك ، ولما زادت نسبة وجود البشر على ظهر الأرض قلت أعمارهم ، وهذا يرجع إلى حكمة إلهية ربانية في التوازن ، ولو ظل الناس أحياء كلهم على هذا لحالوا دون مجيء الأجيال الجديدة ، فالذي يموت إنما يدع الفرصة للأجيال التي تأتي بعده , يموت قوم ليخلفهم آخرون .
[/color]الحرية والمساواة وجهان لعملة واحدة ، والإسلام سوى بين الناس في أصل خلقتهم وتكوينهم ( إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ) (الحجرات: من الآية13) ، ( اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) (النساء: من الآية1) وكذلك في الحساب ( أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض) (آل عمران: من الآية195) . وبعض الناس يفضل تعبير العدالة على تعبير المساواة ؛ لأن ثمت فروقاً بين الناس لا يمكن تجاهلها أو تجاوزها ، ومن ذلك الفروق بين الذكر والأنثى ؛ فهناك فروق عضوية بيولوجية، وهناك فروق نفسية سيكولوجية ، فجسم المرأة غير جسم الرجل ، ونفسية المرأة غير نفسية الرجل ، وقد قرأت اليوم -ربما بالصدفة- خبرين صدرا منذ مدة :
[color=blue]الخبر الأول : [/color]يتحدث عن أن الفرق بين الرجل والمرأة أعمق مما كان يعتقد ، والمصدر وكالة إسيوشيتبرس، أن علماء أمريكيين قالوا: إن الاختلافات البيولوجية بين الرجل والمرأة أعمق مما كان يعتقد في السابق ، و أضافوا أن دراستهم أثبتت ضرورة أخذ الجنس باعتباره متغيراً أساسياً عند إجراء البحوث الطبية ، وجاء في تقرير أعده الباحثون في المعهد الطبي الأمريكي ؛ أن الاختلافات بين الذكور والإناث تصل لمستوى الخلية البشرية ؛ وقال العلماء الأمريكيون في المعهد الطبي : إن الجنس يعد من المتغيرات البشرية الأساسية المهمة ، التي يتوجّب أخذها بعين الاعتبار عند تصميم و تحليل الدراسات في جميع المناطق ، وعلى جميع المستويات الطبية والصحية المتعلقة بالبحوث ، وكان الباحثون الطبيّون في الماضي يفترضون أن الاختلافات بين الرجل والنساء تقتصر على أجهزتهم التناسلية فحسب ، وفيما عدا ذلك لا يوجد أي تباينات في استجابتهم للعقاقير الطبية المختلفة ، وقال هؤلاء في تقرير أعدوه تحت اسم استكشاف الإسهامات البيولوجية في الصحة البشرية : هل للجنس أي تأثير ؟
إن هيئة العلماء ترى أن الاختلافات بين الجنسين تصل لمستوى الخلية البشرية ، إذ يختلف الرجال عن النساء في أنماط مرضهم ، وفي دورات حياتهم ، ويرى التقرير أن هناك اختلافاً في تعرض كلا الجنسين للأمراض؛ كما أن أفراد الجنسين يعتمدون على أساليب مختلفة لحفظ الطاقة ، وتمتد الاختلافات إلى عمليات الأيض ، أو ما يسمى بالتمثيل الغذائي المتصل ببناء البروتوبلازما ، ويعتقد العلماء أن هذه الاختلافات من شأنها أن تحدث فرقاً في استجابة الذكور والإناث للعقاقير المختلفة ؛ بل يدعوا الباحثون إلى إجراء مزيد من البحوث ؛ لمعرفة كيفية استجابة الجنسين للأمراض والعقاقير ، و إلى تصميم برامج بحثية ، تأخذ هذه الفروق بعين الاعتبار ، وقالت الهيئة: يجب أن تصمم الدراسات بحيث يمكن تحليل نتائجها وفقاً للجنس ، ويجب ذكر جنس الأشخاص الذين تجرى عليهم التجارب والبحوث والدراسات ، هذا بالإضافة إلى وجوب احتواء البحوث والدراسات العلمية على معلومات تتعلق بحالة الدورة الشهرية للنساء اللواتي تشملهن البحوث والدراسات .
[color=blue]الخبر الثاني : [/color]عن دراسة عسكرية بريطانية أثبتت أن عدد المصابات من المجندات البريطانيات في الجيش أثناء التدريب زادت أكثر من الضعف بعد تطبيق سياسة المساواة بين الجنسين في التدريب ، وتوصلوا إلى أن المجندات يتعرضن لمخاطر كبيرة بعد تطبيق السياسة الأخيرة ، وذلك بعد أن عقدوا مقارنة بين الأسلوب المتبع قبل تطبيق النظام بالمساواة وبعده ، وذكرت الدراسة التي نشرتها مجلة الجمعية الطبية الملكية في بريطانيا ؛ أنه بعد تطبيق النظام بقيت نسبة التسريح الطبي ـ بسبب إصابات مثل: الكسور ، وآلام الظهر، والتهابات الأوتار ـ بين الرجال أقل من 1.5% ، بينما ارتفعت عند النساء إلى نسبة 11% وزيادة ، بعد أن كانت 4.5% فقط ، وقال المقدم طبيب ( بيمين) الذي أشرف على الدراسة: إن الفروق في حجم عظم النساء وكتلة العضل ؛ يجعل الضغط أكبر على الهيكل العظمي للمرأة بنسبة تتراوح بين ( 33 - 39% ) عما هو عند الرجال أثناء التدريب ، ودرس الباحثون حالات إنهاء الخدمة لأسباب طبية بين 5690 رجل ، وبين 790 امرأة تم تجنيدهم ، وبناء عليه خرجوا بهذه النتيجة .
فلا يمكن تصور مساواة مطلقة بين الرجل والمرأة ، لكن لا يعني هذا أن الإسلام يقوم بالتمييز لصالح الرجل ضد المرأة ، إن ثمت أشياء يميز الإسلام فيها لصالح الرجل ، وثمت أشياء أخرى يميز الإسلام فيها لصالح المرأة ، وقسم ثالث أبرم الإسلام فيه عقد المساواة التامة بين الجنسين ، وعلى سبيل المثال فيما يتعلق بالحقوق حقوق الأبوين ؛ فالإسلام أوصى بالأم ثلاثاً ، بينما أوصى بالأب مرة واحدة ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك) ؛ فهذا تمييز لصالح المرأة ، وقدم الله الإناث في غير موضع (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ)(الشورى: من الآية49) وقال : (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)(البقرة: من الآية187) ، و هناك مساواة في حالات كثيرة ، مثل ما نجد في الميراث ؛ أن ثمت حالات ترث المرأة فيها مثل الرجل، فالأخوة لأم، ذكرهم وأنثاهم سواء ، وهناك حالات ترث فيها المرأة أكثر من الرجل باعتبار نوع القرابة مع المتوفى ، وهكذا قال سبحانه : (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)(البقرة: من الآية228) ، وفي الحديث ( النساء شقائق الرجال ) .
والإسلام وضع هذا ضمن إطارٍ عام وتنظيم عام ، لا يمكن أخذ هذه الجزئية إلا بالنظر إلى جوانب أخرى في النظام الإسلامي فيما يتعلق بـ :
- من الذي يدفع المهر؟
- من هو الذي يتولى الأنفاق ؟
- ما هي مسئوليات الرجل ؟
- ما هي مسئوليات المرأة ؟
ويبقى أن الإسلام جعل للرجال على النساء درجة ، وأعطى القوامة للرجل زوجاً كان أو أباً ، وفضل جنس الرجال على جنس النساء ، وهذه شريعة واضحة لا لبس فيها ، ولا يمنعنا من تقريرها سوء استخدام بعض الرجال لها.
حينما نتكلم عن جانب النقص في المرأة ( ناقصات عقل ودين ) نذكر أن هذا ليس سباباً أو سخرية أو تنقصاً أو استهزاء بالمرأة كما يفعله بعض الرجال اليوم حينما يستدلون بهذا الحديث في مجال المغالبة والتحقير ، بل كان في مقام الثناء والإطراء ؛ فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول للنساء : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين ؛ أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) فالمقام مقام تقرير قدرة المرأة على التأثير على الرجل ، وسلب عقله ، وشدة الجاذبية له ، وهذا جزء من الاختلاف العضوي والنفسي الذي يميز المرأة بحسب المهمات المنوطة بها.
ومع أنه قال : ( ناقصات عقل ودين ) فقد حدد النقص ـ لئلا تذهب فيه أهواء الرجل ـ بأن المرأة إذا حاضت لم تُصل ولم تصم ، وهذا أمر مُسلّم ، وكذلك هي لا تأثم على هذا ولا تؤاخذ به ، بل لو احتسبت ذلك لأجرت عليه ، وأيضاً أن شهادتها بشهادة رجلين في القضايا ، التي لا تدري فيها كما يدري الرجل ؛ بينما القضايا التي تخصها كالشهادة - مثلاً- على الرضاع ، أو الشهادة على البكارة تقبل فيه شهادة المرأة بما لا تقبل فيها شهادة الرجل ، وتقبل فيه شهادة امرأة واحدة ، زد على ذلك ؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم نص على كمال بعض النساء ( كمل من النساء أربع ، وذكر مريم ، و آسية امرأة فرعون ، وفاطمة ، وخديجة ) ؛ فأشار إلى كمالهن ، ومن المعلوم أن كمالهن لا يعني أن الواحدة منهن لم تكن تحيض ـ مثلاً ـ لكن لها كمال ووفور في عقلها وفي شخصيتها وفي نظرها وفي سداد رأيها ، وفي غير ذلك ، فالنقص المثبت ليس نقصاً من كل وجه ، بل نقص بمعيار خاص .
وكما أن المساواة أو العدالة ؛ نظام شرعي ، فهي نظام قدري ؛ فإننا نجد في أصل الحياة والوجود أن العمر الذي يعيشه الإنسان ، مرتبط بالكثرة العددية للبشر ؛ فيومَ كان الناس قليلاً عديدهم ،كانوا يعيشون سنين طويلة ألف سنة وأكثر من ذلك ، ولما زادت نسبة وجود البشر على ظهر الأرض قلت أعمارهم ، وهذا يرجع إلى حكمة إلهية ربانية في التوازن ، ولو ظل الناس أحياء كلهم على هذا لحالوا دون مجيء الأجيال الجديدة ، فالذي يموت إنما يدع الفرصة للأجيال التي تأتي بعده , يموت قوم ليخلفهم آخرون .