يبدو أن الإدارة الأمريكية حينما توزع التهديدات يمنة ويسرة تصنع نوعاً من الابتـزاز والتخويف.
فهي حيناً تتحدث عن تغيير نظام الحكم، وهذه سابقة خطيرة أن تكون المسألة بهذا الوضوح.
وحيناً عن إزالة أسلحة الدمار الشامل، دون أن تفلح في تحديد سبب هذا التصعيد المفاجئ لقضية العراق، إذ لا جديد في الموضوع.
وحيناً يتم تسريب إعلامي يقول بأن الهدف هو ضرب دول ترهب شعوبها والتأسيس لنشر الديمقراطية في المنطقة !
وهكذا تمتـزج المكيافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) بالديمقراطية القائمة على الخيار الشعبي.
ومسكينة أنت أيتها الديمقراطية كم من الجرائم قد اقترفت باسمك !!
وهذا يعيد إلى الأذهان التقرير الخطير المنشور باسم ( تهديد الإسلام الاستراتيجي ) والذي كتبه المستشار اليهودي ( إهيز كل درور )، رسم فيه العناصر الاستراتيجية لمواجهة الإسلام المتمرد كما أسماه، وختم بقوله :( ومع الأسف فإنه من الضروري للغرب أن يقوم بتسوية قيمه الغربية حتى يتمكن من القـيام بأعمـال [ غير أخلاقية ] في سبيل درء المفاسـد الكبرى ) وقد قـام موقع الإسلام اليوم (www.islamtoday.net ) بترجمة ملخص لهذا التقرير .
وسيان قامت الحرب أم قعدت فإن من الواضح أن الإدارة الأمريكية جادة في خلط الأوراق في المنطقة الإسلامية، وإعادة ترتيبها على ضوء مستجداتها الأمنية ومصالحها الاقتصادية، واستراتيجياتها المتطورة، ولو استدعى الموقف قلب الخارطة وإعادة تشكيل الحدود .
وعلينا أن نستعد لسنوات من القهر والتسلط يطال المسلمين في فلسطين والعراق، ويمتد إلى دول عدة تصنف على أنها تؤوي الإرهاب أو تفرخ الإرهابيين.
وأقل ما يتوقع من ذلك هو ممارسة الضغوط الجدية عن كثب لتحقيق الشروط الأمريكية ، وهذا تحد تاريخي ليس من السهل استيعابه وتربية الناس على إدراك مقتضياته ووسائل مواجهته .
ومشاركة في البحث عن المخرج الصحيح أقدم هذه العناوين المختزلة لرؤى شمولية قد يبدو أن طلعات الخيال تكتنفها، لكن لا بأس، فأحلام اليوم حقائق الغد، وإن غداً لناظره قريب.
(1) لسنا نعلق كبير أمل على تناقضات الأحلاف بشأن العراق فالتجارب شاهدة بأن القوي في النهاية يفرض إرادته ويسكت الجميع لرغبة أو رهبة .
لكن الحرب إذا قامت ستدخل المنطقة في دوامة من الفوضى والاضطراب تستنزف المزيد من الجهد والطاقة وليس يبعد أن يكون هذا جزءاً من استراتيجية قادمة تمهد لتغييرات جوهرية .
ولهذا يتحتم علينا أن نستميت في تفادي الحرب حفاظاً على شعب العراق وعلى المنطقة كلها .
يجب أن يتبلور موقف رسمي وشعبي واضح ورافض للحرب وأن يتواصل هذا الموقف مع القوى الدولية الرافضة أو المترددة دعماً ومساندة وتهيئة لمناخ مستقبلي من التعاون ومع القوى الرافضة في الداخل الأمريكي لممارسة ضغوط شعبية وإعلامية على الإدارة الأمريكية .
وعلى الصعيد العراقي ـ مهما كانت قناعتنا بالوضع الرسمي ـ يتحتم أن يقوم القلقون على مستقبل الأمة والمنطقة بدور جاد مع النظام العراقي ، والتفاهم على صيغة تؤدي إلى تجنب الحرب وقطع الطريق على المتآمرين ، وأن تقوم كل الأطراف بمسؤلياتها بمنتهى الحكمة والحزم .
( 2) أساس كل تغيير أو إصلاح يبدأ من داخلنا " حتى يغيروا ما بأنفسهم " ، " وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً " .
وهذا منهج قرآني محكم " قل هو من عند أنفسكم " .
فعلينا أن نعود إلى الله عودة صادقة شاملة، على مستوى الأفراد والأسر والجماعات والدول، وأن نحكم شريعته في ذواتنا وعلاقاتنا وكثيرنا وقليلنا.
وهذه القاعدة العظيمة في الفرار إلى الله يتفرع عنها مفردات لا تكاد تنتهي.
أ- تبادل التصحيح الهادف الصادق القائم على النصيحة وليس الفضيحة، وعلى الإشفاق لا على الإحراج، وعلى الإدراك الميداني الممكن، لا على الرؤية المعزولة عن سياق الحدث، أو النظرة الذاتية الخاصة.
إنه لا شيء يستجمع التعرف على نقائصنا والقدرة على تجاوزها مثل التصحيح القائم على الرحمة والمحبة " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .."
ب- إيثار المصلحة الأممية العليا على المصالح الخاصة والذاتية لفرد أو طائفة أو فئة .
ج- إن العدل يجب أن يكون أساس العلاقة بين الناس في المجتمع المسلم، ولنتأمل كيف بدأ ربنا تبارك وتعالى بذاته المقدسة في تحريم الظلم فقال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا ) رواه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه .
فالخروج من المظالم ورد الحقوق لأهلها هو ضمانة لوحدة الصف وأمان من العدو المتربص .
ومن أخص صور الظلم ما يقع على الضعفاء والفقراء والعاجزين من النساء والصبيان والعمال ونحوهم أمام القوي الذي لا يراقب فيهم إلاً ولا ذمة .
د ـ إن العالم العربي يشهد معدلاً لنمو الدخل الفردي هو الأقل في العالم ـ حسب تقرير التنمية الإنسانية لعام 2002م ـ حيث لم يتجاوز النمو نصفاً بالمائة سنوياً خلال عقدين .
وإذا استمر هذا التدني فسيحتاج المواطن إلى ( 140) سنة حتى يضاعف دخله ، بينما يستطيع الفرد في مناطق أخرى من العالم مضاعفة دخله مرةً كل عشر سنوات .
وفي مقابل هذا فإن عناصر الإنتاج تنخفض بمعدل 2،0% في حين تتصاعد وتيرتها في مناطق أخرى .
إن هذا يحتاج إلى معالجة جادة تساهم في تلبية تطلعات الناس لحياة هانئة ، وفي تطلعات المعنيين بأمر الأمة إلى رفع إنتاجية الفرد وعطائه .
والشراكة الحقيقية هي التي تحقق انتماء الفرد لأمته ، وتحول دون استغلاله أو المزايدة عليه من قوى خارجية .
هـ- الركض والهرولة نحو التطبيع الإسلامي – الإسلامي، وجعل السلام أساس العلاقة بين المؤمنين، فالمؤكد أن العدو يراهن على الصراعات البينية، وسيجتهد في خلق نـزاعات داخلية تـزيد الأمة إنهاكاً وفشلاً وذهاباً للريح.
إن ثمت مسوغات للاختلاف لكن علينا أن نجعلها أقل ضرراً ، وأن نتخير الميدان الذي نفرغ فيه طاقتنا المحدودة وألا نجعلها هشيماً تذروه الرياح .
نحن في أمس الحاجة إلى بناء علاقات متوازنة حتى مع أولئك الذين نختلف معهم .
و- تفعيل القضايا الإسلامية واستثمارها بصورة إيجابية، كقضية فلسطين والسودان وغيرها.
إن ثمت إلحاحاً ضرورياً على دعم المسلمين في هذه المواقع سياسياً ومادياً، لأنها مواطن ضعف يخطط اليهود ومن وراءهم لتوظيفها واستغلالها في تحقيق مصالحهم.
لا أحد يجهل علاقة القضية الفلسطينية بجيرانها، أو القضية السودانية بليبيا ومصر وأفريقيا ، وهكذا .
(3) أما على الصعيد الخارجي فيمكن السعي الجاد لتحريك ضحايا الظلم الأمريكي وتنظيم مطالباتهم ، وتزويدهم بما يمكنهم من إيصال صوتهم إلى العالم ومؤسساته، وفتح جميع الملفات المعلقة التي تكشف عن معاناة الشعوب ومصادرة حقوقها.
لقد رصدنا ملايين القتلى، وملايين المشوهين من ذوي العاهات وغيرهم في غير ما موطن، وهم يتجرعون آلامهم، ويلعقون جراحهم، بينما يتفنن الأمريكي ( المتحضر ) في حساباته وتكاليف معاناته، فلماذا لا تتم مشاغلته بمثل ذلك،ومطالبته بالمثول والتعويض.
( 4) وبدلاً من أن نخاطب أنفسنا بالشجب والاستنكار وهجو الخصوم، بمقدورنا مخاطبة العالم بلغته الحية ووسائل إعلامه المتجددة، كتابة وشفاهاً دفاعاً عن قضيتنا وإيماناً بعدالتها، وكشفاً للظلم الذي حاق بأمتنا، ونشراً لعار المعتدين.
إن المال، وهو طوع أيدينا، يمكن أن ينطق الساكتين بالحجة، ويحوز إلى جوار حقنا عقولاً وأقلاماً وألسنة تقول مالا نقدر نحن على أن نقوله، وتقارع عنا بغير جمجمة ولا تردد !
( 5) ثم إن فرحنا بسقوط الجدار الحديدي البلشفي لم يكد يكتمل حتى بدأنا نتجرع مرارة التفرد الأمريكي، وغرور السلطة وانتفاشها. [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']والشر إن تلقه بالخير ضقت به[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
ذرعاً وإن تلقه بالشر ينـــحسم[/font] [/td][/tr][/table][/center]
فلماذا لا ندفع الشر بالشر ؟! ونقيم حبالنا مع قوى عالمية أخرى قائمة أو واعدة في آسيا وأوربا وغيرهما فلدينا من الموارد والخيرات والخزائن من النفط والغاز وسواهما ما يتحلب له لعابهم مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (فبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي ) قال أبو هريرة : وقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
ولديهم من التقنية والتقدم المادي ما نبحث عنه، والحياة تقوم على التبادل والتباذل والمقايضة.
إن الموقف بحاجة إلى إرادة جادة تستهدف توظيف الآخرين في تعزيز مواقعنا الذاتية، ومشاغلة الخصوم، وترشيد المستقبل بإذن الله.
وهذا يمكن أن يتم وفق رؤية شمولية بحيث تقوم الفعاليات المتنوعة بتحمل مسؤولياتها وأداء دورها، ولن يكون هذا حتى نودع لغة التلاوم ، ونكف عن توزيع المسؤوليات على الآخرين واستثناء ذواتنا.
ومن غير شك فإن التشاؤم والإحباط واليأس لن يصنع لنا أكثر من ديمومة العناء والتخلف والمغامرة، وافتعال المعارك الذاتية التي نفرغ بها طاقتنا المكبوتة .
فالتفاؤل هو الحادي الذي على نبراته يسير الركب مؤمناً بالله وبوعده الصادق، واثقاً بمستقبل هذه الأمة، مدركاً لإمكانياتها وقدراتها .
إن المسلمين يمتلكون ـ بفضل الله ـ إمكانية لفهم كل أساليب التعامل المناسبة ، ومواجهة الخيارات التي يرسمها طرف ما ، ومن المؤكد أنهم الأكثر استعداداً لاحترام الأخلاق والعدالة الحقيقية ، وفي الوقت ذاته هم الأكثر استعداداً للتضحية إذا اقتضى الأمر : [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']لي وإن كنت كقطر الطل صافي[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
قـصفة الرعد وإعصار السوافي[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
أتـحاشى الشــر جهــــدي فإذا ما[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
لج في عــسفي تحـــداه اعتسافي[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
خــــلــــق ورثنــــــــيه أحــــمـد[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
فــجـرى ملء دمائي وشـــــغافي[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
لم يــغيره على طـــول الـــمدى[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
بــطش جـــبار ولا كـيد ضعاف[/font] [/td][/tr][/table][/center]
[justify]والله الهادي ، وهو وحده المستعان .[/justify]
فهي حيناً تتحدث عن تغيير نظام الحكم، وهذه سابقة خطيرة أن تكون المسألة بهذا الوضوح.
وحيناً عن إزالة أسلحة الدمار الشامل، دون أن تفلح في تحديد سبب هذا التصعيد المفاجئ لقضية العراق، إذ لا جديد في الموضوع.
وحيناً يتم تسريب إعلامي يقول بأن الهدف هو ضرب دول ترهب شعوبها والتأسيس لنشر الديمقراطية في المنطقة !
وهكذا تمتـزج المكيافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) بالديمقراطية القائمة على الخيار الشعبي.
ومسكينة أنت أيتها الديمقراطية كم من الجرائم قد اقترفت باسمك !!
وهذا يعيد إلى الأذهان التقرير الخطير المنشور باسم ( تهديد الإسلام الاستراتيجي ) والذي كتبه المستشار اليهودي ( إهيز كل درور )، رسم فيه العناصر الاستراتيجية لمواجهة الإسلام المتمرد كما أسماه، وختم بقوله :( ومع الأسف فإنه من الضروري للغرب أن يقوم بتسوية قيمه الغربية حتى يتمكن من القـيام بأعمـال [ غير أخلاقية ] في سبيل درء المفاسـد الكبرى ) وقد قـام موقع الإسلام اليوم (www.islamtoday.net ) بترجمة ملخص لهذا التقرير .
وسيان قامت الحرب أم قعدت فإن من الواضح أن الإدارة الأمريكية جادة في خلط الأوراق في المنطقة الإسلامية، وإعادة ترتيبها على ضوء مستجداتها الأمنية ومصالحها الاقتصادية، واستراتيجياتها المتطورة، ولو استدعى الموقف قلب الخارطة وإعادة تشكيل الحدود .
وعلينا أن نستعد لسنوات من القهر والتسلط يطال المسلمين في فلسطين والعراق، ويمتد إلى دول عدة تصنف على أنها تؤوي الإرهاب أو تفرخ الإرهابيين.
وأقل ما يتوقع من ذلك هو ممارسة الضغوط الجدية عن كثب لتحقيق الشروط الأمريكية ، وهذا تحد تاريخي ليس من السهل استيعابه وتربية الناس على إدراك مقتضياته ووسائل مواجهته .
ومشاركة في البحث عن المخرج الصحيح أقدم هذه العناوين المختزلة لرؤى شمولية قد يبدو أن طلعات الخيال تكتنفها، لكن لا بأس، فأحلام اليوم حقائق الغد، وإن غداً لناظره قريب.
(1) لسنا نعلق كبير أمل على تناقضات الأحلاف بشأن العراق فالتجارب شاهدة بأن القوي في النهاية يفرض إرادته ويسكت الجميع لرغبة أو رهبة .
لكن الحرب إذا قامت ستدخل المنطقة في دوامة من الفوضى والاضطراب تستنزف المزيد من الجهد والطاقة وليس يبعد أن يكون هذا جزءاً من استراتيجية قادمة تمهد لتغييرات جوهرية .
ولهذا يتحتم علينا أن نستميت في تفادي الحرب حفاظاً على شعب العراق وعلى المنطقة كلها .
يجب أن يتبلور موقف رسمي وشعبي واضح ورافض للحرب وأن يتواصل هذا الموقف مع القوى الدولية الرافضة أو المترددة دعماً ومساندة وتهيئة لمناخ مستقبلي من التعاون ومع القوى الرافضة في الداخل الأمريكي لممارسة ضغوط شعبية وإعلامية على الإدارة الأمريكية .
وعلى الصعيد العراقي ـ مهما كانت قناعتنا بالوضع الرسمي ـ يتحتم أن يقوم القلقون على مستقبل الأمة والمنطقة بدور جاد مع النظام العراقي ، والتفاهم على صيغة تؤدي إلى تجنب الحرب وقطع الطريق على المتآمرين ، وأن تقوم كل الأطراف بمسؤلياتها بمنتهى الحكمة والحزم .
( 2) أساس كل تغيير أو إصلاح يبدأ من داخلنا " حتى يغيروا ما بأنفسهم " ، " وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً " .
وهذا منهج قرآني محكم " قل هو من عند أنفسكم " .
فعلينا أن نعود إلى الله عودة صادقة شاملة، على مستوى الأفراد والأسر والجماعات والدول، وأن نحكم شريعته في ذواتنا وعلاقاتنا وكثيرنا وقليلنا.
وهذه القاعدة العظيمة في الفرار إلى الله يتفرع عنها مفردات لا تكاد تنتهي.
أ- تبادل التصحيح الهادف الصادق القائم على النصيحة وليس الفضيحة، وعلى الإشفاق لا على الإحراج، وعلى الإدراك الميداني الممكن، لا على الرؤية المعزولة عن سياق الحدث، أو النظرة الذاتية الخاصة.
إنه لا شيء يستجمع التعرف على نقائصنا والقدرة على تجاوزها مثل التصحيح القائم على الرحمة والمحبة " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .."
ب- إيثار المصلحة الأممية العليا على المصالح الخاصة والذاتية لفرد أو طائفة أو فئة .
ج- إن العدل يجب أن يكون أساس العلاقة بين الناس في المجتمع المسلم، ولنتأمل كيف بدأ ربنا تبارك وتعالى بذاته المقدسة في تحريم الظلم فقال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا ) رواه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه .
فالخروج من المظالم ورد الحقوق لأهلها هو ضمانة لوحدة الصف وأمان من العدو المتربص .
ومن أخص صور الظلم ما يقع على الضعفاء والفقراء والعاجزين من النساء والصبيان والعمال ونحوهم أمام القوي الذي لا يراقب فيهم إلاً ولا ذمة .
د ـ إن العالم العربي يشهد معدلاً لنمو الدخل الفردي هو الأقل في العالم ـ حسب تقرير التنمية الإنسانية لعام 2002م ـ حيث لم يتجاوز النمو نصفاً بالمائة سنوياً خلال عقدين .
وإذا استمر هذا التدني فسيحتاج المواطن إلى ( 140) سنة حتى يضاعف دخله ، بينما يستطيع الفرد في مناطق أخرى من العالم مضاعفة دخله مرةً كل عشر سنوات .
وفي مقابل هذا فإن عناصر الإنتاج تنخفض بمعدل 2،0% في حين تتصاعد وتيرتها في مناطق أخرى .
إن هذا يحتاج إلى معالجة جادة تساهم في تلبية تطلعات الناس لحياة هانئة ، وفي تطلعات المعنيين بأمر الأمة إلى رفع إنتاجية الفرد وعطائه .
والشراكة الحقيقية هي التي تحقق انتماء الفرد لأمته ، وتحول دون استغلاله أو المزايدة عليه من قوى خارجية .
هـ- الركض والهرولة نحو التطبيع الإسلامي – الإسلامي، وجعل السلام أساس العلاقة بين المؤمنين، فالمؤكد أن العدو يراهن على الصراعات البينية، وسيجتهد في خلق نـزاعات داخلية تـزيد الأمة إنهاكاً وفشلاً وذهاباً للريح.
إن ثمت مسوغات للاختلاف لكن علينا أن نجعلها أقل ضرراً ، وأن نتخير الميدان الذي نفرغ فيه طاقتنا المحدودة وألا نجعلها هشيماً تذروه الرياح .
نحن في أمس الحاجة إلى بناء علاقات متوازنة حتى مع أولئك الذين نختلف معهم .
و- تفعيل القضايا الإسلامية واستثمارها بصورة إيجابية، كقضية فلسطين والسودان وغيرها.
إن ثمت إلحاحاً ضرورياً على دعم المسلمين في هذه المواقع سياسياً ومادياً، لأنها مواطن ضعف يخطط اليهود ومن وراءهم لتوظيفها واستغلالها في تحقيق مصالحهم.
لا أحد يجهل علاقة القضية الفلسطينية بجيرانها، أو القضية السودانية بليبيا ومصر وأفريقيا ، وهكذا .
(3) أما على الصعيد الخارجي فيمكن السعي الجاد لتحريك ضحايا الظلم الأمريكي وتنظيم مطالباتهم ، وتزويدهم بما يمكنهم من إيصال صوتهم إلى العالم ومؤسساته، وفتح جميع الملفات المعلقة التي تكشف عن معاناة الشعوب ومصادرة حقوقها.
لقد رصدنا ملايين القتلى، وملايين المشوهين من ذوي العاهات وغيرهم في غير ما موطن، وهم يتجرعون آلامهم، ويلعقون جراحهم، بينما يتفنن الأمريكي ( المتحضر ) في حساباته وتكاليف معاناته، فلماذا لا تتم مشاغلته بمثل ذلك،ومطالبته بالمثول والتعويض.
( 4) وبدلاً من أن نخاطب أنفسنا بالشجب والاستنكار وهجو الخصوم، بمقدورنا مخاطبة العالم بلغته الحية ووسائل إعلامه المتجددة، كتابة وشفاهاً دفاعاً عن قضيتنا وإيماناً بعدالتها، وكشفاً للظلم الذي حاق بأمتنا، ونشراً لعار المعتدين.
إن المال، وهو طوع أيدينا، يمكن أن ينطق الساكتين بالحجة، ويحوز إلى جوار حقنا عقولاً وأقلاماً وألسنة تقول مالا نقدر نحن على أن نقوله، وتقارع عنا بغير جمجمة ولا تردد !
( 5) ثم إن فرحنا بسقوط الجدار الحديدي البلشفي لم يكد يكتمل حتى بدأنا نتجرع مرارة التفرد الأمريكي، وغرور السلطة وانتفاشها. [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']والشر إن تلقه بالخير ضقت به[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
ذرعاً وإن تلقه بالشر ينـــحسم[/font] [/td][/tr][/table][/center]
فلماذا لا ندفع الشر بالشر ؟! ونقيم حبالنا مع قوى عالمية أخرى قائمة أو واعدة في آسيا وأوربا وغيرهما فلدينا من الموارد والخيرات والخزائن من النفط والغاز وسواهما ما يتحلب له لعابهم مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (فبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي ) قال أبو هريرة : وقد ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
ولديهم من التقنية والتقدم المادي ما نبحث عنه، والحياة تقوم على التبادل والتباذل والمقايضة.
إن الموقف بحاجة إلى إرادة جادة تستهدف توظيف الآخرين في تعزيز مواقعنا الذاتية، ومشاغلة الخصوم، وترشيد المستقبل بإذن الله.
وهذا يمكن أن يتم وفق رؤية شمولية بحيث تقوم الفعاليات المتنوعة بتحمل مسؤولياتها وأداء دورها، ولن يكون هذا حتى نودع لغة التلاوم ، ونكف عن توزيع المسؤوليات على الآخرين واستثناء ذواتنا.
ومن غير شك فإن التشاؤم والإحباط واليأس لن يصنع لنا أكثر من ديمومة العناء والتخلف والمغامرة، وافتعال المعارك الذاتية التي نفرغ بها طاقتنا المكبوتة .
فالتفاؤل هو الحادي الذي على نبراته يسير الركب مؤمناً بالله وبوعده الصادق، واثقاً بمستقبل هذه الأمة، مدركاً لإمكانياتها وقدراتها .
إن المسلمين يمتلكون ـ بفضل الله ـ إمكانية لفهم كل أساليب التعامل المناسبة ، ومواجهة الخيارات التي يرسمها طرف ما ، ومن المؤكد أنهم الأكثر استعداداً لاحترام الأخلاق والعدالة الحقيقية ، وفي الوقت ذاته هم الأكثر استعداداً للتضحية إذا اقتضى الأمر : [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']لي وإن كنت كقطر الطل صافي[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
قـصفة الرعد وإعصار السوافي[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
أتـحاشى الشــر جهــــدي فإذا ما[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
لج في عــسفي تحـــداه اعتسافي[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
خــــلــــق ورثنــــــــيه أحــــمـد[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
فــجـرى ملء دمائي وشـــــغافي[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
لم يــغيره على طـــول الـــمدى[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
بــطش جـــبار ولا كـيد ضعاف[/font] [/td][/tr][/table][/center]
[justify]والله الهادي ، وهو وحده المستعان .[/justify]