منتديات نور حياتك



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور حياتك

منتديات نور حياتك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إن الناظر في هذه المنتدى سيجد أن الشموع التي أشعلناها موزعة على مجالات عديدة, لكن يجمع بينها استهداف الارتقاء بشخصيات إخواني وأخواتي في العالم العربي, وتقديم العون لهم على سلوك مسالك الرشاد, والتفوق في كل مجلات الحياة .


    حريق الرئاسة .. حريق الأخلاق ؟!

    Your life
    Your life
    المدير العام على منتديات نور حياتك


    عدد الرسائل : 981
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 101
    تاريخ التسجيل : 15/01/2009

    حريق الرئاسة .. حريق الأخلاق ؟! Empty حريق الرئاسة .. حريق الأخلاق ؟!

    مُساهمة من طرف Your life الجمعة فبراير 20, 2009 9:15 pm

    مجلة " الماريان " الأسبوعية الفرنسية نشرت مقالاً في عدد هذا الأسبوع (25-31 مارس 2002) في الصفحة السابعة عشرة يقول :
    " خمس عشرة طالبة أحرقن أحياءً لأنهن لم يرتدين الحجاب !
    في المملكة العربية السعودية حريق في مدرسة نجت منه المبادئ الأخلاقية فماتت الطالبات .
    عندما شب حريق في مدرسة للبنات في مدينة مكة استعد رجال الإنقاذ والدفاع المدني للتدخل ، ولكن بالنسبة لممثلي الشرطة الدينية المكلفين بالمحافظة على احترام نظام الأخلاق في المملكة كان فصل الرجال عن النساء يأتي في المقام الأول ، وقبل كل شيء ، مهما كانت الظروف ، حتى لو كلف الأمر حياة الأبرياء .
    وفي مواجهة ألسنة اللهب منعت هذه الشرطة المشؤومة ( الهيئة ) المتيقظة جداً حول هذا الموضوع ، منعت الطالبات من الخروج من المدرسة التي تحترق ؛ لأنهن نسين في خضم المعمعة أن يرتدين الحجاب ، مع أنه لباس إسلامي إجباري في المملكة العربية السعودية .
    وبنفس التفكير منع هؤلاء الغيورون وحماة الأخلاق الحميدة أفراد الدفاع المدني من الذكور من دخول هذه المدرسة لإنقاذ الطالبات خوفاً من أن يحدث اختلاط بين الرجال والنساء .
    الحصيلة : وفاة خمس عشرة طالبة ، وجرح خمسين ، وحتى يكون هناك نوع من الطمأنينة أمر الملك فهد بتكوين لجنة تحقيق وتوعد بعقاب رادع لمن تسبب بهذا الحدث " انتهى الخبر .
    إن مجانبة الحقيقة في هذا الخبر لم تكن مع الأسف من الصحيفة الفرنسية التي تدخلت بخبث معهود و أضافت من خيالها الحاقد قدراً معقولاً .
    إن المجانبة ـ و ياللأسف ـ تمت صياغتها في عدد من مطبوعاتنا المحلية التي لا تلتزم الموضوعية والحياد ، بل تتدخل في صميم الخبر لتعبر عن انفعالاتها الخاصة ضد شريحة من شرائح المجتمع ، وضد مؤسستين كبيرتين : رئاسة البنات ، ورئاسة الهيئات .
    ونحن نسمع كثيراً عن تحري الدقة والموضوعية ، وعن احترام الرأي الآخر ، وعن الحرص على وحدة المجتمع والحذر من تشققه وانفراط ألفته ، ولكننا نجد في مثل هذا شيئاً آخر مختلفاً عما يقال .
    إن هذه المؤسسات قامت منذ عهد متقدم تحت إشراف ورعاية العلماء وضبطهم ، وهي كغيرها من أجهزة الدولة تخفق وتنجح ، لكن ليس شأنها مغايراً لأي مؤسسة أخرى مهما كان لها من الخصوصية والدعم .
    وعلى رغم النظام الأخلاقي الذي نفتخر به ، ويعد إحدى خصوصيات تجربة التعليم النسائي في المملكة ، والقائم على فصل الجنسين ، وإحاطة العملية التعليمية النسائية بسور من الحفظ والصون ، إلا أن المرأة وصلت إلى أعلى الرتب العلمية في كافة حقول المعرفة ، وتدنت نسبة الأمية بشكل غير عادي .
    وما نجح تعليم المرأة إلا لهذا ، فلم يكن الناس ليسلموا فلذات أكبادهم وزهرات حياتهم إلا لمن وثقوا بعلمه ودينه وتقواه.
    وبقدر دهشة الكثيرين من التناول المتحيز لهذه القضية الحساسة المحزنة ، إلا أن الدهشة اتسعت حينما تسامعوا بقرار دمج الرئاسة بالوزارة ، والذي كان مفاجئاً وغير متوقع .
    إن مخاوف الناس من أن يأخذ التعليم النسائي خطاً مختلفاً عما كان عليه لا تزال قائمة ، وقد جاء هذا القرار ليغذيها و ينميها ، ثم عادت بعض وسائل الإعلام المطبوعة لتتناول هذا القرار بطريقتها الخاصة ، وتنقله إلى أبعد مدى فتتحدث عن اختلاط التعليم ، وعن تغيرات جوهرية في مسألة المرأة ، بل في مسألة الضبط الأخلاقي في المجتمع كله ... فلمصلحة من يقع هذا ؟
    ومما زاد من ردة الفعل أن هذا القرار جاء في توقيت صعب لا تخفى ملابساته مما دفع الكثير إلى الاستنتاج وبسهولة أن الأمر مرتبط بالأحداث العالمية الأخيرة ، وبدوامة تقديم التنازلات في حياتنا الإسلامية وأنظمتنا التعليمية ، مما أعاد الخوف والقلق القديم .
    إنهم جميعاً يتابعون تجارب التعليم وتحولات قضية المرأة في بلدانٍ مجاورة ، والتي تمت بحجة مسايرة العصر وملاحقة الركب ، وكأن هذا لا يكون إلا بترك خصائصنا وشريعتنا وأخلاقنا ، ولننظر في أي بلد إسلامي ما هي الحقوق التي ظفرت بها المرأة ؟ بل وما هي الحقوق التي ظفر بها الرجل أيضاً ؟
    والذي زاد من الألم مما جرى هو منع الشريحة الواسعة من المجتمع بتحفظاتها و مسوغاتها من الإدلاء بصوتها و حرمانها من حق التعبير الرشيد ، فلم نقرأ في مطبوعاتنا المحلية إلا رأياً واحداً وصوتاً واحداً ، وكأن كلاً يمارس الاستبداد بطريقته الخاصة .
    وكثيرون لم يملكوا وسيلة تسمح لهم بالتعبير عن مخاوفهم وقلقهم ، بل وتطلعاتهم واحتجاجاتهم إلا عبر ساحات الإنترنت ، أو رسائل الجوال ، أو المساهمات الفردية ، خصوصاً وهم يقفون أمام أحداث ومتغيرات لها مساس مباشر بهم وبأسرهم وبناتهم و حاضرهم ومستقبلهم .
    ورغم هذا أثبت هؤلاء الشباب قدراً جيداً من التوازن و الانضباط في تنقلهم بين العلماء ، وتواصلهم مع أولي الأمر ، وظل الأمر في دائرة التحرك المقبول الذي ينم عن وعي ويقظة واتزان يظل طابعاً عاماً بحمد الله لهذا المجتمع .
    إن التعبير الرشيد عن مثل هذه القناعات ضروري لحفظ المجتمع ، وتحقق القدر المعتدل لكل أفراده ليجدوا أنفسهم و تنفسهم .
    و مما يحمد كثيراً أننا حين نفزع أو نخاف نخاطب أنفسنا ، ونخاطب بعضنا بعيداً عن النجوى واليأس والاستبطان .
    وإن من الضروري تماماً تهدئة هذه المشاعر المتأججة ، و تطمين هذه النفوس القلقة بما يحفظها ويريحها ، وذلك بما تتطلع إليه من استدراك هذا القرار، والتحول إلى الحل الأجدى، وهو معالجة السلبيات و الأخطاء في الرئاسة، مع بقاء على استقلاليته وتميزه، وليس هذا أول قرار يتدارك لتحقيق المصلحة الأهم والأعم، وسواء تم ذلك أم لم يتم فلابد من التأكيد على مايلي:
    1- التأكيد الصارم على الاستمرارية و الديمومة في المحافظة على النظام الأخلاقي في الرئاسة و تعليم المرأة ، وتعزيز ذلك بالقرارات والتعميمات التي تمنع أن يفهم أحد من قرار الدمج رسالة خاطئة .
    فالضبط الأخلاقي في التعليم ، وتعليم البنات ، بل والمجتمع هو جزء صلب من كيان هذا المجتمع ولحمته يجب ألا يسمح لأحد بالمساس به ، وإلا كان كالذي يخرق السفينة ليغرق أهلها .
    2- تعزيز الضمانات القائمة بعدم حصول التخوفات المتداولة في الأوساط ، والمعبرة عن احتمالية تغيير نمط تعليم المرأة ، أو دمج التعليم ، أو التغيير في المناهج .
    ومن حق الناس أن يطمئنوا على أولادهم ، على مستقبلهم .
    3- الالتزام بالتقليد التاريخي القائم على خصوصية تعليم المرأة وإسناده للمشهود لهم بالدين والورع والتقوى والأمانة ، مع الخبرة والضبط الإداري .
    فإن هذا أحد الأسس التي قام عليها تعليم المرأة منذ قام ، وقد كان أول المشرفين على هذا الجهاز هو سماحة المفتي العام الشيخ / محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى .
    4- التفكير الجادّ في تنويع الوسائل الإعلامية التي تمكن الجميع من التعبير عن آمالهم وتطلعاتهم ومخاوفهم ، فإن من أعظم ضمانات وحدة المجتمع واستقراره أن تملك شرائحه وفئاته حق التعبير الرشيد عن وجهة نظرها بعيداً عن المصادرة والإقصاء .
    نسأل الله أن يحفظ مجتمعنا و بلادنا و المسلمين من كل سوء ، وأن يجمع قلوبنا على طاعته و محبته إنه جواد كريم .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 5:27 am