[center][color=red]( كتب هذا المقال في 4/4/1422هـ، قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر )[/color][/center]
[justify]
سألني أحد الشباب عن منطقة الحركة ومنطقة السكون التي يجب أن تحكم اهتماماتنا، وتحدد أولوياتنا، وعن موقعي من ذلك، ويصر السائل الكريم على رؤيتي الشخصية.
وفي اعتقادي أن ثمة عوامل تسهم في تشكيل اهتماماتنا وترتيب أولوياتنا سواء كنا أفراداً أو جماعات، أو حتى دولاً وأمما.
ومن أهم هذه العوامل الماثلة في الوقت الحاضر:
أ ـ حجم المتغيرات الدولية، والمتغيرات الإقليمية والمحلية الناجمة عنها، والتحديات التي تفرزها على كافة الصعد.
ب ـ مدى النضج في التجربة العلمية والعملية واكتمالها.
ج ـ مدى الشعور بالمسؤولية ـ عمقاً واتساعاً ـ تجاه ما تقوله أو تعمله وتأثيره ومداه، وطريقة تلقيه.
د ـ قدر المصداقية مع الله، ومع النفس، ومع الناس، والقدرة على التجريد والشفافية، ولو إلى حد ما.
وكل هذه العوامل تؤثر في أي تصور أو تعديل أو تصحيح يقوم به فرد أو جماعة أو مؤسسة أو دولة.
وصاحبك الذي تصرُّ على مطالعة شيء من تجربته الشخصية الصغيرة، قد جاوز الآن سن الأشد، بل جاوز الخامسة والأربعين من عمره، قضى جل هذه السنين بحمد الله في جو علمي تربوي، وتربى منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره في أحضان مجموعة دعوية كان لها الفضل بعد الله في الأخذ بيده،وهذا أورثه الاهتمام بالعلم والدعوة ومناقشة أوضاع الأمة المسلمة في كل مكان.
ثم آثر منذ فترة مبكرة أيضاً أن ينتقل من هذا الجو إلى جو الصحوة العام، ويتعايش مع الناس دون حواجز أو انتماءات خاصة، فعايش جيل الصحوة، وأثر وتأثر ما يزيد على عقد من الزمان، تخلله حربان إقليميتان كبيرتان هما حرب الخليج الأولى ثم الثانية، بكل تداعياتها وظروفها.
ثم آثر أن يتعايش مع محيط الأمة الأوسع، وأن يتعامل مع قضاياها وآلامها وآمالها، وأن يتلمس أدواءها، وأن يشارك الساعين في تحقيق وحدتها وانسجامها، والعاملين على إيجاد البدائل الصالحة لانحرافاتها وأخطائها، الحريصين على رفع حالة اليأس والإحباط والقنوط لدى شرائحها وفئاتها، بل وشبابها ودعاتها، وذلك بعدم الوقوف عند حد النقد المجرد ... إنما تخطيه إلى تشجيع المبادرات الإيجابية ودعمها وتنشيطها سواء كانت عملاً اجتماعياً، أو جهداً إعلامياً، أو مؤسسة تعليمية، أو جمعية خيرية، أو داراً اقتصادية، أو مبادرة سياسية ... أو ما شاء الله.
إن الهزيمة النفسية الناتجة عن جلد الذات المجرد، أو عن الرؤية السوداوية لا تنتج عملاً مثمراً للأمة، بل تمكن للمنكر من الرواج والاستقرار دون عناء.
ولابدّ من تفهم فرص التغيير الممكنة في ظل حالة دولية تضع هامشاً ضيقاً للرفض المحض، وهامشاً أوسع للمشاركة والتصحيح.
وهكذا يتعين استثمار المؤسسات القائمة للإصلاح والدعوة والتواصل مع جمهور الأمة الذي له الحق الكثير علينا.
كما يتعين أن نشعر بالانتماء لهذه الأمة بشموليتها واتساعها، وأن تكون أرضها الواسعة الممتدة، وإنسانها المتنوع ميدان حركتنا وتصحيحنا، يستوي في ذلك ملامسة المعاناة المريرة في مناطق الالتهاب كفلسطين والشيشان وكشمير وغيرها، أو التجاوب مع طموحات مثقفيها وعلمائها ودعاتها للنهوض بعلومها وعقولها، أو تحقيق القدر الضروري من العلم الشرعي الذي يثمر صفاء العقيدة وصلاح العمل واستقامة السلوك، أو الدأب في توفير متطلبات العيش الكريم، فإن المشغول بضرورياته المادية معذور، وغير قادر على حمل الهم الكبير.
[/justify]
[justify]
سألني أحد الشباب عن منطقة الحركة ومنطقة السكون التي يجب أن تحكم اهتماماتنا، وتحدد أولوياتنا، وعن موقعي من ذلك، ويصر السائل الكريم على رؤيتي الشخصية.
وفي اعتقادي أن ثمة عوامل تسهم في تشكيل اهتماماتنا وترتيب أولوياتنا سواء كنا أفراداً أو جماعات، أو حتى دولاً وأمما.
ومن أهم هذه العوامل الماثلة في الوقت الحاضر:
أ ـ حجم المتغيرات الدولية، والمتغيرات الإقليمية والمحلية الناجمة عنها، والتحديات التي تفرزها على كافة الصعد.
ب ـ مدى النضج في التجربة العلمية والعملية واكتمالها.
ج ـ مدى الشعور بالمسؤولية ـ عمقاً واتساعاً ـ تجاه ما تقوله أو تعمله وتأثيره ومداه، وطريقة تلقيه.
د ـ قدر المصداقية مع الله، ومع النفس، ومع الناس، والقدرة على التجريد والشفافية، ولو إلى حد ما.
وكل هذه العوامل تؤثر في أي تصور أو تعديل أو تصحيح يقوم به فرد أو جماعة أو مؤسسة أو دولة.
وصاحبك الذي تصرُّ على مطالعة شيء من تجربته الشخصية الصغيرة، قد جاوز الآن سن الأشد، بل جاوز الخامسة والأربعين من عمره، قضى جل هذه السنين بحمد الله في جو علمي تربوي، وتربى منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره في أحضان مجموعة دعوية كان لها الفضل بعد الله في الأخذ بيده،وهذا أورثه الاهتمام بالعلم والدعوة ومناقشة أوضاع الأمة المسلمة في كل مكان.
ثم آثر منذ فترة مبكرة أيضاً أن ينتقل من هذا الجو إلى جو الصحوة العام، ويتعايش مع الناس دون حواجز أو انتماءات خاصة، فعايش جيل الصحوة، وأثر وتأثر ما يزيد على عقد من الزمان، تخلله حربان إقليميتان كبيرتان هما حرب الخليج الأولى ثم الثانية، بكل تداعياتها وظروفها.
ثم آثر أن يتعايش مع محيط الأمة الأوسع، وأن يتعامل مع قضاياها وآلامها وآمالها، وأن يتلمس أدواءها، وأن يشارك الساعين في تحقيق وحدتها وانسجامها، والعاملين على إيجاد البدائل الصالحة لانحرافاتها وأخطائها، الحريصين على رفع حالة اليأس والإحباط والقنوط لدى شرائحها وفئاتها، بل وشبابها ودعاتها، وذلك بعدم الوقوف عند حد النقد المجرد ... إنما تخطيه إلى تشجيع المبادرات الإيجابية ودعمها وتنشيطها سواء كانت عملاً اجتماعياً، أو جهداً إعلامياً، أو مؤسسة تعليمية، أو جمعية خيرية، أو داراً اقتصادية، أو مبادرة سياسية ... أو ما شاء الله.
إن الهزيمة النفسية الناتجة عن جلد الذات المجرد، أو عن الرؤية السوداوية لا تنتج عملاً مثمراً للأمة، بل تمكن للمنكر من الرواج والاستقرار دون عناء.
ولابدّ من تفهم فرص التغيير الممكنة في ظل حالة دولية تضع هامشاً ضيقاً للرفض المحض، وهامشاً أوسع للمشاركة والتصحيح.
وهكذا يتعين استثمار المؤسسات القائمة للإصلاح والدعوة والتواصل مع جمهور الأمة الذي له الحق الكثير علينا.
كما يتعين أن نشعر بالانتماء لهذه الأمة بشموليتها واتساعها، وأن تكون أرضها الواسعة الممتدة، وإنسانها المتنوع ميدان حركتنا وتصحيحنا، يستوي في ذلك ملامسة المعاناة المريرة في مناطق الالتهاب كفلسطين والشيشان وكشمير وغيرها، أو التجاوب مع طموحات مثقفيها وعلمائها ودعاتها للنهوض بعلومها وعقولها، أو تحقيق القدر الضروري من العلم الشرعي الذي يثمر صفاء العقيدة وصلاح العمل واستقامة السلوك، أو الدأب في توفير متطلبات العيش الكريم، فإن المشغول بضرورياته المادية معذور، وغير قادر على حمل الهم الكبير.
[/justify]