وهذه هي الرسالة الثانية حول ( هل السيئات يذهبن الحسنات )<p align="left"><font color="green">( سلمان ) </font></p><p align="center"><font color="red">***********</font></p><p align="justify">السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفاضل حفظك الله ورعاك :
لقد قرأت جواباً لك على سؤال مروس ( هل السيئات يذهبن الحسنات )
وقد كان مختصر الجواب أن قد تقرر عند أهل العلم أن السيئات لا يذهبن الحسنات .
ولكن يا شيخنا أشكل علي ما يلي :
1 . تفسير قوله تعالى :{ أ يود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون } [ البقرة : 266 ]
حيث جاء في تفسيرها ما أخرجه البخاري في صحيحه : قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : فيم ترون هذه الآية نزلت {أيود أحدكم أن تكون له جنة } قالوا : الله أعلم . فغضب عمر فقال : قولوا نعلم أو لا نعلم . فقال ابن عباس : في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين . قال عمر :
يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك . قال ابن عباس : ضربت مثلا لعمل.
قال عمر : أي عمل ؟ قال ابن عباس : لعمل . قال عمر لرجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله .
ألا يدل هذا الأثر على أنه كان مستقراً عند عمر رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عنهما أن السيئات تبطل الحسنات .
2 . في قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى }[ البقرة : 264 ]
ومعلوم أن المقصود هنا أن الذي يبطل هو ثواب الصدقة وهو الحسنات والذي أبطلها إنما سيئة المن والأذى .
3 . ما أخرجه مسلم في صحيحه : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أتدرون ما المفلس ) قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع .
فقال : ( إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) رواه أحمد والترمذي وابن حبان والبيهقي في سننه .
وظاهر الحديث أن السيئات التي فعلها في حق المسلمين تذهب حسناته يوم القيامة.
4 . ما أخرج عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله تعالى عنها : أن امرأة قالت : لها إني بعت زيد بن أرقم عبداً إلى العطاء بثمانمائةِ فاحتاج إلى ثمنه فاشتريته قبل محل الأجل بستمائةِ .
فقالت : بئسما شريت وبئسما اشتريتِ أبلغي زيداً أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم يتب .
قلت أفرأيت إن تركت المائتين وأخذت الستمائة ؟ فقالت : نعمِ من جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف .
وهذا الأثر أخرجه أيضا البيهقي والدارقطني في سننهما .
ووجه الدلالة فيه أن عائشة رضي الله عنها ترى أن إثم بيع العينة يذهب بحسنات جهاد زيد بن ثابت رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يتب .
شيخنا الفاضل التمس لي عذراً للإطالة ، ولكن طالب العلم يحتاج إلى كثرة السؤال فبه يتحصل العلم ، فأرجو منكم البيان والإيضاح وجزاكم الله عني خيرا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .<p align="center">|<a href="http://www.islamtoday.net/pen/show_articles_content.cfm?catid=69&artid=897">1</a>|2|
لقد قرأت جواباً لك على سؤال مروس ( هل السيئات يذهبن الحسنات )
وقد كان مختصر الجواب أن قد تقرر عند أهل العلم أن السيئات لا يذهبن الحسنات .
ولكن يا شيخنا أشكل علي ما يلي :
1 . تفسير قوله تعالى :{ أ يود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون } [ البقرة : 266 ]
حيث جاء في تفسيرها ما أخرجه البخاري في صحيحه : قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : فيم ترون هذه الآية نزلت {أيود أحدكم أن تكون له جنة } قالوا : الله أعلم . فغضب عمر فقال : قولوا نعلم أو لا نعلم . فقال ابن عباس : في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين . قال عمر :
يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك . قال ابن عباس : ضربت مثلا لعمل.
قال عمر : أي عمل ؟ قال ابن عباس : لعمل . قال عمر لرجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله .
ألا يدل هذا الأثر على أنه كان مستقراً عند عمر رضي الله عنه وابن عباس رضي الله عنهما أن السيئات تبطل الحسنات .
2 . في قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى }[ البقرة : 264 ]
ومعلوم أن المقصود هنا أن الذي يبطل هو ثواب الصدقة وهو الحسنات والذي أبطلها إنما سيئة المن والأذى .
3 . ما أخرجه مسلم في صحيحه : عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أتدرون ما المفلس ) قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع .
فقال : ( إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) رواه أحمد والترمذي وابن حبان والبيهقي في سننه .
وظاهر الحديث أن السيئات التي فعلها في حق المسلمين تذهب حسناته يوم القيامة.
4 . ما أخرج عبد الرزاق في مصنفه وابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله تعالى عنها : أن امرأة قالت : لها إني بعت زيد بن أرقم عبداً إلى العطاء بثمانمائةِ فاحتاج إلى ثمنه فاشتريته قبل محل الأجل بستمائةِ .
فقالت : بئسما شريت وبئسما اشتريتِ أبلغي زيداً أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لم يتب .
قلت أفرأيت إن تركت المائتين وأخذت الستمائة ؟ فقالت : نعمِ من جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف .
وهذا الأثر أخرجه أيضا البيهقي والدارقطني في سننهما .
ووجه الدلالة فيه أن عائشة رضي الله عنها ترى أن إثم بيع العينة يذهب بحسنات جهاد زيد بن ثابت رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يتب .
شيخنا الفاضل التمس لي عذراً للإطالة ، ولكن طالب العلم يحتاج إلى كثرة السؤال فبه يتحصل العلم ، فأرجو منكم البيان والإيضاح وجزاكم الله عني خيرا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .<p align="center">|<a href="http://www.islamtoday.net/pen/show_articles_content.cfm?catid=69&artid=897">1</a>|2|