منتديات نور حياتك



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور حياتك

منتديات نور حياتك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إن الناظر في هذه المنتدى سيجد أن الشموع التي أشعلناها موزعة على مجالات عديدة, لكن يجمع بينها استهداف الارتقاء بشخصيات إخواني وأخواتي في العالم العربي, وتقديم العون لهم على سلوك مسالك الرشاد, والتفوق في كل مجلات الحياة .


    القبائل العربية تحرق غزة ..................!!

    Your life
    Your life
    المدير العام على منتديات نور حياتك


    عدد الرسائل : 981
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 101
    تاريخ التسجيل : 15/01/2009

    القبائل العربية تحرق غزة ..................!! Empty القبائل العربية تحرق غزة ..................!!

    مُساهمة من طرف Your life الجمعة يناير 16, 2009 8:20 am

    عاطف معتمد

    كنا قد عدنا للتو من دراستنا في الخارج، استقبلتنا جامعتنا العريقة ببعض التعقيدات الإدارية قبيل استلام العمل، وخلال الأشهر التي ضاعت منا ونحن نخضع لتلك الإجراءات، أعرب زميلنا الموهوب عن أسفه لعودته من الولايات المتحدة إلى تلك الدولة المتخلفة، ووعدنا أنه سينتهز أول فرصة للعودة من حيث أتى.

    مرت خمس سنوات، لم يعد زميلنا من حيث أتى كما وعد، بل صار علما بارزا في الحزب الوطني الحاكم، والمتحدث المفوه بإنجازات الدولة ومنظرا لآفاق التغيير الجديد.

    "
    أنت في مصر أمام خيارات محدودة للغاية، إما أن تنضم إلى قبيلة الحزب الوطني فتضمن لنفسك مكانا في السلطة والإدارة ومكاسب لا حد لها, أو أن تنضم إلى قبيلة الإخوان المسلمين فتضمن لنفسك مكانا في المعتقل أو المراقبة الأمنية، أو أن تنضم إلى الأغلبية الصامتة
    "
    كلما شاهدت التلفاز أو طالعت الصحف وأرى صورته، أشعر ببالغ الأسى.. لا ينبع الأسف من أن شخصا اختار طريقه، بل لأن الرجل دوما ما يظهر إلى جوار أستاذ متخصص في القانون الدولي ترك جامعتنا بدوره وصار رمزا من رموز الحزب الوطني.

    كنا نفتخر بأستاذ القانون من قبل حين كان مرجعا في مشكلات الحدود بين مصر والاحتلال الصهيوني، كيف تبدل الرجل وصار الآن لا يتردد فيعلن أن اتفاقية تصدير الغاز إلى إسرائيل أشبه "بزواج عرفي".

    اعتاد الناس في مصر هز رؤوسهم، ها هو أستاذ القانون يضرب عرض الحائط بفتوى شيخ الأزهر السابق نصر فريد واصل الذي يحرم فيها بيع الإسمنت والغاز لمصانع السلاح الإسرائيلي.

    وما نزال نهز رؤوسنا حين يمضي أستاذ القانون مستهينا بقرار محكمة القضاء الإداري إيقاف بيع الغاز المصري إلى الصهاينة.

    أنت في مصر أمام خيارات محدودة للغاية، إما أن تنضم إلى قبيلة الحزب الوطني فتضمن لنفسك مكانا في السلطة والإدارة ومكاسب لا حد لها، بحسب مواهبك وقدراتك وبحسب المكان الذي تعمل فيه..

    أو أن تنضم إلى قبيلة الإخوان المسلمين فتضمن لنفسك مكانا في المعتقل أو المراقبة الأمنية أو التأخر في وظيفتك، بحسب مدى مساهمتك مع الإخوان: هل تحمل قلما فتكتب عنهم أم تحضر اجتماعا لهم أم تشارك في الجماعة بفاعلية؟!

    ولو كنت تشعر بالغثيان من قبيلة الحزب الوطني، وتخشى على أولادك إن وضعوك في السجن بانضمامك إلى قبيلة الإخوان، فستنضم حتما إلى الأغلبية الساحقة من الشعب المصري تلك التي يسميها المثقفون من كتاب التحليلات السياسية "بالأغلبية الصامتة".

    ليست الأغلبية الصامتة قبيلة واحدة، ولا يجمع بينها رابط للحركة والفعل، وربما لا يلم شملها سوى هدف واحد يختزله حكماؤها بالقول إن "المجاهد الحق في مصر اليوم ليس من يحمل سلاحا إلى غزة بل من يوفر لبيته لقمة العيش".

    هل يتبقى وقت للفعل لرجل يخرج للعمل في الفجر فلا يعود إلى بيته إلا في عتمة الليل وقد نام أطفاله وتعبت زوجته؟ هل يتبقى جهد للمرء في مصر للفعل وهو يفقد في كل يوم ثلاث إلى أربع ساعات في وسائل النقل العام، حتى إذ وصل عمله وصل مرهقا وإذا عاد إلى بيته عاد جثة هامدة؟

    "
    وصل حد الاقتناع بفكر المؤامرة من جانب النظام على الشعب إلى أن أحد الأساتذة العلماء المرموقين قال إنه يعتقد بأنهم يضعون لنا شيئا ما في ماء النيل حتى ننبطح وننهزم
    "
    المؤمنون بنظرية المؤامرة في مصر يقولون لك إن كل شيء محسوب بدقة، فاختناق المواصلات مقصود، وإلهاء الناس بلقمة العيش مخطط له، والبطالة التي تطال الشباب وتمنعهم من تكوين أسر جديدة هو السبيل لتمرير العلاقات الجنسية غير الشرعية وتحويل مصر إلى نموذج "رائد" يقتدي به العالم العربي. ولعل نجاح هذا النموذج قد ظهرت اليوم بشائره من خلال "الوحدة العربية" التي تمت بين مصر ولبنان في إنتاج الفن الداعر وإشاعة الفاحشة بين الناس ليل نهار.

    لقد وصل حد الاقتناع بفكر المؤامرة إلى أن أحد أساتذتي من العلماء المرموقين مضى إلى القول بأنه يعتقد بأنهم يضعون لنا "شيئا ما" في ماء النيل حتى ننبطح وننهزم.

    ما أقسى أن يصل المرء إلى هذا الأفق المسدود، وما أمرّ من أن يقتنع الناس بأن كل شيء مخطط من حولهم، وأنهم لا يملكون من أمرهم شيئا.

    بهذه الصور القاتمة يفقد العرب آمالهم في دور رائد لمصر فيتطلعون إلى دول أخرى علها تؤدي دور مصر المفقود.

    تبدو السعودية أمام العرب أكبر دولة إسلامية مؤثرة، بما تضمه من مواقع إسلامية مقدسة، معتمدة على تاريخها "السخي" في المساعدات الإنسانية للشعوب الإسلامية الفقيرة، وأياديها البيضاء في نشر مئات المساجد في أصقاع العالم المختلفة، فضلا عن النجاح الباهر في توصيل نسخ فاخرة من القرآن الكريم إلى أقاليم شتى في العالم، من أدغال أفريقيا إلى صقيع سيبيريا.

    يحتفظ كثير من الذين سافروا للعمل في السعودية بتجارب إيجابية تحسنت فيها دخولهم المادية، وتمكنوا بعد العودة إلى أوطانهم من عبور بحر الظلمات إلى حياة كريمة عبر المدخرات التي دبروها بعرق وكدح.

    لكن لماذا لا يستنجد المواطن العربي في الأزمة الأخيرة بالسعودية؟ هل السعودية مثل قرغيزستان وبنغلاديش وأذربيجان، ساعدتها الصدفة الجغرافية والترسيم الاستعماري للحدود في أن تبقى بعيدة عن المعركة ومحتفظة دوما بماء الوجه؟

    يبدو أن المواطن العربي يحتفظ بدور السعودية لما بعد انتهاء المحرقة وتدمير غزة، حينها سينشرح صدره حين تأتي الأموال الخليجية فتعيد بناء ما دمره الصهاينة وتصرف بعض التعويضات للأرامل وأسر الشهداء.

    إنها إذن قسمة "عادلة"، فالتقنية الأميركية تمولها أموال النفط الخليجية لتنتج الطائرات المقاتلة لحساب إسرائيل التي تقوم بدورها بتدمير غزة وقتل سكانها، ثم تأتي الأموال الخليجية مرة أخرى لتعوض المقتولين وتعيد بناء ما تهدم.

    "
    علينا أن نعيد النظر في مناهج التعليم المدرسي التي تقول إننا أمة واحدة يجمعها دين واحد ولسان واحد ومصير مشترك, فهذه دروس مضللة تخلق أناسا متناقضين مع أنفسهم، مغيبين عن الواقع، وتصدمهم الفاجعة حين تقوم إسرائيل بحرق غزة مطمئنة إلى تشتت القبائل العربية
    "
    يا لها من فرصة رائعة للعسكريين الصهاينة، فبدلا من التدريب على برامج الحاسوب ها هم يحتفظون دوما بساحة تدريب عسكرية متجددة، وما أفضل ميدان غزة وسكانه البؤساء.

    لماذا لا يعود المواطن العربي إلى خريطة المنطقة فيجد أن المسافة التي تفصل السعودية عن إسرائيل عبر خليج العقبة لا تزيد عن 20 كلم؟ لماذا يقبل المواطن العربي رفض السعودية ومعها دول الخليج إيقاف تصدير النفط إلى الدول المساندة لإسرائيل؟ لماذا صار النفط السعودي والخليجي أغلى من الدم الفلسطيني؟

    علينا أن نعيد النظر في مناهج التعليم المدرسي التي تقول إننا أمة واحدة يجمعها دين واحد ولسان واحد ومصير مشترك، فهذه دروس مضللة تخلق أناسا متناقضين مع أنفسهم، مغيبين عن الواقع، وتصدمهم الفاجعة حين تقوم إسرائيل بحرق غزة مطمئنة إلى تشتت القبائل العربية.

    ما زلنا نهز رؤوسنا ونمضي في عتمة الفجر والعشاء إلى المساجد متضرعين إلى الله لنصرة غزة، فنتوسل إليه سبحانه "أن يدمر اليهود ويزلزل الأرض من تحت أقدامهم ويشتت شملهم ويحرق بيوتهم وييتم أطفالهم".

    لكننا حين نعود إلى بيوتنا تفجعنا الأخبار، إذ البيوت التي تحرق هي بيوتنا، والأطفال الذين ييتمون هم أطفالنا، وجمعنا مشتت، وبأسنا بيننا شديد.. كيف يستجيب الله من أمة تفرقها القبائل!
    ــــــــــ
    كاتب مصري





      الوقت/التاريخ الآن هو السبت سبتمبر 21, 2024 3:24 pm