[url=http://www.alarabiya.net/writers/writer.php?content_id=67453]د. أيمن محمد الجندي[/url]
أرجوك لا تفعل ، لا تكتب هذا المقال . أنت رجل أربعيني وقور ، أو ينبغي أن تكون كذلك ، يقف لك الشباب في المترو ، وتقول لك الجميلات يا عمو ، يتدفق في لحيتك الضوء الأبيض ، وعلى كاهلك عشرات السنين . عليك أن تبدو باردا ، مفروض أن تصبح هادئا ، مطلوب أن تبدو واثقا ، ولسان حالك يقول : يا للملل ..عار على كهل مثلك أن يظهر الحماسة ، تظاهر يا أخي أنك جربت كل شيء ، وعرفت كل شيء ، تلك هي الصورة النمطية التي لن يغفر لك المجتمع إن حطمتها ..
ما تود أن تكتبه أشياء لا تكتب أيها المجنون ، تصارحهم أن جسدك يكبر ، وروحك تأبى أن تكبر ..الطفل الكامن داخلك ، المراهق المحلق في السماء السابعة ، الشاب الذي يبحث عن نصيبه العادل في الحياة ، الكهل الذي أنهكته التجارب ، عشرات الأشخاص يتزاحمون داخلك ، مثل أوتوبيس العتبة ، الفارق الوحيد أنك السائق والركاب والكمسري ، ولا تدري لمن تنتصر ؟ ، للطفل المدلل ، أم للشاب المتطلع ، أم للكهل المحبط ..هب أنك صارحتهم بقلبك المنفعل ، وعينيك العاشقتين ، بذمتك هل هذا كلام!
[table border=0][tr][td]
[url=http://life.lightbb.com/][/url]
تحطم البرواز المعلق فوق الحائط ، تزيح البعد الثالث ، تتغنى بالأنوثة ، دون أن تشعر بالخجل ، تكسر التابو المصنوع للكبار ، نحن لا نكبر ، فقط تكبر أجسادنا ، نفقد شعرنا الأسود ، لكن لا نفقد حماسنا للحياة ..والمرأة هي الحياة ، أو أكسير الحياة ، بدونها يصبح الطعام ( دلع ) ، والكوكب الأرضي ( غلس ) ، مثل مبارة كرة بلا أهداف . هرمونات الحب التي تكوي قلوبنا ، وعجينة ( الدي إن أيه ) ، أسرار الجينومات وشفرة الخلايا الوراثية ، الفطرة المركبة في أبناء الفناء ، تلهمهم بالحب ، والرغبة والأمل ، وطلب الجنس الآخر .
وبرغم حبك للجمال الملون واعترافك بجمال الأنثى الغربية فإنها كما يقولون : زى الكتاب .. المقاييس اليونانية الصارمة لجمال الجسد الأنثوى ممثلة فى تمثال مقطوع الرأس لفينوس ، لكنها تفتقر لعصا الساحر . أما الأنثى الشرقيه ، المرأة المصرية بالخصوص ، فعصا الساحر المصري القديم أعادت تشكيل النسب ، فى تيار جارف من جاذبية تعصف بالرؤوس ، رغم كونها – فى أحيان كثيرة - ليست : زى الكتاب .
تمشى دون أن تدري ب( مظاهرة) الخطوط التى يصنعها الجسد العبقرى .. خطوط قد تفنى عمرك كله – أذا كنت تشكيليا – لتحاكيها ، أو تبدع فيها وتطورها . قارنها بخطوات الجندى المقاتل التى تخطوها الأنثى الغربية حين تمشى لتكتشف أن الأنوثه والجمال منفصلان .
هذا هو الجمال المصري ، بنت بلدي التي حيرت العالم بسمرتها ، بشرتها الممزوجة بالخمر ، وعينيها الشبيهتين ببحيرة عسل ، كليوباترا التي هزمت إمبراطورية ، ونفرتيتي التي أنشقت عنها جدران المعابد ، سرب الظباء التي تمتلئ بهن طرقات مصر ، بنات العشرينيات الخارجات من الجامعة ، أو بنات الدبلوم ( بتوع ) الجوب الماكسي والبودي اللاصق ، كل بنت تحل من حبل المشنقة ، وتستحق عشرات الأسكتشات ، ربما تنطق الخطوط إذا خرست الكلمات ..أنوثة أكبر من أعضاء أنثوية ، بل روح تمتزج بالأعضاء ، لاحظ أننا لا نتحدث عن مانيكان عرض الملابس فى فاترينة صيدناوى ، هذا ليس رأيي فحسب ، بل ولع الأوربيين أيضا ، تيار قوي فى الثقافه الغربيه يعشق كل ما هو شرقى ، أثمر إبداعا فنيا وثقافيا فى شتى المجالات .
سمات مميزه للجسد الأنثوى المصرى ينفرد بها ، تساهم فى أحداث هذا السحر . طراوة كأنها سائل ينسكب من مكان لأخر ، أذا حبسته فى ركن أنساب فى نعومه إلى ركن أخر ، بالتالى لا تكف خطوطه المنحنية عن التشكل ، وأعادة التشكل إلى مالا نهاية .. لهذا يبدو بنطلون الجينز الضيق على جسد الأنثى الغربيه : مجرد رداء ، فيما هو على جسد المصرية فعل فاضح فى الطريق العام .
يملأن الطرقات كل أصيل : جميلات ، بسيطات ، رائعات ، فقيرات . بنت بلدي كارثية الأنوثة ، صافية السمرة ، واسعة العينين . الصدر ناهد خافق بالحب ، والخصر مرسوم بدقة ، وافرة الردفين بمقادير محسوبة ، محبوكة في زي شرقي ، أكثر إغراء من الملابس القصيرة ، يذكرنا بخيالاتنا المثيرة عن ألف ليلة . محتضنات الحقائب في أمومة فطرية ، النصف الجميل يبحث عن نصفه الآخر ، في مجتمع أعمى ، لا يملك ترف التذوق ، شبابه مترنحون تحت وطأة البطالة ، والخوف من المجهول ، فتؤاد الأنوثة الجميلة والأمومة المتوثبة والحنان السابغ .
حظهن قليل ، بنات مصر الجميلات ، قانعات بالفتات ، راضيات بالقليل ، غافلات عن كنزهن الثمين . واقفات في طابور البطالة ، تفرح إحداهن – وهي الجامعية – بوظيفة تستنزف طاقتها رغم الأجر الزهيد ، جنيهات معدودة تطبق عليها يدها الجميلة ، وكأنها ملكت كنوز العالم ، وغاية أحلامها علبة مكياج ، أو أصبع روج ، أو إيشارب زاهي الألوان .
تمتلئ بهن الطرقات كل أصيل ، قابضات على الجمر ، يؤثرن الفقر النظيف على الغني الملوث ، دون أن يشعر ببطولتهن المنسية أحد ، ولا حتى هن أنفسهن ، ولو أبدين بعض التنازل ، وبعن أنوثتهن في سوق النخاسة ، لأصبح راتب الشهر دخل اليوم . لكنهن بالفطرة السليمة ، بدون شعارات ، أو مقالات مدبجة ، أو أفلام دعائية ، يحققن المعنى الحقيقي للشرف ، ويؤثرن الحلال المغموس بالفقر ، وإعداد الإفطار في السادسة صباحا ، وتدبير الميزانية حتى آخر الشهر ، ومفاداة السيارات المسرعة وفي يدها ثلاثة عيال .
باقة ورد ، وقبلة على الجباة ، ورغيف خبز ، وحساء ساخن بالمحبة ، وفنجان قهوة محوجة ، وأقراص نعناع ، وبالونات ملونة ، أقدمها كلها لبنت بلدي ، الجميلة جدا ، الأم دائما ، الوافرة الأنوثة ، الصابرة ، القانعة ، الكادحة ، المكافحة ، والمحتقرة - رغم ذلك – من أشباه الرجال .
*خاص بـ"العربية.نت"[/td][/tr][/table]
أرجوك لا تفعل ، لا تكتب هذا المقال . أنت رجل أربعيني وقور ، أو ينبغي أن تكون كذلك ، يقف لك الشباب في المترو ، وتقول لك الجميلات يا عمو ، يتدفق في لحيتك الضوء الأبيض ، وعلى كاهلك عشرات السنين . عليك أن تبدو باردا ، مفروض أن تصبح هادئا ، مطلوب أن تبدو واثقا ، ولسان حالك يقول : يا للملل ..عار على كهل مثلك أن يظهر الحماسة ، تظاهر يا أخي أنك جربت كل شيء ، وعرفت كل شيء ، تلك هي الصورة النمطية التي لن يغفر لك المجتمع إن حطمتها ..
ما تود أن تكتبه أشياء لا تكتب أيها المجنون ، تصارحهم أن جسدك يكبر ، وروحك تأبى أن تكبر ..الطفل الكامن داخلك ، المراهق المحلق في السماء السابعة ، الشاب الذي يبحث عن نصيبه العادل في الحياة ، الكهل الذي أنهكته التجارب ، عشرات الأشخاص يتزاحمون داخلك ، مثل أوتوبيس العتبة ، الفارق الوحيد أنك السائق والركاب والكمسري ، ولا تدري لمن تنتصر ؟ ، للطفل المدلل ، أم للشاب المتطلع ، أم للكهل المحبط ..هب أنك صارحتهم بقلبك المنفعل ، وعينيك العاشقتين ، بذمتك هل هذا كلام!
[table border=0][tr][td]
[url=http://life.lightbb.com/][/url]
تحطم البرواز المعلق فوق الحائط ، تزيح البعد الثالث ، تتغنى بالأنوثة ، دون أن تشعر بالخجل ، تكسر التابو المصنوع للكبار ، نحن لا نكبر ، فقط تكبر أجسادنا ، نفقد شعرنا الأسود ، لكن لا نفقد حماسنا للحياة ..والمرأة هي الحياة ، أو أكسير الحياة ، بدونها يصبح الطعام ( دلع ) ، والكوكب الأرضي ( غلس ) ، مثل مبارة كرة بلا أهداف . هرمونات الحب التي تكوي قلوبنا ، وعجينة ( الدي إن أيه ) ، أسرار الجينومات وشفرة الخلايا الوراثية ، الفطرة المركبة في أبناء الفناء ، تلهمهم بالحب ، والرغبة والأمل ، وطلب الجنس الآخر .
وبرغم حبك للجمال الملون واعترافك بجمال الأنثى الغربية فإنها كما يقولون : زى الكتاب .. المقاييس اليونانية الصارمة لجمال الجسد الأنثوى ممثلة فى تمثال مقطوع الرأس لفينوس ، لكنها تفتقر لعصا الساحر . أما الأنثى الشرقيه ، المرأة المصرية بالخصوص ، فعصا الساحر المصري القديم أعادت تشكيل النسب ، فى تيار جارف من جاذبية تعصف بالرؤوس ، رغم كونها – فى أحيان كثيرة - ليست : زى الكتاب .
تمشى دون أن تدري ب( مظاهرة) الخطوط التى يصنعها الجسد العبقرى .. خطوط قد تفنى عمرك كله – أذا كنت تشكيليا – لتحاكيها ، أو تبدع فيها وتطورها . قارنها بخطوات الجندى المقاتل التى تخطوها الأنثى الغربية حين تمشى لتكتشف أن الأنوثه والجمال منفصلان .
هذا هو الجمال المصري ، بنت بلدي التي حيرت العالم بسمرتها ، بشرتها الممزوجة بالخمر ، وعينيها الشبيهتين ببحيرة عسل ، كليوباترا التي هزمت إمبراطورية ، ونفرتيتي التي أنشقت عنها جدران المعابد ، سرب الظباء التي تمتلئ بهن طرقات مصر ، بنات العشرينيات الخارجات من الجامعة ، أو بنات الدبلوم ( بتوع ) الجوب الماكسي والبودي اللاصق ، كل بنت تحل من حبل المشنقة ، وتستحق عشرات الأسكتشات ، ربما تنطق الخطوط إذا خرست الكلمات ..أنوثة أكبر من أعضاء أنثوية ، بل روح تمتزج بالأعضاء ، لاحظ أننا لا نتحدث عن مانيكان عرض الملابس فى فاترينة صيدناوى ، هذا ليس رأيي فحسب ، بل ولع الأوربيين أيضا ، تيار قوي فى الثقافه الغربيه يعشق كل ما هو شرقى ، أثمر إبداعا فنيا وثقافيا فى شتى المجالات .
سمات مميزه للجسد الأنثوى المصرى ينفرد بها ، تساهم فى أحداث هذا السحر . طراوة كأنها سائل ينسكب من مكان لأخر ، أذا حبسته فى ركن أنساب فى نعومه إلى ركن أخر ، بالتالى لا تكف خطوطه المنحنية عن التشكل ، وأعادة التشكل إلى مالا نهاية .. لهذا يبدو بنطلون الجينز الضيق على جسد الأنثى الغربيه : مجرد رداء ، فيما هو على جسد المصرية فعل فاضح فى الطريق العام .
يملأن الطرقات كل أصيل : جميلات ، بسيطات ، رائعات ، فقيرات . بنت بلدي كارثية الأنوثة ، صافية السمرة ، واسعة العينين . الصدر ناهد خافق بالحب ، والخصر مرسوم بدقة ، وافرة الردفين بمقادير محسوبة ، محبوكة في زي شرقي ، أكثر إغراء من الملابس القصيرة ، يذكرنا بخيالاتنا المثيرة عن ألف ليلة . محتضنات الحقائب في أمومة فطرية ، النصف الجميل يبحث عن نصفه الآخر ، في مجتمع أعمى ، لا يملك ترف التذوق ، شبابه مترنحون تحت وطأة البطالة ، والخوف من المجهول ، فتؤاد الأنوثة الجميلة والأمومة المتوثبة والحنان السابغ .
حظهن قليل ، بنات مصر الجميلات ، قانعات بالفتات ، راضيات بالقليل ، غافلات عن كنزهن الثمين . واقفات في طابور البطالة ، تفرح إحداهن – وهي الجامعية – بوظيفة تستنزف طاقتها رغم الأجر الزهيد ، جنيهات معدودة تطبق عليها يدها الجميلة ، وكأنها ملكت كنوز العالم ، وغاية أحلامها علبة مكياج ، أو أصبع روج ، أو إيشارب زاهي الألوان .
تمتلئ بهن الطرقات كل أصيل ، قابضات على الجمر ، يؤثرن الفقر النظيف على الغني الملوث ، دون أن يشعر ببطولتهن المنسية أحد ، ولا حتى هن أنفسهن ، ولو أبدين بعض التنازل ، وبعن أنوثتهن في سوق النخاسة ، لأصبح راتب الشهر دخل اليوم . لكنهن بالفطرة السليمة ، بدون شعارات ، أو مقالات مدبجة ، أو أفلام دعائية ، يحققن المعنى الحقيقي للشرف ، ويؤثرن الحلال المغموس بالفقر ، وإعداد الإفطار في السادسة صباحا ، وتدبير الميزانية حتى آخر الشهر ، ومفاداة السيارات المسرعة وفي يدها ثلاثة عيال .
باقة ورد ، وقبلة على الجباة ، ورغيف خبز ، وحساء ساخن بالمحبة ، وفنجان قهوة محوجة ، وأقراص نعناع ، وبالونات ملونة ، أقدمها كلها لبنت بلدي ، الجميلة جدا ، الأم دائما ، الوافرة الأنوثة ، الصابرة ، القانعة ، الكادحة ، المكافحة ، والمحتقرة - رغم ذلك – من أشباه الرجال .
*خاص بـ"العربية.نت"[/td][/tr][/table]