تركي الدخيل
هناك نوعان رئيسيان من العمل الصحفي، أحدهما يتعلق بمتابعة ما يحدث على الأرض، والآخر يبتكر الفكرة ويعمل عليها ويطورها.
النوع التالي، لا يبرز فيه إلا الصحفيون المتميزون. وتحت هذا الإطار كانت المادة التي تميز بها الزميل عضوان الأحمري، في صحيفة "الوطن" أمس متحدثاً عن العام الذي أوشك على التصرم وما شهده من فتاوى مثيرة للجدل، أو غريبة نوعاً ما، بحسب تعبير التحقيق.
فتاوى تكفير، وتحريم البوفيه المفتوح، وإجازة ضرب الزوجة لزوجها إن كان يضربها، وإباحة زواج الوناسة، وجلد الصحفيين المتجاوزين، وإباحة الاحتفال بعيد الميلاد بعد عهود من تحريمه، وتحريم لبس النقاب وإجازة الغطاء بعين واحدة، وجواز قتل ملاك الفضائيات "قضاءً"، وفتوى قتل "ميكي ماوس"، و جواز رؤية المخطوبة عبر الماسنجر!
كان العمل متميزا مهنياً، برغم أنه يقع في منطقة حساسية، وهو بطبيعة الحال سيجر على الصحفي والصحيفة، الاعتراض والمعترضين، بلغة تتفاوت بين الرفض واللعن وربما الإخراج من الرحمة، وكأن الذين يفعلون ذلك يملكون خزائن رحمة ربي.
يجب أن نقول إن هذه الفتاوى المثيرة للجدل، أو الغريبة، أو المختلفة، ليست حكراً على العام 2008، بطبيعة الحال، ولكن الذي حدث أن الإعلام ألقى بظلاله أو ربما بشمسه الحارقة على مناطق صدور الفتوى، وأحاديث المفتين، فأصبح يردد الموضوع، طبقاً للقاعدة الصحفية التي تقول إن الخبر ليس أن يعض الكلب رجلاً، بل أن يعض الرجل كلباً.
وبعض المفتين لا يعرفون كيف يهتم الإعلام بالغريب أكثر من اهتمامه بالعادي والذي يحدث كل يوم، فيقعون في فخ قلة الخبرة في التواصل مع الإعلام الذي لا يرحم، وبخاصة وهو يبث الفتوى، حتى لا يبقى من لا تصل إليه، ومن يعلق عليها.
أمنياتنا بعام مقبل، خالٍ من الغرائب، في الفتاوى، وفي الأحداث، وإن كان هذا مستحيلاً!
* نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية
هناك نوعان رئيسيان من العمل الصحفي، أحدهما يتعلق بمتابعة ما يحدث على الأرض، والآخر يبتكر الفكرة ويعمل عليها ويطورها.
النوع التالي، لا يبرز فيه إلا الصحفيون المتميزون. وتحت هذا الإطار كانت المادة التي تميز بها الزميل عضوان الأحمري، في صحيفة "الوطن" أمس متحدثاً عن العام الذي أوشك على التصرم وما شهده من فتاوى مثيرة للجدل، أو غريبة نوعاً ما، بحسب تعبير التحقيق.
فتاوى تكفير، وتحريم البوفيه المفتوح، وإجازة ضرب الزوجة لزوجها إن كان يضربها، وإباحة زواج الوناسة، وجلد الصحفيين المتجاوزين، وإباحة الاحتفال بعيد الميلاد بعد عهود من تحريمه، وتحريم لبس النقاب وإجازة الغطاء بعين واحدة، وجواز قتل ملاك الفضائيات "قضاءً"، وفتوى قتل "ميكي ماوس"، و جواز رؤية المخطوبة عبر الماسنجر!
كان العمل متميزا مهنياً، برغم أنه يقع في منطقة حساسية، وهو بطبيعة الحال سيجر على الصحفي والصحيفة، الاعتراض والمعترضين، بلغة تتفاوت بين الرفض واللعن وربما الإخراج من الرحمة، وكأن الذين يفعلون ذلك يملكون خزائن رحمة ربي.
يجب أن نقول إن هذه الفتاوى المثيرة للجدل، أو الغريبة، أو المختلفة، ليست حكراً على العام 2008، بطبيعة الحال، ولكن الذي حدث أن الإعلام ألقى بظلاله أو ربما بشمسه الحارقة على مناطق صدور الفتوى، وأحاديث المفتين، فأصبح يردد الموضوع، طبقاً للقاعدة الصحفية التي تقول إن الخبر ليس أن يعض الكلب رجلاً، بل أن يعض الرجل كلباً.
وبعض المفتين لا يعرفون كيف يهتم الإعلام بالغريب أكثر من اهتمامه بالعادي والذي يحدث كل يوم، فيقعون في فخ قلة الخبرة في التواصل مع الإعلام الذي لا يرحم، وبخاصة وهو يبث الفتوى، حتى لا يبقى من لا تصل إليه، ومن يعلق عليها.
أمنياتنا بعام مقبل، خالٍ من الغرائب، في الفتاوى، وفي الأحداث، وإن كان هذا مستحيلاً!
* نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية