[font=Traditional Arabic][size=16]تضاربت الأقوال فيما سُمِّي بالمسعى الجديد، والْـحَقُّ أن السلف اختلفوا فيما هو أبعد من ذلك، فقد اختلفوا في السعي ذاته: هل هو ركن أم واجب أم سنة؛ نظرًا لقوله تعالى: (فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا) [البقرة/158]، وانتصر كل منهم لما رآه، دون إلغاء للقول الآخر، أو اتهام لقائله، أو جفوة في القول، أو غلظة تطيح بحقوق الإخاء العلمي والإيماني. ونحن نعرض ما نراه في هذه المسألة، على أنها من مسائل السَّعة.
[/size][/font][justify][font='Traditional Arabic'][size=16]1- في قول الله تعالى: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا). [البقرة/158] دليل على أن عرض المسعى هو ما بين الصفا والمروة، وعليه فعرض المسعى هو عرض جبلي الصفا والمروة من الغرب إلى الشرق، وقد قامت البينة العادلة من شهود كثيرين تم توثيق شهاداتهم بصكوك شرعية، يشهدون برأي عيونهم أن جبل الصفا ممتد امتدادًا بارتفاع مساوٍ لارتفاع الصفا حاليًّا، وذلك نحو الشرق إلى أكثر من عشرين مترًا عن جبل الصفا الحالي، وكذلك الأمر بالنسبة لجبل المروة، وشهادتهم صريحة في امتداد الجبلين- الصفا والمروة- شرقًا امتدادًا متصلًا وبارتفاعهما؛ فالتوسعة لم تتجاوز عرض الجبلين- الصفا والمروة- من الغرب إلى الشرق. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16] ولا يزال الناس يصعدون جهة الصفا من داخل البيت إذا اقتربوا من المسعى، وهذا دليل على أن المسعى الحالي لم يستوعب كافة المسافة التي بين الصفا والمروة، فمن جهة الغرب يصعد الطائف إذا اقترب من الصفا، والله أعلم. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]2- لم نجد للعلماء تحديدًا لعرض المسعى، وقد قال الرملي في كتابه «شرح المنهاج»: «ولم أرَ في كلامهم ضبط عرض المسعى، وسكوتهم عنه؛ لعدم الاحتياج إليه؛ فإن الواجب استيعاب المسافة التي بين الصفا والمروة كل مرة، وإنِ الْتَوَى في سعيه عن محل السعي يسيرًا لم يضرَّه، كما نص عليه الشافعي » نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج [3/383]. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]3- وقد تكلم بعض الباحثين في هذا الشأن على سبيل التقريب، لا على سبيل الجزم. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]4- لم يكن المسعى قبل التوسعة السعودية مستقيمًا، بل كان منحنيًا متقوّسًا، كما يُعْرَف ذلك من رسومات وصور المسعى قبل التوسعة، ومنها الرسوم التي في الرحلات الحجازية كخريطة هيئة المساحة المصرية لعام (1948م) والتي تُظهِر الميلان الواضح، مع أن المسعى القديم مستقيم غير منحنٍ، وهذا يدل على إدخال بعض الأجزاء التي كانت خارجة إليه، أو إخراج بعض ما كان فيه خارجًا عنه. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]5- عندما حج النبي -صلى الله عليه وسلم- كان معه أزيد من مائة ألف، وهؤلاء إذا سعوا بين الصفا والمروة فلا شك أنهم سينتشرون في الوادي في مساحة هي أوسع من المسعى الحالي، ولم يثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاهم عن تجاوز حد معين، ولم يكن ثَمَّ بناء أو جدار يحجزهم. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]6- أن المسعى الحالي ليس هو في عرضه على ما كان في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولا في عهد الصحابة، حيث كان المسعى القديم يمر في المسجد الحرام بالموضع المعروف بالحصوة التي شرقي بئر زمزم، ثم أَخَّره المهدي العباسي عن موضعه ذلك إلى جهة الشرق عام (164هـ)، كما بيّن ذلك الأَزْرَقي. يُنظر: أخبار مكة للأزرقي [2/332]. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]7- ولم يُقَابَل ذلك بنكير من علماء الإسلام، بل ولم يُنقل خلاف في ذلك، وهذا يدل على سَعَة عرض المسعى. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]8- القول بجواز التوسعة ليس مُصادِمًا نصًّا من كتاب الله تعالى، ولا من سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ، وقد ثبت أن الزيادة المقترحة للتوسعة لا تخرج عما بين الصفا والمروة، وقد قال الله تعالى:( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا). [البقرة/158]. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]9- معلوم أن قاعدة أي جبل أعرض من قمته، وأن الجبال تعلو بشكل هرمي، ولذا فإن قاعدة جبلي الصفا والمروة أوسع من المساحة المحاذية لعلوهما قطعًا. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]10- ولأن الضرورة داعية إلى هذه التوسعة، فلا يلزمنا انتظار كارثة تقع داخل المسعى ككارثة نفق المعيصم أو حوادث الجمرات حتى نبحث المسألة. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]11- أن هذه المسألة وقد اختُلِفَ فيها، فإن القائلين بالجواز منهم من هو من أهل مكة العارفين بها، كالشيخ د. عبد الوهاب أبو سليمان، والشيخ د. عويد المطرفي، وأهل مكة أدرى بجبالها، أو من عرف حال الصفا والمروة قبل التوسعة وشهد بما رأى، كالشيخ عبد الله بن جبرين. [/size][/font][/justify]
[justify][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]12- وقد اختار ولي الأمر أحد الاجتهادين للمصلحة العامة للحجاج والمعتمرين، وهو اجتهاد لا يصادم نصًّا صريحًا، ولذا فإن الناس في سَعة في اتباع هذا الرأي، ولا ينبغي تشكيكهم في صحة حجِّهم وعمرتهم في أمر هو من أمور الاجتهاد، أو نهيهم عن أداء المناسك؛ مما يُفضي إلى تعطيلها، تحت ذريعة التشكيك في المسعى الجديد. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16] يُنظر: رفع الملام بأدلة جواز توسيع عرض المسعى المشعر الحرام للدكتور: عويد بن عياد المطرفي، وحسن المسعى في عرض المسعى للشريف محمد بن حسين الصمداني، وتوسعة المسعى عزيمة لا رخصة للأستاذ الدكتور عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان.. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]وبعد .. فهذا آخر ما أردت عَرْضه، وقد راعيت انتقاء المسائل التي يحتاج عامة الناس إلى مراعاة اليُسر فيها، واختصرت في ذلك؛ إذ قد تتبعتها وبسطتها في كتاب «شرح العمدة»، والذي سيظهر قريبًا بإذن الله.[/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.[/size][/font][/justify]
[/size][/font][justify][font='Traditional Arabic'][size=16]1- في قول الله تعالى: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا). [البقرة/158] دليل على أن عرض المسعى هو ما بين الصفا والمروة، وعليه فعرض المسعى هو عرض جبلي الصفا والمروة من الغرب إلى الشرق، وقد قامت البينة العادلة من شهود كثيرين تم توثيق شهاداتهم بصكوك شرعية، يشهدون برأي عيونهم أن جبل الصفا ممتد امتدادًا بارتفاع مساوٍ لارتفاع الصفا حاليًّا، وذلك نحو الشرق إلى أكثر من عشرين مترًا عن جبل الصفا الحالي، وكذلك الأمر بالنسبة لجبل المروة، وشهادتهم صريحة في امتداد الجبلين- الصفا والمروة- شرقًا امتدادًا متصلًا وبارتفاعهما؛ فالتوسعة لم تتجاوز عرض الجبلين- الصفا والمروة- من الغرب إلى الشرق. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16] ولا يزال الناس يصعدون جهة الصفا من داخل البيت إذا اقتربوا من المسعى، وهذا دليل على أن المسعى الحالي لم يستوعب كافة المسافة التي بين الصفا والمروة، فمن جهة الغرب يصعد الطائف إذا اقترب من الصفا، والله أعلم. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]2- لم نجد للعلماء تحديدًا لعرض المسعى، وقد قال الرملي في كتابه «شرح المنهاج»: «ولم أرَ في كلامهم ضبط عرض المسعى، وسكوتهم عنه؛ لعدم الاحتياج إليه؛ فإن الواجب استيعاب المسافة التي بين الصفا والمروة كل مرة، وإنِ الْتَوَى في سعيه عن محل السعي يسيرًا لم يضرَّه، كما نص عليه الشافعي » نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج [3/383]. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]3- وقد تكلم بعض الباحثين في هذا الشأن على سبيل التقريب، لا على سبيل الجزم. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]4- لم يكن المسعى قبل التوسعة السعودية مستقيمًا، بل كان منحنيًا متقوّسًا، كما يُعْرَف ذلك من رسومات وصور المسعى قبل التوسعة، ومنها الرسوم التي في الرحلات الحجازية كخريطة هيئة المساحة المصرية لعام (1948م) والتي تُظهِر الميلان الواضح، مع أن المسعى القديم مستقيم غير منحنٍ، وهذا يدل على إدخال بعض الأجزاء التي كانت خارجة إليه، أو إخراج بعض ما كان فيه خارجًا عنه. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]5- عندما حج النبي -صلى الله عليه وسلم- كان معه أزيد من مائة ألف، وهؤلاء إذا سعوا بين الصفا والمروة فلا شك أنهم سينتشرون في الوادي في مساحة هي أوسع من المسعى الحالي، ولم يثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاهم عن تجاوز حد معين، ولم يكن ثَمَّ بناء أو جدار يحجزهم. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]6- أن المسعى الحالي ليس هو في عرضه على ما كان في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولا في عهد الصحابة، حيث كان المسعى القديم يمر في المسجد الحرام بالموضع المعروف بالحصوة التي شرقي بئر زمزم، ثم أَخَّره المهدي العباسي عن موضعه ذلك إلى جهة الشرق عام (164هـ)، كما بيّن ذلك الأَزْرَقي. يُنظر: أخبار مكة للأزرقي [2/332]. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]7- ولم يُقَابَل ذلك بنكير من علماء الإسلام، بل ولم يُنقل خلاف في ذلك، وهذا يدل على سَعَة عرض المسعى. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]8- القول بجواز التوسعة ليس مُصادِمًا نصًّا من كتاب الله تعالى، ولا من سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ، وقد ثبت أن الزيادة المقترحة للتوسعة لا تخرج عما بين الصفا والمروة، وقد قال الله تعالى:( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا). [البقرة/158]. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]9- معلوم أن قاعدة أي جبل أعرض من قمته، وأن الجبال تعلو بشكل هرمي، ولذا فإن قاعدة جبلي الصفا والمروة أوسع من المساحة المحاذية لعلوهما قطعًا. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]10- ولأن الضرورة داعية إلى هذه التوسعة، فلا يلزمنا انتظار كارثة تقع داخل المسعى ككارثة نفق المعيصم أو حوادث الجمرات حتى نبحث المسألة. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]11- أن هذه المسألة وقد اختُلِفَ فيها، فإن القائلين بالجواز منهم من هو من أهل مكة العارفين بها، كالشيخ د. عبد الوهاب أبو سليمان، والشيخ د. عويد المطرفي، وأهل مكة أدرى بجبالها، أو من عرف حال الصفا والمروة قبل التوسعة وشهد بما رأى، كالشيخ عبد الله بن جبرين. [/size][/font][/justify]
[justify][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]12- وقد اختار ولي الأمر أحد الاجتهادين للمصلحة العامة للحجاج والمعتمرين، وهو اجتهاد لا يصادم نصًّا صريحًا، ولذا فإن الناس في سَعة في اتباع هذا الرأي، ولا ينبغي تشكيكهم في صحة حجِّهم وعمرتهم في أمر هو من أمور الاجتهاد، أو نهيهم عن أداء المناسك؛ مما يُفضي إلى تعطيلها، تحت ذريعة التشكيك في المسعى الجديد. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16] يُنظر: رفع الملام بأدلة جواز توسيع عرض المسعى المشعر الحرام للدكتور: عويد بن عياد المطرفي، وحسن المسعى في عرض المسعى للشريف محمد بن حسين الصمداني، وتوسعة المسعى عزيمة لا رخصة للأستاذ الدكتور عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان.. [/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]وبعد .. فهذا آخر ما أردت عَرْضه، وقد راعيت انتقاء المسائل التي يحتاج عامة الناس إلى مراعاة اليُسر فيها، واختصرت في ذلك؛ إذ قد تتبعتها وبسطتها في كتاب «شرح العمدة»، والذي سيظهر قريبًا بإذن الله.[/size][/font][/justify]
[justify][font='Traditional Arabic'][size=16]وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، والحمد لله رب العالمين.[/size][/font][/justify]