[justify]حين لا تقوى [color=blue]"الملكة الحضارية"[/color] لدى المرء يكون أقرب إلى محاكاة الفطرة والغريزة والاستجابة الفورية لها دون مراجعة أو انتباه.
والتجربة البشرية بالاتصال والتعارف والمراقبة والتصحيح؛ تفضي إلى أن يمتلك المرء الفطن المزيد من الفهم لشخصيته, ودوافعه ومشاعره وأخلاقه، والمزيد من تطويرها وإصلاحها.
في المجتمع البدائي البسيط يستسلم المرء لرغبته، ويستجيب لغريزته، ويمضي مع انفعاله المباشر، غضباً كان، أو رضى، أو فرحاً، أو حزناً، أو رغبة..
العفوية مطلب، بيد أن العفوية لا تعني الاستجابة السريعة للانفعال الشخصي، وإنما تعني فهم الطبيعة والتعامل معها بواقعية وصدق، وترك التكلف والمبالغة.
وهذه الاستجابة غير المدروسة هي نتاج قلة الخبرة بالحياة والأحياء، وقد يعبر عنها بالعفوية الفجّة الساذجة المصبوغة بالأنانية وتجاهل الآخرين.
علوم التنمية البشرية اليوم والبرمجة والتدريب تعتمد كثيراً على رصد التجارب الإنسانية، وفهم الذات، وتعويد المرء على إدراك سلوكه وتصرفه والتيقظ له جيداً، وضبط انفعالاته غضبية كانت أو شهوية أو غيرها؛ فلا يسمح باندفاعها دون سيطرة أو تحكم، بل يحكمها ثم يتساءل في داخله كيف يعبر عنها، وقد يقتنع بوأدها وتصريفها بصورة إيجابية، وليس تفلّتها.
في مثل قوله سبحانه: [color=#800000]"وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ"[/color][الشورى:37] إيحاء شديد بهذا المعنى، فثم معالجة لدوافع الغريزة الفطرية، وتغلب على نوازع الهوى, وإيثار للمغفرة حتى مع الغضب.
أحد شعراء العرب يقول: [/justify]
[center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']وتجـــهـل أيدينـــا ويحـــلم رأيـــنــا [/font][/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"][/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']ونشــتم بالأفـــعـــال لا بالتـــكلــــــم[/font] [/td][/tr][/table][/center]
[justify]وهذا نموذج ، لمن لا يقمع الغضب أو يستأصله، ولكنه يسمح للعقل أن يفكر كيف يعبر عن غضبه ، فالرأي حليم، أي أن العقل فعّال لم ينكسف بالغضب، وهو يفكر كيف يعاقب المخطئ، والشتم هنا ليس جلبة لغوية أو سجلاً بمفردات السباب، ولكنه فعل مكافئ..
ومثل هذا المعنى لائق في حق أعداء الأمة وخصومها المعتدين الذين لا يردعهم إلا الفعل المكافئ لفعلهم، وسبهم لا يعني شيئاً على قاعدة العربي القائل:
أوسعتهم شتماً وأودوا بالإبل!
أما أبناء الملة ورفاق الطريق فالشأن معهم آخر، إن عصيان الهوى وقمع الغضب ما أمكن وإيثار الحلم والصبر والإحسان والتجاوز والصفح والتسامح، وبقية المفردات الجميلة التي تزخر بها لغتنا الشاعرة، وتمتلئ دواوين السنة النبوية بالثناء عليها، وتكتظ كتب الأدب والأخلاق بقصصها وطرائفها، يشتكي الواقع من الجفاف في التعامل في تطبيقاتها الميدانية..
حتى يكاد الناس أن يملوا من الحديث عنها، ليس زهداً، ولكن تطلعاً إلى حديث بالقدوة والفعل، ونصفح بالأفعال لا بالتكلم.. فأين القدوة؟!
بعيداً عن التنظير يحتاج المرء في قيادة السيارة ومراعاته حق الطريق وحق الآخرين وعدم الإزعاج أو إطلاق العنان لصوت المنبه أو في التوقف أو تغيير الاتجاه، كما يحتاج في أكله وشربه ونظافته، كما يحتاج في لباسه وهندامه، كما يحتاج في لسانه ولغته وجديته وتفاعله، كما يحتاج في دقيق شؤونه وجليلها؛ إلى وعي تام بما يفعل وتصحيح دائم وترقٍ إلى السلوك الأفضل باعتباره تعبيراً عن كمال النضج الإنساني واستكمالاً للهداية [color=#800000]"اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"[/color][/justify]
والتجربة البشرية بالاتصال والتعارف والمراقبة والتصحيح؛ تفضي إلى أن يمتلك المرء الفطن المزيد من الفهم لشخصيته, ودوافعه ومشاعره وأخلاقه، والمزيد من تطويرها وإصلاحها.
في المجتمع البدائي البسيط يستسلم المرء لرغبته، ويستجيب لغريزته، ويمضي مع انفعاله المباشر، غضباً كان، أو رضى، أو فرحاً، أو حزناً، أو رغبة..
العفوية مطلب، بيد أن العفوية لا تعني الاستجابة السريعة للانفعال الشخصي، وإنما تعني فهم الطبيعة والتعامل معها بواقعية وصدق، وترك التكلف والمبالغة.
وهذه الاستجابة غير المدروسة هي نتاج قلة الخبرة بالحياة والأحياء، وقد يعبر عنها بالعفوية الفجّة الساذجة المصبوغة بالأنانية وتجاهل الآخرين.
علوم التنمية البشرية اليوم والبرمجة والتدريب تعتمد كثيراً على رصد التجارب الإنسانية، وفهم الذات، وتعويد المرء على إدراك سلوكه وتصرفه والتيقظ له جيداً، وضبط انفعالاته غضبية كانت أو شهوية أو غيرها؛ فلا يسمح باندفاعها دون سيطرة أو تحكم، بل يحكمها ثم يتساءل في داخله كيف يعبر عنها، وقد يقتنع بوأدها وتصريفها بصورة إيجابية، وليس تفلّتها.
في مثل قوله سبحانه: [color=#800000]"وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ"[/color][الشورى:37] إيحاء شديد بهذا المعنى، فثم معالجة لدوافع الغريزة الفطرية، وتغلب على نوازع الهوى, وإيثار للمغفرة حتى مع الغضب.
أحد شعراء العرب يقول: [/justify]
[center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']وتجـــهـل أيدينـــا ويحـــلم رأيـــنــا [/font][/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"][/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']ونشــتم بالأفـــعـــال لا بالتـــكلــــــم[/font] [/td][/tr][/table][/center]
[justify]وهذا نموذج ، لمن لا يقمع الغضب أو يستأصله، ولكنه يسمح للعقل أن يفكر كيف يعبر عن غضبه ، فالرأي حليم، أي أن العقل فعّال لم ينكسف بالغضب، وهو يفكر كيف يعاقب المخطئ، والشتم هنا ليس جلبة لغوية أو سجلاً بمفردات السباب، ولكنه فعل مكافئ..
ومثل هذا المعنى لائق في حق أعداء الأمة وخصومها المعتدين الذين لا يردعهم إلا الفعل المكافئ لفعلهم، وسبهم لا يعني شيئاً على قاعدة العربي القائل:
أوسعتهم شتماً وأودوا بالإبل!
أما أبناء الملة ورفاق الطريق فالشأن معهم آخر، إن عصيان الهوى وقمع الغضب ما أمكن وإيثار الحلم والصبر والإحسان والتجاوز والصفح والتسامح، وبقية المفردات الجميلة التي تزخر بها لغتنا الشاعرة، وتمتلئ دواوين السنة النبوية بالثناء عليها، وتكتظ كتب الأدب والأخلاق بقصصها وطرائفها، يشتكي الواقع من الجفاف في التعامل في تطبيقاتها الميدانية..
حتى يكاد الناس أن يملوا من الحديث عنها، ليس زهداً، ولكن تطلعاً إلى حديث بالقدوة والفعل، ونصفح بالأفعال لا بالتكلم.. فأين القدوة؟!
بعيداً عن التنظير يحتاج المرء في قيادة السيارة ومراعاته حق الطريق وحق الآخرين وعدم الإزعاج أو إطلاق العنان لصوت المنبه أو في التوقف أو تغيير الاتجاه، كما يحتاج في أكله وشربه ونظافته، كما يحتاج في لباسه وهندامه، كما يحتاج في لسانه ولغته وجديته وتفاعله، كما يحتاج في دقيق شؤونه وجليلها؛ إلى وعي تام بما يفعل وتصحيح دائم وترقٍ إلى السلوك الأفضل باعتباره تعبيراً عن كمال النضج الإنساني واستكمالاً للهداية [color=#800000]"اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ"[/color][/justify]