يتحدث كثيرون عن موجات العنف المتنامية في العالم، وفي العالم الإسلامي خاصة، والمنطلقة من دوافع دينية، حسب قول منظريها ومتبني منهجها.
والدين في حقيقته رحمة وتسامح وأخلاق، لم يأت للحرب، ولا لسفك الدماء، ولكن القراءة المبتسرة والخاطئة لبعض النصوص تنتج مثل هذه التصورات المنحرفة عند بعض المتدينين، وعند آخرين من خصوم الدين الذين يحمِّلونه تبعة التفسير المنحرف.
إن قراءة نصوص القتال بمعزل عن المنظومة الأصولية والمقاصدية خطأ فادح اشترك فيه المعتمدون لمسلك العنف من المسلمين، مع المتطرفين من أتباع الديانات الأخرى الذين يصمون الإسلام بأنه دين قتل وتعطش للدماء.
وتعاطف الناس مع مسالك العنف له دوافع اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية.
والمجتمع مثل الفرد يتغير مزاجه بحسب المؤثرات من حوله، وقد يبدو مؤهلاً حيناً لتقبل شيء، ويبدو مؤهلاً حيناً آخر لتقبل نقيضه.
وحديث القرآن الكريم في مواضع عديدة عن الأمم والناس والأقوام ونحو ذلك يؤكد هذا التمازج والتقارب والتأثير والتأثر، فالمجتمع كائن حي مترابط، يحاول ويجرب، ويقبل ويرفض، ويقبل الفكرة في وقت، ويرفضها في وقت آخر، وكان بعض الصحابة، عمر أو علي رضي الله عنهما، يقول: الناس بزمانهم أشبه بآبائهم.
ومن الصدق أن نقول إن المزاج الاجتماعي كان مشبعاً بقبول شيء من العنف، لاعتبارات يجب أن تكون محل البحث والتحري والدرس.
ومن هنا تصدرت أخبار التفجير صدر الصفحات والقنوات والتحليلات، وتلقاها بعضهم بإيجابية، ظانين أنها ستؤتى ثمراً نضيجاً، ناسين الحكمة القائلة: إنك لا تجني من الشوك العنب.
وسكت آخرون كالمتفرجين، وكأنهم لم يحددوا موقفهم بوضوح، أو أن وهلة المفاجأة ضربت عليهم نوعاً من الضبابية، فحجبت عنهم صفاء الرؤية.
هل نستطيع أن نقول الآن بعد ست سنوات أو تزيد: إن موجة العنف قد انكسرت، وأن المجهود الأمني والثقافي والتوجيهي قد آتى أكله، أو بعض أكله؟
قد يبدو الجزم بهذا أو تعميمه، محتاجاً لمزيد من الرصد والأدلة، وقد تنحسر الموجة في بلد، وتقوى في بلد آخر، أو تكمن تحت مطارق الملاحقة الأمنية لتجد فرصة الانقضاض، أو تغير من أساليبها وطرائق عملها..
وهذا التأني في الحكم من شأنه أن يظل الجهد مبذولاً في التوعية والتوجيه، ورفع مستوى التفكير لدى الناس، وهدايتهم إلى الطرق السليمة لمواجهة مشكلاتهم، وكيفية التغلب عليها، ومساعدتهم على بناء حياتهم وتحقيق ذواتهم، ورسم سبيل النجاح الاجتماعي، والتجاري، والوظيفي لهم، وإعادة الشعور بالانتماء لدى فاقديه، ليس بالكلام فحسب، بل بالأساليب العلمية الصحيحة التي استخدمتها الأمم الأخرى، فولدت شعوراً عميقاً بالمواطنة لدى أفرادها.
إن الحديث عن تراجع الموجة الأولى من العنف جدير بأن يكون محل حوار بين الجادين والمخلصين، بعيداً عن المجازفات والعواطف، وقد يبدو ثمت ظواهر اختفت، أو قلّت، فهل نقرؤها على أنها فعلاً تعبير عن انحسار الموجة وانكسارها؟
ليقل المختصون رأيهم.
بيد أن وجود الجمر تحت الرماد هو مشكلة أخرى يجعلنا أمام فتيل قابل للانفجار، والكبريت جاهز.
إن الأوضاع الإقليمية، والتدخل الدولي، والحرب التي تدق طبولها، ولنسمها (حرب الخليج الثالثة)، الحرب بين إيران والولايات المتحدة التي ستدفع دول المنطقة فاتورتها، وستمتد نارها إلى حيث لا يعلم أحد إلا الله، وستكون سبباً في موجة أو موجات جديدة من العنف، وستؤدي دوراً كبيراً في تعويق مشاريع البناء والتنمية والإصلاح، ودفع شعوب المنطقة إلى الأنفاق المظلمة، التي ما إن تفرح بمغادرة واحد منها، حتى تجد نفسها أمام آخر.
نسأل الله ذي المجد والقوة والحكمة والرحمة أن يجنب شعوب المسلمين جميعاً ودول المنطقة شر هذه الفتن والويلات، وأن يكف بأس القوى الغربية التي ما فتئت تبحث عن ذريعة للتدخل، وحماية الكيان الصهيوني، وتعويق مشاريع النهوض الإسلامي، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وللحديث صلة.
والدين في حقيقته رحمة وتسامح وأخلاق، لم يأت للحرب، ولا لسفك الدماء، ولكن القراءة المبتسرة والخاطئة لبعض النصوص تنتج مثل هذه التصورات المنحرفة عند بعض المتدينين، وعند آخرين من خصوم الدين الذين يحمِّلونه تبعة التفسير المنحرف.
إن قراءة نصوص القتال بمعزل عن المنظومة الأصولية والمقاصدية خطأ فادح اشترك فيه المعتمدون لمسلك العنف من المسلمين، مع المتطرفين من أتباع الديانات الأخرى الذين يصمون الإسلام بأنه دين قتل وتعطش للدماء.
وتعاطف الناس مع مسالك العنف له دوافع اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية.
والمجتمع مثل الفرد يتغير مزاجه بحسب المؤثرات من حوله، وقد يبدو مؤهلاً حيناً لتقبل شيء، ويبدو مؤهلاً حيناً آخر لتقبل نقيضه.
وحديث القرآن الكريم في مواضع عديدة عن الأمم والناس والأقوام ونحو ذلك يؤكد هذا التمازج والتقارب والتأثير والتأثر، فالمجتمع كائن حي مترابط، يحاول ويجرب، ويقبل ويرفض، ويقبل الفكرة في وقت، ويرفضها في وقت آخر، وكان بعض الصحابة، عمر أو علي رضي الله عنهما، يقول: الناس بزمانهم أشبه بآبائهم.
ومن الصدق أن نقول إن المزاج الاجتماعي كان مشبعاً بقبول شيء من العنف، لاعتبارات يجب أن تكون محل البحث والتحري والدرس.
ومن هنا تصدرت أخبار التفجير صدر الصفحات والقنوات والتحليلات، وتلقاها بعضهم بإيجابية، ظانين أنها ستؤتى ثمراً نضيجاً، ناسين الحكمة القائلة: إنك لا تجني من الشوك العنب.
وسكت آخرون كالمتفرجين، وكأنهم لم يحددوا موقفهم بوضوح، أو أن وهلة المفاجأة ضربت عليهم نوعاً من الضبابية، فحجبت عنهم صفاء الرؤية.
هل نستطيع أن نقول الآن بعد ست سنوات أو تزيد: إن موجة العنف قد انكسرت، وأن المجهود الأمني والثقافي والتوجيهي قد آتى أكله، أو بعض أكله؟
قد يبدو الجزم بهذا أو تعميمه، محتاجاً لمزيد من الرصد والأدلة، وقد تنحسر الموجة في بلد، وتقوى في بلد آخر، أو تكمن تحت مطارق الملاحقة الأمنية لتجد فرصة الانقضاض، أو تغير من أساليبها وطرائق عملها..
وهذا التأني في الحكم من شأنه أن يظل الجهد مبذولاً في التوعية والتوجيه، ورفع مستوى التفكير لدى الناس، وهدايتهم إلى الطرق السليمة لمواجهة مشكلاتهم، وكيفية التغلب عليها، ومساعدتهم على بناء حياتهم وتحقيق ذواتهم، ورسم سبيل النجاح الاجتماعي، والتجاري، والوظيفي لهم، وإعادة الشعور بالانتماء لدى فاقديه، ليس بالكلام فحسب، بل بالأساليب العلمية الصحيحة التي استخدمتها الأمم الأخرى، فولدت شعوراً عميقاً بالمواطنة لدى أفرادها.
إن الحديث عن تراجع الموجة الأولى من العنف جدير بأن يكون محل حوار بين الجادين والمخلصين، بعيداً عن المجازفات والعواطف، وقد يبدو ثمت ظواهر اختفت، أو قلّت، فهل نقرؤها على أنها فعلاً تعبير عن انحسار الموجة وانكسارها؟
ليقل المختصون رأيهم.
بيد أن وجود الجمر تحت الرماد هو مشكلة أخرى يجعلنا أمام فتيل قابل للانفجار، والكبريت جاهز.
إن الأوضاع الإقليمية، والتدخل الدولي، والحرب التي تدق طبولها، ولنسمها (حرب الخليج الثالثة)، الحرب بين إيران والولايات المتحدة التي ستدفع دول المنطقة فاتورتها، وستمتد نارها إلى حيث لا يعلم أحد إلا الله، وستكون سبباً في موجة أو موجات جديدة من العنف، وستؤدي دوراً كبيراً في تعويق مشاريع البناء والتنمية والإصلاح، ودفع شعوب المنطقة إلى الأنفاق المظلمة، التي ما إن تفرح بمغادرة واحد منها، حتى تجد نفسها أمام آخر.
نسأل الله ذي المجد والقوة والحكمة والرحمة أن يجنب شعوب المسلمين جميعاً ودول المنطقة شر هذه الفتن والويلات، وأن يكف بأس القوى الغربية التي ما فتئت تبحث عن ذريعة للتدخل، وحماية الكيان الصهيوني، وتعويق مشاريع النهوض الإسلامي، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وللحديث صلة.