ومن أخطاء الصائمين التوسع في المآكل والمشارب، فبعض الصائمين يملؤون بيوتهم بأصناف المطعومات والمشروبات مما قد لا يؤكل في غير رمضان، وبلا ريب هذا ينافي حكمة الصوم ومشروعيته، ويعجبني قول بعضهم: إنكم تأكلون الأرطال، وتشربون الأسطال، وتنامون الليل ولو طال وتزعمون أنكم أبطال.
وعن أبي كريمة المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما ملأ آدمي وعاءا شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه )، ولا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلىء جوفه فما من وعاء أبغض إلى الله عز وجل من بطن مليء من حلال، وكيف يستفاد من الصوم قهر عدو الله وكسر الشهوة إذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته ضحوة نهاره، وربما يزيد عليه في ألوان الطعام حتى استمرت العادات بأن تدخر جميع الأطعمة لرمضان، فيؤكل من الأطعمة فيه ما لا يؤكل في عدة أشهر، ومعلوم أن مقصود الصوم الخواء وكسر الهوى؛ لتقوى النفس على التقوى، وإذا دفعت المعدة من ضحوة نهار إلى العشاء حتى هاجت شهوتها وقويت رغبتها ثم أطعمت من اللذات وأشبعت زادت لذتها وتضاعفت قوتها وانبعث من الشهوات ما عساها كانت راكدة لو تركت على عادتها.
ومنها الغضب لأدنى سبب، وبعض الصائمين يظن أنه معذور لصومه، وقد يخرجه غضبه إلى الكلام بعظائم الأمور والأفعال الغريبة، بحجة أنه صائم.
والذي ينبغي للصائم أن يتحلى بسعة الصدر ورحابته، وأن يتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ)، وأن يمتثل قوله: (إني صائم).
ومنها ترك الصوم من غير عذر، وهذه معصية كبيرة وجرم عظيم، يجب على فاعلها التوبة والإنابة إلى ربه وأن يستغفره لذلك، ويقضي ما أفطره، فالصوم من أركان الإسلام الخمسة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم.
والواجب تعزير من أفطر في رمضان بغير عذر وتأديبه ليرتدع هو وأمثاله.
ومنها خروج النساء إلى المساجد متطيبات، ففي الحديث، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلاَ تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الآخِرَةَ)، وعَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِقَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ).
ومنها صوم بعض الناس وتركه للصلوات، وهذا من العظائم والعجائب في نفس الوقت، فتارك الصلاة على خطر عظيم، وقد قال الصحابة بكفره وقال آخرون: لا يكفر، وهو عند الجميع مستحق للعقوبة الدنيوية إن لم يتب ويصل، فالصلاة أعظم أركان الدين العملية، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ).
ومنها السهر، والذي يفضي بصاحبه إلى أمور منها:
ـ ترك صلاة الفجر.
ـ التكاسل عن أمانة العمل إن كان موظفاً.
ـ ترك صلاة الظهر وربما العصر.
ـ الإرهاق الشديد طول يومه إن تحامل على نفسه واستيقظ.
وبعض الناس تنقلب عندهم الآية فيصبح نهارهم ليلاً وليلهم نهاراً مما يترتب عليه مفاسد دنيوية وأخروية لا يحصيها إلا الله عز وجل.
والواجب على هؤلاء أن ينتبهوا لفضيلة الشهر، واغتنام الأجر فيه فهو فرصة ربما لا يدركها بعد ذلك.
وأما أهل الطاعة والهمة فيفرحون برمضان ويتشوفون إليه قبل حلوله، قال معلى بن الفضل: كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم.
وقال يحي بن أبي كثير: كان من دعائهم، اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً.
فهم يفرحون بما في رمضان من الخير والطاعة والقرب من ربهم، يفرحون بقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، ويستبشرون بقوله: (من يقم ليلة القدر إيماناً واحتساباً...)، وبقوله صلى الله عليه وسلم: ( فَإِنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي)، وفي رواية لمسلم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: (فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فاعتمري فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً)، ويفرحون بتلاوة القرآن والصدقة وخصال الخير، مما ينشط له المسلم في رمضان على عكس غيره، ومن هنا جاءت التهنئة برمضان، ولا بأس بها.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد المرسلين.
وعن أبي كريمة المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما ملأ آدمي وعاءا شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه )، ولا يستكثر من الطعام الحلال وقت الإفطار بحيث يمتلىء جوفه فما من وعاء أبغض إلى الله عز وجل من بطن مليء من حلال، وكيف يستفاد من الصوم قهر عدو الله وكسر الشهوة إذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته ضحوة نهاره، وربما يزيد عليه في ألوان الطعام حتى استمرت العادات بأن تدخر جميع الأطعمة لرمضان، فيؤكل من الأطعمة فيه ما لا يؤكل في عدة أشهر، ومعلوم أن مقصود الصوم الخواء وكسر الهوى؛ لتقوى النفس على التقوى، وإذا دفعت المعدة من ضحوة نهار إلى العشاء حتى هاجت شهوتها وقويت رغبتها ثم أطعمت من اللذات وأشبعت زادت لذتها وتضاعفت قوتها وانبعث من الشهوات ما عساها كانت راكدة لو تركت على عادتها.
ومنها الغضب لأدنى سبب، وبعض الصائمين يظن أنه معذور لصومه، وقد يخرجه غضبه إلى الكلام بعظائم الأمور والأفعال الغريبة، بحجة أنه صائم.
والذي ينبغي للصائم أن يتحلى بسعة الصدر ورحابته، وأن يتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ)، وأن يمتثل قوله: (إني صائم).
ومنها ترك الصوم من غير عذر، وهذه معصية كبيرة وجرم عظيم، يجب على فاعلها التوبة والإنابة إلى ربه وأن يستغفره لذلك، ويقضي ما أفطره، فالصوم من أركان الإسلام الخمسة التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم.
والواجب تعزير من أفطر في رمضان بغير عذر وتأديبه ليرتدع هو وأمثاله.
ومنها خروج النساء إلى المساجد متطيبات، ففي الحديث، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلاَ تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الآخِرَةَ)، وعَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ بِقَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ).
ومنها صوم بعض الناس وتركه للصلوات، وهذا من العظائم والعجائب في نفس الوقت، فتارك الصلاة على خطر عظيم، وقد قال الصحابة بكفره وقال آخرون: لا يكفر، وهو عند الجميع مستحق للعقوبة الدنيوية إن لم يتب ويصل، فالصلاة أعظم أركان الدين العملية، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ).
ومنها السهر، والذي يفضي بصاحبه إلى أمور منها:
ـ ترك صلاة الفجر.
ـ التكاسل عن أمانة العمل إن كان موظفاً.
ـ ترك صلاة الظهر وربما العصر.
ـ الإرهاق الشديد طول يومه إن تحامل على نفسه واستيقظ.
وبعض الناس تنقلب عندهم الآية فيصبح نهارهم ليلاً وليلهم نهاراً مما يترتب عليه مفاسد دنيوية وأخروية لا يحصيها إلا الله عز وجل.
والواجب على هؤلاء أن ينتبهوا لفضيلة الشهر، واغتنام الأجر فيه فهو فرصة ربما لا يدركها بعد ذلك.
وأما أهل الطاعة والهمة فيفرحون برمضان ويتشوفون إليه قبل حلوله، قال معلى بن الفضل: كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم.
وقال يحي بن أبي كثير: كان من دعائهم، اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلاً.
فهم يفرحون بما في رمضان من الخير والطاعة والقرب من ربهم، يفرحون بقوله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، ويستبشرون بقوله: (من يقم ليلة القدر إيماناً واحتساباً...)، وبقوله صلى الله عليه وسلم: ( فَإِنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً مَعِي)، وفي رواية لمسلم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: (فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فاعتمري فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً)، ويفرحون بتلاوة القرآن والصدقة وخصال الخير، مما ينشط له المسلم في رمضان على عكس غيره، ومن هنا جاءت التهنئة برمضان، ولا بأس بها.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد المرسلين.