عالم الفتيات...مليء بالأحلام الوردية، والآمال المشرقة، ولا سيما زوج المستقبل، وشريك العمر، ورفيق الدرب؛ فهذه تريده شاباً وسيماً، وتلك تريده رومانسياً حالماً، وثالثة تريده غنياً، ورابعة تريده نجماً شهيراً، ولكن كما قيل:
[center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman'][color=blue]فيا دارها بالخيف إن مزارها [/font][/color][/td]
[td width="10%"][/td]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
[color=blue]قريب ولكن دون ذلك أهوال[/color][/font] [/td][/tr][/table][/center]
[justify]فإن هذه الأحلام تصطدم بعقبات كثيرة تحول دون بلوغ الفتاة لأشواقها، وإدراكها لأمانيها وأحلامها، فمن ذلك:
[color=red]العقبة الأولى: [/color]إتمام الدراسة، والواقع أن الزواج لا يتعارض مع الدراسة، خصوصاً إذا تم التفاهم بين الزوجين على ذلك، وفي تقديري أنه في ظل الواقع المتغير، والآثار الكبيرة التي تفتك بأولادنا وبناتنا، ومع تسلط القنوات الفضائية بوسائلها المختلفة، والانفتاح العالمي الهائل؛ يصبح أمرُ الزواج والمبادرةُ إليه ضرورةً ينبغي تقديمها على غيرها، وأولوية ينبغي أن تحظى باهتمام الفتاة، وباهتمام الوالدين أيضاً.
[color=red]العقبة الثانية: [/color]الأب؛ فربما كان عند الأب مجموعة من البنات، يصرف عنهن الخُطّاب لأسباب مادية، أو أعراف عشائرية كاحتجاز الفتاة لابن عمها أو لأي سبب آخر، إنها جريمة نكراء تقشعر منها الجلود، وإذا كانت معاني الإيمان والخوف من الله جلّ جلاله قد اختفت من قلب هذا الأب أو الولي؛ فهلا وجد في قلبه بقية من إنسانية أو رحمة! تلك الرحمة التي تستشعرها الوحوش الكواسر فتحنو على أولادها، قد يكون هذا الأب نائماً مع إحدى زوجاتِه، وبناتُه يتقلبن على الجمر لحرمانهن من أعظم نعمة جسدية جبل الله الإنسان على تطلبها والبحث عنها.
وإذا لم يكن عند الأب هذا ولا ذاك فهلا أشفق على سمعته التي أصبحت الألسنة تلوكها، وهلا خاف من فضيحة مدوية مجلجة هو سببها وصانعها وعرابها.
إن الله –سبحانه وتعالى- يخاطب كل مؤمن، في قوله سبحانه وتعالى: [color=green](فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) [/color]، فأين من يؤمن بالله واليوم الآخر؟! [color=green](ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [/color][البقرة:232].
إن عضل البنات ومنعهن ممن يُردنه من الأزواج الأكفاء المناسبين ظلم فادح؛ يجب أن يتدخل المعارف والأقارب لرفعه، وفك أسر هؤلاء المعضولات المأسورات؛ فإذا لم يجد ذلك فليتدخل القضاء, ولتقم لجان شعبية ورسمية؛ لحماية البنات من عضل الآباء، والوقوف أمام عدوانهم.
[color=red]نعم[/color]. إن الأصل في الأب الرحمة والإشفاق، ومقبول منه أن يمتنع من هذا الخاطب أو ذاك لسبب صحيح؛ لكن هناك حالات وإن كانت ليست كثيرة لكنها أليمة، وتحتاج إلى تدخل؛ لأن البنت قد تحجم عن أي شكوى أو شكاية خشية إفساد ما بينها وبين أبيها، أو أن ذلك قد يسيء إلى سمعتها، أو لأنها لا تستطيع الخروج من المنزل أصلاً، ولا مخاطبة أحد بهذا الأمر، فيذهب عمرها ويذوي شبابها في انتظار مرير.
فيا أيها الأب ليست البنت لابن عمها ضرورة، ولم يعطك الله الحق في التصرف بجسدها، ومستقبلها كما تشاء.
[color=red]أما العقبة الثالثة في الزواج[/color]؛ فهي الشاب الذي يطلب الزواج، إنه يطالب بامرأة جميلة, والجمال عنده هو ما اعتادت عينه على مشاهدته في الأفلام والمسلسلات والشاشات، يريدها بيضاء طويلة صغيرة، يريدها في جمال الممثلات، وتقوى الصحابيات، وغنى المليونيرات، دون أن يكلف نفسه، عناء التأمل في حاله هو، أو أن ينزل إلى أرض الواقع، وليس الأحلام.
وربما كانت هذه من مفاسد إدمان المشاهد التي جعلت الشباب يعيشون في عالم خيالي لا يمت إلى الواقع بصلة، وحتى لو تنازل هذا الشاب فستظل غصة في حلقه وتؤثر على علاقته المستقبلية مع زوجته، [color=green](يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [/color][النور: من الآية21].
[color=red]العقبة الرابعة: [/color]التكاليف الباهظة، والمتطلبات المادية المسرفة التي أثقلت كواهل الشباب، فعزفوا عن الزواج.
وقد قام مشايخ وأعيان بعض القبائل بمبادرة موفقه لتحديد تكاليف الزواج، وتحديدها تحديدًا عرفيًا معقولاً وهي خطوة تستحق الإشادة والثناء.
[color=red]نماذج: [/color]
- فتاة تجاوزت الثلاثين، تقول: إن والدها يشعر بجنون العظمة, ويعتقد أنه شخص مرموق، ولذلك يُصر على عدم تزويج البنت، إلا ممن يملأ عينه، وهذا لم يأت.
- فتاة جامعية أخرى، يستلم والدها مرتبها كاملاً، ويرفض زواجها.
- نشرت جريدة الوطن أن العوانس في السعودية أكثر من مليون ونصف مليون فتاة, وربما كانت هذه الإحصائية قراءة غير دقيقة للإحصائيات الرسمية، لكنها تدل على وجود مشكلة حقيقية.
إن تأخير الزواج مُعضلة يجب أن يسعى الجميع في حلها، وأن تعالج بشكل علني، وأن يتناولها العلماء والخطباء والمفكرون والمتحدثون والمصلحون، وأن يتم تسهيل إجراءات الزواج، وقيام المؤسسات المتخصصة في ذلك مادياً واجتماعياً ونفسياً، وبهذه المناسبة أشيد بالجهود الكبيرة لجمعيات الزواج في جدة والطائف ومكة والرياض والقصيم, وأنحاء أخرى من المملكة.[/justify]
[center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman'][color=blue]فيا دارها بالخيف إن مزارها [/font][/color][/td]
[td width="10%"][/td]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
[color=blue]قريب ولكن دون ذلك أهوال[/color][/font] [/td][/tr][/table][/center]
[justify]فإن هذه الأحلام تصطدم بعقبات كثيرة تحول دون بلوغ الفتاة لأشواقها، وإدراكها لأمانيها وأحلامها، فمن ذلك:
[color=red]العقبة الأولى: [/color]إتمام الدراسة، والواقع أن الزواج لا يتعارض مع الدراسة، خصوصاً إذا تم التفاهم بين الزوجين على ذلك، وفي تقديري أنه في ظل الواقع المتغير، والآثار الكبيرة التي تفتك بأولادنا وبناتنا، ومع تسلط القنوات الفضائية بوسائلها المختلفة، والانفتاح العالمي الهائل؛ يصبح أمرُ الزواج والمبادرةُ إليه ضرورةً ينبغي تقديمها على غيرها، وأولوية ينبغي أن تحظى باهتمام الفتاة، وباهتمام الوالدين أيضاً.
[color=red]العقبة الثانية: [/color]الأب؛ فربما كان عند الأب مجموعة من البنات، يصرف عنهن الخُطّاب لأسباب مادية، أو أعراف عشائرية كاحتجاز الفتاة لابن عمها أو لأي سبب آخر، إنها جريمة نكراء تقشعر منها الجلود، وإذا كانت معاني الإيمان والخوف من الله جلّ جلاله قد اختفت من قلب هذا الأب أو الولي؛ فهلا وجد في قلبه بقية من إنسانية أو رحمة! تلك الرحمة التي تستشعرها الوحوش الكواسر فتحنو على أولادها، قد يكون هذا الأب نائماً مع إحدى زوجاتِه، وبناتُه يتقلبن على الجمر لحرمانهن من أعظم نعمة جسدية جبل الله الإنسان على تطلبها والبحث عنها.
وإذا لم يكن عند الأب هذا ولا ذاك فهلا أشفق على سمعته التي أصبحت الألسنة تلوكها، وهلا خاف من فضيحة مدوية مجلجة هو سببها وصانعها وعرابها.
إن الله –سبحانه وتعالى- يخاطب كل مؤمن، في قوله سبحانه وتعالى: [color=green](فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) [/color]، فأين من يؤمن بالله واليوم الآخر؟! [color=green](ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [/color][البقرة:232].
إن عضل البنات ومنعهن ممن يُردنه من الأزواج الأكفاء المناسبين ظلم فادح؛ يجب أن يتدخل المعارف والأقارب لرفعه، وفك أسر هؤلاء المعضولات المأسورات؛ فإذا لم يجد ذلك فليتدخل القضاء, ولتقم لجان شعبية ورسمية؛ لحماية البنات من عضل الآباء، والوقوف أمام عدوانهم.
[color=red]نعم[/color]. إن الأصل في الأب الرحمة والإشفاق، ومقبول منه أن يمتنع من هذا الخاطب أو ذاك لسبب صحيح؛ لكن هناك حالات وإن كانت ليست كثيرة لكنها أليمة، وتحتاج إلى تدخل؛ لأن البنت قد تحجم عن أي شكوى أو شكاية خشية إفساد ما بينها وبين أبيها، أو أن ذلك قد يسيء إلى سمعتها، أو لأنها لا تستطيع الخروج من المنزل أصلاً، ولا مخاطبة أحد بهذا الأمر، فيذهب عمرها ويذوي شبابها في انتظار مرير.
فيا أيها الأب ليست البنت لابن عمها ضرورة، ولم يعطك الله الحق في التصرف بجسدها، ومستقبلها كما تشاء.
[color=red]أما العقبة الثالثة في الزواج[/color]؛ فهي الشاب الذي يطلب الزواج، إنه يطالب بامرأة جميلة, والجمال عنده هو ما اعتادت عينه على مشاهدته في الأفلام والمسلسلات والشاشات، يريدها بيضاء طويلة صغيرة، يريدها في جمال الممثلات، وتقوى الصحابيات، وغنى المليونيرات، دون أن يكلف نفسه، عناء التأمل في حاله هو، أو أن ينزل إلى أرض الواقع، وليس الأحلام.
وربما كانت هذه من مفاسد إدمان المشاهد التي جعلت الشباب يعيشون في عالم خيالي لا يمت إلى الواقع بصلة، وحتى لو تنازل هذا الشاب فستظل غصة في حلقه وتؤثر على علاقته المستقبلية مع زوجته، [color=green](يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [/color][النور: من الآية21].
[color=red]العقبة الرابعة: [/color]التكاليف الباهظة، والمتطلبات المادية المسرفة التي أثقلت كواهل الشباب، فعزفوا عن الزواج.
وقد قام مشايخ وأعيان بعض القبائل بمبادرة موفقه لتحديد تكاليف الزواج، وتحديدها تحديدًا عرفيًا معقولاً وهي خطوة تستحق الإشادة والثناء.
[color=red]نماذج: [/color]
- فتاة تجاوزت الثلاثين، تقول: إن والدها يشعر بجنون العظمة, ويعتقد أنه شخص مرموق، ولذلك يُصر على عدم تزويج البنت، إلا ممن يملأ عينه، وهذا لم يأت.
- فتاة جامعية أخرى، يستلم والدها مرتبها كاملاً، ويرفض زواجها.
- نشرت جريدة الوطن أن العوانس في السعودية أكثر من مليون ونصف مليون فتاة, وربما كانت هذه الإحصائية قراءة غير دقيقة للإحصائيات الرسمية، لكنها تدل على وجود مشكلة حقيقية.
إن تأخير الزواج مُعضلة يجب أن يسعى الجميع في حلها، وأن تعالج بشكل علني، وأن يتناولها العلماء والخطباء والمفكرون والمتحدثون والمصلحون، وأن يتم تسهيل إجراءات الزواج، وقيام المؤسسات المتخصصة في ذلك مادياً واجتماعياً ونفسياً، وبهذه المناسبة أشيد بالجهود الكبيرة لجمعيات الزواج في جدة والطائف ومكة والرياض والقصيم, وأنحاء أخرى من المملكة.[/justify]