أحداث الخبر وما سبقها من أحداث هي امتداد لسلسلة من الممارسات الخاطئة والأعمال التي طالت أفراد البلد الطيب واستهدفت كثيرًا من الأبرياء: من المواطنين والمقيمين والآمنين وغيرهم... وأصبحت واقعاً مؤلماً اتفق الجميع على إدانته، مدركين لخطورة هذا الاتجاه وهذا الفكر وآثاره السلبية؛ سواء كانت آثارًا شرعية من حيث إظهار الإسلام للعالم كله وكأنه دين القتل والتعطش للدماء وليس دين الرحمة والخلق والسماحة، أو من الناحية الاجتماعية لحصول الانشقاق والانفصال والتباعد والقطيعة والاحتراب الداخلي والإطاحة بالقيم والأخلاق والعلاقات، أو الآثار الاقتصادية المدمرة.. وقبل أسبوع لقيت أحد المسؤولين في إحدى الشركات، وقال لي إن خسارة بعض الشركات ربما تصل أحياناً إلى مئات الملايين بسبب هذه الأحداث، وهذه كلها يدفعها المواطنون المسلمون.
إن الإجماع على إدانة مثل هذه الأعمال أمر يجب الابتهاج به؛ فكل العلماء والفئات الإسلامية الخاصة العامة اتفقوا على الإدانة، ويعلنونها بلا مواربة أو تورية. وفي نظري أن هذا مكسب، وإن كان بدهي وطبيعي؛ إلا أنه أيضاً مكسب لحصار هذا الفكر وهذا الاتجاه. وأدعو إلى تأكيد هذا الإجماع وقطع الطريق على كل من يوظف بعض الأحداث توظيفاً شخصياً أو يشكك في هذا الإجماع، وأعتقد أن الحكمة والسياسة تقتضي النظر إلى هذه الفئة على أنها فئة معزولة اجتماعياً وشرعياً وفكرياً، وأنها ليست فئة ممتدة في المجتمع متغلغلة في أنسجته وفي مفاصله. ومن الخطورة بمكان أن ينجرّ البعض وراء هذه الأحداث؛ ليحاول أن يمارس الدور الأمريكي الذي مورس من قبل على المسلمين وعلى العرب، وعلى البلاد السعودية على وجه الخصوص؛ بإلصاق تهمة الإرهاب بها من خلال أحداث سبتمبر.. هؤلاء يرتكبون خطأ كبيرًا حينما يحاولون توسيع دائرة الاتهام داخل المجتمع السعودي.
الرسالة الواضحة التي أفهم أن وسائل الإعلام كلها من صحافة وتلفزة وإذاعة وغيرها تحاول نشرها -وهي مصيبة في ذلك- هي: أن هذه الفئة فئة معزولة عن المجتمع، ولا تمثل إلا نفسها، لا كما تسوق له بعض الأطروحات التي تُسمع أو تُقرأ وتحاول أن توسع الدائرة، وتجذب أطرافًا أخرى كثيرة لسبب أو لآخر لتصفية حسابات أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنها بهذا شاءت أم أبت تقدم خدمة لهذا الفكر ولهذا الاتجاه، لأنها تعطيه دعمًا وشعبية وامتدادًا.
إن هذه الأحداث أصبحت واقعاً ملموساً، ولم يعد الأمر فيه خيار عند أحد في ضرورة الوضوح في إدانة الأحداث هذه سواء من الناحية الشرعية البحتة، أو بالنظر إلى الآثار السيئة المدمرة التي تنتجها.
لقد بادر عدد كبير من الأساتذة والدعاة الذين لهم قدرهم - وعلى رأسهم فضيلة الشيخ سفر بن عبدالرحمن الحوالي - إلى إدانة هذه الأحداث والتحذير منها قبل وقوعها، وقبل أن يفطن أحد إلى أن هذا الخطر قادم إلا القليل، عبر بيان الجبهة الداخلية الذي تبناه موقع (الإسلام اليوم)، الذي نُشر في الصحف واطلعت عليه كثير من الدوائر والأطراف، فموقع (الإسلام اليوم) هو أول موقع -ولا غرابة ولا فخر في ذلك لكن من باب تقرير الواقع فقط- أقول إنه قبل حصول الأحداث بأكثر من سنة صدر بيان الجبهة الداخلية لإقامة الحجة على هؤلاء الشباب قبل أن ينزجّوا فيما وقعوا فيه؛ لأن الرجوع حينئذ قد يكون صعباً.
إن البيان النظري أو القولي نعتبره ضروريًّا لأنه نوع من الإعذار إلى الله سبحانه وتعالى ولعلهم يتقون، ومثله وخير منه ما سمعه الجميع وقرؤوه من بيانات لهيئة كبار العلماء وللأطراف المختلفة من مؤسسات وأشخاص؛ إلا أن كثيرًا من هؤلاء الشباب -دعك من أولئك الذين وقعوا في هذا السياق- ممن قد يكون عندهم نوع من ضعف البصيرة وليس لديهم قدرة كافية على إدراك أبعاد الأمور، وربما يكون بعضهم محبطاً أو يائساً أو مصدوماً بفعل أحداث خارجية أو مشكلات شخصية أو أسرية أو غير ذلك..؛ فمثل هؤلاء يحتاج الأمر إلى نوع من الاستيعاب والتواصل معهم وتمكينهم من الحديث والبوح، وأخذ ما في صدورهم، ثم التجاوب معهم بأسلوب علمي وشرعي وعاطفي، وتمكين الدعاة كذلك من الوصول إلى هؤلاء واستيعابهم بطريقة أو بأخرى.
إن كثيراً من هذه الانحرافات ليست قناعات عقلية تناقش بالمنطق؛ ولكنها تأثّرات نفسية تحتاج مع المنطق والعقل إلى نوع من العاطفة ونوع من التأثير، ونوع من التخويف من عقاب الله سبحانه وتعالى، كأن تقول له: إن المشكلة ليست أن تخسر دنياك، ولكن المصيبة أن تخسر آخرتك أيضاً، وأن تقدم على الله سبحانه وتعالى وأنت على غير هدى، وأنت قد بؤت مثلاً بقتل مسلم أو بترويع مسلم أو ما أشبه ذلك من المفاسد العظيمة.
هذه مهمة جليلة، وحقيق أن يشترك الجميع للقيام بها، الجهات الرسمية والشعبية والعلمية والتعليمية والإعلامية، ؛ لأن الأساليب الفردية البحتة مهما كانت تظل محدودة.
[table style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=219 border=0][tr][td width=216 bgColor=green][color=#ffffff][b]اقرأ أيضاً[/b][/color][/td][/tr][/table]
إن الإجماع على إدانة مثل هذه الأعمال أمر يجب الابتهاج به؛ فكل العلماء والفئات الإسلامية الخاصة العامة اتفقوا على الإدانة، ويعلنونها بلا مواربة أو تورية. وفي نظري أن هذا مكسب، وإن كان بدهي وطبيعي؛ إلا أنه أيضاً مكسب لحصار هذا الفكر وهذا الاتجاه. وأدعو إلى تأكيد هذا الإجماع وقطع الطريق على كل من يوظف بعض الأحداث توظيفاً شخصياً أو يشكك في هذا الإجماع، وأعتقد أن الحكمة والسياسة تقتضي النظر إلى هذه الفئة على أنها فئة معزولة اجتماعياً وشرعياً وفكرياً، وأنها ليست فئة ممتدة في المجتمع متغلغلة في أنسجته وفي مفاصله. ومن الخطورة بمكان أن ينجرّ البعض وراء هذه الأحداث؛ ليحاول أن يمارس الدور الأمريكي الذي مورس من قبل على المسلمين وعلى العرب، وعلى البلاد السعودية على وجه الخصوص؛ بإلصاق تهمة الإرهاب بها من خلال أحداث سبتمبر.. هؤلاء يرتكبون خطأ كبيرًا حينما يحاولون توسيع دائرة الاتهام داخل المجتمع السعودي.
الرسالة الواضحة التي أفهم أن وسائل الإعلام كلها من صحافة وتلفزة وإذاعة وغيرها تحاول نشرها -وهي مصيبة في ذلك- هي: أن هذه الفئة فئة معزولة عن المجتمع، ولا تمثل إلا نفسها، لا كما تسوق له بعض الأطروحات التي تُسمع أو تُقرأ وتحاول أن توسع الدائرة، وتجذب أطرافًا أخرى كثيرة لسبب أو لآخر لتصفية حسابات أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنها بهذا شاءت أم أبت تقدم خدمة لهذا الفكر ولهذا الاتجاه، لأنها تعطيه دعمًا وشعبية وامتدادًا.
إن هذه الأحداث أصبحت واقعاً ملموساً، ولم يعد الأمر فيه خيار عند أحد في ضرورة الوضوح في إدانة الأحداث هذه سواء من الناحية الشرعية البحتة، أو بالنظر إلى الآثار السيئة المدمرة التي تنتجها.
لقد بادر عدد كبير من الأساتذة والدعاة الذين لهم قدرهم - وعلى رأسهم فضيلة الشيخ سفر بن عبدالرحمن الحوالي - إلى إدانة هذه الأحداث والتحذير منها قبل وقوعها، وقبل أن يفطن أحد إلى أن هذا الخطر قادم إلا القليل، عبر بيان الجبهة الداخلية الذي تبناه موقع (الإسلام اليوم)، الذي نُشر في الصحف واطلعت عليه كثير من الدوائر والأطراف، فموقع (الإسلام اليوم) هو أول موقع -ولا غرابة ولا فخر في ذلك لكن من باب تقرير الواقع فقط- أقول إنه قبل حصول الأحداث بأكثر من سنة صدر بيان الجبهة الداخلية لإقامة الحجة على هؤلاء الشباب قبل أن ينزجّوا فيما وقعوا فيه؛ لأن الرجوع حينئذ قد يكون صعباً.
إن البيان النظري أو القولي نعتبره ضروريًّا لأنه نوع من الإعذار إلى الله سبحانه وتعالى ولعلهم يتقون، ومثله وخير منه ما سمعه الجميع وقرؤوه من بيانات لهيئة كبار العلماء وللأطراف المختلفة من مؤسسات وأشخاص؛ إلا أن كثيرًا من هؤلاء الشباب -دعك من أولئك الذين وقعوا في هذا السياق- ممن قد يكون عندهم نوع من ضعف البصيرة وليس لديهم قدرة كافية على إدراك أبعاد الأمور، وربما يكون بعضهم محبطاً أو يائساً أو مصدوماً بفعل أحداث خارجية أو مشكلات شخصية أو أسرية أو غير ذلك..؛ فمثل هؤلاء يحتاج الأمر إلى نوع من الاستيعاب والتواصل معهم وتمكينهم من الحديث والبوح، وأخذ ما في صدورهم، ثم التجاوب معهم بأسلوب علمي وشرعي وعاطفي، وتمكين الدعاة كذلك من الوصول إلى هؤلاء واستيعابهم بطريقة أو بأخرى.
إن كثيراً من هذه الانحرافات ليست قناعات عقلية تناقش بالمنطق؛ ولكنها تأثّرات نفسية تحتاج مع المنطق والعقل إلى نوع من العاطفة ونوع من التأثير، ونوع من التخويف من عقاب الله سبحانه وتعالى، كأن تقول له: إن المشكلة ليست أن تخسر دنياك، ولكن المصيبة أن تخسر آخرتك أيضاً، وأن تقدم على الله سبحانه وتعالى وأنت على غير هدى، وأنت قد بؤت مثلاً بقتل مسلم أو بترويع مسلم أو ما أشبه ذلك من المفاسد العظيمة.
هذه مهمة جليلة، وحقيق أن يشترك الجميع للقيام بها، الجهات الرسمية والشعبية والعلمية والتعليمية والإعلامية، ؛ لأن الأساليب الفردية البحتة مهما كانت تظل محدودة.
[table style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=219 border=0][tr][td width=216 bgColor=green][color=#ffffff][b]اقرأ أيضاً[/b][/color][/td][/tr][/table]