تطلُّ علينا نذرُ العولمة وبشائرها؛ لتصنع حدثًا ضخمًا يستحق كل هذا الصخب, والضجيج الدائر في العالم الإسلامي.
العولمة ليست هي العالمية؛ بل هي صياغة وقولبة جديدة للاقتصاد, والإعلام, والقيم وكل شيء!
أو قل: هي محاولة ذلك.
منتدى العولمة يقعد في مقدمته الكبار ثراءً وسياسة؛ ولذا اعتبر الكثيرون العولمة أمركة مقنعة, وهيمنة على الأمم الأخرى, وتذويبًا للخصوصيات والثقافات.
يحاول العالم الإسلامي الدخول, وهو يعاني من ضعف الإمكانات, وشتات المواقف, وضياع الهدف, وهو أشبه ما يكون بالكسيح الذي يدخل (ماراثون) السباق مع كبار العدّائين!
وغالب الباحثين ينظرون إلى العولمة وتداعياتها بريبة وخوف، وحق لهم ذلك!
بيد أن مجرد القلق لا يكفي؛ فإن من الفاضل أن ندرك أن هذا التحول الهائل هو خطر وأزمة, وفي الوقت ذاته تحدٍ يمكن أن يتمخض عن الكثير من الفرص للعمل الصالح النافع.
لم يعد السؤال المطروح هو:
هل يوجد هذا القمر الصناعي؟
أو هذا المجلس؟
أو هذا النظام الإداري؟
أو هذا القانون المحلي, أو العالمي؟
بل السؤال الحقيقي هو:
هل الأفضل أن نخوض الغمرات, ونشمّر للمنافسة, والحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من مصالحنا؟
أم الأفضل الانكفاء, والتوجس, والرفض والاقتصار على الممانعة, والاحتجاج السلبي فحسب؟!
أليست هذه فرصة للرقي بالنظام الاقتصادي الإسلامي, وتوسيع دائرة البنوك, والنوافذ الإسلامية وتشجيعها رسميًّا وشعبيًّا؛ لمقاومة طوفان الربا الرأسمالي؟!
أليست فرصة لتقديم الرسالة الإعلامية الإسلامية المتميزة؛ التي تحفظ أجيالنا وشبابنا, وتحكم ارتباطنا بديننا وقيمنا, وتوظيف التسهيلات لهذا الهدف النبيل؟
أليست فرصة لتصحيح أوضاعنا الاجتماعية والسياسية الراكدة, ليس وفق الرؤية الخارجية التي تحاول فرض أحاديتها ونظامها الخاص، ولكن وفق المصلحة الإسلامية العليا؛ التي تقتضي:
- المحافظة على حقوق الناس بشفافية ووضوح.
- التطبيع مع الشعوب نفسها لضمان ولائها.
- التقارب بين الدول الإسلامية.
- صياغة المشروعات المشتركة, التي تضمن لنا دولاً وشعوبًا نوعًا من الحضور والفاعلية!.
نحن أمام موقف تاريخي صعب ومعقد، والهروب ليس حلاًّ!
فلابد من الاتفاق على ضرورة المشاركة؛ كمبدأ عام لكل الغيورين والمشفقين على مصالح أمتهم وبلدهم.
وهذا لا يعني المشاركة الفردية أو الذاتية بالضرورة؛ ولكن تقدير المبدأ والاتفاق عليه.
لقد احتجنا سنوات طويلة حتى نقتنع بأهمية وسائل الإعلام المحلية وتأثيرها؛ فها نحن نحسم خيارنا بشأن القنوات الفضائية في فترة قياسية وجيزة.
فهل سنحتاج أمام كل منعطف وطارئ إلى جدل ساخن حول جدوى المشاركة والتفاعل، وتأجيج للمخاوف, والشكوك التي قد تبدو حقيقية بعض الشيء؟!
ولكننا لسنا أمام خيارات؛ أن يوجد الأمر أو لا يوجد؛ بل أن نشارك أو ندع, القطار يمضي ويركبه المبادرون!
ونحن نتحجج بالتساؤلات والاعتراضات؛ لنقتنع بعد حين بأهمية المبادرة بعد ما فات أوانها!.
ليكن منا من يلائمه هذا الميدان، ومنا من يحتضنه غيره؛ لكن كلنا مجمعون على المبدأ بذاته.. مبدأ المشاركة؛ بل المبادرة.
وهذه المبادرة لا تعني الذوبان والاستسلام؛ بل تعني صناعة المشروع الإسلامي من خلال الأدوات الواقعية المتاحة.
والدين جاء لهذا؛ لتصحيح الواقع وفق الممكن, وليس لمجرد الحكم عليه بالإلغاء, وقراءة السنة النبوية مكيها ومدنيها ترشد لهذا المعنى.
إنها مبادرة لتوظيف إمكانات الأمة لحماية أجيالها, وحاضرها ومستقبلها, وتحقيق ما يمكن من المكاسب, وتجنب ما يمكن من الخسائر.
الإعلام، الحوار، التعليم، العمل السياسي، الانتخابات، المؤسسات المدنية ... إلخ؛ كلها عناوين قائمة أو قادمة للرجل والمرأة؛ يمكن شطبها بمجرد التوجس والتخوف والاحتياط السلبي! ويمكن توجيهها, أو المشاركة الفاعلة فيها, حين يقوم بها ذوو النضج والكفاءة والإخلاص والجرأة؛ ممن لا تعنيهم المصالح الذاتية ولا المجد الشخصي بقدر ما يعنيهم أمر الأمة في نطاقها الواسع, وليس في إطار ضيق من رؤية فئوية, أو حزبية أو إقليمية.
إن المبادرة المتميزة هي شعار المرحلة القادمة فيما رأيت واجتهدت.
وهذا لا يعني: مصادرة رأي آخر, بقدر ما يؤسس للهدوء والتفهم في المعالجة, والامتناع عن تعويق اجتهاد ما؛ بحجة الإصرار على غيره!
وإذا توفر الإخلاص والصدق أعان الله وسدد وهو وحده المستعان.
العولمة ليست هي العالمية؛ بل هي صياغة وقولبة جديدة للاقتصاد, والإعلام, والقيم وكل شيء!
أو قل: هي محاولة ذلك.
منتدى العولمة يقعد في مقدمته الكبار ثراءً وسياسة؛ ولذا اعتبر الكثيرون العولمة أمركة مقنعة, وهيمنة على الأمم الأخرى, وتذويبًا للخصوصيات والثقافات.
يحاول العالم الإسلامي الدخول, وهو يعاني من ضعف الإمكانات, وشتات المواقف, وضياع الهدف, وهو أشبه ما يكون بالكسيح الذي يدخل (ماراثون) السباق مع كبار العدّائين!
وغالب الباحثين ينظرون إلى العولمة وتداعياتها بريبة وخوف، وحق لهم ذلك!
بيد أن مجرد القلق لا يكفي؛ فإن من الفاضل أن ندرك أن هذا التحول الهائل هو خطر وأزمة, وفي الوقت ذاته تحدٍ يمكن أن يتمخض عن الكثير من الفرص للعمل الصالح النافع.
لم يعد السؤال المطروح هو:
هل يوجد هذا القمر الصناعي؟
أو هذا المجلس؟
أو هذا النظام الإداري؟
أو هذا القانون المحلي, أو العالمي؟
بل السؤال الحقيقي هو:
هل الأفضل أن نخوض الغمرات, ونشمّر للمنافسة, والحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من مصالحنا؟
أم الأفضل الانكفاء, والتوجس, والرفض والاقتصار على الممانعة, والاحتجاج السلبي فحسب؟!
أليست هذه فرصة للرقي بالنظام الاقتصادي الإسلامي, وتوسيع دائرة البنوك, والنوافذ الإسلامية وتشجيعها رسميًّا وشعبيًّا؛ لمقاومة طوفان الربا الرأسمالي؟!
أليست فرصة لتقديم الرسالة الإعلامية الإسلامية المتميزة؛ التي تحفظ أجيالنا وشبابنا, وتحكم ارتباطنا بديننا وقيمنا, وتوظيف التسهيلات لهذا الهدف النبيل؟
أليست فرصة لتصحيح أوضاعنا الاجتماعية والسياسية الراكدة, ليس وفق الرؤية الخارجية التي تحاول فرض أحاديتها ونظامها الخاص، ولكن وفق المصلحة الإسلامية العليا؛ التي تقتضي:
- المحافظة على حقوق الناس بشفافية ووضوح.
- التطبيع مع الشعوب نفسها لضمان ولائها.
- التقارب بين الدول الإسلامية.
- صياغة المشروعات المشتركة, التي تضمن لنا دولاً وشعوبًا نوعًا من الحضور والفاعلية!.
نحن أمام موقف تاريخي صعب ومعقد، والهروب ليس حلاًّ!
فلابد من الاتفاق على ضرورة المشاركة؛ كمبدأ عام لكل الغيورين والمشفقين على مصالح أمتهم وبلدهم.
وهذا لا يعني المشاركة الفردية أو الذاتية بالضرورة؛ ولكن تقدير المبدأ والاتفاق عليه.
لقد احتجنا سنوات طويلة حتى نقتنع بأهمية وسائل الإعلام المحلية وتأثيرها؛ فها نحن نحسم خيارنا بشأن القنوات الفضائية في فترة قياسية وجيزة.
فهل سنحتاج أمام كل منعطف وطارئ إلى جدل ساخن حول جدوى المشاركة والتفاعل، وتأجيج للمخاوف, والشكوك التي قد تبدو حقيقية بعض الشيء؟!
ولكننا لسنا أمام خيارات؛ أن يوجد الأمر أو لا يوجد؛ بل أن نشارك أو ندع, القطار يمضي ويركبه المبادرون!
ونحن نتحجج بالتساؤلات والاعتراضات؛ لنقتنع بعد حين بأهمية المبادرة بعد ما فات أوانها!.
ليكن منا من يلائمه هذا الميدان، ومنا من يحتضنه غيره؛ لكن كلنا مجمعون على المبدأ بذاته.. مبدأ المشاركة؛ بل المبادرة.
وهذه المبادرة لا تعني الذوبان والاستسلام؛ بل تعني صناعة المشروع الإسلامي من خلال الأدوات الواقعية المتاحة.
والدين جاء لهذا؛ لتصحيح الواقع وفق الممكن, وليس لمجرد الحكم عليه بالإلغاء, وقراءة السنة النبوية مكيها ومدنيها ترشد لهذا المعنى.
إنها مبادرة لتوظيف إمكانات الأمة لحماية أجيالها, وحاضرها ومستقبلها, وتحقيق ما يمكن من المكاسب, وتجنب ما يمكن من الخسائر.
الإعلام، الحوار، التعليم، العمل السياسي، الانتخابات، المؤسسات المدنية ... إلخ؛ كلها عناوين قائمة أو قادمة للرجل والمرأة؛ يمكن شطبها بمجرد التوجس والتخوف والاحتياط السلبي! ويمكن توجيهها, أو المشاركة الفاعلة فيها, حين يقوم بها ذوو النضج والكفاءة والإخلاص والجرأة؛ ممن لا تعنيهم المصالح الذاتية ولا المجد الشخصي بقدر ما يعنيهم أمر الأمة في نطاقها الواسع, وليس في إطار ضيق من رؤية فئوية, أو حزبية أو إقليمية.
إن المبادرة المتميزة هي شعار المرحلة القادمة فيما رأيت واجتهدت.
وهذا لا يعني: مصادرة رأي آخر, بقدر ما يؤسس للهدوء والتفهم في المعالجة, والامتناع عن تعويق اجتهاد ما؛ بحجة الإصرار على غيره!
وإذا توفر الإخلاص والصدق أعان الله وسدد وهو وحده المستعان.