أبادلكم التهنئة بالعيد المبارك ، جعلها الله لنا ولكم ولكل المسلمين أفراحاً موصولة .
هكذا العيد أيها الأحبة ، أفراح ومباهج وصفاء ونقاء ، "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون" .
فلتتصافح القلوب ، ولتتصاف النفوس ، ولنجدد ميثاق الإخاء الإسلامي بين أولياء الله وحزبه من أهل "لا إله إلا الله" تعاوناً على البر والتقوى ، وتواصياً بالحق والصبر ، ونصرة للظالم والمظلوم ، فلن يذوق طعم الفرح بالعيد قلب تأكله الأحقاد ، أو ضمير يسكنه الغش ، أو نفس يتلبسها الهوى .
ولنحلم بغدٍ مشرق تلوح تباشيره في الأفق البعيد ... فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل! لم لا نفرح بالأحلام اللذيذة ؟!
لقد سن أبو الطيب المتنبي للناس سنّة غير حميدة حين سوّد صفحة العيد بداليته المتشائمة :
[center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']عيدٌ بأية حالٍ عُـــــــدت يا عيدُ[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
لما مضى .. أم لأمرٍ فيك تجديد[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
أما الأحـــــــــــبة فالبيداء دونهُمُ[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
فليت دونك بــــــيداً.. دونها بيد[/font] [/td][/tr][/table][/center]
وصارت سنة.. فما شاعر إلا ويندب حظه يوم العيد ، كما ندب أبو الطيب ، ولو أنها حظوظ شخصية ، ومعاناة خاصة، وهموم ذاتية ، والله أعلم .
ما الذي سيحدث للأمة لو أن أبا الطيب ظفر ببغيته، وأصبح أميراً على العراقين ؟! [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']وغير كثير أن يزورك راجل[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
فيرجع ملـــكاً للعراقين واليا[/font] [/td][/tr][/table][/center]
وهكذا تحفظنا منذ طفولتنا قول الشاعر الأميري : [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']ما العيد والقدس في الأغلال رازحة[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
وفي الخـــــــــــليل ملمات وتشريد[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
وصـــــيحة المسجد الأقصى مخنّقةُ الـ [/font][/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
أصــــــداء بالدم والويلات ترديد[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
واللاجئــــــــون صيام العيد فِطرهُمُ[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
وجل أفراحــــــــــــــهم هم وتسهيد[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
يا رب أخذك للـــــــباغين أخذ ردى[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
والفتح والنـــصر حتى يصدق العيد[/font] [/td][/tr][/table][/center]
وقول جارنا الشاعر المقل المبدع محمد الشبل:
يا عيد.. أنت على المدى إشراقة النفس العليلة
وسعادة القلب الذي .. لم يلق في الدنيا سبيله
لكنها الأيام تسلب منك فرحتك الجميلة
وتحيل صفو العيش فيك إلى أمانٍ مستحيلة ..
يا فرحة العيد التي ثقلت على صدر الزمن
يا فرحة العيد المؤطر بالمآسي والمحن
عودي..
إذا عادوا ، إذا عادوا إلى أرض الوطن
عودي إذا عاد الفتى والطفل والشيخ المسن
وتلفتوا في لهفةٍ للأرض.. للحقل الأغن ..
في نفس شاعري مسترسل يعمق هذا المعنى .. ويأبى قبول فرحة العيد بغير تحقيق النصر .
إن لبلوغ الأمل المنشود على الصعيد الفردي والأممي فرحةً أخرى تختلف في مباهجها وطعمها عن فرحة العيد الراتبة المألوفة.
وقد علم الله الحكيم أن الأمة ستركب طبقاً بعد طبق ، وستأخذ مأخذ الأمم قبلها في التفريط ، والاتكاء على الماضي العريق ، والتخاذل عن الواجب ، وستضر بها أزمات ومحن ومصائب.. وشرع لهم سبحانه أن يفرحوا بعيدهم ، شكراً على تمام العبادة ، والهداية إلى الشريعة ( ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) .
ونأى الرسول الهادي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين عن موافقة أهل الشرك أو أهل الكتاب في أعيادهم ورسومهم ، لا ليدع المسلمين دون عيد وفرحة ، ولكن ليخصهم بهذين العيدين الكبيرين المرتبطين بالتعبد صوماً ، أو حجاً ، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى .
وما من شك أن المسلمين كانوا يقيمون هذه الأعياد ، ويجتمعون ويوسعون على الفقير والمسكين ، ويترخصون من الأعمال بما لا يرتضونه في غيرها ( دعها، فإنه يوم عيد ) .
يفعلون ذلك حتى حين يكونون في معاناة أو ترقب أو محنة ...
إن النفس البشرية قد تمل من فرط الإلحاح على معنى واحد ، ولو كان صواباً في ذاته ، فالجد الصارم يملّ ، ولا بأس أن نوقف معزوفة الحزن والندب لنُشِمَّ قلوبَنا شيئاً من عبير الفرحة بالشرع والهداية والتوفيق .
وثمة معنى لطيف يتصل بهذا السياق ، وهو التذكير بأنه لا شيء من أمر الحياة الدنيا يدوم . [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']فيومٌ علينا ويومٌ لنا [/font][/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
ويومٌ نساء ويومٌ نُسَرّْ[/font] [/td][/tr][/table][/center]
[justify]
والله تعالى بيده الأمر ، يخفض القسط ويرفعه ، كل يوم هو في شأن ، وليست الذلة والمرارة التي تعيشها الأمة الإسلامية حتماً صارماً لا يزول ، والتاريخ لا يعرف الكلمة الأخيرة ، بل هو في دورات متعاقبة يتحقق فيها التقديم والتأخير ، والعلو والهبوط ، والتمكين والاستضعاف ، ولا شيء يدمر إمكانيات الأمة ، ويجرها إلى اليأس والقنوط والانتحار مثل الإحساس بالعجز والتوقف عند حالٍ خاص.
لقد أدركنا العيد هذا العام ونحن هدف مغرٍ للمغامرات الأمريكية وتفتحت شهية الأحلاف للضرب ذات اليمين وذات الشمال ، ومحاكمة الثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي وإدانة المجتمعات المسلمة ، والتدخل المباشر لتغيير مناهج المسلمين وأفكارهم وإعلامهم واقتصادهم .
ولقد رأيت المرارة وقرأت الحزن الدفين في وجوه من لقيتهم ، وفي كلماتهم وعباراتهم وأحاديثهم .
وهذه حالة فاضلة من حيث صدق الولاء لهذا الدين ، وعمق التفاعل مع جراح الأمة وآلامها ونكباتها .
لكن تعديل المزاج بجرعة من الفرحة الغامرة ، والضحكة الصادقة ، واستعادة البراءة الطفولية قد تعيد تشكيل النفس وتجدد عزيمتها وترفع همتها ، ومن الحكمة البالغة القدرية أن الله تعالى غشَّى المسلمين النعاسَ حين احمرت الحدق واشتد الخوف وأصابهم القرح في أحد ، فكشف به عنهم غائلة الشر ، وأعاد به إليهم السكينة والرضا والاطمئنان .
إن العيد جزء من نظام الأمة الرباني ، يصل ماضيها بحاضرها ، وقريبها ببعيدها ، ويربي ناشئتها على الانتماء الحق لها ، ويربط أفراحها بشرائع دينها ، التي هي معراجها إلى الكمال والقوة والانتصار .
وليس يحسن أن تجوز عليه المتغيرات فينسى الناس كونه عيداً ليتحول عندهم إلى مناحة.
لنرغم أنف الشعراء ... ولنفرح بالعيد ، كما هي سنة الأنبياء ، وها نحن نلتقط خيط الأمل من نقطة ضوء تلوح في آخر النفق ... يقدحها طفل فلسطيني برمية حجر، ، أوعامل دؤوب في حقل من حقول الإصلاح والبناء والتعمير والإحياء .
عيدكم مبارك ، وتقبل الله منا ومنكم ، وغفر الله لنا ولكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/justify]
هكذا العيد أيها الأحبة ، أفراح ومباهج وصفاء ونقاء ، "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون" .
فلتتصافح القلوب ، ولتتصاف النفوس ، ولنجدد ميثاق الإخاء الإسلامي بين أولياء الله وحزبه من أهل "لا إله إلا الله" تعاوناً على البر والتقوى ، وتواصياً بالحق والصبر ، ونصرة للظالم والمظلوم ، فلن يذوق طعم الفرح بالعيد قلب تأكله الأحقاد ، أو ضمير يسكنه الغش ، أو نفس يتلبسها الهوى .
ولنحلم بغدٍ مشرق تلوح تباشيره في الأفق البعيد ... فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل! لم لا نفرح بالأحلام اللذيذة ؟!
لقد سن أبو الطيب المتنبي للناس سنّة غير حميدة حين سوّد صفحة العيد بداليته المتشائمة :
[center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']عيدٌ بأية حالٍ عُـــــــدت يا عيدُ[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
لما مضى .. أم لأمرٍ فيك تجديد[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
أما الأحـــــــــــبة فالبيداء دونهُمُ[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
فليت دونك بــــــيداً.. دونها بيد[/font] [/td][/tr][/table][/center]
وصارت سنة.. فما شاعر إلا ويندب حظه يوم العيد ، كما ندب أبو الطيب ، ولو أنها حظوظ شخصية ، ومعاناة خاصة، وهموم ذاتية ، والله أعلم .
ما الذي سيحدث للأمة لو أن أبا الطيب ظفر ببغيته، وأصبح أميراً على العراقين ؟! [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']وغير كثير أن يزورك راجل[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
فيرجع ملـــكاً للعراقين واليا[/font] [/td][/tr][/table][/center]
وهكذا تحفظنا منذ طفولتنا قول الشاعر الأميري : [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']ما العيد والقدس في الأغلال رازحة[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
وفي الخـــــــــــليل ملمات وتشريد[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
وصـــــيحة المسجد الأقصى مخنّقةُ الـ [/font][/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
أصــــــداء بالدم والويلات ترديد[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
واللاجئــــــــون صيام العيد فِطرهُمُ[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
وجل أفراحــــــــــــــهم هم وتسهيد[/font] [/td][/tr]
[tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']
يا رب أخذك للـــــــباغين أخذ ردى[/font] [/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
والفتح والنـــصر حتى يصدق العيد[/font] [/td][/tr][/table][/center]
وقول جارنا الشاعر المقل المبدع محمد الشبل:
يا عيد.. أنت على المدى إشراقة النفس العليلة
وسعادة القلب الذي .. لم يلق في الدنيا سبيله
لكنها الأيام تسلب منك فرحتك الجميلة
وتحيل صفو العيش فيك إلى أمانٍ مستحيلة ..
يا فرحة العيد التي ثقلت على صدر الزمن
يا فرحة العيد المؤطر بالمآسي والمحن
عودي..
إذا عادوا ، إذا عادوا إلى أرض الوطن
عودي إذا عاد الفتى والطفل والشيخ المسن
وتلفتوا في لهفةٍ للأرض.. للحقل الأغن ..
في نفس شاعري مسترسل يعمق هذا المعنى .. ويأبى قبول فرحة العيد بغير تحقيق النصر .
إن لبلوغ الأمل المنشود على الصعيد الفردي والأممي فرحةً أخرى تختلف في مباهجها وطعمها عن فرحة العيد الراتبة المألوفة.
وقد علم الله الحكيم أن الأمة ستركب طبقاً بعد طبق ، وستأخذ مأخذ الأمم قبلها في التفريط ، والاتكاء على الماضي العريق ، والتخاذل عن الواجب ، وستضر بها أزمات ومحن ومصائب.. وشرع لهم سبحانه أن يفرحوا بعيدهم ، شكراً على تمام العبادة ، والهداية إلى الشريعة ( ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) .
ونأى الرسول الهادي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين عن موافقة أهل الشرك أو أهل الكتاب في أعيادهم ورسومهم ، لا ليدع المسلمين دون عيد وفرحة ، ولكن ليخصهم بهذين العيدين الكبيرين المرتبطين بالتعبد صوماً ، أو حجاً ، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى .
وما من شك أن المسلمين كانوا يقيمون هذه الأعياد ، ويجتمعون ويوسعون على الفقير والمسكين ، ويترخصون من الأعمال بما لا يرتضونه في غيرها ( دعها، فإنه يوم عيد ) .
يفعلون ذلك حتى حين يكونون في معاناة أو ترقب أو محنة ...
إن النفس البشرية قد تمل من فرط الإلحاح على معنى واحد ، ولو كان صواباً في ذاته ، فالجد الصارم يملّ ، ولا بأس أن نوقف معزوفة الحزن والندب لنُشِمَّ قلوبَنا شيئاً من عبير الفرحة بالشرع والهداية والتوفيق .
وثمة معنى لطيف يتصل بهذا السياق ، وهو التذكير بأنه لا شيء من أمر الحياة الدنيا يدوم . [center]
[table cellSpacing=0 cellPadding=0 width="100%" align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']فيومٌ علينا ويومٌ لنا [/font][/td][font='Times New Roman']
[td width="10%"] [/td][/font]
[td width="45%"][font='Times New Roman']
ويومٌ نساء ويومٌ نُسَرّْ[/font] [/td][/tr][/table][/center]
[justify]
والله تعالى بيده الأمر ، يخفض القسط ويرفعه ، كل يوم هو في شأن ، وليست الذلة والمرارة التي تعيشها الأمة الإسلامية حتماً صارماً لا يزول ، والتاريخ لا يعرف الكلمة الأخيرة ، بل هو في دورات متعاقبة يتحقق فيها التقديم والتأخير ، والعلو والهبوط ، والتمكين والاستضعاف ، ولا شيء يدمر إمكانيات الأمة ، ويجرها إلى اليأس والقنوط والانتحار مثل الإحساس بالعجز والتوقف عند حالٍ خاص.
لقد أدركنا العيد هذا العام ونحن هدف مغرٍ للمغامرات الأمريكية وتفتحت شهية الأحلاف للضرب ذات اليمين وذات الشمال ، ومحاكمة الثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي وإدانة المجتمعات المسلمة ، والتدخل المباشر لتغيير مناهج المسلمين وأفكارهم وإعلامهم واقتصادهم .
ولقد رأيت المرارة وقرأت الحزن الدفين في وجوه من لقيتهم ، وفي كلماتهم وعباراتهم وأحاديثهم .
وهذه حالة فاضلة من حيث صدق الولاء لهذا الدين ، وعمق التفاعل مع جراح الأمة وآلامها ونكباتها .
لكن تعديل المزاج بجرعة من الفرحة الغامرة ، والضحكة الصادقة ، واستعادة البراءة الطفولية قد تعيد تشكيل النفس وتجدد عزيمتها وترفع همتها ، ومن الحكمة البالغة القدرية أن الله تعالى غشَّى المسلمين النعاسَ حين احمرت الحدق واشتد الخوف وأصابهم القرح في أحد ، فكشف به عنهم غائلة الشر ، وأعاد به إليهم السكينة والرضا والاطمئنان .
إن العيد جزء من نظام الأمة الرباني ، يصل ماضيها بحاضرها ، وقريبها ببعيدها ، ويربي ناشئتها على الانتماء الحق لها ، ويربط أفراحها بشرائع دينها ، التي هي معراجها إلى الكمال والقوة والانتصار .
وليس يحسن أن تجوز عليه المتغيرات فينسى الناس كونه عيداً ليتحول عندهم إلى مناحة.
لنرغم أنف الشعراء ... ولنفرح بالعيد ، كما هي سنة الأنبياء ، وها نحن نلتقط خيط الأمل من نقطة ضوء تلوح في آخر النفق ... يقدحها طفل فلسطيني برمية حجر، ، أوعامل دؤوب في حقل من حقول الإصلاح والبناء والتعمير والإحياء .
عيدكم مبارك ، وتقبل الله منا ومنكم ، وغفر الله لنا ولكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/justify]