منتديات نور حياتك



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور حياتك

منتديات نور حياتك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إن الناظر في هذه المنتدى سيجد أن الشموع التي أشعلناها موزعة على مجالات عديدة, لكن يجمع بينها استهداف الارتقاء بشخصيات إخواني وأخواتي في العالم العربي, وتقديم العون لهم على سلوك مسالك الرشاد, والتفوق في كل مجلات الحياة .


    على هامش الانتفاضة

    Your life
    Your life
    المدير العام على منتديات نور حياتك


    عدد الرسائل : 981
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 101
    تاريخ التسجيل : 15/01/2009

    على هامش الانتفاضة Empty على هامش الانتفاضة

    مُساهمة من طرف Your life الجمعة فبراير 20, 2009 8:53 pm

    يُكْبِر المسلمون جميعاً الوقفة الصامدة للشعب الأعزل المقهور ، رغم نزيف الدماء ، والحيف العالمي، والعجز الإسلامي .
    لقد أصبحت كلمة (( الانتفاضة )) مشبعة بالمعاني الرمزية الخارقة ، وفتحت باباً للمقاومة يصعب على العدو سده .
    وهذه أفكار من وحي الانتفاضة :
    1 – لقد أثبتت الأحداث أن الصبيان العزل الجياع يستطيعون أن يصنعوا شيئاً ، وهذه تعرية لفقد الإرادة لدينا ، فمع الإرادة الصادقة يكتشف المرء فرصاً كبيرةً للعمل والإبداع .
    نعم : ليس بالضرورة أن هذا العمل سيقلب موازين القوى ، أو سيقدم حلولاً جذريةً ، لكنه سيفتح آفاقاً جديدة أمام الأجيال الجديدة .
    2 – هل نستطيع أن نعلن انتفاضةً مماثلةً ودائمةً على أنانياتنا وحظوظنا الشخصية ، ومصالحنا الذاتية ، فلا ندخل في حسابات استثمار خاصة لهذا الحدث أو ذاك ، ولا نقبل أن يوظف بخدمة فردٍ ، أو حزبٍ ، أو طائفةٍ ، أو جهة ، ولا أن يكون فرصةً لتحقيق مكاسب من هذا القبيل ؟ .
    إن الأمة في حالة صراع دائم مع اليهود ، لكنها يجب أن تكون في صراعٍ دائمٍ مع سلبياتها .
    فهل نرتفع عن مستوى النظرة الضيقة ؟ ونلغي من حسابنا المكتسبات الخاصة، لنجعل ديمومة المقاومة هدفاً أعلى تذوب في طياته وتضاعيفه كل الأهداف الصغيرة ؟ .
    إن الأمة مجموعة أفراد تزيد على المليار يتشكلون في تجمعات عديدة ، مختلفة الشيات والألوان والملامح ، حزبية ، ومذهبية ، وجغرافية ...
    وليس ثمة شك أن المصالح متقاطعة في العديد من الحالات ، فلنجعل المصلحة العليا للأمة هي شعارنا الصادق ، وإن ترتب على ذلك فوات بعض مصالحنا الشخصية ، أو الحزبية ، أو الوطنية .
    إن تقديم الانتماء للذات ، أو للحزب ، أو للطائفة ، أو للبلد ، على الانتماء العظيم للأمة ، هو الذي خلق هذه الازدواجية ورسخها ، وإلا ففي الحقيقة أن مصلحة الأمة العامة هي بالتالي مصلحة محققة لجميع أفرادها .
    يبدو أحياناً أننا مستعدون للقتال على الغنائم حتى قبل الظفر بها ، وبمجرد مانجد صدى إعلامياً ، أو تعاطفاً شعبياً ، ندخل في دائرة جديدة : من سيستفيد من هذا التجاوب ؟ هذا الفصيل ؟ أم تلك المجموعة ؟ أم ذاك الحزب ؟ .
    ثم ندخل في دوامة أخطر من السعي إلى تفويت المصالح على الآخرين ؛ لأنها – فيما يبدو لنا – ستكون على حسابنا ، أو لأننا نعتقد أنهم استغلوا الحدث بطريقة ما ، فلنقطع الطريق عليهم .
    إن هذا هو مايحلم به العدو تماماً ، وهو الذي يقع دائماً .
    استثمار المصالح المتناقضة ، هو الثغرة التي ينفذ منها العدو إلى صفوفنا.
    إن من مصلحة الشعب الفلسطيني أن يتسامى فوق الاعتبارات الجزئية ، والمصالح الآنية ، ولا يسمح لأي مؤثر أن يصرف السهام عن صدور العدو المشترك إلى صدور الجيرة والمساكين .
    وهذا يقودنا إلى الأمر الثالث ، وهو :
    أن التحدي اليهودي يمكن استثماره لتحقيق نوع من التقارب الإسلامي .
    إن الوحدة بين المسلمين – وبكل صراحة – لا ترقى أن تكون حلماً ، فضلاً عن أن تكون واقعاً مشهوداً ، فالتناقضات أعمق من أن يمكن ردمها ، أو القضاء عليها .
    لكن هذا لا يعني فقدان الأمل .
    أ – فهناك مواقف متباعدة يمكن أن تتقارب ، أو تتوحد ؛ لأن الهالات الوهمية المحيطة بها أكبر من حقيقة الاختلاف الموجود ، وفي حالات كثيرة يكون هناك تطابق في الأصول والقواعد العامة ، والمنطلقات الثابتة ، والاختلاف في جزئيات ، أو تطبيقات ، أو في حجم الاهتمام أو نوعيته .
    ب – وهناك نقاط اتفاق كثيرة ، وكبيرة ، يمكن توظيفها ، والعناية بها ،، عوضاً عن الدندنة الدائمة حول مسائل الاختلاف .
    ودون أدنى شك ، فالانفعالات النفسية ، والانطباعات الشخصية تضخم جوانب التباين ، حتى تكون كالكف التي يقربها صاحبها من ، عينه فتحجب عنه رؤية الكون كله .
    إن مساحات الاتفاق بين العديد من شرائح الأمة واسعة ، سعة هذا الدين الذي جمع بعد الفرقة ، ووحد بعد الشتات ، وأغنى بعد العيلة ، وأعلنها في الكتاب الكريم [ إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ].
    ثم أبلغ نبيه العظيم - صلى الله عليه وسلم- ، فصاح بالناس : " لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض " ، " سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر " .
    وانطلاقاً من مساحات الاتفاق يمكن الخروج بمواقف موحدة في بعض الأزمات ، وتظافر وتناصر في بعض الميادين .
    كما يمكن الاتفاق على مشاريع جزئية ، أو برامج محدددة ، إنْ في الإعلام ، أو في الاقتصاد ، أو في التنمية ، أو في ااالتعليم ، أو في الدعوة ، أو سواها .
    يكفي أن نتـفق على هذا البرامج ، أو نتوحد حول هذا المـشروع ، ثم ليكن لكل منا طريقه الخاص .
    ج – ثم هناك ترتيب العداوات ، فيما يتعلق بالخصوم الحقيقين ، فهناك عدو ، وهناك أشد عداوة ، وإذا أمكن مواجهة الجميع ، فحبذا وقرة عين ، لكن حين يكون الجهد محدوداً ، وحين يكون القتال على أكثر من جهة غير ممكن ، فمن حكمة الشرع حينئذ أن وفر الجهد للعدو الأكبر ، وهذا لايمنع من مدافعة الآخر وفق رؤية متكاملة مدروسة .
    رابعاً وأخيراً : فإن الانتفاضة المباركة في الأرض المباركة ، هي نيابة عن الأمة كلها في مدافعة المغتصب ، وفضح ألاعيبه ، وكشف أساليبه ، وتعرية وحشيته وغطرسته أمام العالم .
    وهي تذكير حي بقضية الاستعمار اليهودي الصلف الذي دنس هذه الأرض ، وفصلها عن بقية الجسد الإسلامي .
    وقد كانت صيحات المسلمين على منابرهم خلال هذا التصعيد الأخير هي صيحات التنادي للجهاد بشموليته وسعة مفهومه .
    فلنصدق الوقفة مع إخواننا في الضراء ، ولنشاركهم مرارة عيشهم ، إن لم يكن حضورياً ، فليكن شعورياً ، ولنقتسم معهم لقمة الخبز ، وليكن لهم من قلوبنا ، وعقولنا ، ومجالس درسنا وحديثنا ، وإعلامنا ، وصـلاتنا ، وتواصيـنا مايشد على أعـضادهم ، ويواسي جراحهم لنكن( مطريين) هذه المرة :

    <DIV align=center>

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 5:47 am