أَمن اللازم المطرد أن يكون لكل مقدمة و فعل ، نتيجة ؟ و هل هذا مما يرتبط بالتخطيط ، أم انه التكلف بانتظار ما لا يجب انتظاره بعد إستفراغ الوسع في الأخذ بالأسباب ؟
لكن دوام ملك داود عليه السلام وشدته ، وإنعام الله تعالى عليه بسليمان ، كان بعد خطوات إيجابية ، وعدم استسلام لظن اعتراه ، فإذا هو المنيب الصادق ، بعد استغفار وركوع ،
ولم يفرح يونس عليه السلام بإيمان المائة ألف ، وقرَّت بها عينه ، إلا بعد ممارسة الإيجابية في أعلى صورها ، فاعتصام بالتوحيد ، وتسبيح ، و(إني كنت من الظالمين) ،
ويعقوب حين اشتد حبه ليوسف وأخيه ، فإذا بالابتلاء الشديد لتصحيح المسير، والذي كان بأخذ الميثاق ، والدعوة للذهاب ، والتحسس ، والتشبث بالأمل (إني لأجد ريح يوسف) وليصبح حقيقة يتبوأ بها مكانه على العرش ،
والحبيب صلى الله عليه وسلم ، لما عوتب في الإذن والعبوس ، ما زاده هذا إلا إيماناً بدعوته ، وتسليماً لأمر الله تعالى في إبلاغها.
إذن إدراك النتيجة و تحصيلها بعد الفعل كان حاضراً في تجارب الأنبياء على مر العصور ، و لكنه اليوم في أذهان الكثير من المسلمين تحديداً ، ورغم توفر منهجية التفكير الصحيح في القرآن الكريم ، نبع التربية الأول ، ارتبط ارتباطاً سلبياً بالقدر و كأن انتظارها مما ينافي التوكل على الله و اليقين به ، فما الذي أدى بنا إلى هذا الفهم ، و ما إنعكاسات ذلك على واقعنا بكل ما يحمل من أفكار و مشاريع من حيث إتقان أو عدم إتقان آليات الأخذ بالأسباب، من إدارة و تخطيط و متابعة و تقييم و رصد و إحصاء ؟
عام جديد يهل علينا و عليكم بالخير و اليمن و البركات إن شاء الله ، هل لنا من خطة ؟ و هل فيها مساحة لترقب النتائج أم اقتصرت على المقدمات فقط ؟