[url=http://www.alarabiya.net/writers/writer.php?content_id=68450]علي سعد الموسى[/url]
عدت لمنزلي وعائلتي مساء الخميس الماضي متأبطاً قليلاً مما جاد به الوقت والجيب من خراج معرض الرياض الدولي للكتاب، والمعرض وحده، قصة مدهشة، لا بد معها أن نرفع القبعة احتراماً لجهد الرجال الذين أبرزوا إطار الوطن في هذه الصورة الموجبة رغم أن الإعلام كان مهتماً من المعرض بأخبار الإثارة وشيطان التفاصيل. أنا لم آت لكلمتي – منزلي وعائلتي – في استهلال الفكرة عبثاً بقدر ما كان شفقة عليهم من المحتوى الذي حملته بعض الروايات السعودية للدرجة التي صار معها هاجس الخوف أن يقرأها مراهق ما بين الخامسة عشرة وسن العشرين.
[table border=0][tr][td]
[url=http://life.lightbb.com/][/url]
صورة المعرض وصوته اختزلتها بعض الروايات الوطنية المحلية لبعض كتابنا ومبدعينا الصاعدين وبكل صراحة: كان التحليق على مفهوم – الجنس – صوتاً وكلمة طاغية على البناء القصصي في بعض هذه الروايات ولست اليوم في مكان لسرد أسماء الأعمال أو الكتاب، ولكن وبكل صدق مرة أخرى: أنا هنا لا أنفي أن الشذوذ أو معركة الجنس في إطارها غير الأخلاقي لا تحدث في المجتمع السعودي، وأنا هنا لا أنفي أن هذه الأمراض الاجتماعية لا توجد بيننا بنسبة مئوية صاعقة، ولكنني في المقابل، لا أظن أن صورتنا الكاملة في الإطار العام هي جل الصورة التي احتوتها هذه الأعمال الإبداعية من العمل الروائي الصاعد في العامين الأخيرين.
الأدب هو مرآة الشعوب، وصورة الاجتماعيات من داخله والذي يقرأ مثل هذه الأعمال الإبداعية الروائية تحديداً وبزفتها الإعلامية الهائلة حتماً سيصل لقناعات سلبية خاطئة عن صورة المجتمع السعودي في بناء وحبكة وشخوص هذه الروايات. وأنا هنا، لا أتهم هؤلاء بالتزييف، بل بالمبالغة أو بركب الإثارة من أجل الوصول إلى الانتشار وشهرة الاسم، ومرة أخرى، فأنا اليوم، في مقال مشارد، لا أتعرض لقراءة هذه الأعمال من زاوية نقدية أو قراءة أكاديمية تستلزم أدوات التحليل بقدر ما أستعرض الفكرة لسواد القراء من باب مناقشة الظاهرة بلغة مباشرة.
صورة المجمع السعودي في هذه الروايات الصاعدة صورة قاتمة صاعقة، وحتى مع الإيمان الفطري الطبيعي باختلاف النسق في التركيب الاجتماعي، فلسنا مجتمعاً من الملائكة، ولكننا في المقابل أيضاً لسنا حفنة من الشاذين والمنافقين، أو قطعة من بقايا إبليس كما هي بعض الصورة في بعض ما حملته بالخطأ إلى بيتي وأولادي، ثم أكتشف نهاية المساء أنني لا بد أن أجد مبرراً منطقياً كي أسحب من أيديهم بعض هذه الأعمال التي كانت أقرب لأفلام الجنس والصور الخليعة منها إلى عمل روائي يحاول سبر أغوار المجتمع وتحويره تحليلاً في قالب إبداعي. قرأت من قبل صور المغرب العربي في أعمال محمد شكري والشام في إبداعات حنا مينة، ومصر في روايات محفوظ وقصصه المثيرة، والسودان في عرس الزين، ومريود للطيب صالح، وكل هذه الأعمال عكست شخصية البلدان والمجتمعات من حولها في الصورة الطبيعية للنسق الاجتماعي الطبيعي الفطري، حيث تتقاطع محاور الخير والشر، الفطرة والشذوذ، الطبيعي والمستفز، وهؤلاء كلهم رسخوا كالجبال في وجدان مجتمعاتهم وكانوا محل إجماع على أن هؤلاء الكتاب الكبار منتج موجب لثقافة طبيعية.
ما الأسباب التي جعلتنا مجرد صورة شذوذ أو انحراف جنسي في بعض البعض من أعمالنا الأدبية.
أولاً: فورة بواكير الظهور، فنحن في العامين الأخيرين وحدهما أخرجنا للسوق العربي من الروايات ضعف ما أخرجناه في كل الفترة السابقة. وحين يكون الكاتب في حفلة توقيعه الأول في مسيرته الشخصية يلجأ – كالعريس – إلى دوكرة ليلته بصورة مستفزة.
ثانياً: الإيمان بأن الكتابة عمل انقلابي، فكان الخطأ الجسيم أن هذا – الانقلاب – يظن أنه لن يكون دون عوامل الإثارة التي تجلب الانتباه وفي وسط مجتمع مثل المجتمع السعودي، حاول وجاهد أن يلغي ظهور التباين والاختلاف نحو الصورة الكربونية الواحدة لأنساقه.
جاءت هذه الأعمال لتحاول البرهنة على خطأ هذه النسقية عبر الإثارة.
ثالثاً: رغبة الخروج من الهامش إلى المتن بكل ما لتيار الشهرة الجارف من بريق وفي غياب الصور الاجتماعية التي تحتمل عملاً إبداعياً مستوفياً لأركان وشروط المسطرة النقدية، تبقى صور الشذوذ والجنس أدوات جاهزة لمن يفتقد الأدوات الرئيسة التي تأخذه لأن يكون مبدعاً بذات المنوال الذي صار عليه وسار مبدعو المجتمعات الطبيعية.
الظاهرة برمتها تحتاج إلى تحليل يبدأ من باب النقد الثقافي عبر أبحاث عضوية حقيقية، لأن فلاشات اليوم في هذه الروايات هي صورنا في الغد القريب بعد تحميض هذه الصور.
* نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية
[/td][/tr][/table]
عدت لمنزلي وعائلتي مساء الخميس الماضي متأبطاً قليلاً مما جاد به الوقت والجيب من خراج معرض الرياض الدولي للكتاب، والمعرض وحده، قصة مدهشة، لا بد معها أن نرفع القبعة احتراماً لجهد الرجال الذين أبرزوا إطار الوطن في هذه الصورة الموجبة رغم أن الإعلام كان مهتماً من المعرض بأخبار الإثارة وشيطان التفاصيل. أنا لم آت لكلمتي – منزلي وعائلتي – في استهلال الفكرة عبثاً بقدر ما كان شفقة عليهم من المحتوى الذي حملته بعض الروايات السعودية للدرجة التي صار معها هاجس الخوف أن يقرأها مراهق ما بين الخامسة عشرة وسن العشرين.
[table border=0][tr][td]
[url=http://life.lightbb.com/][/url]
صورة المعرض وصوته اختزلتها بعض الروايات الوطنية المحلية لبعض كتابنا ومبدعينا الصاعدين وبكل صراحة: كان التحليق على مفهوم – الجنس – صوتاً وكلمة طاغية على البناء القصصي في بعض هذه الروايات ولست اليوم في مكان لسرد أسماء الأعمال أو الكتاب، ولكن وبكل صدق مرة أخرى: أنا هنا لا أنفي أن الشذوذ أو معركة الجنس في إطارها غير الأخلاقي لا تحدث في المجتمع السعودي، وأنا هنا لا أنفي أن هذه الأمراض الاجتماعية لا توجد بيننا بنسبة مئوية صاعقة، ولكنني في المقابل، لا أظن أن صورتنا الكاملة في الإطار العام هي جل الصورة التي احتوتها هذه الأعمال الإبداعية من العمل الروائي الصاعد في العامين الأخيرين.
الأدب هو مرآة الشعوب، وصورة الاجتماعيات من داخله والذي يقرأ مثل هذه الأعمال الإبداعية الروائية تحديداً وبزفتها الإعلامية الهائلة حتماً سيصل لقناعات سلبية خاطئة عن صورة المجتمع السعودي في بناء وحبكة وشخوص هذه الروايات. وأنا هنا، لا أتهم هؤلاء بالتزييف، بل بالمبالغة أو بركب الإثارة من أجل الوصول إلى الانتشار وشهرة الاسم، ومرة أخرى، فأنا اليوم، في مقال مشارد، لا أتعرض لقراءة هذه الأعمال من زاوية نقدية أو قراءة أكاديمية تستلزم أدوات التحليل بقدر ما أستعرض الفكرة لسواد القراء من باب مناقشة الظاهرة بلغة مباشرة.
صورة المجمع السعودي في هذه الروايات الصاعدة صورة قاتمة صاعقة، وحتى مع الإيمان الفطري الطبيعي باختلاف النسق في التركيب الاجتماعي، فلسنا مجتمعاً من الملائكة، ولكننا في المقابل أيضاً لسنا حفنة من الشاذين والمنافقين، أو قطعة من بقايا إبليس كما هي بعض الصورة في بعض ما حملته بالخطأ إلى بيتي وأولادي، ثم أكتشف نهاية المساء أنني لا بد أن أجد مبرراً منطقياً كي أسحب من أيديهم بعض هذه الأعمال التي كانت أقرب لأفلام الجنس والصور الخليعة منها إلى عمل روائي يحاول سبر أغوار المجتمع وتحويره تحليلاً في قالب إبداعي. قرأت من قبل صور المغرب العربي في أعمال محمد شكري والشام في إبداعات حنا مينة، ومصر في روايات محفوظ وقصصه المثيرة، والسودان في عرس الزين، ومريود للطيب صالح، وكل هذه الأعمال عكست شخصية البلدان والمجتمعات من حولها في الصورة الطبيعية للنسق الاجتماعي الطبيعي الفطري، حيث تتقاطع محاور الخير والشر، الفطرة والشذوذ، الطبيعي والمستفز، وهؤلاء كلهم رسخوا كالجبال في وجدان مجتمعاتهم وكانوا محل إجماع على أن هؤلاء الكتاب الكبار منتج موجب لثقافة طبيعية.
ما الأسباب التي جعلتنا مجرد صورة شذوذ أو انحراف جنسي في بعض البعض من أعمالنا الأدبية.
أولاً: فورة بواكير الظهور، فنحن في العامين الأخيرين وحدهما أخرجنا للسوق العربي من الروايات ضعف ما أخرجناه في كل الفترة السابقة. وحين يكون الكاتب في حفلة توقيعه الأول في مسيرته الشخصية يلجأ – كالعريس – إلى دوكرة ليلته بصورة مستفزة.
ثانياً: الإيمان بأن الكتابة عمل انقلابي، فكان الخطأ الجسيم أن هذا – الانقلاب – يظن أنه لن يكون دون عوامل الإثارة التي تجلب الانتباه وفي وسط مجتمع مثل المجتمع السعودي، حاول وجاهد أن يلغي ظهور التباين والاختلاف نحو الصورة الكربونية الواحدة لأنساقه.
جاءت هذه الأعمال لتحاول البرهنة على خطأ هذه النسقية عبر الإثارة.
ثالثاً: رغبة الخروج من الهامش إلى المتن بكل ما لتيار الشهرة الجارف من بريق وفي غياب الصور الاجتماعية التي تحتمل عملاً إبداعياً مستوفياً لأركان وشروط المسطرة النقدية، تبقى صور الشذوذ والجنس أدوات جاهزة لمن يفتقد الأدوات الرئيسة التي تأخذه لأن يكون مبدعاً بذات المنوال الذي صار عليه وسار مبدعو المجتمعات الطبيعية.
الظاهرة برمتها تحتاج إلى تحليل يبدأ من باب النقد الثقافي عبر أبحاث عضوية حقيقية، لأن فلاشات اليوم في هذه الروايات هي صورنا في الغد القريب بعد تحميض هذه الصور.
* نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية
[/td][/tr][/table]