[url=http://www.alarabiya.net/writers/writer.php?content_id=67274]تركي الدخيل[/url]
لا شيء يدعوني للعجب عجباً يكاد يدهشني، حتى أكاد أطيش، كما قال الإمام ابن الجوزي، إلا أولئك الذين يزعمون أنهم يدافعون عن الدين وينتصرون لرب العالمين بلسان سليط وألفاظ بذيئة، وكلمات شوارعية.
الدين مصدر لتهذيب الأخلاق، وسمو النفوس، والرقي بالناس، والترفع عن الصغائر.
الدين متمثل بنموذج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهو يدخل مكة فاتحاً، فيقول لأهل مكة الذين بالغوا في إيذائه وتفننوا في محاربته: ما تظنون أني فاعل بكم؟! فيجيبون وهم يتخيلون أنهم مستحقون لأي تصرف قد يصدر منه جزاء ما فعلوه به، فيقول تعبيراً عن سماحة الدين: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
الدين هو ذات فعل النبي صلى الله عليه وسلم، مع اليهودي الذي كان يضع الأوساخ والقاذورات في طريقه وأمام منزله عليه الصلاة والسلام، فلا يرد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بعيادته عندما فقد الإساءة وعلم أن ما منع جاره المؤذي منها مرضه.
أقول ذلك، وقد وجدت زميلاً كاتباً بالأمس حزيناً متألماً، فسألته عما به، فأراني نماذج من رسائل نصية بعثها المدافعون عن الدين، بزعمهم، وفيها على سبيل المثال لا الحصر: "تف عليك يا حمار"! (وردت حمار في سبع رسائل). "يا سربوت". ثم أيضاً تجد سباباً عنصرياً مثل "يا بدوي يا متخلف"، أو "يا صمغ يا بياع الفحم".
أعتذر من السادة والسيدات القراء، على إيراد هذه العبارات السوقية، لكني أسوقها هنا (اشتقاقاً من سوقيتها ربما)، لأتعرض لهذه الظاهرة الخطيرة، مع أني منعت منها ما كان مُسِفاً إلى درجة يصعب عرضه في صحيفة محترمة سيّارة.
من ظن أنه ينتصر لله تعالى بالشتائم، فقد أساء أيما إساءة. ومن زعم أنه يدافع عن الدين بأقذع الألفاظ، فقد خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم... إن كان هديه يهمهم، أو كان امتثال سيرته يعنيهم!
*- نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية
لا شيء يدعوني للعجب عجباً يكاد يدهشني، حتى أكاد أطيش، كما قال الإمام ابن الجوزي، إلا أولئك الذين يزعمون أنهم يدافعون عن الدين وينتصرون لرب العالمين بلسان سليط وألفاظ بذيئة، وكلمات شوارعية.
الدين مصدر لتهذيب الأخلاق، وسمو النفوس، والرقي بالناس، والترفع عن الصغائر.
الدين متمثل بنموذج النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهو يدخل مكة فاتحاً، فيقول لأهل مكة الذين بالغوا في إيذائه وتفننوا في محاربته: ما تظنون أني فاعل بكم؟! فيجيبون وهم يتخيلون أنهم مستحقون لأي تصرف قد يصدر منه جزاء ما فعلوه به، فيقول تعبيراً عن سماحة الدين: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
الدين هو ذات فعل النبي صلى الله عليه وسلم، مع اليهودي الذي كان يضع الأوساخ والقاذورات في طريقه وأمام منزله عليه الصلاة والسلام، فلا يرد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا بعيادته عندما فقد الإساءة وعلم أن ما منع جاره المؤذي منها مرضه.
أقول ذلك، وقد وجدت زميلاً كاتباً بالأمس حزيناً متألماً، فسألته عما به، فأراني نماذج من رسائل نصية بعثها المدافعون عن الدين، بزعمهم، وفيها على سبيل المثال لا الحصر: "تف عليك يا حمار"! (وردت حمار في سبع رسائل). "يا سربوت". ثم أيضاً تجد سباباً عنصرياً مثل "يا بدوي يا متخلف"، أو "يا صمغ يا بياع الفحم".
أعتذر من السادة والسيدات القراء، على إيراد هذه العبارات السوقية، لكني أسوقها هنا (اشتقاقاً من سوقيتها ربما)، لأتعرض لهذه الظاهرة الخطيرة، مع أني منعت منها ما كان مُسِفاً إلى درجة يصعب عرضه في صحيفة محترمة سيّارة.
من ظن أنه ينتصر لله تعالى بالشتائم، فقد أساء أيما إساءة. ومن زعم أنه يدافع عن الدين بأقذع الألفاظ، فقد خالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم... إن كان هديه يهمهم، أو كان امتثال سيرته يعنيهم!
*- نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية