[url=http://www.alarabiya.net/writers/writer.php?content_id=67956]فراج إسماعيل[/url]
قيام المغرب بقطع علاقاته الدبلوماسية يوم الجمعة الماضي مع إيران بسبب قيام بعثتها الدبلوماسية بممارسة نشاطات ثابتة على أراضيه، تمس الهوية الدينية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي، هو أول إجراء رسمي يتخذ من دولة عربية أو إسلامية يصب فيما حذر منه العلامة د. يوسف القرضاوي قبل عدة شهور، وأثار هجوما لاذعا عليه من المعجبين بالسياسة الإيرانية وبحزب الله في العالم العربي.
يومها قال القرضاوي إنه لا يجوز التبشير بمذهب في دولة خالصة للمذهب الآخر، وعلى الإيرانيين أن يكفوا عن ذلك، وبدلاً من أن يرد الطرف الآخر بما يطمئن النفوس ويؤدي إلى إزالة هذا التوجس، رد بعنف واعتبر الداعية الكبير عميلا للصهيونية وللهيمنة الأمريكية، وهو اتهام جاهز لديهم لكل مَن يعترض على سياستهم الخاطئة.
القرضاوي ليس وحده الذي حذر من ذلك، منطلقا مما تفعله إيران في بلده مصر، متسترة بيافطة التشيع السياسي، وهي ما ترد به صحافة المحور الإيراني في القاهرة، مبررة إعجابها بطهران وبحزب الله اللبناني!
[table border=0][tr][td]
[url=http://life.lightbb.com/][/url]
هناك أيضا علماء في المغرب والجزائر حذروا بشدة من ذلك، فإيران تستغل التشيع السياسي المتصاعد بعد حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل، ثم بعد حرب غزة الأخيرة، لدعم التشيع المذهبي، ولا تجد غضاضة أن ترعى ذلك بواسطة بعثاتها الدبلوماسية في العواصم المعنية، وهو ما اعتبره المغرب مسوغا كافيا لقطع العلاقات قائلة بالحرف الواحد "إن هذه الأعمال المدعمة، تعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية، وتعارض قواعد وأخلاق العمل الدبلوماسي".
لا أتخيل أن آلاف الكتب التي تقدمها البعثة الدبلوماسية الإيرانية في القاهرة لمتشيعين بارزين ليقوموا بتوزيعها في بعض مدن وقرى مصر، خصوصا في الصعيد بين بعض القبائل التي تقول إنها تنتسب لآل البيت، هو تشيع سياسي فقط. شخصيا اعترف لي أحد كبار هؤلاء بأنه يقوم بتوزيع تلك الكتب في إطار الدعوة المذهبية.
آخر منهم قال لي إن الموضوع يتجاوز الدعم الثقافي إلى المالي أيضا.. أموال الخمس تأتي من طهران إلى جهة تتولى توزيعها في مصر، وهو ما أدى إلى تصدعات داخل كيان المتشيعين المصريين، واتهامات متبادلة بالعمالة، وقيام أحدهم وهو الذي كان يوصف بمفكر التشيع المصري بإعلان ارتداده عن المذهب الشيعي بسبب الطريقة التي توزع بها تلك الأموال!
لا نحجر على العقائد والحريات الدينية، لكن أن تتولاها دولة وبواسطة بعثاتها الدبلوماسية، فهذا شيء خطير، يعد تدخلا في الشؤون الداخلية بشكل يهدد الأمن الاجتماعي والسيادة الوطنية.
في إحدى صحف المحور الإيراني المصري، اشتكى قارئ من قرية في الوجه البحري، من أن شخصا سافر إلى طهران وعاد منها بعد فترة، نجح في تشييع عدد كبير من شبابها العاطل عن العمل نظير دعمهم بالأموال، المثير أن تعليق هذا القارئ كان على مقال لرئيس التحرير يبدي الإعجاب بإيران وبسياستها ويقلل من أهمية تصريح أحد مسؤوليها بأن البحرين هي المحافظة الرابعة عشرة!
لا يعرف أحد مصدر تمويل صحيفتين أو ثلاث صحف على الأقل تصدر في القاهرة، لا تحتوي على أية إعلانات، وبالطبع لا يمكن أن تكون حصتها من التوزيع قادرة على الإنفاق عليها، في سوق لا يوفر سوى مليون ونصف مليون قارئ تقريبا لجميع الصحف اليومية والأسبوعية، تحصل الصحافة الحكومية بالإضافة إلى "المصري اليوم" على نصيب الأسد من هذه الكعكة!
الكلام متداول وكثير عن مال إيراني يوجه لهذه الصحف التي ترفع راية التشيع السياسي والتي تبدي إعجابها بصورة مستمرة بمواقف حزب الله وإيران في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لكن أية جهة مسؤولة في مصر لم تحاول أن تتحقق من ذلك!
لقد وصل الأمر لأن نقرأ مؤخرا الموضوع الرئيس بإحدى الصحف عن"هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم شيعيا أم سنيا؟.. ولا أدري كيف وصل التشيع السياسي إلى هذا الحد الصريح الذي يريدون توصيله إلى الناس في دولة يدين فيها كل المسلمين تقريبا بالمذاهب السنية.. ما عدا عدة آلاف تشيعوا في السنوات الأخيرة!
قرار المغرب يوحي بأن الكيل طفح بها، فبعد 17 عاما من تطبيع علاقاتها مع طهران، لم تستطع أن تتحمل تجنيد إيران للعمل الدبلوماسي في إطار التبشير المذهبي، وإستغلال إعجاب الشباب المغربي بمواقف إيران وحزب الله اللبناني السياسية.. أي أن اليافطة الكبيرة التي تعمل وراءها مماثلة لما هو في مصر، وفي بعض الدول السنية الأخرى، المتمثلة في التشيع السياسي!
تلك النهاية هي ما حذر منها الشيخ القرضاوي، ولم تستوعبه طهران حتى هذه اللحظة، فقد فتحت المغرب أشد الأبواب احتجاجا على الخلط الإيراني بين الفعل السياسي الدبلوماسي وبين التبشير العقائدي، وأتوقع أن دولا سنية أخرى ستفعل الشيء نفسه، فأي تطبيع تسعى إليه إبران لعلاقاتها مع العالم العربي وهي تثير الزوابع المذهبية الخطيرة؟
*خاص بـموقع "العربية.نت"[/td][/tr][/table]
قيام المغرب بقطع علاقاته الدبلوماسية يوم الجمعة الماضي مع إيران بسبب قيام بعثتها الدبلوماسية بممارسة نشاطات ثابتة على أراضيه، تمس الهوية الدينية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي، هو أول إجراء رسمي يتخذ من دولة عربية أو إسلامية يصب فيما حذر منه العلامة د. يوسف القرضاوي قبل عدة شهور، وأثار هجوما لاذعا عليه من المعجبين بالسياسة الإيرانية وبحزب الله في العالم العربي.
يومها قال القرضاوي إنه لا يجوز التبشير بمذهب في دولة خالصة للمذهب الآخر، وعلى الإيرانيين أن يكفوا عن ذلك، وبدلاً من أن يرد الطرف الآخر بما يطمئن النفوس ويؤدي إلى إزالة هذا التوجس، رد بعنف واعتبر الداعية الكبير عميلا للصهيونية وللهيمنة الأمريكية، وهو اتهام جاهز لديهم لكل مَن يعترض على سياستهم الخاطئة.
القرضاوي ليس وحده الذي حذر من ذلك، منطلقا مما تفعله إيران في بلده مصر، متسترة بيافطة التشيع السياسي، وهي ما ترد به صحافة المحور الإيراني في القاهرة، مبررة إعجابها بطهران وبحزب الله اللبناني!
[table border=0][tr][td]
[url=http://life.lightbb.com/][/url]
هناك أيضا علماء في المغرب والجزائر حذروا بشدة من ذلك، فإيران تستغل التشيع السياسي المتصاعد بعد حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل، ثم بعد حرب غزة الأخيرة، لدعم التشيع المذهبي، ولا تجد غضاضة أن ترعى ذلك بواسطة بعثاتها الدبلوماسية في العواصم المعنية، وهو ما اعتبره المغرب مسوغا كافيا لقطع العلاقات قائلة بالحرف الواحد "إن هذه الأعمال المدعمة، تعد تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية، وتعارض قواعد وأخلاق العمل الدبلوماسي".
لا أتخيل أن آلاف الكتب التي تقدمها البعثة الدبلوماسية الإيرانية في القاهرة لمتشيعين بارزين ليقوموا بتوزيعها في بعض مدن وقرى مصر، خصوصا في الصعيد بين بعض القبائل التي تقول إنها تنتسب لآل البيت، هو تشيع سياسي فقط. شخصيا اعترف لي أحد كبار هؤلاء بأنه يقوم بتوزيع تلك الكتب في إطار الدعوة المذهبية.
آخر منهم قال لي إن الموضوع يتجاوز الدعم الثقافي إلى المالي أيضا.. أموال الخمس تأتي من طهران إلى جهة تتولى توزيعها في مصر، وهو ما أدى إلى تصدعات داخل كيان المتشيعين المصريين، واتهامات متبادلة بالعمالة، وقيام أحدهم وهو الذي كان يوصف بمفكر التشيع المصري بإعلان ارتداده عن المذهب الشيعي بسبب الطريقة التي توزع بها تلك الأموال!
لا نحجر على العقائد والحريات الدينية، لكن أن تتولاها دولة وبواسطة بعثاتها الدبلوماسية، فهذا شيء خطير، يعد تدخلا في الشؤون الداخلية بشكل يهدد الأمن الاجتماعي والسيادة الوطنية.
في إحدى صحف المحور الإيراني المصري، اشتكى قارئ من قرية في الوجه البحري، من أن شخصا سافر إلى طهران وعاد منها بعد فترة، نجح في تشييع عدد كبير من شبابها العاطل عن العمل نظير دعمهم بالأموال، المثير أن تعليق هذا القارئ كان على مقال لرئيس التحرير يبدي الإعجاب بإيران وبسياستها ويقلل من أهمية تصريح أحد مسؤوليها بأن البحرين هي المحافظة الرابعة عشرة!
لا يعرف أحد مصدر تمويل صحيفتين أو ثلاث صحف على الأقل تصدر في القاهرة، لا تحتوي على أية إعلانات، وبالطبع لا يمكن أن تكون حصتها من التوزيع قادرة على الإنفاق عليها، في سوق لا يوفر سوى مليون ونصف مليون قارئ تقريبا لجميع الصحف اليومية والأسبوعية، تحصل الصحافة الحكومية بالإضافة إلى "المصري اليوم" على نصيب الأسد من هذه الكعكة!
الكلام متداول وكثير عن مال إيراني يوجه لهذه الصحف التي ترفع راية التشيع السياسي والتي تبدي إعجابها بصورة مستمرة بمواقف حزب الله وإيران في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، لكن أية جهة مسؤولة في مصر لم تحاول أن تتحقق من ذلك!
لقد وصل الأمر لأن نقرأ مؤخرا الموضوع الرئيس بإحدى الصحف عن"هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم شيعيا أم سنيا؟.. ولا أدري كيف وصل التشيع السياسي إلى هذا الحد الصريح الذي يريدون توصيله إلى الناس في دولة يدين فيها كل المسلمين تقريبا بالمذاهب السنية.. ما عدا عدة آلاف تشيعوا في السنوات الأخيرة!
قرار المغرب يوحي بأن الكيل طفح بها، فبعد 17 عاما من تطبيع علاقاتها مع طهران، لم تستطع أن تتحمل تجنيد إيران للعمل الدبلوماسي في إطار التبشير المذهبي، وإستغلال إعجاب الشباب المغربي بمواقف إيران وحزب الله اللبناني السياسية.. أي أن اليافطة الكبيرة التي تعمل وراءها مماثلة لما هو في مصر، وفي بعض الدول السنية الأخرى، المتمثلة في التشيع السياسي!
تلك النهاية هي ما حذر منها الشيخ القرضاوي، ولم تستوعبه طهران حتى هذه اللحظة، فقد فتحت المغرب أشد الأبواب احتجاجا على الخلط الإيراني بين الفعل السياسي الدبلوماسي وبين التبشير العقائدي، وأتوقع أن دولا سنية أخرى ستفعل الشيء نفسه، فأي تطبيع تسعى إليه إبران لعلاقاتها مع العالم العربي وهي تثير الزوابع المذهبية الخطيرة؟
*خاص بـموقع "العربية.نت"[/td][/tr][/table]