تركي بن عبد الله السديري
ما هو هذا العالم المتحضر الذي يستحق أن تحترمه؟..
ذلك الذي يقول إنه ينشر الديموقراطية والثقافة والعدالة ومحاربة الفقر..
هل مجلس الأمن مظلة عالمية يلجأ إليها من تسطو عليهم الاعتداءات فيؤكد المجلس أن العالم في عصر نبذ الهمجية والسطو؟.. أم أنه مظلة غربية بصفة عامة وأمريكية بصفة خاصة حيث لا يؤدي بحماية قراراته إلا ما يتفق مع مصالح استراتيجيات الغرب بصفته العامة وواشنطن بخصوصيات تدخلاتها ومصالحها؟..
ليس الأمر يتوقف عند حدود تجريم إسرائيل، فهذا مليء بالدلائل الصارخة على مدى الستين عاماً الماضية.. ولا تخطئة بعض تصرفات حماس، فذلك في بعضه ترجع أسبابه إلى رفض أن ترسم إسرائيل الخارطة التي تريدها لسكن شعب لم ينصف في أي قرار دولي بشكل إلزامي وصارم يدعمه إنذار العقوبات الصارمة، مثلما هو الحال مع إيران مثلاً التي شاركت فعلاً في تجزئة مشاكل المنطقة دونما أي مبررات منطقية، لكنها لم تصل بعد إلى ممارسات إسرائيل.. نحن أمام سلوك إسرائيلي متكرر، وغض نظر متكرر من قبل السياسات الغربية وحماية معلنة من قبل أمريكا..
الحقائق تقول إن المضامين الإنسانية للثقافة الغربية زائفة وذات خصوصية لا تنطبق على الجميع.. بدليل تصريحات الرئيس بوش منذ ثلاثة أيام وهي دعم مطلق لتل أبيب وإدانة منفردة لحماس..
مازال الإنسان متوحشاً مهما نشر من مظاهر الثقافة وادعاء الإنسانية.. فما يحدث الآن يمكن قبوله لو أن حرباً اشتعلت بين دولتين متجاورتين سواء في آسيا أو إفريقيا وتكون إحدى الدولتين قد رفضت إدانات الأمم المتحدة وأصرت على اقتطاع ما تريد من الطرف الآخر..
نحن أمام وضع مختلف تماماً .. وضع شعب موجود في أرضه منذ آلاف السنين، ويتحدث بلغة واحدة ومعظمه له ديانة واحدة، توافدت عليه منذ ما قبل الستين عاماً هجرات مجهزة بحماية ومشروعية غربية كي تستوطن فلسطين، واستمرت الهجرات تتوافد حتى الآن، ويتم تبعاً لذلك توزيع الأرض باستحداث المستوطنات داخل أرض المواطن الأساسي للأرض.. هذا هو المشهد التاريخي.. موقف حماس كيفما كان الاختلاف معه فلسطينياً أو عربياً أو دولياً يظل حالة اعتراض على منح الوافد الإسرائيلي حق توزيع الأرض..
أين هي الرؤية الدولية حيال ذلك؟.. أين هو موقف الكائن البشري المدعي للحضارة والثقافة من هذا التجهيز غير الأخلاقي وغير الإنساني للاستيطان اليهودي المتواصل داخل أرض هو في الأساس لا يمتلكها ولم يولد فيها..
إذاً نحن أمام استراتيجية سياسية بعيدة المدى تعمل على تجزئة العالم العربي، ومن ناحية أخرى تعمل الاجتهادات الخاطئة أو على الأصح انتهازيات محاولات الاستفادة من الخلافات، مثلما يحدث عند حزب الله الذي ارتجف رعباً فنفى أن يكون متسبباً لما حدث مؤخراً وناورت بعض الأنظمة العربية لمصالحها على حساب حقائق الوضع الفلسطيني..
إن جوهر المشكلة لا يتمثل فقط في ممارسات إسرائيل وحدها، ولا في مظاهر رفض حماس، حيث لو كان هناك قرار دولي صارم لا يوقف العدوان فقط ولكن يقر الحقائق فيمنع امتداد المستوطنات ويعطي القدس مكانتها الإسلامية ويختصر الوجود الإسرائيلي في حدود معقولة لا تحاصر المواطن الفلسطيني لأمكن ردع الإهدار الدموي المخجلة استباحاته لواقع الممارسة الغربية عموماً والأمريكية بخصوصية يعرفها الجميع..
*نقلا عن جريدة "الرياض" السعودية
ما هو هذا العالم المتحضر الذي يستحق أن تحترمه؟..
ذلك الذي يقول إنه ينشر الديموقراطية والثقافة والعدالة ومحاربة الفقر..
هل مجلس الأمن مظلة عالمية يلجأ إليها من تسطو عليهم الاعتداءات فيؤكد المجلس أن العالم في عصر نبذ الهمجية والسطو؟.. أم أنه مظلة غربية بصفة عامة وأمريكية بصفة خاصة حيث لا يؤدي بحماية قراراته إلا ما يتفق مع مصالح استراتيجيات الغرب بصفته العامة وواشنطن بخصوصيات تدخلاتها ومصالحها؟..
ليس الأمر يتوقف عند حدود تجريم إسرائيل، فهذا مليء بالدلائل الصارخة على مدى الستين عاماً الماضية.. ولا تخطئة بعض تصرفات حماس، فذلك في بعضه ترجع أسبابه إلى رفض أن ترسم إسرائيل الخارطة التي تريدها لسكن شعب لم ينصف في أي قرار دولي بشكل إلزامي وصارم يدعمه إنذار العقوبات الصارمة، مثلما هو الحال مع إيران مثلاً التي شاركت فعلاً في تجزئة مشاكل المنطقة دونما أي مبررات منطقية، لكنها لم تصل بعد إلى ممارسات إسرائيل.. نحن أمام سلوك إسرائيلي متكرر، وغض نظر متكرر من قبل السياسات الغربية وحماية معلنة من قبل أمريكا..
الحقائق تقول إن المضامين الإنسانية للثقافة الغربية زائفة وذات خصوصية لا تنطبق على الجميع.. بدليل تصريحات الرئيس بوش منذ ثلاثة أيام وهي دعم مطلق لتل أبيب وإدانة منفردة لحماس..
مازال الإنسان متوحشاً مهما نشر من مظاهر الثقافة وادعاء الإنسانية.. فما يحدث الآن يمكن قبوله لو أن حرباً اشتعلت بين دولتين متجاورتين سواء في آسيا أو إفريقيا وتكون إحدى الدولتين قد رفضت إدانات الأمم المتحدة وأصرت على اقتطاع ما تريد من الطرف الآخر..
نحن أمام وضع مختلف تماماً .. وضع شعب موجود في أرضه منذ آلاف السنين، ويتحدث بلغة واحدة ومعظمه له ديانة واحدة، توافدت عليه منذ ما قبل الستين عاماً هجرات مجهزة بحماية ومشروعية غربية كي تستوطن فلسطين، واستمرت الهجرات تتوافد حتى الآن، ويتم تبعاً لذلك توزيع الأرض باستحداث المستوطنات داخل أرض المواطن الأساسي للأرض.. هذا هو المشهد التاريخي.. موقف حماس كيفما كان الاختلاف معه فلسطينياً أو عربياً أو دولياً يظل حالة اعتراض على منح الوافد الإسرائيلي حق توزيع الأرض..
أين هي الرؤية الدولية حيال ذلك؟.. أين هو موقف الكائن البشري المدعي للحضارة والثقافة من هذا التجهيز غير الأخلاقي وغير الإنساني للاستيطان اليهودي المتواصل داخل أرض هو في الأساس لا يمتلكها ولم يولد فيها..
إذاً نحن أمام استراتيجية سياسية بعيدة المدى تعمل على تجزئة العالم العربي، ومن ناحية أخرى تعمل الاجتهادات الخاطئة أو على الأصح انتهازيات محاولات الاستفادة من الخلافات، مثلما يحدث عند حزب الله الذي ارتجف رعباً فنفى أن يكون متسبباً لما حدث مؤخراً وناورت بعض الأنظمة العربية لمصالحها على حساب حقائق الوضع الفلسطيني..
إن جوهر المشكلة لا يتمثل فقط في ممارسات إسرائيل وحدها، ولا في مظاهر رفض حماس، حيث لو كان هناك قرار دولي صارم لا يوقف العدوان فقط ولكن يقر الحقائق فيمنع امتداد المستوطنات ويعطي القدس مكانتها الإسلامية ويختصر الوجود الإسرائيلي في حدود معقولة لا تحاصر المواطن الفلسطيني لأمكن ردع الإهدار الدموي المخجلة استباحاته لواقع الممارسة الغربية عموماً والأمريكية بخصوصية يعرفها الجميع..
*نقلا عن جريدة "الرياض" السعودية