منتديات نور حياتك



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور حياتك

منتديات نور حياتك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إن الناظر في هذه المنتدى سيجد أن الشموع التي أشعلناها موزعة على مجالات عديدة, لكن يجمع بينها استهداف الارتقاء بشخصيات إخواني وأخواتي في العالم العربي, وتقديم العون لهم على سلوك مسالك الرشاد, والتفوق في كل مجلات الحياة .


    أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ

    Your life
    Your life
    المدير العام على منتديات نور حياتك


    عدد الرسائل : 981
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 101
    تاريخ التسجيل : 15/01/2009

    أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ Empty أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ

    مُساهمة من طرف Your life الثلاثاء فبراير 24, 2009 9:17 pm

    تعبير الرؤى وتأويل الأحلام يقع فيه الحق والباطل والصواب والغلط.
    ولا يوجد في ميزان الشريعة من يؤوّل الرؤيا بالحق ولا يخطئ فيها إلا الأنبياء والرسل ولا يقاس غيرهم عليهم لأمور منها:
    1- أن الأنبياء معصومون بإجماع الأمة, بخلاف غيرهم.
    2- من قال إن فلانا لا يخطئ في التعبير؛ فهذا لا دليل عليه من كتاب ولا سنة ومن القواعد النبوية : كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ.
    3- أن الصحابة والعلماء مع وفرة علمهم وسعته كان يقع لهم الخطأ والصواب في الأقوال والأحكام الشرعية في النصوص الظاهرة بين أيديهم, فكيف بغيرها.
    4- الحكم بأن المعبّر - من غير الأنبياء والمرسلين - يخطئ ويصيب هو ما نصت عليه السنة وفي الصحيحين: بعد ما عبر أبو بكر رضي الله عنه الرؤيا قَالَ له النَّبِي - صلى الله عليه وسلم –: ( أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا )، وهذا لأبي بكر أعلم الأمة بعد نبيها فما بالك بغيره.
    5- الرؤيا جزء من النبوة فتعبير الأنبياء لا يكون إلا بحق وغيرهم ليس له ذلك.
    والرؤيا إعجاز رباني، كون النائم يرى شيئاً ويتحقق في اليقظة, وهي أيضاً إعجاز نبوي تدل على صدق ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم-.
    وينبغي لنا أولاً أن نقيّم اليقظة قبل تقييم المنام, وهذه مسألة في غاية الأهمية في تصحيح التفكير والنظر والسلوك.
    دعونا نتساءل هل أوقاتنا في اليقظة مستثمرة إلى الحد الذي نقول فيه نحن راضون عنها؛ فهي دائرة بين قراءة، أو عمل جاد, أو فكر مبدع, أو حوار بناء, أم أنها تذهب غالباً أدراج الرياح؟
    وإذا كانت الحال هذه فأيهما أهم اليقظة أم المنام؟!
    يقيناً! اليقظة أهم؛ فالإنسان فيها مكلف ومحاسب, والنائم رفع عنه القلم؛ فالنوم في المرحلة الثانية بعد اليقظة, وهكذا التثبت مما يقع للإنسان في اليقظة من أحكام وأقوال وظنون وأحوال مهمة فهو أجدر بالاهتمام والتحري والنظر.
    وكذلك أحاديث الناس في مجالسهم ومنتدياتهم وغيرها, ليست كلها مهمة وجادة- مع اعتبار حاجة الناس إلى الترفيه والتسلية- لكن إذا كانت كذلك فهل نتوقع أن تكون أحاديث الناس مع أنفسهم في نومهم مهمة لدرجة ظن الإنسان أن ما رآه في المنام هو رؤيا ينبغي أن تفسر وتعبّر وتلاحق بالتفكير وتعطى الأولوية؟
    إن غالب ما يجعل الإنسان متحفزاً للرؤيا هو حالة الضيق التي يعيشها فكلما ضاقت الأمور كان الفزع للرؤيا أكثر وأشد.
    ويعتبرها الرائي نوعاً من الفرج من الله عز وجل.
    ولذلك في الحديث: ( إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ أَنْ تَكْذِبَ وَأَصْدَقُهُمْ رُؤْيَا أَصْدَقُهُمْ حَدِيثًا ).
    وقد تكون هذه الرؤيا من الشيطان واستغلاله لحالة الضيق والتبرم والرعب عند الإنسان, فأوحى إليه بما يصنع له حالة من التوتر والاكتئاب والحزن كما قال الله عز وجل: "إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا"[المجادلة:10].
    أو تكون هذه الرؤيا من حديث النفس بسبب هذا الكرب الذي يضيق به ثم هو يفسرها على أساس زيادة الأمر أو نقصانه.
    والمرأة من أكثر الناس اهتماماً بالرؤيا؛ لأنها في الغالب تعيش نوعاً من التضييق من أبيها أو أخيها أو زوجها، فضلاً عن طبيعة المرأة التي جبلت على الرقة، ورهافة الحس والشفافية؛ فتؤثر هذه المعطيات فيها.
    وكذلك غالب السجناء؛ حديثهم إما عن الزيارات والأخبار وما أشبه, وإما عن الرؤى التي رأوها البارحة، وهذا علي بن الجهم لما سجن قال:
    إِلى اللَهِ فيما نابَنا نَرفَعُ الشَكوى *** فَفي يَدِهِ كَشفُ الضَرورَةِ وَالبَلوى
    خَرَجنا مِنَ الدُنيا وَنَحنُ مِنَ أهلها *** فَلَسنا مِنَ الأَحياءِ فيها وَلا المَوتى
    إِذا جاءَنا السَجّانُ يَوماً لِحاجَةٍ *** عَجِبنا وَقُلنا جاءَ هذا مِنَ الدُنيا
    وَنَفرَحُ بِالرُؤيا فَجُلَّ حَديثِنا *** إِذا نَحنُ أَصبَحنا الحَديثُ عَنِ الرُؤيا
    فَإِن حَسُنَت لَم تَأتِ عَجلى وَأَبطَأَت *** وَإِن قَبُحَت لَم تَحتَبِس وَأَتَت عَجلى
    والأزمات التي تمر بها الأمة من حروب وفتن واستضعاف تولد كماً هائلاً من الرؤى؛ فأحداث الحرم عام 1401هـ سبقها وواكبها كم هائل من الرؤى, وتبين أن غالب هذه الرؤى إما من تلبيس الشيطان وإما من حديث النفس, بيد أنها في النهاية سلبية الأثر, وقد يكون ما صح وصدق منها تعبيراً عن حدوث ما حدث فعلاً, وليس دلالة على شرعيته وصدقيته.
    وصاحب غزو العراق للكويت عدد كبير من الرؤى والتفسيرات؛ لأن الإنسان أمام وضع جديد لا يدري عن أي شيء يتمخض؛ فيلجأ ويهرب أحياناً للرؤيا محاولة لاستشراف الأمور.
    التعبير ظن: "وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ"[يوسف:42]. ومع أنه نبي لكنه عبر بالظن حينما بنى نتيجة على رؤيا, فلا يقطع الإنسان بأن التأويل أو التفسير صحيح على وجهه كما عبر.
    والتعبير أيضاً فتوى: "قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ"[يوسف:41].
    وهذه مدعاة أن يتأنى المرء ولا يتسرع فيه؛ فكثيراً ما يضر ضرراً بالغاً, وقد غضب مالك حينما سمع من بعضهم عجلة وتسرعاً, وقال: أيلعب بالنبوة؟!
    وكثيراً ما نعطي الرؤيا أكثر من حجمها, وقد تكون الرؤيا حقاً من الله، لكن يذهب بها صاحبها بعيداً, وربما ربط مصير الأمة برؤياه فيتعاطى معها ويتعامل من خلالها, ويظنها إرهاصاً بتحولات كونية كبيرة, أو تغييرات سياسية, أو على الأقل تحولات شخصية ومفاجآت وفتوح, ولو سأل فقيهاً معبراً لأخبره بأن هذه الرؤيا لا تتعداه هو؛ كمن رأى الساعة وقيامها واعتبر رؤياه مخاضاً جديداً للأمة وأن حدثاً هائلاً سوف يحدث وبدأ يتكلم ويكتب ثم عبرها له معبر أن ثمة خللاً في ساعة يده هو, والأمر لا يتعدى ذلك!
    وهنا نلاحظ الخلل في ساعة عقله وقلبه الذي عطل الكثير من المعطيات ووقف عند تهيوآت منامية, وخواطر نفسية!
    ثم إن ثمة تعبيرات تناسب كل أحد؛ تشبه قراءة الكف, فما من إنسان إلا ولديه هموم ومشكلات وتطلعات وطموح وقضايا معلقة؛ فإن قيل له في رؤياه عندك غم وهم, قال: صدقت وإن كانت جارية حديثة السن قال: تتزوجين, وإن كانت مزوجة قال: تحملين, وإن كان زواجهم قديماً قال: لديكم مشكلات..!
    وإن قيل لديك مشروع, قال: صدقت.
    وقد يعتمد التعبير على نوع من الإيحاء من خلال استقراء شخصية صاحب الرؤيا وهذا يقع كثيراً.
    وقد يكون التعبير قائماً على بعض أوجه الاستعارات والتشبيهات والقياسات فالرؤى مبناها على القياس والاعتبار والمشابهة, فإن إدراك الشيء بالقياس والاعتبار الذي ألفه الإنسان واعتاده أيسر من إدراك شيء على البديهة من غير مثال سابق.
    ومن هذا تأويل اللبن بالفطرة لما في كل منهما من التغذية الموجبة للحياة وكمال النشأة, وأن الطفل إذا خلي وفطرته لم يعدل عن اللبن; فهو مفطور على إيثاره على ما سواه, وكذلك فطرة الإسلام التي فطر الله عليها الناس.
    ومن هذا تأويل البقر بأهل الدين والخير الذين بهم عمارة الأرض كما أن البقر كذلك, مع عدم شرها وكثرة خيرها وحاجة الأرض وأهلها إليها; ولهذا لما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- بقرًا تنحر كان ذلك نحراً في أصحابه.
    ومن ذلك تأويل الخشب المقطوع المتساند بالمنافقين, والجامع بينهما أن المنافق لا روح فيه ولا ظل ولا ثمر, فهو بمنزلة الخشب الذي هو كذلك; ولهذا شبه الله - تعالى - المنافقين بالخشب المسندة; لأنهم أجسام خالية عن الإيمان والخير, ومن ها هنا قال عمر بن الخطاب لحابس بن سعد الطائي وقد ولاه القضاء, فقال له: يا أمير المؤمنين إني رأيت الشمس والقمر يقتتلان, والنجوم بينهما نصفين.
    فقال عمر: مع أيهما كنت؟
    قال: مع القمر على الشمس.
    قال: كنت مع الآية الممحوة, اذهب فلست تعمل لي عملا, ولا تقتل إلا في لبس من الأمر, فقتل يوم صفين.
    فالرؤيا أمثال مضروبة ليستدل الرائي بما ضرب به من المثل على نظيره, ويعبر منه إلى شبهه, ولهذا سمي تأويلها تعبيراً, وهو تفعيل من العبور, ولولا أن حكم الشيء حكم مثله، وحكم النظير حكم نظيره لبطل هذا التعبير والاعتبار, ولما وجد إليه سبيل, وقد أخبر الله - سبحانه - أنه ضرب الأمثال لعباده في غير موضع من كتابه, وأمر باستماع أمثاله, ودعا عباده إلى تعقلها, والتفكير فيها, والاعتبار بها.
    وهذا هو الذي أصبح حرفة لبعض المعبرين, وهو التعبير القائم على المقايسات والاعتبارات والمشاهدات، وهذا فيه مادة واسعة وباب فسيح للغلط، حتى لو كان المعبر عالماً.
    وقد يكون التعبير تلعباً من الشيطان؛ فيلقي الشيطان في نفسه بعض التفسيرات، وهو لا يدري, فحال المعبر ليس مقياساً، لكن كل من كان أصدق وأعلم كان أبعد عن كيد الشيطان.
    وكذلك رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام فليس كل من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام بالضرورة يكون رأى النبي فعلاً؛ فلا بد أن يكون بصفته المعروفة التي وردت في السنة, وكان ابن سيرين والحسن إذا قيل لهما: رأيت النبي في المنام؛ قالا: صفه لنا, فإن كان على الصفة المعروفة, وإلا فلا.
    وعلى الرائي ألا يعتبر رؤيته للنبي -صلى الله عليه وسلم- صكاً لدخول الجنة, وألا يجر على نفسه الغرور.
    ولا بد ضرورة ألا يأمر من رآه بما يخالف الشرع، فالشيطان قد يتمثل للإنسان يقظة ومناماً بالله وبجميع الأنبياء وبالنبي -صلى الله عليه وسلم- على غير صفته.
    وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في المجموع 1/173 في قصة الشيخ عبد القادر الجيلاني قال : كنت مرة في العبادة فرأيت عرشاً عظيماً وعليه نور فقال لي: يا عبد القادر أنا ربك وقد حللت لك ما حرمت على غيرك.
    قال: فقلت له: اخسأ يا عدو الله.
    قال: فتمزق ذلك النور وصار ظلمة, وقال: يا عبد القادر نجوت مني بفقهك في دينك وعلمك... لقد فتنت بهذه القصة سبعين رجلاً.
    فقيل له: كيف علمت أنه الشيطان؟
    قال: بقوله لي: " حللت لك ما حرمت على غيرك "، وقد علمت أن شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- لا تنسخ ولا تبدل.
    والمعصوم من عصمه الله عز وجل.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 13, 2024 4:31 pm