منتديات نور حياتك



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور حياتك

منتديات نور حياتك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إن الناظر في هذه المنتدى سيجد أن الشموع التي أشعلناها موزعة على مجالات عديدة, لكن يجمع بينها استهداف الارتقاء بشخصيات إخواني وأخواتي في العالم العربي, وتقديم العون لهم على سلوك مسالك الرشاد, والتفوق في كل مجلات الحياة .


    بين الثبات والتجديد 3/3

    Your life
    Your life
    المدير العام على منتديات نور حياتك


    عدد الرسائل : 981
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 101
    تاريخ التسجيل : 15/01/2009

    بين الثبات والتجديد 3/3 Empty بين الثبات والتجديد 3/3

    مُساهمة من طرف Your life الأحد فبراير 22, 2009 9:35 pm

    [color=#ff0000]المعنى الخامس :[/color]اهدنا الصراط المستقيم من معانيها الانتقال من الحسن إلى ما هو أحسن منه ، فهناك حسن وأحسن ، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى : ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) ويقول : ( اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم ) فحتى في بعض أوامر الشريعة ثمت تخيير، فهناك تخيير في باب الكفارات ، وهناك تخيير في الحقوق فالإنسان له أن يأخذ الدية ـ وهذا حق له مشروع ، وهو حسن ـ ولكن هناك ما هو أحسن منه، وهو العفو والصفح خاصة إذا كان معه الإصلاح ، ومن ذلك الانتقال من عمل فاضل إلى عمل أفضل منه ، فقد يكون الإنسان منصرفاً إلى عبادة ، والعبادة خير وقربة إلى الله سبحانه، ولكن العبادة نفعها لازم خاص فإن انتقل إلى التعليم وإلى الدعوة فقد انتقل من عبادة إلى عبادة ، لكن العبادة الجديدة أحسن من الأولى ؛ لأن نفعها متعدٍ ، ولهذا كان الزهري ومالك وغيرهم يقولون : إن طلب العلم أفضل من نوافل العبادة لمن صحت نيته وما ذلك إلا لأن العلم فيه نفع للناس بخلاف العبادة فإن نفعها مقصور غالباً على صاحبها ، وهذا كما يكون للفرد يكون للجماعة ويكون للأمة ، فقد يفتح الله تعالى لقوم هم على خير خاص فيفتح الله لهم خيراً أعم وأوسع وأعظم فينبغي أن يغتنموا ذلك وأن لا يضيعوا الفرصة ، وكما قيل : [center]
    [table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=450 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']إذا هبت رياحك فاغتنمها[/font] [/td][font='Times New Roman']
    [td width="10%"] [/td][/font]
    [td width="45%"][font='Times New Roman']
    فعقبى كل عاصفة سكون[/font] [/td][/tr][/table][/center]


    وقد يكون الشيء حسناً ويكون غيره أحسن منه في حال أخرى، وهذا يتجلى في الأخلاق والمواقف ، ولذلك قيل : [center]
    [table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=500 align=center border=0][tr][td vAlign=bottom width="45%"][font='Times New Roman']ووضع الندى في موضع السيف بالعلا[/font] [/td][font='Times New Roman']
    [td width="10%"] [/td][/font]
    [td width="45%"][font='Times New Roman']
    مضر كوضع السيف في موضع الندى[/font] [/td][/tr][/table][/center]
    [justify][color=red]المعنى السادس : [/color]أن يتجلى للمؤمن أو العالم ويثبت له ما لم يثبت لغيره ، وهذا من معاني اهدنا الصراط المستقيم ، ولذا كان الأئمة الكبار أئمة الحديث المتقدمون المحققون يقع لأحدهم ـ بسبب البحث والتحري والاطلاع على الأسانيد ومعرفة الرجال وتتبع طرق الحديث ـ من القطع واليقين والجزم بأن هذا الحديث صحيح ، بل قد يكون عنده متواتر ويحلف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا ونطق به ولا يستثني ويكون محقاً في ذلك باراً راشداً ؛ لأنه تيقن ذلك يقيناً قلبياً جازماً بسبب عملية البحث الطويلة والاطلاع ومعرفة الأسانيد والمتون والطرق والرجال وغيرها فمثل هذا العالم تحقق له من اليقين في مسألةٍ ما لم يتحقق لغيره حتى من العلماء فضلاً عن عامة الناس ممن لم يصلوا إلى هذا ولم يسلكوا طريقه ، فيكون لهذا العالم هداية خاصة خصه الله تعالى بها عرف بها صحة هذا الحديث بل ثبوته بل تواتره أحياناً وأنه ضروري وقطعي ويقيني ما لم يقع لغيره ، ولا يستطيع هذا العالم أن يلزم غيره بذلك ممن لم يسلك هذا السبيل ولم يصل إلى هذه النتيجة، فهـذه أنواع من الهدايات التي يطلبها المرء .
    [color=red]أخيراً : لماذا يقع هذا ؟ [/color]
    هذا التنوع الذي يحدث ويتجدد له أسباب عديدة منها:
    [color=blue]أولاً : [/color]هناك ما هو من باب تجدد الاجتهاد الفقهي والدعوي ودفع التعصب والهوى وترك تقليد النفس ، وهذا يحتاج إلى تجرد والتزام بالنقد وتصحيح المفاهيم والتصورات والأعمال والمواقف والاجتهادات الفردية والجماعية فبسبب ذلك يقع الانتقال .

    [color=blue]ثانياً :[/color]قد يقع ذلك بسبب تغير الظروف والبيئات وأحوال الناس ، فيكون لكل حال ما يناسبها ، الداعية كالتاجر الذي يعرض بضاعته في السوق ، لكن بضاعته ليست سلعةً من سلع الدنيا ، وإنما هي أغلى السلع وأعظمها، بضاعته الهداية والتي ثمرتها الجنة ( ألا إن سلعة غالية ألا إن سلعة الله الجنة ) والتاجر لا يستطيع أن يتحكم في الأسعار ولا في نوعية البضائع ولا في طريقة البيع ولا في الزبائن ، وإنما قصاراه أن يعرض بضاعته على الناس ، وهو إذا كان حريصاً على تسويقها ونشرها وإيصالها فسوف يتلطف ويتذرع بكل وسيلة أذنت بها الشريعة، وسوف يجدد من وسائل العرض والتقديم والتوصل إلى قلوب الناس وعقولهم والتأثير عليهم فيما يحبون مما أباحه الله تعالى ووسع فيه مما هو من التنوع المحمود .
    وهاهي الأنظمة السياسية في العالم الإسلامي كله تغير قراراتها وتغير سياساتها وتحالفاتها بحسب تجدد الأحوال وتغير الظروف.
    وهاهي الدول العظمى والإمبراطوريات الكبرى، كالولايات المتحدة الأمريكية ...تحاول أن تهيمن وتسيطر على معاقد الأمور في العالم كله، ومع ذلك تغير سياساتها وتحالفاتها وتغير خريطة علاقاتها الدولية ومواقفها السياسية والاقتصادية وقوانينها الداخلية إلى غير ذلك بسبب الأحداث التي طرأت.
    فالوقوف والجمود على أمر معين ليس أمراً جديراً بمن يعيشون الحياة وتقلباتها .

    [color=red]ثالثاً : [/color]ومنه ما يكون بسبب تنوع الخبرة والدراية وإحكام التجربة المبنية على عقل الإنسان ، والتجربة لا تحصل للإنسان إلا بخوض الغمرات وقوة الملاحظة والصبر والتدبر ، وما يمنح الله سبحانه وتعالى عبيده من الفهم والإدراك ، ولهذا لما سئل علي رضي الله عنه :هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل البيت بشيء ؟
    قال:"لا.والذي برأ الحبة وفلق النسمة إلا فهماً أوتيه رجل في كتاب الله تعالى ". فالناس يتفاوتون في فهومهم سواء فهمهم لكتاب الله عز وجل أو فهمهم لمجريات الأمور ومعرفة النتائج من مقدماتها [/justify]

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 4:40 pm