منتديات نور حياتك



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور حياتك

منتديات نور حياتك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إن الناظر في هذه المنتدى سيجد أن الشموع التي أشعلناها موزعة على مجالات عديدة, لكن يجمع بينها استهداف الارتقاء بشخصيات إخواني وأخواتي في العالم العربي, وتقديم العون لهم على سلوك مسالك الرشاد, والتفوق في كل مجلات الحياة .


    الانتظار عقدة أم عقيدة ؟ 1/3

    Your life
    Your life
    المدير العام على منتديات نور حياتك


    عدد الرسائل : 981
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 101
    تاريخ التسجيل : 15/01/2009

    الانتظار عقدة أم عقيدة ؟ 1/3 Empty الانتظار عقدة أم عقيدة ؟ 1/3

    مُساهمة من طرف Your life الجمعة فبراير 20, 2009 8:57 pm

    كتب إليّ أحد الأصدقاء سؤالاً عن قصة المهدي ، وما يشاع في الإنترنت عن ظهوره ، وعلاماته ، والرؤى المتعلقة به . وزجّ باسمي ، في دهاليز هذا الموضوع .
    وقد كتبت للأخ ـ في حينها ـ جواباً ؛ أبين فيه أن ما يشاع ليس له أصل وإنما هي أشياء ، لا علاقة لها بالواقع ، ولا تعدو أن تكون إشاعات مُبطلة ، أو تمنيات من بعض النفوس اليائسة المُحْبَطَة .
    ووعدته أني سوف أعالج هذا الموضوع ؛ لأنه يُعبر عن معاناة تعيشها الأمة . هذا الموضوع دعاني إلى مراجعة كلمة الانتظار في القرآن الكريم .
    وأعتقد أن هذا مسلكٌ حسن ، أن نراجع كتاب الله تعالى ، الذي فيه الهدى والنور كلما وقعت واقعة من مثل هذه القضايا ، أو تداعت إلى النفوس ، أو ظهرت ظاهرة تحتاج إلى علاج .. فنظرت في الآيات التي ذُكر فيها لفظ : الانتظار ، أو ما يماثله مثل: التربص ، ونحوها ؛ فوجدت أن الآيات التي تدور في هذا المعنى تنقسم إلى ثلاثة أقسام :
    القسم الأول :
    آيات جاءت في الوعيد بانتظار العقوبة للكافرين في الدار الآخرة ، فيقول لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( انتظروا ) أو مـا أشبه ذلك ،كما في قوله تعالـى في سورة السجدة : "وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ" (السجدة : 28-29) والمقصود بالفتح هنا - والله أعلم - يوم القيامة ؛ بدليل قوله : "لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُون * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ" (السجدة: من الآية 29-30) أي : انتظر نهاية الأمر ، وما وُعدوا به من البعث ، والجزاء ، والحساب ، وهم ينتظرون هذا الأمر أيضاً .
    ومثله قوله تعالى : " يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرا ً" (الأنعام: من الآية158) ، وقد صح تفسير هذه الآية بأنه : طلوع الشمس من مغربها ؛ إذ مع طلوعها لا ينفع نفساً إيمانها .
    وقد يصح أن نقول : إن هذا نوع من آيات الله ، ولذلك قال : " بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ" (الأنعام: من الآية158) لكن هناك - أيضاً – آيات لله -سبحانه وتعالى - أخرى ، مثل : الغرغرة ، فإن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يُغرغِرْ .
    إذاً ينتظرون الساعة الكبرى التي إذا ظهرت علاماتها الواضحة الكبيرة ، كطلوع الشمس من مغربها ؛ لا ينفع نفساً إيمانها .أو ينتظرون القيامة الصغرى التي هي موتهم ؛ فإن الإنسان إذا مات قامت قيامته والعلامات المباشرة للموت هي الغرغرة ، ومشاهدة الإنسان للملائكة ؛ وهم ينـزلون لقبض روحه ، فحينئذٍ لا ينفع نفساً إيمانها أيضاً .
    ولذلك نجد أن الآية دعت إلى العمل ، وإلى الإيمان ، وإلى الإصلاح قبل أن يحال بين الإنسان وبينه بالقيامة الكبرى ، أو الصغرى ؛ لأن قوله : "لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً " (الأنعام: من الآية158) هو: تحضيض ، وتحثيث على العمل ، على الإيمان ، على أن تكسب خيراً ، قبل أن تصل إلى حالٍ لا تتمكن فيها من ذلك .
    فالانتظار - هنا - ليس معناه أن تضع خدك على يدك ، تنتظر شيئاً وتترقبه ؛ بل معناه أن تسارع ، وكأنك تسابق شيئاً تخشى أن يقع .
    القسم الثاني :
    انتظار الوعيد بعقوبات في الدنيا ، إن الكفار - أحياناً - قد يستعجلون العقاب ، على سبيل استبعاده والأمن منه ، كما في قصة هود - عليه السلام - فإن قومه قالوا له : ( أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ " – إلى قوله – " فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِين َ" ( الأعراف:71) ، فهم طلبوا العقوبة ، واستعجلوها فقال لهم : ( فَانْتَظِرُوا) ، وهكذا في سـورة يـونس : " فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِم ْ" (يـونس: مـن الآية102) أي بالعقوبات ، والمثُلات ، والنوازل ، والمصائب ؛ ولهذا يقول : "قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْْتَظِرِينَ" (يونس: من الآية102) أيضاً في سورة هود : "وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ*وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ" (هود:122).
    فانظر كيف جمع بين العمل ، والانتظار ، وتـحدَّى الكافرين "اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ* وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ" يعني : منتظرون مـا يحكم الله تعالى به بيننا وبينكـم ؛ ولهذا قال : "فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّه"(الأعراف: من الآية87) ( قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِين َ) ( الطور:31) وهكذا يكون الانتظار هنا لعقوبات الله تعالى التي تحل بالكافرين .
    القسم الثالث :
    انتظار آية من آيات الله تعالى ، فالكفار كانوا يطلبون من النبي -عليه الصلاة والسلام - أن يأتيهـم بآية من عند الله ، فقد طلبوا أن يقلب لهـم الصفا ذهباً ، أو أن يُسقط عليهم من السماء كِسفاً ، ونحو ذلك من المعجزات ، فكان الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول لهم : "إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ" كما أمره الله - عز وجل - ، وكما في سورة يونس : "وَيَقُولُونَ لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِين َ) (يونس:20) فنلاحظ في هذه الأنماط الثلاثة من الآيات فوائد مهمة جداً :
    الأولى : تفويض الغيب إلى الله -سبحانه وتعالى - في الأمور التي ينتظرها الإنسان ؛ ولهذا قال : ( فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّه ) فنـزول عقوبة مــن الله - سبحـانه وتعالى - ، وقيام الساعة من غيب الله الذي لا يظهر عليه أحداً ؛ قال سبحانه: " إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى" (طـه:15) فالغيب لله - عز وجل -، ولا يظهر الله على غيبه أحـداً "إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ" (الجـن: من الآية27) وهناك أمـور من الغيب لا يعلمها إلا الله - عز وجل -فلا يعلمها مَلَك مقرَّب ، ولا نبي مرسل ؛ ولذلك فإن علم الغيب مما استأثر الله به، ولا يحل لأحد غير مَن أذن الله لـه أن يتقحَّمهُ بأيَّ وسيلة مـن الوسائل ، وقد يجد الإنسان - أحيانـاً - شعوراً نفسياً ، أو أمراً ينقدح في قلبه وقد يُلهم شيئاً ، فيظن ظناً لكـنه لا يجزم بشيء ، وقد يرى رؤيا خيرٍ للمسلمين ، أو رؤيا شرٍ لأعدائهم ، لكن التعبير يظل ظناً كما في سورة يوسف عليه السلام : "وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا" (يوسف: من الآية42) ، فلم يجزم وهو نبي يأتيه الوحي ؛ ولم يقطع في تفسير الرؤيا بشيء ، وإنما ظن ظناً .
    وكذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما حدَّثه رجل برؤيا رآها ؛ فعبرها له أبو بكر ثم قال :فأخبرني يا رسول الله – بأبي أنت – أصبت أم أخطأت ؟
    قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (أصبتَ بعضاً وأخطأتَ بعضاً ) .
    قال : فوالله لتحدثني بالذي أخطأت ؟
    قال : ( لا تقسم ) .البخاري ( 7046) مسلم (2269) .
    فهذه : التوقعات ، والاحتمالات ، والظنون ، والآمال ..باب واسع ؛ لكن لا تعطي الإنسان يقيناً بشيء من علم الغيب ؛ ولهذا قال : " فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّه " (يونس: من الآية20) لأن الانتظار يتعلق بأمر مستقبل .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 2:27 pm